⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
استدارت أرتيزيا مبتعدة عن بافيل وهي تعبس، وعادت إلى مهمتها.
“هاي، هل أنتِ غاضبة؟”
“لا.”
“أنتِ غاضبة.”
“لست كذلك.”
“بلى، أنتِ غاضبة.”
حاولت أرتيزيا إنكار ذلك، وأدارت وجهها بسرعة، لكن إصبع بافيل نقر على خدّها.
وعندما نظرت إليه بعينين غاضبتين، انفجر بافيل ضاحكًا.
“أرأيتِ؟ أنتِ غاضبة.”
“لن ألعب معك، أيها الأمير.”
“أوه، الآن أنتِ غاضبة حقًا؟”
لم تعد حتى تناديه بـ”الأخ بافيل”، بل قالت “الأمير” فقط، وهذا كان دليلًا على أنها منزعجة حقًا.
وبينما كان يرى كم أن الأمر يُسلّيه، ابتسم بافيل وقام بقرص خدها الطري.
“هل كبرتِ لدرجة أنكِ تستطيعين النظر في عيني الآن؟”
“توقّف!”
تحركت أرتيزيا في مكانها تقاومه، وأصدرت صوتًا غريبًا وهي تحاول الإفلات. وعندما تركها أخيرًا، أمسكت بالكتاب والدفتر أمامها وغادرت إلى مكان آخر بعصبية.
لكن بافيل، غير مبالٍ على الإطلاق، تبعها وظل يضايقها. بالطبع، كان هذا أكثر متعة من أداء الواجبات.
“فيمَ تعملين؟”
تجاهلته أرتيزيا. فمال بافيل برأسه لينظر من فوق كتفها.
الكتاب الذي كانت تقرأه كان مجموعة من رسائل نموذجية. وفي دفترها، وُجدت عدة جمل مشطوبة، يبدو أنها لم تعجبها.
“إلى الآنسة غارنيت لودن…”
“آه!”
غطت أرتيزيا الدفتر بسرعة بيدها. حاول بافيل بمكر أخذ الدفتر منها.
لم يكن الأمر بذلك السوء، لكنه كان محرجًا. احمرّ وجه أرتيزيا، وبدأت تُقاوم لتمنعه، لكنه تابع القراءة دون خجل.
“لقد عاد الفصل الذي تضرب فيه الرياح الباردة النوافذ. أرجو أن تنضمّي إليّ في حفلة شاي صغيرة، حيث يمكننا الجلوس بجوار المدفأة وتناول كوب من الشاي الدافئ…”
لكنه توقف عندما رأى وجه أرتيزيا يعلوه الحزن. لو واصل، كانت لتبدأ في البكاء بالفعل.
فتوقف عن مضايقتها وقال بلطف:
“لقد كتبتهِ بشكل جميل. لماذا أنتِ منزعجة؟”
“هذا كذب.”
“ليس كذبًا.”
“كنت تستهزئ بي.”
امتلأت عيناها الكبيرتان بالدموع، وأدرك بافيل فورًا خطأه. لو علم سيدريك، سيكون في ورطة.
“أنا جاد. لقد كتبتهِ بشكل رائع فعلًا.”
“لقد نسخته…”
“لا بأس. هذا هو الغرض من كتب الرسائل النموذجية.”
أعاد لها الدفتر بلطف.
“ليس عليكِ أن تكتبي بطريقة مثالية. لكن، من الذي تدعينه؟”
“السيد سيدريك والآنسة غارنيت…”
بدأت أرتيزيا تعد على أصابعها:
“الآنسة سكايلا والآنسة سلين…”
“وماذا عني؟”
“لن أدعو الأمير بافيل لأنك ضحكت.”
“هاي.”
نادى بافيل بنبرة محتجة، ثم سعل متظاهرًا بالجدية. لم يكن مهتمًا حقًا بحفلات الشاي التي تضم مجموعة من الفتيات، لكنه كان يريد أن يتلقى دعوة على الأقل.
“إذا كنتِ ستدعين سيدريك، فعليكِ أن تدعينني أيضًا. أنا أخوكِ.”
عقدت أرتيزيا حاجبيها:
“إذا كنت أخي، فهل تريد المجيء إلى حفلة الشاي؟”
“ليس لأنني أريد، لكنني سأغضب على الأرجح إن تُركت دون دعوة.”
قال بافيل ذلك من وجهة نظره، لكن أرتيزيا لم ترَ الأمر بنفس الشكل. لقد شعرت أن أي صديقة قريبة تُقيم حفلة ولا تدعوها، فذلك مؤلم.
وتعمّق تفكيرها. كانت هذه أول مرة تدعو فيها أحدًا إلى بيتها.
في البداية، كانت تخطط فقط لدعوة ليسيا وسيدريك، لكن غارنيت أصرّت على أن تتم دعوتها أيضًا، فبدأت التحضيرات مع أنسغار وليسيا.
وعند التفكير في الآخرين، أول من خطر ببالها كان ميلايرا. لكنها تراجعت. كانت تعرف أن والدتها لن تهتم بحفلات الأطفال، وسيدريك لن يحب أبدًا أن تعود ميلايرا إلى هذا المنزل.
لكن، ماذا عن لورانس؟ هل سيشعر لورانس بأنه مُهمَل إن لم ترسل له دعوة؟
لم تكن تعتقد ذلك، لكنها في أعماقها كانت تتمنى أن يشعر بذلك.
كان هناك شيء آخر يشغل بالها.
ترددت قليلًا قبل أن تسأل بافيل بحذر:
“ألا تحب لورانس يا بافيل؟”
قطّب بافيل وجهه:
“ذلك الفتى ممل.”
“إذًا، لا تحبه؟”
تردد بافيل. لم يكن يحب لورانس، لكنه لم يكن يكرهه كما كان غراهام يفعل. لكن أرتيزيا هي شقيقته.
ولو قال بصراحة إنه لا يحبه، فقد يزعجها. لذا، هزّ رأسه.
“ليس كذلك. نحن فقط لسنا مقرّبين.”
هزّت أرتيزيا رأسها بتفهم.
وقررت أن تجمع شجاعتها. رغم أنها لم تكن واثقة من أن لورانس سيحضر إذا أرسلت له دعوة، إلا أنها شعرت أن الأمر يستحق المحاولة.
ربما، فقط ربما، سيغضب لو لم ترسل له دعوة.
**[إلى اللورد سيدريك إفرون.
لقد عاد الفصل الذي تضرب فيه الرياح الباردة النوافذ. سأقيم حفلة شاي صغيرة، ويشرفني أن تنضم إليّ. تفضل بالجلوس بجوار المدفأة، حيث يمكننا تناول كوب من الشاي الدافئ والحلوى، ونتبادل أطراف الحديث.]**
تم إيصال دعوة أرتيزيا إلى سيدريك عن طريق أنسغار. كسر الختم، قرأ المضمون، وابتسم.
بفضل استخدامها لرسائل نموذجية، كانت الكلمات جيدة، رغم أن الخط كان لا يزال غير متقن.
كان الحدث مقرّرًا يوم الإثنين القادم، والمكان هو غرفة الموسيقى في قصر الدوق الأكبر. ضحك سيدريك وسأل:
“من دعت؟”
“لم أتلقَ جميع الردود بعد، لذا لا أستطيع تقديم قائمة الحضور الآن.”
كان ذلك ردًا رسميًا على استفسار الضيف، لكنه كان يحمل شيئًا من البرود. على الأرجح، أنسغار هو من أرسل الدعوات بنفسه.
في العائلات النبيلة، غالبًا ما تتبع العلاقات الاجتماعية بين الأطفال نمط العلاقات بين الكبار. فأبناء العائلات المترابطة يتم تقديمهم لبعضهم مبكرًا، وتستمر هذه الروابط عبر الأجيال.
أما تكوين صداقات من تلقاء أنفسهم، فعادة لا يحدث إلا بعد ظهورهم الأول في المجتمع.
أما ميلايرا، فلم تكن تملك القدرة أو الرغبة في إنشاء مثل هذه العلاقات، وحتى مع الوصاية، كان سيدريك لا يزال صغيرًا ليتولى مثل هذه الأمور.
لكن لحسن الحظ، كانت غارنيت بمثابة جسر، وبمساعدة الفيكونتيسة بيشر التي قدّمت أبناءها، استطاعت أرتيزيا إرسال مثل هذه الدعوة.
فكّر سيدريك في الفتيات اللواتي كانت أرتيزيا قريبة منهن يومًا:
“الآنسة كيشور والآنسة هازيل قد تكونان صديقتين جيدتين. لكن لا يوجد من يربط بينهن حاليًا…”
لم يكن هناك داعٍ للعجلة. كانت أرتيزيا تنمو وفق وتيرتها الخاصة. وعالمها سيغتني تدريجيًا، وستتمكن بنفسها من بناءه.
لكن، مع ذلك، كان متحمسًا لحفلة الشاي. وتساءل ما إذا كانت سترتدي اللون الوردي من الرأس إلى القدمين مرة أخرى، وضحك لنفسه.
ولو علم سيدريك قائمة المدعوين الكاملة التي أعدّتها أرتيزيا، لما كان ليضحك هكذا. لكن بما أن أنسغار عامله كضيف، لم يشاركه قائمة الأسماء.
وهكذا، في يوم حفلة الشاي، وجد سيدريك نفسه وجهًا لوجه مع لورانس أمام غرفة الموسيقى.
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 42"