2
يانغ مي لا تجيد لعن
كانت مفاصلها حمراء من ضغطها على سروال القتالي ولم تكن قادرًة حتى على الرد فورًا على هذين السؤالين الفظين
رمشت بنظرة فارغة وأخفضت جفنيها لتنظر إلى سحاب بنطالها الذي لم يُسحب بالكامل بعد
سألت يانغ مي دون وعي، هل يجب علي أن أخلع ملابسي الداخلية أيضًا؟”
شدت يد الرجل الذي يمسك عجلة القيادة ببطء
ضمت يانغ مي شفتيها وتابعت الحديث
لكن ليس لدي ملابس لأغيرها إذا خلعتها فلن يكون لدي ما أرتديه
كاد صوت النظام الآلي أن يضحك
“ألا تسمعين أنه يتحرش بك ؟”
ردت يانغ مي باحرج وخفضت صوتها، “لكنني الآن في سيارته ويجب أن أنتظر حتى يأخذني للخارج صحراء
صمت النظام
شعرت يانغ مي أنها قد تغضب النظام مرة أخرى
شدت على أسنانها وقالت لرجل الـ 019 هل يمكنك من فضلك التحدث بأسلوب أكثر أدبًا؟”
أطلق رجل ال 019 ضحكة قصيرة مفاجئة
اهتزت السيارة مجددًا دون سابق إنذار ولأن يانغ مي كانت تغيّر ملابسها، لم يكن حزام الأمان مُحكمًا سقطت إلى الأمام مُستندًة بيديها و سقط البنطال الذي كان مُتشبثًا با ساقيها
قال رجل ال019 بنبرة خالية من أي اعتذار
“أنا آسف جدًا”
لم يكن أمامها خيار سوى رفع بنطالها بشكل مُزعج ولأنه لم تستيطع ارتداء البنطال القتالي بالكامل لم يكن أمامها سوى الجلوس تحت ضغط ساقيها ثم ربط حزام الأمان
لحسن الحظ كان هناك حزام في حقيبة رجل ال019
تفحصتة قليلًا قبل أن تلبسه بنفسها لم يلائمها إلا عندما وضعته على الإبزيم الداخلي
ثم توقفت عن الكلام
ورجل ال019 لن يتحدث من تلقاء نفسه أ يضاً
ساد الصمت السيارة للحظة ولأنها كانت مبللة من الداخل شعرت يانغ مي ببعض الانزعاج وهي جالسة وكانت تتحرك من حين لآخر
بدأن تنام ببطء متكئًة على نافذة السيارة
.
.
.
لقد كانت السيارة تسير لمدة ساعة تقريبًا
بعد أن أستيقظت لاحظت يانغ مي البيئة المحيطة لطالما شعرت أن رائحة السيارة غريبة ومنفرة
خفضت رأسها ورفعت طوق قميصها وشمّتها برفق فاكتشفت أن ملابس الشخص الآخر هي التي تفوح منها هذة الرائحة
هل ملابس رجل 019 لها رائحة عرق كريهة؟
يانغ مي فكرت بجدية
لاحظ رجى ال 019 تحركاتها وقال
“إذا كنت لا تريدين ارتدائه يمكنك خلعه لا أمانع أن تكوني عارية في سيارتي
وضعت يانغ مي يدها على عجل
“أنا آسفة
شعرت أيضًا أن ما فعلته كان خطأً
لكن كلمات رجل ال 019 كانت مزعجة للغاية حاولت يانغ مي أن تقنع نفسها بجنون أن ملابسها لا تحمل سوى رائحة الصابون العادية ولا رائحة غريبة
ولكنها كانت تشعر دائمًا أن هناك رائحة سمكية غريبة في الهواء
في جو السيارة الخافت كان مكيف الهواء يعمل على درجة حرارة منخفضة جدًا ورغم البرد الشديد في الخارج ظلت درجة الحرارة داخل السيارة منخفضة جدًا
يبدو الأمر وكأن شيئًا ما يحتاج إلى الحفاظ عليه في درجات حرارة منخفضة
يانغ مي ألتي كانت تشعر بالارتياح إلى حد ما بسبب الزي القتالي الرسمي الخاص با رجل ال 019 بدئت تشعر بالتوتر مرة أخرى قليلاً
لم تكن تعلم ما سيحدث لاحقًا، لو نامت في السيارة واستيقظت في وقت لاحق ألن تنحرف السيارة عن الطريق الصحراوي؟
هل سوف تكون قادرة على تجاوز هذا المستوى؟
ألقت يانغ مي نظرة سرية على رجل ال019 على الجانب لأخر وشعرت أنه على الرغم من أن الطرف الآخر لديه شخصية سيئة كعضو في فريق الإنقاذ
و برغم من أن خلفيته كانت خارج نطاق البشر الطبيعين إلا أنه لا يزال يجب أن يتمتع ببعض الصفات المهنية
هل سوف يحميها إذا واجهت خطرًا؟
شعرت يانغ مي بقليل من البرد فأخرجت معطف من الحقيبة رجل ال019 وارتدتة و دفأ المعطف السميك جسدها بسرعة
كانت الآن مُغطاة بالكامل بالسواد ولم تكشف إلا عن نصف وجهها الأبيض الرقيق كان واضحًا للوهلة الأولى أن هذه ليست ملابسها
كان الأمر وكأنها ترتدي معطف صديقها الكبير تنفست بهدوء وتكئت على نافذة السيارة وعيناها مغمضتان برفق
أصبحت شاحنة البيك اب تسير بسلاسة أكثر فأكثر
شعرت بثقلٍ في منتصف نومها لكنها لم تستيقظ في بداية لأمر
«…..»
وأخيرًا استيقظت من البرد
أفاقت يانغ مي من نومها ووجدت أن السيارة لا تزال تتحرك للأمام على الطريق كان رجل ال019 جالسًا في مقعد السائق لكن الماء كان يتساقط على زي القتال المقاوم للمطر الخاص بة
لقد أصيبت بالذهول للحظة قبل أن تلاحظ أن الطرف الآخر قد فتح نافذة السيارة في وقت ما ويبدو أن المطر على جسده كان قادمًا من الخارج
أغلق رجل ال 019 النافذة السيارة وسأل “مستيقظة؟”
جلست يانغ مي بشكل مستقيم وأومأت برأسها
قال رجل ال 019 “امسحي لعابك
لقد صُدمت يانغ مي للحظة ووجهها تحول الى لأ أحمر
ومسحت فمها بسرعة بظهر يدها
وبعد أن مسحتها وجدت أن يديها نظيفتين ولم يكن عليهما شيء
رجل ال019 قد خدعها عمدا
عادت الحركة الاهتزازية المألوفة
انعطفت السيارة عند الزاوية وتوقفت
فتح رجل ال 019 باب السيارة وخرج في المطر
انحنت يانغ مي بسرعة على نافذة السيارة لترى إلى أين يتجه بطرف عينيها، لاحظت ضوءًا خفيفًا على جانب الطريق المظلم وبعد أن دققت النظر أدركت أنه في الواقع منزل خشبي قديم بسقف أحمر
فهو يتمتع بالأجواء المعمارية للمنازل الحمراء الأجنبية
بالكاد استطاعت يانغ مي أن تفهم من الكلمات الإنجليزية أعلاه أن هذا يبدو وكأنه مطعم وفندق اثنين في واحد ويمكن استخدامه حتى لتزويد السيارات بالوقود وإصلاحها
بدا وكأنّ رجل الـ 019 قد نسى أنها لا تزال في السيارة و دخل مباشرةً دون أن يسأل أيّ أسئلة
كان حذاء وجوارب يانغ مي مبللتين أيضًا شعرت بعدم الأمان الشديد وهي تبقى في السيارة المظلمة بدون مفتاح
كانت خائفة بعض الشيء من الظلام لأنها تشعر دائمًا أن هناك أشياء أخرى في الظلام إلى جانبها في السيارة
كانت تنظر من نافذة السيارة إلى الأضواء الصغيرة الدافئة خارج الفندق وأرادت أن تدفع الباب وتخرج من السيارة لكنها لم تنزل اولاً
قامت بالبحث في حقيبة رجل ال019 وارتدت الأحذية والجوارب غير المناسبة لها وداست على أحذية مارتن السوداء الثقيلة ودفعت باب السيارة بصعوبة وخرجت
استغرق الأمر منها لحظة حتى أدركت أنه يبدو أن هناك شخصًا آخر في المطر الغزير بجانبها
كانت موظفة في الفندق لكنها لم تكن أجنبية بشعر أشقر وعينين زرقاوين بل كانت آسيوية بدت وكأنها تُزوّد صندوق سيارة رجل ال 019 بالوقود
و كان رجل ال 019 يقف هناك تحت السقف وينظر إلى هنا وسط المطر الغزير كان يرتدي زيًا قتاليًا مموهًا مما جعله يبدو خطيرًا للغاية
منعت كف يانغ مي المطر من سقوط عليها
وهي تمشي في الحذائ الأسود لا يناسب مقاسها
واهرولت نحو رجل ال019
لقد نظرت إلى الوراء
لكن الغريب أنها اكتشفت أن الموظفة كانت تجلس القرفصاء على الأرض لسببٍ ما كما لو كانت تنظر إلى شيءٍ ما في الأرض لكن من زاوية يانغ مي لم ترَى سوى الطين والماء يتساقطان من الشاحنة
نظرت يانغ مي الى الأمام مرة أخرى وركضت و وجهها مغطى
وقف رجل ال019 مستقيمًا نصف يده خلف خصره ينظر إلى المطر بنظرة عابرة وفي يده الأخرى كان يحمل علبة السجائر التي التقطها للتو في الفندق ويديرها في يده كما لو كان يريد أن يأخذ نفسًا ويسترخي للحظة
ركضت يانغ مي نحوه وكانت قطرات المطر التي تضرب جسدها تجعل رؤيتها غير واضحة
سمعت صراخًا غامضًا خلفي اخترق سماء الليل الممطرة
كانت يانغ مي خائفًة لدرجة أنها كادت أن تسقط أرضًا استدارت فرئت أن الموظفة التي كانت تُزوّد السيارة بالوقود قد فتحت صندوق الشاحنة الصغيرة دون إذن وألقت معظم جسدها داخله لم تكن تعلم ما رأت لكنها فجأة أطلقت صرخة مرعبة
وبعد أن تفاعل الطرف الآخر لم يصاب بالذعر كالعادة بل غطى فمه وحاول التظاهر بالهدوء
الوقود ممتلئ
ولكن لأن أحداً لم يسحب انبوب تعبئة الوقود، خرجت مياه سوداء من خزان الوقود وضع رجل ال 019 علبة السجائر جانباً وتوجه نحو شاحنة البيك اب
لقد مر بجانب يانغ مي التي كانت لا تزال في حالة ذهول تحت المطر دون أن يلقي عليها نظرة عليها حتى
بدلاً من ذلك ذهب مباشرةً لسحب مضخة الوقود من الخزان ورماها على الأرض و استدار لينظر إلى الموظفة التي هربت إلى الفندق و أخرج شيئًا من خصره وصوّبه بدقة على مؤخرة رأس الموظفة تحت المطر
توقف تنفس يانغ مي وسمعت دويًا هائلًا قبل أن تبصر بوضوح انفجر الدم في الهواء
سقطت الموظفة على الأرض بصوت مدوٍ
بدا أن رجل ال 019 قد حلّ مشكلة صغيرة نظر إلى يانغ مي التي كانت لا تزال في حالة ذهول تحت المطر لم يستطع رؤية تعبيرها وعيناها من خلال النظارات الواقية
رفع رجل ال 019 ذراعيه مرة أخرى
سقطت يانغ مي أرضًا بساقيها الضعيفتين وتناثر عليها الطين والماء حاولت النهوض مذعورًة تحت المطر الغزير و الهرب إلى الفندق
وفي الثانية التالية شعرت بالدوار
كان هناك ارتداد مفاجئ
عندما استعادت وعيها وجدت نفسها فجأةً جالسًة في السيارة وكأن شيئًا لم يحدث والزمن قد عاد الى الوراء
حدّقت في كل شيء أمامها بنظرة فارغة
سارت الشاحنة الثقيلة بهدوء على الطريق الليلي
جلس رجل ال 019 في مقعد السائق بجانبها وهو يوجه عجلة القيادة وينظر إليها جانبيًا
لأن يانغ مي كانت تغطي فمها وأنفها وتتنفس بخوف كما لو كان ذلك بردة فعل منعكسة وتتجعد على شكل كرة باتجاه نافذة السيارة بعيدًا عن الناس
هل كان حلمًا؟ هل كانت تحلم مرة أخرى؟
تمامًا مثل النسخة السابقة، دخلت في حلم
حاولت جاهدًة تهدئة نفسها غطت النصف السفلي من وجهها وأجبرت نفسها الهدوئ
ونظرت حولها بصمت
ووجدت أنه على عكس عندما استيقظت من قبل فإن نافذة رجل ال 019 لم تكن مفتوحة وكان جسده جافًا وليس مبللاً بالمطر
يجب أن يكون هذا حلمًا أليس كذلك؟
أخذت نفسًا عميقًا وردفت رأيتُ كابوسًا
“أنا آسفة على الضجيج
أغمضت عينيها رافضًة تذكر ما حدث للتو حاولت النوم مجددًا لكنها لم تستيطع لم تستطع إلا التظاهر بالنوم وفمها وأنفها مغطى بينما ما كان قلبها ينبض بعنف
كوني يقظة
كانت تشعر بدوار ولم تكن تعلم كم مرّ من الوقت بعد أن شعر بالارتطام المألوف شعرت فجأةً وكأن السيارة قد توقفت
رجل 019 بجانبها بدا وكأنه يفتح باب السيارة ويخرج
هل نحن في هذا الفندق مرة أخرى؟
فتحت يانغ مي عينيها بحذر ونظرت من النافذة فوجدت الظلام دامسًا في الخارج كانت أضواء السيارات العالية مضاءة بهدوء ولم ترى سوى الصحراء المحيطة
ابتلعت ريقها ونظرت إلى الجانب لأخر فقط لتكتشف أن باب السيارة لم يكن مغلقًا تمامًا بل كان مفتوحًا فقط
لا عجب أنها لم تسمع صوت إغلاق باب السيارة عندما واصلو إلى الفندق كان من الواضح أن رجل ال 019
أغلق باب السيارة في وقت سابق
نظرت من خلال مرآة الرؤية الخلفية و لم ترَى سوى رجل ال 019 يتجول خلف صندوق السيارة
و كان المطر غزيرًا لدرجة أنه جرف كل شيء…..
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 2"