“……”

أختها قالت الحقيقة أخيرًا.

وعندما سمعت ذلك، شحب وجه ليانا.

“أختي… زواج أختي…”

“لا داعي للقلق.”

قال كارلايز بصوت لطيف كأنه يواسي ليانا القلقة.

“خِطبة أختك مع ناريج لم تُفسخ. فقط، كلاهما قرر ألا يتزوج حتى يتم العثور عليك. لا يزالان مخطوبَين.”

كانت ليانا تظن أن أختها قد تزوجت منذ عام، لكنها لم تفعل. وكل هذا بسبب اختفاء ليانا.

“بسببي…”

“لا، ليس الأمر كذلك. إيسلي قررت أن تؤجل زواجها بنفسها لأنها لم تستطع أن تكون سعيدة بمفردها. وناريج وافق على ذلك.”

أمسك كارلايز بيد ليانا المرتبكة برفق، وقال إنه سيشرح لها كل شيء من البداية.

“كنت سأُجردُ من الميراث وأُطردُ من العائلة بعد تخرجي من الأكاديمية النبيلة.”

فقد كان والده لديه عشيقة وأبناء منها، وكان ينوي أن يُورث لقب دوق كيرينا للأخ غير الشقيق.

أما والدته فكانت قد تركت المنزل منذ أن انفصلت عن والده، وكان لديها طفل من عشيقها أيضًا، وأعلنت قطع علاقتها بكارلايز.

فأصبح كارلايز بلا مأوى، يتجول في المدينة، وهناك التقى بالكونت تويت.

“الكونت تويت…”

“نعم، حتى بالنسبة لي، كان منقذًا. خطيبتي آنذاك، فالنتيا من عائلة ماركيز مادارياغا، أصبحت خطيبة لأخي غير الشقيق. لم يكن ذلك فقط بقرار من الآباء، بل عندما علمت أنني لن أكون دوق كيرينا، تخلت عني بكل بساطة.”

كارلايز، الذي لم ينل حبًا من والديه، كان متعلقًا بالحب الذي تلقاه من خطيبته.

ولذلك، عندما خانته، تحوّل حزنه إلى كراهية.

“لكن قبل التخرج، توفي والدي فجأة. وأخي غير الشقيق اشتبه بي، لكن بفضل الكونت تويت، تم إثبات براءتي.”

وبعد ذلك، رفع دعوى تشهير ضد أخيه غير الشقيق، فتم نفيه.

ثم جاءت فالنتيا التي فسخت الخطبة من قبل، واقترحت العودة إلى الخطبة مجددًا.

“في ذلك الوقت، لم يكن لدي القدرة على رفض اقتراح عائلة ماركيز مادارياغا. حينها أخبرني ناريج بقصة ’الشريرة لانا‘. وباسم رد الجميل للكونت تويت، عرضت الزواج عليكِ.”

تفهمت ليانا سبب نظرة كارلايز في ذلك الوقت، وأدركت الظروف.

“الكونت تويت كان منقذًا لي أيضًا. لذلك، عندما سمعت عن تلك ’الشريرة لانا‘ التي خدعته، شعرت بالكراهية وفرضت ذلك الزواج التعاقدي القاسي.”

ففي ذلك الوقت، كانت الشائعات تنتشر بأن الكونت تويت مخدوع من قبل عشيقة شابة.

وكُره الشريرة التي أهانت منقذه أمرٌ طبيعي.

أما ليانا، فقد تظاهرت بأنها تلك الشريرة لحماية أختها.

وبذلك، أصبحت تخدع كارلايز أيضًا.

لذا، لم يكن عليه أن يشعر بالذنب.

“بدأت أشك في أنّكِ حقًا شريرة، عندما سمعتك تصلين في الحديقة.”

“الصلاة…”

“نعم. ربما كان ذلك يوم ذكرى وفاة والديكِ. كنتِ فقط تصلين بهدوء من أجل سعادة أختك، بل حتى من أجل سعادتي، رغم أنني فرضت عليك ذلك الزواج.”

“آه…”

إذا به قد سمع صلاتها في ذلك اليوم.

عندما فكرتْ في ذلك، شعرتْ بالخجل وأشاحتْ بنظرها.

“كنت أرغبُ في التحدث معكِ. لكن ذلك الشتاء، كانت هناك أضرار كثيرة في الأراضي بسبب الثلوج، وانشغلت بمعالجتها، وحينها اختفيتِ.”

بدأ كارلايز يشك في أن ليانا لم تكن شريرة، لكنه فقد الفرصة ليتحدث معها.

فسأل فيليتشي عن مكان إرسال مكافآتها المالية، وعرف بأمر الطبيبة.

ثم بدأ يظن أن تصرفات ليانا كانت من أجل أختها.

وكان يعتقد أنها عادت إلى منزل عائلتها، بيت كاروتا، فزار أختها، وهناك اكتشف أن “الشريرة لانا” لم تكن ليانا.

“أختي أخبرتكم إذًا…”

“عندما سمعتُ أن ناريج قال لكِ ألا تعودي، وعندما علمت بمرض الطبيبة، لم تستطع أختك السكوت أكثر.”

تضاءل أمل ليانا بعدما عرفت أن أختها علمت بأمر المرض.

“كان من الخطأ أن أخفي عنها الأمر. لكن لو عرفت، لما قبلت العلاج. كنت فقط أريدها أن تبقى على قيد الحياة…”

“أجل. من المحتمل أن تكون قد تصرفت هكذا بالفعل.”

قالها كارلايز وهو يلمس خد ليانا بلطف، كأنه يواسيها.

“كنتما تحاولان فقط حماية بعضكما بكل ما تملكان. وناريج أيضًا، قال كلامًا قاسيًا لكِ لأنه كان يحب أختك.”

“أعلم ذلك. لا أكن له أي حقد.”

رغم أن كلمات ناريج الجارحة قد آلمتها، إلا أنها تعلم أن خداعها له كان أحد الأسباب.

“أختك كانت تبحث عنك، وكذلك أنا. أردت أن أعتذر لك، ولذلك ظللت أبحث عنك.”

“لا داعي للاعتذار…”

“لقد افترضتُ أنك شريرة، وفرضت عليكِ وضعًا صعبًا. لا بد أنكِ مررت بأوقات عصيبة بسبب تلك السمعة. أنا آسف حقًا. حتى أنني لم أصدق الكونت تويت، منقذي. لو كنت أؤمن به، لما ظننت أنه يمكن خداعه بسهولة من قبل امرأة شابة.”

قال كارلايز ذلك، وانحنى أمام ليانا.

“رجاءً، لا تفعل، يا سيد كارلايز…”

قامت ليانا بسرعة، ثم لاحظت أنها أصبحت تنظر إليه من الأعلى، فعادت لتجلس بخجل.

“أختي نجت بفضلك، سيد كارلايز. حاولت أن أؤمن المال، لكنني فشلت. لم أستطع حتى أن أكون عشيقة لأحد. لو لم تعرض عليّ ذلك الزواج التعاقدي، لما كنا أنا وأختي على قيد الحياة الآن.”

“هل تسامحينني إذًا؟”

“بالطبع. بل من الوقاحة أن أقول إنني أسامحك…”

وعندما قالت ليانا ذلك، أظهر كارلايز وجهًا مرتاحًا.

“إيسلي وناريج ينتظران عودتكِ بفارغ الصبر.”

“هل أختي بخير؟”

“نعم. لقد شُفيت تمامًا، والطبيب قال إنها أصبحت بخير.”

“الحمد لله…”

كانت ليانا قلقة بشأن مرض أختها طوال الوقت.

“هل هناك شيء آخر ترغبين في معرفته؟”

عندما سألها ذلك، أومأت ليانا برأسها.

ترجمة فيبي(❀❛ ֊ ❛„)♡