لَكن، وَسط كلّ ذَلِك، بَدأ ظلّ مُظلم يُخيم عَلى مُستقبلِ الأُختِ الذي ظَنّت أنّه سَيَكون بخير.
كانت الأُخت تَقضي أيامًا مَشغولة بالتحضيرِ لحفلِ الزفافِ ودراسةِ إدارة الإقطاعية.
لِيانا، رُغم انشغالِ أُختها، تَرجّتها أنْ تقومَ بتجربةِ فستانِ الزفافِ الذي شَارفَ على الاكتمالِ.
“آه؟”
كَانت الأختُ منبهرةً بالتطريزِ الفخمِ على الفستانِ البسيطِ، لكن لِيانا لاحظت أن الفستان أصبحَ واسعًا قَليلًا، فَأمالت رأسها بتساؤلٍ.
عِندما جَرّبته الأختُ أولَ مرة بعدَ الخطوبةِ، كان مُناسبًا تَمامًا.
“أُختي، هَلّ فَقدتِ بَعض الوزنِ؟”
“… رُبما، لقد كنت مشغولة كثيرًا.”
لكن وجه أُختها لم يكنْ بصحةٍ جيدةٍ أيضًا.
بالفعل، كانت الأخت مُؤخرًا دَائمًا مشغولة.
“لا تُرهقي نَفسكٍ. صحتكِ هي الأهم.”
“نعم، أعلمُ ذَلِكَ.”
قالت لِيانا ذَلِكَ بقلقٍ، بينما ابتسمت أُختها مُطمئنةً.
لكن بعدَ ذَلِكَ بدأت الأخت تَزدادُ نحافةً، وصارت تَمرضُ وتُلازمُ الفراش أكثرَ فأكثر.
“يجب أنْ نذهبَ للطبيب…”
“لا، لا يمكنْ. سَيُكلفنا المالُ.”
قالت الأخت ذَلِكَ وهي شاحبةُ الوجهِ، وهي تَهزُ رأسها رافضةً.
عِندما خُطبت الأخت لناريج، كان لا يزالُ هُناك بعض الديونِ التي خلّفها الوالدان.
ولأن وراثة اللقب واستعادة الإقطاعية كانت مَشروطة بسدادِ تِلك الديونِ، فقد قامت عائلة فيكونت هورد مُؤقتًا بتسديدها نيابةً عَنهم.
وبفضلِ ذَلِكَ، كانت التحضيرات لاستعادة الإقطاعية تَسيرُ على ما يرام، وكان مِنْ المتوقعِ أن يُسمح بذلك وقت الزفاف.
لكن كان مِنْ شروطِ الفيكونت هورد للموافقةِ على الخطوبةِ أن تُسدَّد تِلك الديون قبل الزفاف بسنة.
لذا، إن تأخرَ سَداد الديونِ، سَيتأجل الزفاف أيضًا.
وإن طالَ التأجيل كثيرًا، فقد تُفسخ الخطوبة ذَاتها.
كانت الأخت لا تجيدُ العملَ، لكنّها كانت تَبحث بيأسٍ عمّا يُمكنها فعله، وتَدخر المال قليلًا شيئًا فشيئًا.
جني المال أمرٌ صعبٌ جدًا.
وإنْ ذهبت للطبيب، فسيتبخر ذَلِكَ المال بسهولةٍ – والأخت تعرف ذَلِكَ جَيدًا.
ولِهَذا، كانت تردد أنّها مُصابة بزكامٍ فقطَ، وأنّها سَتتحسن بعد النوم، فلم تستطع لِيانا إحضار الطبيب لها، واكتفت بالمراقبة.
لَكن حالة الأخت ازدادت سوءًا.
لِماذا خطيبها لا يلاحظ كم أصبحت نحيفة؟
عِندما عَبّرت عَن غضبها، قالت الأخت إنَّها كانت تُخفي الأمرَ عَنه، ودافعت عنه.
كانت تَرتدي مَلابس فِضفاضة لإخفاءِ نَحافتها، وتقولُ إنَّها تَتبع حِمية استعدادًا للزفاف كيّ تُبررَ فقدانها للشهية.
“إن استمرَّ الحالُ هََكذا، سَتنهارين قبلَ الزفافِ. سَأقومُ أنا بسدادِ الدينِ. لِذا، دَعينا نُحضرُ الطبيبَ، أرجوكِ.”
“لكن…”
“إنْ لم تتحسني، فقد يُؤجل الزفافُ.”
وبعد إلحاحها، وافقت الأختُ أخيرًا، فقررت لِيانا استدعاء طبيبة باستخدامِ ما ادخرته مِنْ أجور عملها.
رُغم قِلة المالِ، لا يُمكن عَرض فتاة نبيلة غير متزوجة على طبيبٍ مِنْ العامةِ.
لِذا استعانت بطبيبةٍ تَعرفها العائلةُ منذُ زمنٍ، وجاءت لزيارة المنزل في اليوم التالي.
كانت الطبيبة تُدعى أماريا، امرأة في عُمرِ الأم تقريبًا. فحصت الأخت بدقةٍ، ثُم ظهرت على وجهها ملامح القلق.
[فيبي:عاجبني اسم الطبيبة🥹🤏]
رُغم أن الأخت كانت تجيبها في البدايةِ، فقد غلبها التعب ونامت وسط الفحص.
لم تكنْ الأخت تنام أبدًا أمام الغرباء سابقًا.
رُبما ضعف جسدها الشديد هو السبب.
تركوا الأخت نائمة، وانتقلت لِيانا مع الطبيبة إلى غرفة الاستقبال.
كانت أماريا متجهمة، مما جعل لِيانا تشعر بالقلق.
“دكتورة، ما حالة أختي؟”
بمُجردِ جُلوسها، سألتها لِيانا ذلك.
“إنّها مصابة بمرضٍ عصيب.”
نظرت أماريا إلى لِيانا بعينين مليئتين بالشفقة، وأخبرتها أن هذا المرض نادرٌ بين النبلاءِ، ويصيبُ النساء الضعيفات.
يُسبب ضعفًا تدريجيًا في الجسد، ويؤدي إلى فقدانِ الوزنِ، ثُم صعوبة في الوقوفِ، وفي النهاية ضعف في البصر.
شرحت لها كيف تتدهور الحالة، وغالبًا ما تنتهي بالوفاة بسبب الضعف الشديد.
“أختي…”
ارتعشت يدّا لِيانا وهي تَشدُّ قبضتيها.
“… هل لهُ علاجٌ؟”
“نعم، تَم اكتشاف دواء جديد فعال له مؤخرًا. كان مرضًا لا يُرجى شفاؤه في السابق، لكن هذا الدواء… فعال جدًا. ولكن…”
كان الدواء مُكلفًا للغاية.
“أرجوكِ. سأوفر المال مهما كلفَ الأمرُ. فقط أعطي أختي ذَلِكَ الدواء. إنَّها على وشكّ الزواج.”
انحنت لِيانا مِرارًا للطبيبةِ تَوسلاً.
كانت أماريا في حيرة، تُريدُ مُساعدتها، لكنَّها أوضحت أنَّ الدواءَ باهظٌ جدًا ولا يُباع إلا بدفعٍ مقدم.
كما أن عليهم تجربته لمدة ثلاثين يومًا لمعرفةِ ما إذا كان فعالًا.
وإذا أظهر الدواء فعالية، سيتوجب الاستمرار عليه.
وحسب الحالات السابقة، فإن الشفاء الكامل يحتاج إلى عامٍ مِنْ الاستعمالِ المستمرِ.
وسِعرُ الدواء لمدة عام يُعادل تقريبًا قيمة ديون الوالدين.
“كلّ هَذا المبلغ…”
تفاجأت لِيانا بشدة، لكن حياة أختها لا تُقدَّر بثمنٍ.
مهما كان الثمن، يجب أن تُدبر المال وتُعالج أختها.
“هل نبدأ أولًا بالثلاثين يومًا مِنْ التجربة؟”
“نعم. أرجوكِ. سأوفر المال.”
استغرق طلب الدواء خمسة أيام.
وتمّ الاتفاق أن تَعودَ الطبيبةُ للزيارةِ بعدَ خمسة أيام، وأن يكون ثمن الثلاثين يومًا مِنْ الدواءِ جَاهزًا حِينها.
“إذًا، أراكِ بعد خمسة أيام.”
“نعم، أَشكركِ جزيلَ الشُكرِ.”
أوصلت لِيانا الطبيبة أماريا إلى الخارج، ثُم عادت إلى غرفةِ أُختها.
-ترجمة فيبي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 9"