في حادث مُؤسف، رحلت الأمُ تاركةً وراءها ابنتيها إيسلي وليانا تحت وطأة الديون الثقيلة.
إيسلي، الأخت الكُبرى التي اكتسبت سُمعة “الشريرة”، اضطرت إلى التقرّب مِن كونت عجوز ثري لضمان مستقبل شقيقتها الصغرى.
لكن الأقدار لعبت دورها حين وقعت إيسلي في الحُب.
ليانا، التي رأت معاناة أختها طوال هذه السنوات، قررت التضحية بنفسها: أخذت مكانها كـ”الشريرة”، وحملت عِبء السُمعة السيئة بدلاً مِنها.
وفي مُفارقة القدرِ، تقدّم دوقٌ غامضٌ بعقدِ زواجٍ مُؤقت، فوافقت ليانا على الفور—فكُلّ ما تُريده هو أن تعيش أُختها حياةً هانئةً.
كان الاتفاقُ واضحاً: زواجٌ صُوري ينتهي بعد عامٍ…
إلا أن شيئاً غيّر تِلك الخطةِ.
فبعد مُرورِ العام، وجدت نفسها أمام مُفاجأةٍ لم تكن تتوقعها—الدوق الذي كان يفترض أن يختفي من حياتها إلى الأبد، يبحث عنها في كل مكان!
•°◇◇◇°•
الفصل الأول
1
عندما دخلت القاعة، التفتت أنظار الحضور جميعًا نحوها في لحظة واحدة.
تراجعت ليانا خطوة إلى الوراءِ دون قصدٍ، مرعوبةً مِن كثرةِ تِلك النظراتِ.
كانت هذه القاعة في قصرِ الفيكونت هورد، حيث يُقام حفل إعلان خطوبة الابن الثالث للفيكونت.
وبما أن السيد والسيدة هورد، والدا العريس، يعملان في القصر الملكي، فلديّهما شبكة علاقات واسعة، مما جعل عدد الحاضرين في الحفل كبيرًا.
ولهذا، لم يكن من المستغرب أن يجذب انتباه الجميع ظهور امرأة كانت حديث المجتمع حتى وقت قريب.
وسمعت مَن يهمس قائلاً: “هل كانت تِلك الشائعات صحيحة؟”
وبالطبع، لم تكن هناك أيّ نظرة ودية، ولا كلمة طيبة واحدة.
ورُغم أنَّها كانت مستعدة نفسيًا لهذا الموقف، إلا أن قلبها تردد للحظة.
لكن، “المرأة الشريرة لانا” لن تُبالي بهذه النظرات أبدًا.
رفعت ليانا رأسها، ونظرت أمامها بثباتٍ.
رغم أن عينيها لا تُريانها من هنا، إلا أنها تعرف أن خطيبة ابن الفيكونت الثالث، أختها إيسلي، موجودة في هذه القاعة.
إيسلي كانت تُلقب بـ”المرأة الشريرة” مُنذ سنواتٍ لأسباب معينة.
ومِن هذه الليلة، ستُصبح ليانا بديلة لأختها، وستأخذ دور “المرأة الشريرة لانا”.
كانت تعلم تمامًا أنَّه بَعدَ دُخولها إلى هذا العالم، لن يُمكنها العودة.
سَيتعين عليها أن تعيشَ كامرأة أُخرى، شخصيةٌ مختلفةٌ عن حقيقتها.
كانت خائفة قليلًا.
لكن ترددها لم يدمْ أكثرَ مِن لحظةٍ.
ثُم ابتسمت ابتسامةً ساحرةً، كأنَّها تُعلن التحدي للحاضرين.
شعرٌ فضي لامعٌ، وبشرةٌ بيضاء، وعيونٌ زرقاء داكنةٌ.
جمالها اللافت، والفُستانُ المُترفُ المُبهرجُ الذي ترتديه، جعلها أكثرَ بُروزًا حتى مِن العروسين نفسيهما.
لكن النظرات الموجهة إليها لم تكنْ ودودةً.
ومع ذلك، لم تكترثْ.
ولا ينبغي لها أن تكترث.
فـ ليانا، الليلة، هي “المرأة الشريرة لانا”.
في السابق، كانت أختها هي مَن تحمل هذا اللقب.
لكن على عكس أختها التي كانت تضعُ مساحيقَ تجميل كثيفة لِتبدو براقةً، لم تحتجْ ليانا سِوى إلى القليلِ لِتُشبهها.
ولم تكنْ تتوقع يومًا أن ملامحها اللافتة، الموروثة مِن والدتها، ستُفيدها في مِثل هَذا الموقفِ.
ولكي لا يشك أحد في أن “لانا” قد تغيرت، كان عليها أن تتصرف بذكاء وجاذبية، كما تفعل أي امرأة شريرة.
ورغم أن هذه أول مرة تحضر فيها حفلة كهذه، إلا أن عليها تحمّل كل ذلك… من أجل سعادة أختها.
(أُختي التي عانت طويلًا، أصبحت على وشكِ أن تكون سعيدة… لهذا، يجب أن أتحملَ هذا الدورِ.)
عزمت على ذلك، وابتسمت لرجل كان يختلسُ النظرَ إليها.
فاحمرّ وجهه فورًا، وأدارَ نَظَرهُ بعيدًا.
أمّا شريكته، فقد وجهت إليها نظرةَ احتقارٍ، تجاهلتها ليانا وتقدمت أعمق في القاعة.
ليانا هي الابنة الصُغرى لأسرة كونت كاروتا.
ولم يكن لديّها مِن العائلة سِوىّ أُختها الكُبرى إيسلي، التي تُكبرها بخمسِ سنواتٍ. أمّا والداها، فقد تُوفيا قبل خمسِ سنواتٍ في حادثِ عربةٍ.
تتذكر جيدًا ذلك اليوم الخريفي…
الفوضى التي عَمّت القصرَ.
وجه أُختها المرتعشِ، وقد شحب لونه.
وبرودة الرياح في ذلك اليومِ لا تزال عالقة في ذاكرتها.
كان فُقدان الوالدينِ كارثةً بحدِ ذاته، خُصوصًا حين تُترك فتاتين في السادسة عشرة والحادية عشرة فقط.
لكن المصيبة لم تتوقف عِند هذا الحد.
لسوء الحظِ، كان الوالدان قد بدآ مَشروعًا تُجاريًا جديدًا، واقترضا له مبلغًا ضخمًا مِن المال.
ومع وفاتهما، انهار المشروعُ، ولم تستطع الأختان فعل شيء.
فلم يبقَ لهما سِوىّ قصرٍ متهالكٍ ورثاه عن أجدادهما… وجبال مِن الديونِ.
أمّا الأراضي في الريف، فتم وضعها تحت وصاية العائلة الملكية، لعدم بلوغ الفتاتين سن الرشد. لكن كانت هُناك شروط، فإذا تم استيفاؤها، فستُعاد الأراضي إلى الوريثةِ عند زواجها.
ورغم أن الأخت الكبرى كانت تدرسُ في أكاديمية النبلاء في العاصمة، إلا أنَّها تركت الدراسة بعد أقلِ مِن عامٍ، وعادت إلى القصرِ.
وكانت تلك الأكاديمية تتطلب رسومًا مرتفعة جدًا، لكنَّها كانت قد دفعت رسوم السنة الأولى، وبالتالي كان بإمكانها الاستمرار حتى السنة الثانية.
“لن نستطيع دفع رسوم السنة القادمة على أي حال. إذن، مِن الأفضلِ أن أتركَها الآن”، هكذا قالت بعينين يائستين.
حتى لو درستُ لعامٍ واحد فقط، لربما ساعدها ذلك لاحقًا.
لكن على ما يبدو، أصبحت كارثة عائلة كاروتا موضوعًا شائعًا في المجتمع النبيل، ولم تتحمل الأخت الهادئة نظرات الفضولِ مِن حولها.
كان لديّهما بعض الأقاربِ، لكن عندما علموا بحجم الديون التي خلفها الوالدان، انسحبوا جميعًا معتذرين عن عدم القدرة على المساعدة.
لو لم تكن هناك ديون، لربما وافق أحدهم على إقراضها رسوم الدراسة.
لكن يبدو أن الوالدين كانا متحمسين جدًا لتوسيع مشروعهما، لدرجة أنهما اقترضا مبلغًا كبيرًا للغاية.
“حتى لو كانا لا يزالان على قيد الحياة، ولو فشل المشروع، لكنت سأترك الأكاديمية على أي حال”، كانت الأخت تُكرر هذا لنفسها.
ربما لأنها، بكونها أكبر، كانت تفهم صُعوبة الأعمالِ التجاريةِ أكثرَ مِن ليانا الصغيرة.
وعندما عادت إلى القصر، قررت أن تعملَ لِتُسدد الديونَ وتُوفرَ نفقاتِ المعيشةِ.
لكن، ما نُوع العمل الذي يمكن لابنة نبيل أن تُؤديه؟
رغم أنها كانت طيبة، هادئة، وجادة، إلا أنَّها لم تكُن ماهرةً بيديّها.
لذا، بدأت ببيع مجوهرات والدتها وأعمال فنية مِن القصرِ لتغطية النفقات وتسديد الديون.
لكن بعد عام، نفدَ كُلّ شيءٍ، ولم تعد قادرةً على دفعِ رواتب الخدم، فغادرَ مُعظمهم.
ولم يتبق سوىّ كبير الخدم الذي خدم العائلة مُنذ زمن والديّهما، وخادمة واحدة.
كلاهما قالا إن لديّهما دينًا تِجاه الوالدين، فبقيّا مع الأختين رُغم عدم حُصولهما على رواتبٍ كافيةٍ.
لكن، إن استمرت الأمور على هذا النحو، فرُبما سيأتي يوم لا يجدن فيه ما يأكلنه.
وهنا، ظهر الكونت تويت، الذي مدّ يد العونِ للأختين.
—
-ترجمة فيبي
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
التعليقات لهذا الفصل "1"
جميل