كان البطل الأصلي في الرواية الأصلية مفرطًا في القوة.
أم ينبغي أن نقول إن الشريرة هي التي كانت قويةً إلى هذا الحد؟
“يفغينيا، لن يتغير شيءٌ بهذا. عندما كنت تبكين وتصرخين وتثيرين الضجيج طالبةً أن أخطبكِ له، أين كان ذلك كله؟ والآن تأتين لتطلبي فسخ الخطبة، هل يعقل هذا؟”
“لا، لكن يا أبي! في ذلك الوقت لم أكن أعلم أن رايموند مجنونٌ إلى هذه الدرجة!”
“أف! أتتفوهين بمثل هذه الألفاظ السوقية؟”
“……لم أكن أعلم أنه مختلٌ إلى هذه الدرجة!”
لا يمكن أن يحدث هذا.
يا للعجب، مَن مِن الناس يستخدم “غضب الأب” أولا قبل أي شيءٍ آخر؟
لقد هرب ذلك المختل رايموند وهو ينزف دمًا من رأسه، ثم ذهب فورا إلى أبي وأفرغ في أذنيه كل شيءٍ بأدق التفاصيل.
طبعا أسقط كل ذنبه، وقدم الأمر كأنني أنا من غرتُ لأتفه سبب!
“أبي، لقد استيقظت تماما الآن. لقد أدركت ندمي على كل ما اقترفته حتى اليوم!”
“ترددين نفس الكلام الذي قلتِه قبل ثلاث سنوات حرفيًا. وفي اليوم التالي مزقتِ فستان الآنسة آيير، أليس كذلك؟”
“……هذه المرة مختلفةٌ حقا يا أبي!”
ورغم أن صوت يفغينيا كان يقطر ظلمًا، فإن الأب لم يتحرك قيد أنملة.
تنهد تنهدًا قصيرًا، ثم قال بصوتٍ جاد:
“يفغينيا روز مارتيور.”
“……”
“لقد ظهر «الاسم» الخاص بالكونت لارسن على جسدكِ بالفعل، والجميع يعلم ذلك.”
“……”
“هل تعتقدين حقا أن فسخ الخطبة مُمكن في مثل هذا الوضع؟”
لم يخطر ببالها أيُّ ردٍ أو نفي.
ففي هذه الإمبراطورية، كان وزن «الاسم» ثقيلا إلى هذا الحد.
بما أن خطبة العائلتين الدوقيتين الوحيدتين قد ارتبطتُ بـ«الاسم» أيضا، فإن فسخها كان شبه مستحيل كما قال الأب.
‘لكن إن لم أفسخها، فستموت ابنتك الوحيدة يا أبي!’
عندما نظرتُ إليه بعينين تحملان هذا المعنى، صار وجه الأب أكثر جدية وقال:
“هل تعرفين ما هي نقط الضعيف الوحيدة في إمبراطوريتنا، يفغينيا.”
“نعم؟ آه، لا أعرف جيدا……”
“لقد درستِ تاريخ الإمبراطور الأول بالتأكيد. فماذا عن الإمبراطورة الأولى؟”
“أممم……. إذن، حُّب الإمبراطور الأول؟”
“……نعم. حبه الأول، وكانت زوجة أخيه أيضًا.”
اتسعت عينا يفغينيا من قصةٍ لم تتخيلها أبدا.
في دروس الثقافة العامة كانوا يمرون عليها مرور الكرام قائلين إنهما كانا مقرّبين فحسب.
“لقد أشعل تمردًا ليحصل على الإمبراطورة، وكان دليله الوحيد هو «الاسم» الذي ظهر على جسد الإمبراطورة. يبدو أنهم لم يعلموكِ هذا في الأكاديمية.”
“نعم، أبدًا……. فقط قالوا إنهما كانا مقدرين……”
“لكي يمنح تمرد الإمبراطور الأول الشرعية، كان يجب أن يكون لـ«الاسم» قيمةٌ تفوق كل شيء. لا القانون ولا مشاعر الناس يمكن أن تكون أهم منه.”
نظر الأب إلى يفغينيا التي فقدت الكلام، ثم قال:
“إنكار الاسم يعني إنكار العائلة الإمبراطورية، بل إنكار الإمبراطورية الحالية بأكملها. يفغينيا، هل أنتِ مستعدةٌ لفعل ذلك كله فقط لأنكِ «لم تعدِ تحبينه»؟”
“……”
انتفخ وجه يفغينيا التي أغلقت فمها بإحكام غيظًا.
كان التاريخ الخفي للإمبراطورية صادمًا، لكن الأسوأ أنها لا تستطيع إزالة العقبات التي أمام طريقها.
‘التحجج بالفسخ للطعن في العائلة الإمبراطورية فعلا جنون. لكن رايموند أيضًا مجنونٌ حقيقي……’
تنهد الأب تنهدًا عميقًا وهو ينظر إليها بهدوء.
“هوو……. حسنًا، كانت هناك الآنسة ابنة البارون آيير أليس كذلك؟ يقال إنه يعاملها بلطفٍ فقط، فلن يحدث ما تخافين منه. فتوقفي عن التصلب.”
“لا يا أبي، أنا لم أكن أقصد……!”
“اخرجي الآن.”
“أبي!”
لوح الأب بيده كأنه لم يعد يريد سماع المزيد.
لم يكن هناك طريقةٌ لتبرر نفسها له لقد سد أذنيه تماما.
عضت يفغينيا شفتيها بقوة، ثم أومأت برأسها قليلا واستدارت.
تبعها من خلفها تنهدٌ طويل لأبيها.
* * *
“آنا.”
“نعم، آنستي. تكلمي.”
“ما هي الطريقة التي تمكنني من فسخ الخطبة بهدوءٍ تامٍ وبشكلٍّ مثالي؟”
“……آه، آنستي؟”
هزت يفغينيا أصابعها اللامعة بالعطر يمينًّا ويسارًا، ثم مالت برأسها.
“كيف أتزوج من شخصٍ كان يخونني حتى قبل حفل الخطبة، ولا يفكر حتى في إخفاء الأمر؟ أليس كذلك يا آنا؟”
“……هذا، نعم……”
“العائلتان تقولان إنه لا مشكلة على الإطلاق، والشخص نفسه وقحٌ إلى حد أن يتحدث عن عشيقةٍ وما إلى ذلك……. هوو. كم كنتُ عمياء في الماضي؟”
كلما طالت آهات يفغينيا، زادت رجفة آنا.
وضعت آنا قارورة العطر بحذر، وانحنت برأسها عميقا.
رد فعلٍّ حكيمٌ جدًا بعدم التدخل في شؤون حب الأسياد.
ارتجفت كتفا يفغينيا، ثم قالت وهي تطحن أسنانها:
“إنه الآن يعيش حب القرن. أنا أعلم. أحترم ذلك تماما.”
“آنستي……”
“لكن لماذا يصر على إدخالي في حب قرنه هذا، هذا ما أقوله!”
طاخ!
ارتفع غضبها المتدرج حتى وصل إلى قمة رأسها أخيرًا.
قلت سأترككما تعيشان حبكما بسلام، فلِمَ كل هذا الالتصاق؟
بل إن رايموند حتى بدأ يرسل رسائل لم يرسلها طوال حياته.
هزت الورقة التي كتب فيها ثلاث أو أربع جملٍّ قصيرة بلا مبالاة.
بدأ العطر الملطخ على يدها ينتشر ببطء على الورقة.
“آنستي، الرسالة ستتلف!”
“لا يهم. هل تعرفين ماذا كتب فيها؟ يقول لي لا تتصرفي بطفوليةٍ وكوني مثل ستيلا. إنها امرأةٌ فاضلة تقبل منصب العشيقة بتواضع!”
“……”
“مهما فكرت، لا يمكن. سأقلب هذه الخطبة رأسًا على عقب مهما كلفني الأمر……”
غمغمت يفغينيا بصوتٍ كئيب، وغرقت عيناها في الظلام.
في الرواية الأصلية كانت مليئةً بقصة حب رايموند وستيلا المقززة، لكن بين سطورها كانت هناك معلوماتٌ مفيدةٌ أيضا.
على سبيل المثال……
“مارتيور.”
“راي، أحبك، يا رايموندي…… رايموندي الخاص بي……”
“لقد جننتِ بشدةٍ. أن اسمع هذه الاسم مِن امرأةٍ كهذه ترف.”
لم يمنعه أحد وهو يفتح باب السجن بسلاسةٍ ويدخل.
وضع الرجل الغامض الذي ابتسم بتشوهٍ يده على ترقوة يفغينيا المغبرة.
عندما ضغط بقوةٍ كافية لكسر عظمة الترقوة، صرخت وتلوت بجسدها.
“آآآآآخ! رايموندددد!”
“مزعجة.”
تحت كفه، الذي تمتم بصوتٍ خال من العاطفة، انبعث ضوء خافت.
في تلك اللحظة، خرج صوت غرغرةٍ من فم يفغينيا.
كان الألم الذي يخترق جسدها كله شديدًا إلى درجةٍ لا تسمح لها حتى بالصراخ.
لم يعد هناك ضوء على الترقوة التي كان محفورًا عليها الاسم الذي كانت تفتخر به.
بدلا من ذلك، بقيت فقط ندبةٌ بشعة تليق بوضع يفغينيا الحالي.
في الرواية الأصلية، وصفت بالتفصيل الممل الإحباط والألم الذي عانته يفغينيا.
خاصةً لحظة محو “الاسم” الذي كانت تقدسه أكثر من حياتها، بذلوا فيها جهدًا خاصًا.
بعد ذلك، أصبحت يفغينيا المُختلةً تُتمتم باسم رايموند فقط حتى ماتت جوعا، لكن هذا ليس المهم الآن.
المهم هو ذلك الرجل.
الشخصية السرية التي تملك قدرة محو الاسم.
إذا وجدته وجعلته يمحو الاسم؟
‘فسخٌ فوري! ليس شيئًا آخر، الاسم نفسه اختفى!’
لن يصبح هناك مجالٌ للطعن في العائلة الإمبراطورية.
بما أنهم يقدسون الاسم، فإن قول “ربما يكون الحاكم نفسه قد عرف أنني لم أعد أحبه فأزاله؟ هيهي” ببراءةٍ سيمر بسهولة.
لأن يفغينيا لم تكن تبدو ذكيةً أصلا……
على كل حال.
‘المشكلة هي كيفية مقابلة ذلك الرجل.’
لحُسن الحظ، كانت تعرف هويته تقريبا.
‘نوكس. يجب أن أجد ذلك الرجل.’
الرجل الذي يسيطر على أحلك مكان في الإمبراطورية، ومساعد ستيلا.
كان يقول دائمًا إنه يساعد ستيلا فقط من باب التسلية……
‘لكنه جاء بنفسه إلى يفغينيا المسجونة ومحا اسمها، فلا بد أن له غايةٌ ما.’
يقال إن محو الاسم يضع عبئا كبيرا على جسم صاحبه.
‘حرفٌ واحد = ثلاث سنواتٍ من العمر…… رايموند هذا الوغد حتى اسمه طويل، لا يساعد أبدًا!’
لكن مقارنةً بالموت جوعا في السجن، أليس أفضل أن تعيش كإبنة دوقٍّ في ترف حتى لو كانت مدة حياتها محدودةً ثم تموت مبكرًا؟
على أي حال، بما أن الاسم سيمحى، فربما يكون من الأفضل أن أذهب إليه بنفسي وأطلب منه المحو أولا.
……المشكلة هي ما إذا كان ذلك الرجل سيقبل صفقة يفغينيا بهدوء.
‘إما أن يكون له مكانةٌ عالية بما يكفي ليمد يده إلى سجينةٍ في سجن القصر الإمبراطوري، أو قدرةٌ استثنائية. إما أن يقدس الاسم، أو يكره يفغينيا……’
بهذا لا يوجد شيءٌ تقريبٌا يمكنها تقديمه كصفقة؟
‘لا، لا. لنحتفظ بالأمل، يفغينيا روز مارتيور! إذا لم يكن هناك شيء، نصنع شيئًا تافهًا ونقايضه!’
لذلك تحتاج إلى معلوماتٍ أكثر، ولو كانت تافهةً ودقيقة، عن ذلك الرجل.
التعليقات لهذا الفصل " 2"