عندما همستُ بهذه الكلمات بلطف، فتح كارلايز عينيه ببطء.
“وماذا عن الأطفال؟”
“السيدة مارتينا تتابعهم في الجانب الآخر. لذا لا تقلق، رجاءً.”
“حقًا؟ هذا مطمئن.”
قال ذلك، وأومأ برأسه وكأنه شعر بالارتياح.
أولئك الأطفال الذين تخلّى عنهم آباؤهم…
لكن هناك أشخاصًا مثل كارلايز، يهتمون بالأطفال أكثر من أنفسهم، ويقلقون لأجلهم دائمًا.
فقط التفكير في هذا يمنحني بعض الطمأنينة.
“هل حدث شيء ما؟”
بينما كنت غارقة في أفكاري، لاحظت نظرة كارلايز القلقة الموجهة إليّ.
“لـ… لا. أعني…”
رغم أننا قضينا عامًا كاملًا نعيش في نفس القصر كزوجين، إلا أننا لم نتحدث أبدًا، ولم نلتقِ وجهًا لوجه ولو مرة واحدة.
والآن، نتحدث عن قرب هكذا.
كان ذلك غريبًا.
وبينما كانت عيناه مليئتان بالقلق، وجدتُ نفسي أخبره عمّا حدث دون أن أدري.
“عندما أفكر في أن أولئك الأطفال سمعوا مثل تلك الكلمات من آبائهم… أشعر بالحزن الشديد…”
“أجل. لقد شعرت بالغضب الشديد عندما سمعت ذلك.”
يبدو أن كارلايز كان يعلم بالأمر، وقد أومأ متفقًا مع كلماتي.
“عندما وصلتُ إلى هذه البلدة، كان بعض الأطفال قد فقدوا الرغبة في الحياة تمامًا. لا يمكن لهؤلاء الأطفال أن يعيشوا وحدهم.”
“نعم…”
أتمنى فقط أن أستطيع فعل شيء من أجل الأطفال هنا.
لكنني لا أملك شيئًا.
أنا مجرد راهبة بسيطة.
وهذا العجز يولّد داخلي شعورًا بالذنب.
“لا تقلقي. سأعتني بأمر الأطفال هنا.”
قال كارلايز لي هذا بصوت مطمئن.
“ماذا؟”
“طالما أنني شاركتُ بهذا القدر، سأتحمل المسؤولية حتى النهاية. لذا لا تتعبي نفسك بالقلق.”
وعندما وضع يده برفق على رأسي، شعرت بالارتباك.
“شـ… شكرًا جزيلاً لك.”
كانت يده دافئة وكبيرة.
وعندما لمسني، خفق قلبي بشدة.
كارلايز بالفعل يملك المال والسلطة الكافيين لذلك.
فهو رئيس عائلة كيرينا النبيلة.
الأطفال سيكونون بخير الآن.
وبمجرد أن فكّرت بذلك، فاضت دموعي.
“آسفة… لم أكن أنوي البكاء…”
لطالما كانت دموعي تنهمر من الحزن.
لكن هذه المرة كانت مختلفة.
لأول مرة، أدركت أن الإنسان يمكن أن يبكي من فرط الاطمئنان.
“لابد أنكِ عانيتِ كثيرًا أنتِ أيضًا، أليس كذلك؟”
قال كارلايز بلطف وهو يوجه كلماته إليّ.
“ربما لهذا السبب، يمكنكِ أن تتعاطفي مع وضع الأطفال وتقلقي بشأنهم. بالمناسبة، لم أسمع اسمك بعد. أنا كارلايز، لكن الأطفال ينادونني راي، لذا يمكنكِ مناداتي بذلك أيضًا.”
“أ… نعم. أنا…”
تردّدتُ في الإجابة.
هل يمكنني أن أُعرّف نفسي بـ”لانا” أمامه؟
لكن السيدة مارتينا تناديني لانا، ولا يمكنني أن أقدّم اسمًا آخر الآن.
كما أنني لا أملك الشجاعة لأقول اسمي الحقيقي بعد.
“اسمي لانا.”
قلت ذلك بصوت مرتجف، وبدت الدهشة على وجه كارلايز للحظة.
لكنّه سرعان ما أخفاها، وابتسم بلطف.
“لانا، إذن. تشرفتُ بمعرفتك.”
لقد نُودي اسمي – الذي لطالما كُره من الجميع – بلطف لم أعهده من قبل.
وذلك جعل قلبي يخفق بطريقة غريبة.
لم أعد أفهم مشاعري، فوضعت يدي على صدري مرتبكة.
(لا تنادِ اسمي بهذه الرقة…)
حتى وإن كانت مشاعري، إلا أنني لم أعد أعرف كيف أتعامل معها.
“رجاءً، تناول طعامك.”
رغم أنه لم يكن يبدو عليه الجوع، إلا أنه وافق على الأكل عندما أخبرته أن عليه أن يتعافى بسرعة من أجل الأطفال.
ثم أعطيته دواءً لتخفيف الحمى وتحسين التنفس.
“هل هذا الدواء مكلف أيضًا؟”
“لا، إنه من صنع الدير. نذهب إلى الجبال لنجمع الأعشاب الطبية ونقوم بغليها لصنع هذا الدواء.”
“حقًا؟ يبدو أنني ما زلت أجهل الكثير.”
قال ذلك بينما كان يتفحص زجاجة الدواء باهتمام.
كانت عيناه العميقتان الزرقاوان، التي لطالما خيّم عليها الحزن، الآن تلمعان بالفضول.
لقد بدا وكأنه شخص آخر تمامًا.
قال إنه يبحث عن شخص ما.
وأن شقيقته طلبت منه ذلك، رغم أنه لا يعرف حتى وجه ذلك الشخص.
لابد أنه يبحث عني، هذا ما شعرت به.
لكن لم تكن لدي الشجاعة لأتأكد.
أريد من شقيقتي أن تنساني وتكون سعيدة.
كما أنني لا أريد من كارلايز أن يعرف أنني “المرأة الشريرة لانا”.
لو عرف أنني زوجته السابقة التي تزوجها بعقد زواج، فلن يناديني باسمي بهذه الرقة أبدًا.
“لانا، ما بكِ؟”
سألني كارلايز بقلق بعدما لاحظ نظرتي الحزينة.
لم أكن أشعر بشيء عندما كان الآخرون يحتقرونني منذ البداية.
حتى لو كان الأمر مؤلمًا، كنت أصبر من أجل أختي.
لكن بعد أن نادى اسمي بهذه الرقة، لو نظر إليّ بازدراء، لو كرهني، فلن أستطيع تحمّل ذلك.
“هل لديكِ حُمّى؟”
“لا، لا! أنا بخير!”
وعندما اقترب ليلمَس جبهتي، تراجعت على عجل.
“وجهكِ يبدو محمّرًا قليلًا…”
“أنا بخير، لا داعي للقلق!”
قلت ذلك وأنا أنهض بسرعة لأثبت له أنني بخير، فضحك كارلايز وهو ينظر إليّ.
“حسنًا، لكن لا تجهدي نفسك.”
“…نعم.”
لم أظن أنني سأحمل مشاعر مؤلمة هكذا، فقط لأنه ابتسم لي بلطف…
-ترجمة فيبي(❀❛ ֊ ❛„)♡
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 40"