3
وهكذا، حلّ الشتاء.
عندما بدأت الأيام الباردة تستمر، أصيب الكونت تويت بنزلة برد ولزم الفراش.
وبقيت الأخت في قصر الكونت تويت تعتني به بإخلاص.
ولكن، بسبب تقدمه في السن، لم يتعافَ، وأسلم أنفاسه الأخيرة بهدوء.
حتى اللحظة الأخيرة، بقيت الأخت بجانبه مرتدية فستان “لانا”.
بكت ليانا أيضًا لموت الرجل الذي كان لهما فضل كبير.
كان شخصًا غير بارع، لطيفًا، ووحيدًا في الوقت نفسه.
ربما كان يفكر طويلاً في زوجته وابنته اللتين أحبّهما.
ذلك الحنين هو ما جعل الأخت تتحول إلى “الشريرة لانا”.
وقد ترك الكونت تويت جزءًا من ثروته للأخت، مما مكنهما من سداد جزء كبير من ديون والديهما.
ورغم أنه ما زال هناك جزء متبقٍ، لكن إن عملا معًا لعدة سنوات بجد، فبإمكانهما سداده بالكامل.
استعادت الأخت ذاتها الحقيقية، وأصبحت قادرة على عيش حياتها الخاصة من الآن فصاعدًا.
ليانا كانت تعتقد ذلك، وربما كانت الأخت تعتقد الأمر نفسه.
لكن إشاعة “الشريرة لانا” لم تهدأ حتى بعد وفاة الكونت تويت.
—
“أختي، ما الأمر؟”
عندما عادت ليانا من الكنيسة، وجدت أختها تسير في الغرفة جيئةً وذهابًا بقلق، فنادتها.
بعد وفاة الكونت تويت، وفقدان الأخت لعملها كمرافقة له، أصبحت تقضي معظم وقتها في القصر.
وحين كانت تحاول القيام بالأعمال المنزلية، كانت تُتلف الملابس أو تحرق المكونات الثمينة بسبب عدم مهارتها.
ولذا، فهي تتلقى الآن تعليمًا من كبير الخدم القديم الذي خدم والدها، في كيفية استعادة الأراضي التي أصبحت تحت وصاية العائلة الملكية.
وكانت صباح اليوم تدرس بإخلاص إدارة الأراضي.
ولكن الآن، يبدو على وجهها مزيج من الحيرة والسعادة وهي تتجول في الغرفة.
“مرحبًا بعودتك، ليانا.”
قالت الأخت ذلك، وأخفت ما كانت تحمله في يدها.
“ما الأمر؟ دعوة؟”
لمحت ليانا الظرف، فبدا لها كدعوة، فسألتها، وأجابت الأخت بهز رأسها بالإيجاب بابتسامة خجولة.
“نعم، صديقتي الوحيدة في الأكاديمية على وشك الزواج، ويبدو أنها أرسلت لي دعوة.”
لم تلتحق الأخت بالأكاديمية إلا من الربيع حتى الخريف.
ورغم قُصرِ تلك الفترة، فقد تلقت دعوة من إحدى صديقاتها لحضور زفافها.
“أختي! إنها فرصة عظيمة!”
أمسكت ليانا بيد أختها بحماسة.
“فرصة؟”
“نعم! فرصة لتظهري في المجتمع كـ (إيسلي) من عائلة الكونت كاروتا، لا كـ “لانا”! ألن تتزوجي يومًا ما لتورثي عائلة الكونت كاروتا؟”
“… هذا صحيح.”
بعد وفاة والديهما، لم يُبدِ أي قريب رغبة في وراثة لقب الكونت كاروتا نيابة عن الأختين القاصرتين آنذاك.
وكانت الديون باسم الكونت كاروتا نفسه.
ومن يرث اللقب، يرث الديون أيضًا، ولهذا السبب أصبحت الأراضي تحت وصاية العائلة الملكية.
ولأن النساء لا يمكنهن وراثة اللقب، فإن إيسلي، بعد أن تسدد الديون وتتزوج، سيصبح زوجها هو الكونت الجديد.
شُرط تسديد الديون كوريثة حتى لا يُثقل كاهل السكان المحليين بالمزيد من الأعباء.
ومع أن الديون من فعل الوالدين، إلا أن الأختين كانتا قاصرتين حينها، ولذلك كان الشرط قاسيًا بعض الشيء.
لكن، بفضل تعب الأخت، فقد سُدد أغلب الدين الآن.
كل ما تبقى هو العثور على زوج مناسب.
رغم أن الكونت تويت حاول مساعدتها في إيجاد زوج باصطحابها إلى الحفلات، فإن كونها كانت تُعرف بـ”الشريرة لانا” جعل زيجاتها المحتملة غير مُحبذة.
ولهذا يجب أن تظهر في المجتمع مجددًا كإيسلي من عائلة الكونت كاروتا، وتجد من يُقدّرها ويُقدّر العائلة.
“لكن… أنا شريرة. كيف لي أن أعودَ إلى المجتمع الراقي الآن؟”
بدأ وجه الأخت يكسوه الغمّ حِين تذكرت الماضي.
“لا تقلقي. أنت الآن مختلفة تمامًا عن (لانا) التي كنتِ تمثلينها.”
في الماضي، كانت تضع مساحيق تجميل ثقيلة لتُشبه ابنة الكونت تويت، لانا.
ومن المؤكد أن صديقتها التي أرسلت الدعوة لن تتعرف عليها الآن.
“أحقًا؟ إن كنتِ تقولين ذلك، ليانا… لكن…”
رُغم ترددها، إلا أنها كانت تمسك الدعوة بإحكام، مما يدل على رغبتها الحقيقية في الذهاب.
الأكاديمية التي اضطرت لتركها بعد موت والديها…
أن تتلقى دعوة من صديقة هُناك، كان أمرًا أسعدها كثيرًا على الأرجح.
“هيا، أختي، عليكِ الرد على الدعوة بسرعة! نحتاج أيضًا إلى فستان مناسب!”
“لكن… لا داعي، لديّ فستان من قبل…”
“لا! ذلك الفستان لم يُصنع من أجلكِ أنتِ!”
من بين الفساتين التي أهدتها لها الكونت تويت، كان هناك فساتين غير فاخرة لم تُعجب ابنته لانا.
لكن هذه المرة، كانت فرصة نادرة لتخرج الأخت من ظل “الشريرة لانا”.
لذا أرادت ليانا أن تُعد لها فستانًا جديدًا، حتى لو تطلب الأمر بعض الجهد.
“الفساتين المطرزة المعقدة رائجة هذا العام. سأشتري فستانًا بسيطًا، وسأتولى تطريزه بنفسي. هكذا لن يكون مكلفًا.”
ورغم تردد الأخت، أقنعتها ليانا وذهبت لشراء فستان للزفاف.
واختارت فستانًا بسيطًا، بعيدًا عن شكل الشريرة، وبدأت ليانا تطريزه كلما سنحت لها الفرصة.
(أتمنى من كل قلبي أن تكوني سعيدة، أختي. وأن تلتقي بشخص يحميكِ ويَمنحكِ الأمان.)
بهذه الأمنية، كانت تَخيطُ الفستانَ ليلًا ونهارًا دُون كلل.
وبعد أن أنهت العمل عليه بعناية شديدة، بدّا الفستانُ لا يقل جمالًا عن فساتينِ المحلاتِ.
“شكرًا لكِ على هذا الفستان الرائع.”
قالت الأخت، وهي ترتديه، بابتسامةٍ مليئة بالسعادة.
-ترجمة فيبي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل "3"