⚠️لا تجعلوا قراءة الروايات تلهيكم عن الصلاة وعن ممارسة الشعائر الدينية😁
لم يستطع سيدريك إلا أن يبتسم بمرارة أمام ردود فعل التابعين. فبينما بدا من الطبيعي أن يشعروا بالدهشة لرؤية فتى في الثالثة عشرة يطالع هذه الوثائق المالية بمهارة، إلا أن سيدريك – الذي سبق له أن حكم الإمبراطورية – لم يرَ فيها سوى أوراق شخصية بسيطة.
“سيكون من الحكمة التخلص من الضيعتين في الشرق. وحقوق الصيد في البحر الجنوبي… هذه ستكلف الكثير من النفقات الإدارية. بعد بيعها، عليّ أن أُقرر أين أستثمر المال…”
بإرشاده، تم تدوين تفاصيل ممتلكاته بدقة. فلم يكن هناك من يفهم تغيرات العصر وما يحمله المستقبل أفضل منه.
كان معظم ما ورثه عن والدته من أصول جاهزًا للفرز. ولو كان يملك شركة تجارية موثوقة، لكان من الأفضل الاستثمار فيها.
كما أن من الحكمة تصفية بعض الممتلكات والعقارات التي تملكها دوقية إفرون الكبرى في الشرق والجنوب، وإعادة استثمارها في الشمال. وقد تعلم من أرتيزيا كيف يبدأ تلك الخطوة.
خاصةً أنه لم يعد تحت الرقابة الصارمة التي فرضها عليه الإمبراطور سابقًا، وهو ما جعله يشعر براحة أكبر.
قال سيدريك:
“أود قائمة بأسماء الشركات التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تُدار من قِبل إفرون. سيكون من الأفضل إن كانت لا تزال تتاجر في الشمال.”
“مفهوم.”
أجاب مسؤولو الخزينة بأدب، وقد فهموا الغرض من طلبه.
“لا تقلقوا. حين نذهب إلى إفرون هذه المرة، سأتحدث مع التابعين بالتفصيل وسأتخذ القرارات اللازمة.”
تحدث سيدريك وكأنه يقرأ في صدورهم القلق الذي لم يعبّروا عنه بعد، فانحنوا جميعًا احترامًا له.
الآن، انتهت المهام المقررة لليوم. كان من المفترض أن يحضر بعد ذلك درس التاريخ، لكنه كان قد أبلغ المُدرّس مسبقًا بأنه لن يحضر اليوم.
في الحقيقة، كانت هذه الدروس مملة جدًا بالنسبة له. فالتدريب البدني، كالفروسية أو فنون القتال، كان منطقيًا لأنه بحاجة لتدريب جسده على أية حال. أما إعادة تعلم اللغات القديمة والتاريخ، فكان مرهقًا جدًا الآن.
وبالطبع، لم يكن مغرورًا لدرجة أن يظن أنه لا يحتاج للتعلم مطلقًا، لكن مستوى التعليم المقدّم لصبي في الثالثة عشرة كان متدنيًا جدًا بالنسبة له.
“سيبدو الأمر غريبًا إن طلبت فجأة دروسًا أكثر تقدمًا مقارنةً بالأسبوع الماضي.”
لذا، من الأفضل له أن يتبع الجدول الدراسي العادي حتى لو كان مملًا. وهذا ما جعله متحمسًا للذهاب إلى إفرون في أقرب وقت.
وبما أنه تغيب عن الحصص الدراسية طيلة الأسبوع، فقد بدا على أنسغار بعض القلق، لكنه تفهّم الأمر بالنظر إلى المسؤوليات التي تحملها سيدريك. مع ذلك، بدءًا من الأسبوع القادم، لن يكون الغياب خيارًا.
بل إنه ليس خيارًا من الآن.
شعر سيدريك ببعض الارتباك عندما صادف الفيكونتيسة بيشير أمام غرفة الدراسة.
قالت بابتسامة هادئة:
“صباح الخير، اللورد سيدريك.”
“لقد تأخر الوقت على تحية الصباح. أظن أن الفيكونتيسة بيشير جئتِ للبحث عني؟”
“سمعتُ أنك قررت التغيب عن درس التاريخ اليوم. وقد فاتك أيضًا درسا اللغة القديمة والرياضيات البارحة. أما اليوم الذي قبله…”
قال مقاطعًا:
“كانت لدي أسبابي.”
“لا بد أن هناك سببًا وجيهًا لغيابك.”
لو كان بافيل هو الغائب، لاعتُبر الأمر تهربًا واضحًا من الدراسة. وقد قرأ سيدريك هذا المعنى الخفي خلف ابتسامتها، فردّ بابتسامة خفيفة.
قالت:
“أردت فقط أن أنقل لك أن جلالة الإمبراطورة قلقة.”
“أجل، أعتذر إن سببتُ لها أي قلق. لدي الكثير لأحضّر له قبل رحلتنا إلى إفرون. وأعلم جيدًا أن أعظم مسؤولياتي هو أن أتعلم وأُطبّق ما أتعلمه بجد.”
عند سماع ذلك، ابتسمت الفيكونتيسة بيشير تعاطفًا وقالت:
“أنت تنضج بسرعة وتغدو بالغًا.”
“لست مسؤولًا عن نفسي فقط. وإذا سمحت صاحبة الجلالة، أود أن أدعو الآنسة روزان إلى العشاء. ما رأيكِ؟”
“لن يكون هناك جدول عشاء رسمي، لذا أعتقد أنها ستسمح بذلك. العائلة دائمًا مُرحّب بها.”
ورغم أن سيدريك كان الوحيد الذي يُعدّ من العائلة في هذا السياق، لم يشعر بالضيق. ففي العالم الأصلي، أحبت الإمبراطورة أرتيزيا، وغالبًا سيكون الأمر كذلك هنا أيضًا.
ودّع الفيكونتيسة وعاد إلى جناحه.
لكن سرعان ما شعر بالذعر. كان قد خطط لتناول الغداء مع أرتيزيا، لكنها لم تكن موجودة. كما أن أنسغار لم يكن في الجوار.
سأل بقلق:
“أين تيا؟”
خشي أن تكون ميلايرا قد جاءت وأخذتها، فنادى نائب كبير الخدم وسأله. فأجابه بهدوء:
“ذهبت إلى الإسطبلات مع الأمير بافيل.”
“بافيل؟ لماذا؟”
أليس من المفترض أن يكون في حصة التاريخ الآن؟ ردّ نائب الخدم مجددًا بنفس الهدوء:
“جاء هذا الصباح، وتناول الإفطار مع الآنسة أرتيزيا، ثم خرج معها.”
لابد أن هناك حصة فلسفة قبل التاريخ. وكانت هذه من المواد التي يكرهها بافيل، لذا لم يكن غريبًا أن يتغيب عنها.
ومع ذلك، كان من الغريب أن يأخذ أرتيزيا معه.
“هل كان عليّ أن أجيبه بوضوح عندما سألني البارحة؟”
لم يظن سيدريك أن بافيل ناضج بما يكفي ليفهم، وكان الشرح مرهقًا، لذا تجاهله. ويبدو أن بافيل قرر التأكد بنفسه اليوم.
تنهد سيدريك:
“مفهوم.”
كان لديه حدس إلى أين ذهبا، لذا استدار ليغادر. ورغم أن بافيل فضولي ومتهور، إلا أنه لن يُقدم على مقالب خطيرة برفقة أرتيزيا.
ربما…
وبينما تسلل القلق إلى قلبه، أسرع في الخروج.
كان الإسطبل وساحة التدريب الملحقة بالقصر من الأماكن المفضلة لدى بافيل. بل إنها من الأماكن القليلة التي يمكنه فيها ركوب الخيل دون إذن.
“واو!”
صرخت أرتيزيا بدهشة وهي تنظر إلى المهر الصغير الذي رمش لها بعينيه الواسعتين.
قال بافيل بفخر:
“عمره عشرة أيام فقط. أليس لطيفًا؟”
سألت أرتيزيا وهي تُشير إلى الحصان القريب من المهر:
“هل هذه أمه؟”
أومأ بافيل:
“نعم. إنها حصاني. والدي أهداها لي في عيد ميلادي العام الماضي.”
“إنها رائعة الجمال! والمهر لطيف جدًا!”
كانت الفرس ذات اللون البني الفاتح تتمتع بجسم رشيق وجمال واضح. وبالمقارنة، بدا المهر الصغير، بفرائه الطفولي، أشعثًا نوعًا ما.
لكنّه كان لطيفًا جدًا. نظرت أرتيزيا إلى عينيه الهادئتين، مندهشة.
أما الأم، فبدت غير مرتاحة من الغرباء، فمدّت رقبتها الطويلة قليلاً لتحمي صغيرها.
تنهدت أرتيزيا بإعجاب وهمست:
“رائع…”
قال بافيل بحماس:
“هل تريدين ركوبه؟ إنه صغير، لذا لن يكون مخيفًا.”
“ركوبه؟”
لكن الإسطبلي تدخل بسرعة:
“لا! لا يزال صغيرًا جدًا.”
حتى لو كان الأمير هو من أمر بذلك، فلا أحد يُسمح له بالركوب على مهر لم يتعدَّ عمره الأيام القليلة.
بدا على بافيل الانزعاج. فتقدمت أرتيزيا وسألت العامل بلطف:
“هل يمكنني لمسه فقط؟”
“لا بأس. إنه هادئ…”
وبموافقته، مدّت أرتيزيا يدها الصغيرة ولمست بلطف أنف الفرس.
همست بلا وعي:
“إنها جميلة…”
أومأ بافيل برضا:
“أليس كذلك؟ الخيول رائعة حقًا. وركوبها أفضل بكثير!”
سألت أرتيزيا وهي تنظر إلى المهر:
“هل سيكون جميلًا حين يكبر؟”
ابتسم العامل وقال:
“على الأرجح. شكله الآن بسبب فرائه الطفولي، لكنه يشبه أمه كثيرًا.”
همست أرتيزيا بصوت خافت:
“كم هو محظوظ…”
لم يفهم بافيل مغزى كلماتها، فقال بمرح:
“هيا نخرج الآن.”
“نخرج؟ إلى أين؟”
“إلى ساحة التدريب. بما أنكِ هنا، يجب أن تجربي الركوب!”
“آه.”
أمسك بافيل بيد أرتيزيا وبدأ يجرّها.
“لكني لا أعرف الركوب!”
“ستتعلمين!”
صرخ بحماسة. لم يكن بإمكانه تخيّل أن هناك شخصًا لا يريد تجربة أكثر الأشياء متعة في العالم.
نظرت أرتيزيا إلى أنسغار متوسلة بنظراتها، لكنه اكتفى بالضحك.
وفي النهاية… وجدت نفسها تُرفَع على ظهر الحصان.
م.م: هذه الفصول جميلة لدرجة أنني لا أريدها أن تنتهي حقا 🥹💕
Sel
للدعم :
https://ko-fi.com/sel08
أستغفر الله العظيم واتوب اليه
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 15"