6
「…حَتى الفِيكونت هُورد، فَرِحَ بِخُطبتي. فَقط، قَبل أنْ يَمنحَ الإذن رَسميًا، قالَ إنّه يُريدُ أنْ يَسألني عَن شيءٍ مَا».
«يَسأل عَن شيءٍ؟»
أَومأت الأختُ بهدوءٍ.
«الفيكونت هُورد كان لَهُ صديقٌ مُقرّب مُنذُ زمنٍ طويلٍ. ويَبدو أنْ ذَلِكَ الصديق كان على علاقةٍ جيدةٍ أيضًا بالكونت تويت».
«!»
عِندما سُمِي الاسم الذي كانت تَخشاه، سَحبت ليانا يَدها مِن ظهرِ أُختها لا إراديًا، وقبضت يَديّها بقوةٍ.
هل مِن المُمكن أن الفيكونت هورد عرفَ بأنّ أُختها كَانت تُعرف سَابقًا باسم “المرأة الشريرة لانا”؟
«ذَلِكَ الشخص قَالَ إنّه، بطلبٍ مِن الكونت تويت، قَامَ مرةً واحدةً فَقط بإيصالِ شَريكته إلى منزلها. وأنا أتذكرَ ذَلِكَ جَيدًا. لقد اضطر الكونت للعودة إلى قصره بسبب أمرٍ طارئ، فطلبَ مِن صديقه أنْ يوصلني».
«نعم، أنا أيضًا أتذكر. لكنّكِ، يا أختي، نزلتِ مِن العربةِ بالقربِ مِن القصرِ وعُدتِ مشيًا على الأقدامِ، أليّس كَذلك؟»
تَذكرت ليانا ما حدثَ آنذاك، وقالت ذلك.
بالفعلِ، كانت أختها قد خرجت إلى حفلة ليلية مع الكونت تويت، لكنّها عادت بمفردها.
حِين عادت، قالت إنّ صديقَ الكونت أوصلها، لكنّها لم ترد أن يعرف أين تعيش، فنزلت قَبل الوصولِ وعادت مشيًا.
«صحيح. لكن ذلك الشخص، بدافعِ الفضولِ لمعرفةِ مَن هي لانا الحقيقية، بَدأ يبحث عَن أيّ منزلٍ في المنطقةِ يَسكنهُ فتاةٌ شابة».
رُبما ظن ذَلك الصديق أيضًا أن الكونت تويت كان يتعرضَ للخداعِ مِن قبل فتاة صغيرة، فأرادَ التأكدَ بنفسهِ.
وفي النهاية، ظهر اسم عائلة كاروتا، وهي العائلة التي فقدت الوالدين فجأة، وغرقت في الديونِ.
«الفيكونت هُورد شكّ فِي أنّني أنا أو ليانا هي لانا. والآن وقد وَصلت الأمور إلى هذا الحدِ، لا يُمكنني إخفاءِ الأمر أكثر. عليّ أن أخبره بالحقيقة… لكن…»
بعد أن تَجاوزت الأوقاتِ الصعبة، وبعد أن وَجدت أخيرًا مَن تحب، كانت على وشكّ إعلان خطوبتها.
تفكير ليانا في مشاعر أختها آنذاك كاد أن يجعلها تبكي أيضًا.
«وعندما لم أستطع قول أيّ شيء، قال السيد ناريج…»
قال إن “لانا” رُبما هي الأخت الصغيرة، ليانا.
لقد كان يَعلم عَن تِلك الشائعات مُنذُ لقائه الأول بـ ليانا.
ولِهذا، عِندما رَأى الأُختين مَعًا، ظَنّ أن “لانا الشريرة” هي ليانا.
(هل كان يعاملني بذلك البرود لأنّه ظن أنّني أنا “الشريرة لانا”؟)
رُبما عِندما وَقعَ في حبِّ أُختها، نَسي كُل تِلك الشائعات.
ولكن عندما علم أنّ عائلة حبيبته هي عائلة كاروتا، وأن أختها الصغيرة تَبدو أكثر بهرجة، عَادَ الشكّ إلى قلبه.
وظَنّ أنّ “لانا الشريرة” هي ليانا، وأنّها سَبب معاناة الأخت الطيبة، فعاملَ ليانا بجفاءٍ.
الآن بعد أن فهمت ليانا سبب كراهية ناريج لها مُنذُ لقائهما الأول، شَعرت بأنّها اقتنعت.
رُبما مِن الطبيعي أن يُحكم على الناس مِن مظاهرهم، خاصةً إن سمع شائعات مِن صديقٍ للكونت تويت.
«كُنتُ أريد إنكار كُلّ ذَلك على الفورِ… لكن لم أستطعْ قولَ شيءٍ…»
وسَالت الدموعَ مِن عينيّ أُختها مُجددًا.
«كان يجب أن أحمي ليانا. في ذلك اليوم، طلبَ مني والدانا، قبل خروجهما، أن أعتني بها. لكنني…»
«أختي…»
خرجَ والداهما للعمل في ذَلِك اليوم، وطلبًا مِن الأختِ الكبرى أن تعتني بـ ليانا التي كانت تبلغ مِن العمر 11 عامًا.
لكن لم يكن مِن المفترض أن يغيبا طوالَ الليلِ.
وكانت أختها لا تزال طالبة أيضًا.
لكن والديّهما لم يعودا أبدًا.
ومُنذُ ذَلِكَ الحِين، واصلت الأختُ الوفاءَ بوعدها، وحمت منزلَ عائلة كاروتا وليانا، حتى وإنّ وُصِفت بالشريرة.
«أنا سعيدة…»
قالت ليانا ذَلِكَ مِن أعماق قلبها.
«ليانا؟»
«لكن حتى لو قالت أختي إنها هي لانا، لن يُصدقها أحد مِن عائلة الفيكونت هُورد. سيظنون أنّها فقط تحاول أنْ تَحميني».
لأنّ أُختها، بطبيعتها، لا تُشبه أبدًا “الشريرة لانا”، بينما ليانا للأسف كانت تبدو أكثر بهرجة.
ورُغم أنّ شخصيتيهما متعاكستين، إلا أنّ ملامحهما متشابهة لأنهما شقيقتان.
«أختي، لنفترض أنّني أنا مَن كنت لانا الشريرة. بهذه الطريقة، كُلّ شيء سَيكون بخير».
«لا يُمكنني السماحَ بذلك!»
صرخت أختها التي كانت تَبكي بصوتٍ ضعيفٍ حتى تلك اللحظة.
«لا يمكنني أن أُحَمّلَ مسؤوليةَ أفعالي لكِ… لا يُمكنني أن أكون الوحيدة التي تَنعم بالسعادة!»
رُغم كلّ مَا مرت بهِ مِن ألمِ ودموعِ، ما زالت تُحاول حماية أختها.
أمسكت ليانا بيدها بحب شديد.
«لا تقولي ذلك. أنتِ فقط ساعدت الكونت تويت، الذي كان وحيدًا، بلعب دور ابنته. لم تفعلي شيئًا سيئًا. إلى جانبِ ذلك، يجب أن تتزوجي وتعيدي بناء منزل كاروتا. أظن أن هذا هو ما كان يريده والدانا أكثر مِن أيّ شيء آخر».
هذا أمر لا يُمكن لـ ليانا فعله.
فمُنذ دخول الأخت المدرسة، سَجلوها رسميًا كوريثة للعائلة.
والدها، الكونت كاروتا، توفي بالفعل، ولا يُمكن تغيير الوريثة بعدَ ذلك.
وفي هذا البلد، لا تَرثِ النساءُ الألقابَ، لكن زوج الأخت سيُصبح الكونت كاروتا.
«لابد أن تكوني أنتِ مَن يفعل ذلك. وأظن أن السيد ناريج هو الأنسب ليحمل اللقب».
رُبما حتى لو أعلنت الأخت أنها “لانا الشريرة”، سيظل هُناك مَن يُوافق على الزواج بها.
فهناك كثير مِن أبناء النبلاء غير الورثة الذين قد يقبلون.
لكن هل سيجعلونها سعيدة؟ لا، ليانا لا تعتقد ذلك.
«ثُم، الكونت تويت قد توفي بالفعل. ستختفي تلك الشائعات مع مرور السنوات. ربما أجد أنا أيضًا نصيبي حينها».
رغم أنها لا تنوي الزواج أو البقاء في هذا المنزل، لكنها قالت ذلك كي لا تُعارض أختها.
قالت ذلك وهي تبتسم.
«أنا الآن بنفس عمر أختي عندما تُوفي والدانا. لذا، حان دورك لتكوني سعيدة».
ورغم أن أختها ظلت تبكي وتقول إنها لا تستطيع فعل ذلك، أقنعتها ليانا بأن إعادة بناء منزل كاروتا هو ما كان يتمناه والديهما.
«ثم، كل ما سأفعله هو أن أحضر بعض الحفلات، وأنا أرتدي ملابس مثلما كنتِ تفعلين قديمًا. فقط لمراتٍ قليلة. عندها، لن يظن أحد أنكِ لانا. هذا كل ما في الأمر».
وبتلك الكلمات، جعلت أختها تقبل الأمر رغمًا عنها.
-ترجمة فيبي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل " 6"
تم إعادة رفع الفصل6 و7 مرة تانية بسبب مشكلة في الفصول
الكلام مكنش موجود
مش عارفة المشكلة كانت في ايه الصراحة لأنه كان مرفوع تمام🥲🥲