7
ثُم إنَّه في بيتِ فيكونت هورد، حدثت بعض المشاكل البسيطة بسبب وجود “الشريرة لانا”، ولكن في النهاية، تَمّت خطوبة الأخت وناريج بسلامٍ.
كان والدا ناريج، الفيكونت وزوجته، في حيرة شديدة بشأن خطبته مِن فتاة يُوجد في عائلتها “الشريرة لانا” ذات السمعة السيئة، حتى وإن لم تكن الأخت إيسلي لها علاقة مباشرة بالأمرِ.
لكن ناريج أقنعَ والديه، قائلًا إنَّه سيكون هو مَن سيتزوج في عائلة أخرى، وإن حدثت أيّ مشاكل مستقبلًا، فلا بأس لديهم أن يقطعوا العلاقة تمامًا.
وبسبب عزيمة ابنهما، وافق الفيكونت هورد على الخُطبة ولكن بشرط: أن يتم تسديد ديون والديّ الأخت المتبقية بِحلول موعد زفافهما بعد عامٍ.
وإن تحقق ذلك، سيكون ناريج قادرًا على وراثة لقب كونت كاروتا.
فقد توفي والداها، وتنتشر شائعات عن وجودِ امرأة سيئة السلوك في عائلتها، لذا فإنّ زواج ناريج بها لم يكنْ أمرًا بسيطًا بالنسبة لعائلة هورد، التي كانت ترى أن تأمين مستقبل ابنها أهم مِن أيّ شيءٍ آخر.
لكن تِلك الديون لا تزال موجودة.
ورُغم أنّه مِن الصعبِ تسديدها بالكامل خِلال عام، حتى لو عَملا بجد معًا، إلا أنّهما تمكّنا مِن إعلانِ الخُطوبةِ، ولعلّ هَذا يَجلبُ مُستقبلًا سَعيدًا لأُختها مع مَن تُحب.
ورُغم أن تصرفات ناريج تِجاه ليانا أحيانًا تُثير بعض الشكوكِ، إلا أنّها شعرت أنّه يُحب أُختها بصدقٍ، ولذلك يُمكنها أن تَترك أُختها بين يديّه بثقةٍ.
وهكذا، تَقررَ أن تحضر ليانا حفل إعلان خطوبة أختها وناريج، مُتقمّصة دور “الشريرة لانا”.
كان الحفل يُقام في بيت فيكونت هورد.
وكان مِن المُفترضِ أن يُقام في بيت كونت كاروتا، حَيثُ مِن المفترض أن يدخل ناريج كزوج، لكن بسبب قِدم القصرِ وقِلة الخدمِ، تَكفلت عائلة هورد بتنظيمِ الحفلِ.
وَسط نظراتِ الناس المتجمعة، سارت ليانا بِخُطى ثابتةً نَحو العروسين، أُختها وناريج، وهما بطلا الليلة.
كانت ترتدي فستانًا لافتًا للنظر ومترفًا، تَمامًا كمّا كانت تُحب الفتاةُ الراحلة “لانا”، ابنة كونت تويت.
ومُنذُ وفاة الكونت تويت، لم تظهرْ “الشريرة لانا” أمام الناس، وهَذا أول ظهور لها مُنذُ ذَلِكَ الحينِ.
ورُغم أن ليانا كانت مَحط أنظارِ المتطفلين، لم تُبدِ أيّ اهتمامِ، ومَضت واثقةً، مُتقمصة شخصية لانا كمّا كَانت تَفعل أُختها في السابقِ.
كَانت تأمل في قَرارة نفسها أن يكون الناس قد نسوا أمر “الشريرة لانا”، لكن للأسف، لم يكنْ ذَلِكَ صَحيحًا.
كانت أُختها واقفة إلى جانب ناريج، مرتدية فستانًا أنيقًا وهادئًا كان هدية منه.
فنادتها ليانا قائلة: “أختي العزيزة”.
وفَور سماع تِلك الكلمة، تَعالت همسات بين الحضورِ، “إذًا الشائعة كانت صحيحة؟”
لم تكنْ ليانا أو أختها تَعلمان، لكن شائعة تقول إنّ “الشريرة” هي في الواقع إحدى بنات عائلة كونت كاروتا كانت قد بدأت في الانتشارِ.
ويبدو أن ناريج نَفسهُ كان قد سمعَ بها، ورُبما نشرها أحد أصدقاء كونت تويت.
والآن، بعد أن ظهرت ليانا بزي لانا ونادت أختها علنًا، صار واضحًا أن “الشريرة” هي الأخت الصغرى، لا الكبرى.
فقالت ليانا بابتسامة: “مبروك على الخطوبة”.
فردت الأخت بصوتٍ خافت ووجه شاحب: “…شُكرًا”.
كان واضحًا أنّ شُحوبها ناتجٌ عَن إحساسها بالذنبِ لأنّها حَمّلت أُختها عبء لقب “الشريرة” بَدلًا عَنها.
لكن مِن منظور ناريج، بَدّت خائفةً مِن ليانا، فَتقدمَ لِيقف بينهما كحامٍ لخطيبته مِن ليانا.
فقال بنبرة منخفضة لا تسمعها الأخت(المقصود الأخت هنا إيسلي): “إن كُنتِ سعيدة فعلًا، فلا تقتربي مِنها بعد الآن”.
هذه الكلمات الباردة جرحت ليانا، لكنها تفهمت السبب، فهو يرى فيها “الشريرة لانا” ويُحاول حماية مَن يحب.
لذا كان على ليانا أن تتحمل ذلك مِن أجلِ سَعادة أختها.
(لا تقلق… سأرحل مِن هذا البيت قريبًا)
ليانا كانت دائمًا مُستعدة للرحيلِ إن كان ذلك في مصلحة أختها، لكنّها تعرف أن لا أحد سيصدقها لو قالت ذلك الآن، وحتى أختها لن ترضى بذلك.
تظاهرت بأنّها لم تسمع كلام ناريج، ثُم التفتت نَحو أختها مجددًا.
“قدمتُ التهنئة، والآن أنا متعبة، سأرحل.”
خَشيت إن بقيت طويلًا أن يكتشف الناس أنّها ليست “لانا” الأصلية، لذا قررت المغادرة بسرعة، متجاهلةً النظراتِ المستهجنة خَلفها.
اقترب مِنها بعض الناس محاولين الحديثَ معها، لكنها تهربت منهم بلباقة.
(هل كل شيء على ما يرام الآن؟)
وحين جلست وحدها في عربةِ عائلة كاروتا الضيقة، شَعرت بالقلقِ.
هلّ نَجحَت في تقمص دور “الشريرة لانا” أمام الجميع دون أن تُثير الشكوك؟
لم تحضرْ حفلًا مِن قبل في حياتها، لكنّها حاولت أن تطمئن نفسها بأنّها أدّت الدور كمّا يجب، وقررت العودة إلى منزل كاروتا قبل أختها.
وخطتها كانت أن تشارك في عدةِ مناسباتٍ قادمة أيضًا بدور “لانا”، حتى تتزوج أختها، ثُم ترحل بعدها.
فزواج أختها مِن ناريج مشروط بسدادِ ديون والديّها.
وإتمام خطبتهما، وإجراءات توريث ناريج للقب الكونت، وتقديم طلب استعادة الأراضي المحجوزة مِن قبلِ العائلةِ الملكية.
وكانت عائلة هورد قد تكفلت بسدادِ كُل تِلك الديونِ.
وبفضلِ ذَلك، سيتمكن ناريج مِن وراثةِ اللقبِ مباشرةً بعدَ الزواجِ.
وكان هذا الشرط الوحيد الذي فرضه الفيكونت هورد كي يوافقَ على الزواجِ.
لذا إن تمكنت ليانا مِن تسديد كامل المبلغ الذي سدده الفيكونت، ستتمكن أختها مِن الزواج.
ولهذا، كانت ليانا تعملَ بجهدٍ مضاعف.
ساعدتها أختها في العمل أيضًا، لكنها طلبت منها أن تُركزَ على دراسةِ إدارة الأراضي لدعم زوجها المستقبلي ناريج.
فبعد الزواج، سيتوليان مباشرة مسؤولية اللقب والأرض.
وأختها، التي تعرف بأنّها ليست بارعة في الأمورِ العمليةِ، شعرت بالذنب، لكنّها كانت دائمًا مَن دعمت بيت الكونت كاروتا.
أمّا ليانا، فقد أدركت اليوم بعد أن ظهرت بشخصية “لانا”، مدى صعوبة الأمر.
وأدركت كم تأذت أختها مِن نظراتِ الازدراء والكلمات القاسية التي تلقتها مِن الناسِ.
ومقارنةً بذلك، كلمات ناريج الجارحة لم تكن شيئًا يُذكر.
-ترجمة فيبي
~~~~~~••••••°°°••••••°°°••••••~~~~~~~
الواحد معدش مستحمل أكتر فكوني علي خطيب أختها ده،عايزة أضربه قلمين علي وشه
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 7"