ويبدو أنّه لا نية لهُ في مُعاملتها كزوجة، رُغم كونه زواجًا تعاقديًا.
لكن ليانا جاءتْ إلى هُنا وهي على علمٍ بكلِ ذلك. فبالرغمِ مٍن حُصولها على مبلغٍ كبيرٍ، ستُطلق بعد عامٍ واحدٍ فقط.
رُبما تُوصف بالمرأةِ الشريرةِ، لكن أُختها صَبِرتْ خَمس سنوات.
لذا، مهما حدث، عليّها أن تصمدَ حتى نهايةِ العامِ.
“هَلَ لديكِ أيّ أسئلةٍ؟”
فكرتْ ليانا قليلاً، ثُمَّ سألتْ:
“هَلَ يُمكنني الخروجَ؟ وماذا عَن الرسائل؟”
“يُمكنك ذلك، ولكن بناءً على المكانِ الذي ترغبين بالذهابِ إليه، سَنُوفر لكِ عربة لا تحملُ شعارَ الدوقية، لذا نرجو إبلاغنا مُسبقًا بالوجهةِ والوقتِ. أما الرسائل، فيُسمح بها إذا وافقتِ على أن نطّلع عليها أولًا.”
إذًا، لا يُسمح لها بالخروج بحرية، وحتى المراسلات تحتاج إلى إذن.
كأنّها تعيشُ كالسجينةِ، ومع ذلك، لم تشعرْ ليانا بأيّ استياءٍ.
فوجهاتها المُعتادة لا تتعدى محلَ خياطة تعمل فيه، أو الدير. أما مُراسلاتها، فستكون لأختها فقط.
“مفهــومٌ.”
تفاجأ فيليتشي قليلًا مِن مُوافقتها السريعة، لكنّه ناولها وثيقة تحتوي على الشروطِ التي شرحها.
“إذن، يُرجى التوقيعَ هُنا.”
شرحَ لها أنّه في حالِ مُخالفتها للعقدِ، ستُجبرُ على دفعِ غرامة مالية.
فأمعنتْ النظرَ في الورقةِ، وقرأتها مِرارًا، حتى وقّعتْ بحذرٍ شديدٍ.
ثُمَّ سَلّمها فيليتشي وثيقةَ الزواجِ.
كان اسمُ الدوق كُتبَ أولًا بخطٍ أنيقٍ على الخانةِ المُخصصة للزوجِ.
(كارلايز كيرينا…)
زوجها “الاسمي” لمُدة عامٍ واحدٍ فقط، لكن خطهُ كان جميلًا للغايةِ.
بالتأكيدِ تلقّى تعليمًا رفيعًا، على عكسِ ليانا التي لم تستطعْ دُخولَ الأكاديمية النبيلة.
ثُمَّ كتبتْ اسمها بجانبِ اسمه، بأقصى قدرٍ مِن العنايةِ.
التعليقات لهذا الفصل " 16"