3
الفصل 3
بعد مرور ساعات من البقاء على السرير وقراءة الكتب التي جلبتها بيلا لي، تم طرق الباب فجأة ثم تم فتحه بهدوء.
رفعتُ نظرتي الى الأعلى ورأيتُ مافريك يمشي من عند الباب حتى وصل على بعد مسافة معينه من سريري.
انحنى ناحيتي بأحترام مع التقاء عيونه الياقوتيه الحمراء بعيوني الصفراء الذهبيه، بوجهه الذي كان بلا تعابير ولكن بدا انه يستعد لقول شيء ما.
تحدث بصوته المرح المعتاد:
“سيدتي.”
“….”
“هل لديكِ أي خطط تريدين القيام بها اليوم؟”
صمتُّ لثواني مع وجهي العابس بشكل طفيف.
بدا إنه عازم على إخراجي من غرفتي.
تنهدتُ بشكل خفي بينما نظرتُ بعيدا بنظرة منخفضة لثواني ثم رفعتُ نظري إليه مرة اخرى، قائلة بنبرة هادئة مع تعبير لا مبالي:
“سمعتُ أن هناك حديقة خلفية في هذا القصر. أرغب بالتنزه هناك.”
ابتسم بشكل واسع فور قولي لكلماتي ثم انحنى باحترام قائلا بنبرة لطيفة واحتراميه:
“ثم سأخبر الخدم أن يهيئوا المكان هناك.”
تحرك الى جانب باب غرفتي بسرعة وبرشاقة وبدا انه كان يتحدث الى خادمة كانت واقفه خارج الغرفه.
يبدو أنه خطط لأخراجي حقاً.
لم أفهم سبب اصراره على التدخل بشأني في كل مرة لكني شعرتُ أنه من الجيد أن يتم الاعتناء بي هكذا.
كانت مشاعر لم أمانع الحصول عليها.
وبعد أن انتهى من الحديث مع الخادمه اغلق باب الغرفة خلفه مرة خرى واستدار بحركات رشقية وعاد الى مكان وقوفه السابق مع ابتسامه واسعة.
حل الصمت بيننا وكانت نظراتي موجهه ناحية تعابير وجهه بشكل صارخ.
رغم نظراتي الشبيهة بالسكاكين ألا أن تعابير وجهه لم تتعثر أبداً وكانت كالمعتاد.
فجأة برز أمر في رأسي وقلتُ بصوت متسرع قليلا:
“اه.. بخصوص النزهة، لا أريد أن يتواجد أحد هناك مثل الخدم أو العمال أو أي أحد آخر.”
اومأ مافريك بمرونه قائلا بصوت مرح:
“لا تقلقي يا سيدتي، سأحرص على عدم وجود أحد هناك عدانا.”
اومأتُ عند كلماته واسترخت تعابير وجهي بعد أن كانت حذرة.
راقب مافريك تعابيري بصمت لثواني مع ابتسامته الثابته ثم تقدم ناحيتي أقرب.
لم أفهم سبب تقربه المفاجئ حتى شعرتُ بأحدى ذراعيه تلتف تحت ساقاي والأخرى تدعم ظهري.
آه..
يبدو أنه يخطط لحملي الى الحديقة الخلفيه.
كان وجهي بلا تعابير بينما كان هو يحملني على طول الطريق خارج من الغرفه ثم خلال الممرات العريضه والطويله.
لكن رغم تعابيري الهادئة شعرتُ بعدم الراحه بسبب حمله المتكرر لي.
حيث كانت الطريقه الاكثر سهولة وفقا لحالتي.
مشى مافريك عبر الممرات بخطواته الواسعة ثم خرج من الباب الكبير للقصر.
بدا الخدم الذين في طريقنا حريصين على تجاهل وجودنا ومنغمسين في عملهم.
شعرتُ بالراحة وفكرتُ أنه ربما مافريك من اخبرهم بالالتزام بفعل ذلك.
وصلت خطوات مافريك الى الباب الامامي للحديقة الخلفية من القصر.
دخلنا الحديقه معا ونزلت اشعة الشمس المشرقة علينا مع نسيم الظهيرة الذين اعطوا معا جو مريحا ودافئا.
نظرتُ ناحيته سراً بطرف عيني مع تعبير وجهي الغامض.
قطعتُ التواصل البصري بسرعة ثم نظرتُ حولي بصمت.
لاحظتُ نظرات مافريك الصامته نحوي أثناء تفحصي المكان بعد أن استدرت بعيدا عنه ولكن تجاهلتُ ذلك.
وقعت عيناي على طاوله بالقرب من شجرة ووجود كرسي بالقرب من الطاوله.
عادت خطوات مافريك البطيئة متوجها نحو الطاوله بصمت.
مع اقترابنا أعمق داخل الحديقة، توضح المشهد أمام أمام عيناي ولمست الروائح انفي.
رأيتُ مختلف أنواع المعجنات موضوعه على طاوله أنيقة ذات حجم متوسط.
شعرتُ بالحيرة من ما أراه وفكرتُ [كيف استطاع الخدم تجهيز كل شيء بهذه السرعة؟]
تجعد جبيني وشعرتُ بالحيرة والفضول.
“متى…”
ويبدو أنه عرف ما كنتُ أريد أخباره به فتحدث بسرعة بصوت لطيف:
“لا داعي للقلق بشأن أمور كهذه، سيدتي. الآن كل ما على السيدة فعله هو الاستمتاع بعيد ميلادها هنا.”
تردد صدى صوته في الهواء بينما استقرت كلماته في رأسي ونحن نتبادل النظرات بشكل مكثف.
استمر الأمر لثواني حتى أدرتُ وجهي على الجانب بتعبير لا مبالي وقلت بصوت هادئ:
“ثم دعني أجلس على ذلك الكرسي.”
اومأ بسرعة وبهدوء ومشى نحو الكرسي حتى توقف بالقرب منه لينحني ويجلسني عليه.
أرجعتُ ظهري للخلف الى ظهر الكرسي بينما رفعتُ نظري ناحيته ورأيته واقفا بالقرب من الكرسي بهدوء واستقامة.
ترددتُ لثواني في التكلم لكني تحدثت في النهاية:
“لماذا أنت واقف؟..”
أبتسم عند سؤالي مع عيونه النصف مغلقه قائلا بصوت لطيف ومرح:
“لا استطيع ترك السيدة بمفردها هنا.”
هززتُ رأسي في نفي بسرعة ثم نظرتُ له مرة اخرى وصححتُ الأمر:
“لا.. ليس هذا ما أعنيه. أعني أنه يجب ان تجلس بدلاً من الوقوف هكذا.”
نظر لي بأبتسامته الثابته ولاحضتُ كيف اتسعت عيناه بشكل خافت وبعد لحظات تحدث بصوته المتزن:
“الخدم لا يجلسون بالقرب من أسيادهم، يا سيدتي.”
اوه..
نسيتُ لثواني أنني في عالم طبقي لذا كان من الطبيعي عدم فعل أشياء كهذه.
صمتُّ لثواني بينما نظرتُ بعيداً ثم فتحتُ شفتاي ببطئ وقلتُ بصوت هادئ ولكن حازم:
“أنا آمركَ بصفتي سيدتك أن تجلس.”
حل الصمت بعد قولي لكلماتي ثم سمعتُ صوت خطواته خلفي وهو يجتازني من حيث أنا كنتُ جالسة.
“ثم اعذريني، سيدتي.”
توقف عند كرسي كان موضوع على الجانب الأيمن مني وانحنى برشاقة وجلس عليه بهدوء.
“شكراً لكِ، سيدتي.”
التقت عبوننا معاً مع مراقبتي لتعابير وجهه.
لاحضتُ أنه يتحكم في تعابير وجهه بمهارة دوماً.
لم أرى تعابير الغضب أو الملل تعلو وجهه طوال الايام السابقه.
كان ينظر إلي مع ابتسامه صغيرة وتعابير وجهه هادئة.
حولتُ نظري بهدوء الى المعجنات الموضوعه على الطاوله وداعبتُ بأظافري ببطئ حافة فنجان الشاي الذي بين راحة يداي.
“لماذا وافقتَ على أن تصبح خادمي؟”
لا اعرف كيف خرجت هذه الكلمات من فمي لكنني شعرتُ أنني لم أستطع منع نفسي من التفكير حول الأمر.
تعمدتُ عدم النظر ناحيته وانتظرتُ رده.
“هذا لأنني معجب بالسيدة كثيرا لذا أريد خدمتها بنفسي.”
ماذا…؟
اه.. لماذا لم أفكر في هذا؟.. أخبرني من قبل أنه معجب بي لكني تجاهلتُ الأمر لدرجة أنني نسيته.
“معجب بي؟”
رددتُ كلماته بصوت هادئ بينما رفعتُ نظري ونظرتُ في عينيه بنظرة متفحصه.
أومأ عند كلماتي بتعبير مبتسم وواثق.
بدا وكأنه يريد إيصال مشاعره لي.
“ثم أنتَ ستفعل أي شيء من اجلي؟”
بدا مندهشاً من محتوى كلماتي لدرجة أن عيونه توسعت في مفاجئة ثم بعد بضع ثواني من الصمت.
نظر إلي بعيون منحنية للأسفل وما زالت الابتسامته الواسعة تعلو وجهه.
تحدثَ مافريك بصوت ناعم ولكن حازم:
“بالطبع، سيدتي. تستطيعين طلب أي شيء مني وسأحاول بذل كل جهدي للوصول لمستوى توقعاتكِ.”
نظرتُ له بصمت مع تعبير وجهي الغامض.
حل السكون بيننا لوقت قصير حتى تم كسره من خلال فتحي لشفتي ببطئ في تردد والاستعداد لقول كلماتي.
بدا مافريك مركزاً وبدا صبور أيضاً وعلى الاستعداد لأنتظاري وهذا هو ما جعلني أشعر بالثقه في طرح الكلمات من فمي.
“هل هناك طريقة تجعل ساقاي تمشيان مرة اخرى؟”
كان صوتي عندما تحدثتُ يبدو هادئا كما أن تعابير وجهي كانت هادئة ولكني لم استطع إيقاف يداي اللتان على حضني من الأرتعاش.
انخفضت نظرة مافريك الى حضني ولاحظ ارتعاش يداي ثم شددتُ يداي حول بعضهما في حرج عندما شعرتُ بنظراته.
ارتفعت نظراته ناحيتي مرة أخرى متظاهرا انه لم يرى ذلك.
تحدث بصوت هادئ على عكس المعتاد مع تعابير وجه مبتسمه كالعادة لكن تعلوها الجدية:
“التعاقد مع الشيطان.”
حل صمت بارد فور قوله لكلماته.
نظرتُ له بتعبير شارد وفتحت شفتي قليلا في عدم فهم.
“ماذا؟”
خرج التساؤل من فمي دون وعي مني.
كان مافريك لا يزال مبتسما وبدا هادئ تماما وينظر لي بصمت.
“اه.. لحضه.. أنا.. سمعتُ أن هناك سحرة في امبراطوريتنا.. لذا..”
“هذا غير ممكن، سيدتي.”
ما هذا الهراء؟
هل يعني أن هناك شيطان ولكن ليس هناك سحرة؟..
“سيدتي، أن السحرة خطرين وهم يأخذون تضحيات بشرية مقابل تحقيق الأهداف، كما أنه لا يتم تسميتهم بالسحرة بل يتم تسميتهم بالمشعوذين.”
عبستُ عند كلماته وانزلتُ رأسي في تفكير.
كان من الفضيع السماع بوجود اشخاص يتم التضحيه بهم مقابل أهداف شخصيه.
لحضه..
لقد ذكر شيء عن عقد مع الشيطان أو شيء كهذا..
رفعتُ رأسي ناحيته مرة اخرى وقلت بصوت متردد وفضولي:
“قلتَ.. أن هناك طريقة تتضمن التعاقد مع الشيطان، صحيح؟.. ثم ما هو المقابل إذا طلبتُ أن يتم شفاء ساقاي؟”
مرت ثواني من عدم الرد حتى تحدث بصوت هادئ مع ابتسامته المعتادة:
“يجب على السيدة أن تسلم روحها له.”
هذا هراء..
حينها سوف أموت.
عبستُ وتجعد جبيني في إنزعاج وخيبة أمل.
لاحظ مافريك تعابير وجهي بتعابيره الصامته ثم فتح فمه ببطئ قائلا بصوت مرح:
“لكن ليس كل الشياطين سيكون لهم نفس الرغبات. اعني ربما هناك واحد أو اثتين سيكون لديهم رغبات مختلفه.”
توسعت عيناي في دهشه عند كلماته وحاولت السيطرة على مشاعري ثم فتحتُ فمي ببطئ وسألته بفارغ الصبر:
“وما نوع تلك الرغبات؟”
بدا تعبيره مفكراً بشكل مبالغ فيه وانتقل نظره بعيدا لثواني معدودة بعيونه النصف مغلقه في ابتسامه ثم حولَ نظره ناحيتي مرة اخرى.
فتح فمه بأبتسامته التي تعلو وجهه ثم تحدث ببطئ وركز على تعابير وجهي اثناء قوله لكلماته:
“العيش معاً الى الأبد.. لذا لنقل أنه فعل شبيه برابطة الزواج.”
سقطت الحلوى التي كنتُ على وشك تناولها من يدي ووقعت على الصحن.
تعثرت تعابير وجهي عند كلماته وعندما كنتُ على وشك التحدث…
“اختي! أنتِ هنا؟!”
تم مقاطعة حديثنا بصوت مألوف ومفاجئ.
كان اخي الذي كان وقف بالقرب من طاولتي.
عبستُ في عدم راحه وانزعاج.
حاولتُ تهدئة نفسي ثم فتحتُ فمي وقلتُ بصوت بارد وهادئ:
“اخي، ماذا تفعل هنا؟..”
لم استطع اخفاء انزعاجي وتم خلق جو ملتوي بيننا.
راقب مافريك بصمت مع تعابيره المعتادة لكنه بدا مركزاً على حديثنا.
رغم أنني كنتُ منزعجة بشكل واضح ألا إن ويليام كان هادئا تماما ومبتسما بشكل طفيف.
نظرَ إلي بعيونه الطفوليه والمنحنية للأسفل في ابتسامة.
مهما أطلتُ النظر إليه لم أستطع تحديد نوع افكاره التي كان يفكر بها ناحيتي.
لكني شعرتُ أنه لم يكن أخ عادي أبداً وهذا ما جعلني أشعر بالحذر الشديد منه.
“أختي، هل فتحتي الهدايا التي ارسلتها لكِ؟ لقد اخترتها بعناية ووفقاً لذوق اختي بالتفصيل.”
ذوقي..؟
فجأة جاءني فضول عن نوع الهدايا التي ارسلها لي لكني صفيتُ ذهني بسرعة ولم أرد أن تكون هناك أي علاقة مع شقيق غريب الاطوار.
“فكرتُ أنه من الأفضل الخروج والتنزه بدلا من البقاء في الغرفة وتفحص العديد من الهدايا.”
اه.. اللعنه.. لا يبدو أنني أبرر سلوكي، صحيح؟..
“هاهاها! اختي طيبة القلب كما هي دوماً!”
كان صوت ويليام مرحاً عند تحدثه معي لكني لم اشعر بالدفئ من عينيه.
خفق قلبي بعدم راحة وشعرتُ بالقشعريرة والرفض من سلوكه المتناقض الذي جلب الغثيان لي.
أدرتُ وجهي الى الجانب الاخر في عدم راحة.
كان مافريك يراقب كل ما يحصل بوجه غير مألوف.
سقط نظري على تعابير وجهه والتقت عيوننا معاً في وقت واحد.
تجنبتُ النظر الى مافريك ثم بعد تفكير قررتُ مواجهة الأمر.
رفعتُ نظري ناحية اخي الاكبر ويليام في حزم وحاولت المحافظة على عدم قطع التواصل البصري معه.
“اخي، هل انتَ تكرهني؟ كن صادقا معي فقط إذا كنتَ كذلك.”
تم خفض نظري للأسفل لثواني في تفكير بعيوني النصف مغلقه.
لم أكن أعلم كيف كان يتم التعامل مع تريستيا الحقيقية..
ربما كان يتم الاستخفاف بها وعدم اخدها على محمل الجد مثل الآن.
مثل أن يتم اظهار الوديه ناحيتها لكن في المقابل يتم حبس مشاعر متناقضه عن الخارج في دواخلهم.
يبدو أن ويليام من هذا النوع، صحيح؟..
وما زلتُ لا اعرف أي سبب منطقي.
لأني لم أكن خصما مناسبا له حتى.
حيث لم تكن حالتي الصحيه جيدة ليُسمح لي بوراثة لقب سيد العائلة.
ولم أكن ذو شخصية متسلطه أيضاً لذا لم يكن هناك فرصة لأمتلاك ضغينه شخصية.
إذن لماذا؟..
اه.. هل مافريك هو الوحيد الذي استطيع الثقه به في الوقت الحالي؟..
فجأة جاء صوت ويليام الخائب:
“أختي.. هل كنتُ سيئاً لهذه الدرجة طوال الأيام السابقة؟.. أنا.. حاولتُ بذل قصارى جهدي.. لأرضائكِ.. حتى أنني اشتريتُ افضل الهدايا من المتجر لكِ..”
بدت تعابير وجهه خائبه بشكل واضح ولكن مهما نظرت لم تكن عيناه تحملان أي عواطف إنسانية.
تجعد جبيني في حيرة وتردد وواصلتُ النظر في عيونه المنحنيه ناحيتي بصمت.
“سيدي الشاب!! لقد أتى ضيف مهم وقال انه يتعلق بالبعثة الاخيرة!”
تم سماع صوت لرجل بدا متسرعا ولاهثاً مع اقتراب صوت خطواته المسرعة ناحيتنا.
ادار ويليام نظره ناحية مصدر الصوت بهدوء وتغيرت تعابير وجهه خلال ثانيه واحده الى برود وملل.
ركزتُ على التغيير الذي طرأ على وجهه وعبست.
عادت نظرة ويليام ناحيتي عندما لاحظ نظرتي وابتسم بشكل واسع وعيونه منحنيه للأسفل.
“آسف اختي، يبدو أنني سأضطر الى أنهاء محادثتنا سريعا بسبب مجيء أحدهم.”
توقف عند كلماته لثواني وكان يبدو تعبيره مفكراً ثم فجأة انحنى ناحيتي وأمسك براحة يدي في قبضة.
شعرتُ بالدهشه من حركته المفاجئ وحاولتُ سحب يدي سريعاً لكن شعرت بشيء معدني أصبح داخل قبضة يدي.
تسائلت عما يفعله ورفعتُ نظري ناحيته في تردد وحذر.
“ماذا…”
كان ينظر لي بتعبيره الطفولي المبتسم كالعادة وبعد أن سألته اجابني بصوت لطيف:
“اختي أنها قلادة ذات جوهرة بنفس لون عيناكِ. لقد اخترتها بنفسي اثناء تجولي في السوق. أليس هذا.. رائعاً؟..”
نظرَ في عيناي مباشرة بينما كان قريب مني وكان من الواضح أنه كان متحمسا جدا.
اومأتُ له بتردد.
“اه.. نعم..”
ابتعدت يده عن يدي ثم فتحت راحة يدي وتفحصتُ القلادة ببطئ وهدوء.
عاد ويليام الى مكانه ثم لوح لي بوجه مبتسم ثم استدار وذهب بعيداً مع خادمه.
لعبت اصابعي بالقلادة ذات الجوهرة الذهبيه الشبيهه بلون عيناي.
الآن فهمتُ أي نوع من الأشخاص أخي ويليام.
زفرتُ بصمت مع عيوني النصف مغلقه ونظرتُ الى القلادة التي كانت على راحة يدي.
مختل عقلي.
ويليام بارع في تقليد المشاعر الانسانية وربما لم يعرف أحد بحقيقته من سكان القصر.
لكن ربما الأشخاص المقربين منه يعرفون ذلك.
ثقة مفرطة في النفس، انانية، عدم امتلاك تعاطف أو ندم ناحية الأخرين، والأندفاع.
ولكنه مختلف عن المختلين العقليين الاخرين من خلال قدرته على تقليد المشاعر البشرية.
تذكرتُ سلوكه ناحيتي بصمت ثم خطر شيء في ذهني.
بدا إن ويليام يعتز بوجودي كأخت له.
هل لأنه يشعر بالوحده؟..
“اهه…”
خرجَ تنهد متعب من فمي.
شعرتُ بالحيره من كيفية التعامل معه.
بالرغم من كل هذا، هناك شيء عالق في ذهني الآن.
التماشي مع سلوكه فقط.
لا يجب أن ابادله الاهتمام لكن فقط التصرف بشكل طبيعي وبحدود لأضمن سلامتي.
لأني لا استطيع ضمان حياتي مع شخص غير طبيعي عقليا.
فجأة عصفت علينا موجه من الرياح الباردة.
انكمش جسدي ورفعتُ نظري ناحية السماء الغائمه والتي لم تعد هناك شمس فيها.
يبدو أنها ستمطر..
نظرتُ الى مافريك ولاحضتُ نظراته الصامته ناحيتي.
شعرتُ بالحرج وتجعد جبيني.
هل كان يراقبني طوال الوقت اثناء تفكيري؟
حمحم
تُ في حرج واغمضتُ عيناي ثم فتحتهما قليلا ورفعتُ ذقني وقلتُ بصوت متزن وحازم:
“أرغب بالعودة الى غرفتي، اشعر بالتعب بعد اخذ نزهه طويله.”
اومأ مارفك عند كلماتي ببساطه في ابتسامه ونهض ثم انحنى ناحيتي.
“المعذرة، سيدتي.”
همسَ بهدوء في ابتسامه صغيرة ثم حملني بين ذراعيه بأسلوب الزفاف دون عناء.
مشى بخطواته الواسعة والهادئة عبر الحدائق الخارجية ثم دخل القصر متوجهاً ناحية غرفتي.
—✎✎✎✎✎—
نهاية الفصل
يتبع…
—✎✎✎✎✎—
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 3"