2
الفصل 2
في الصباح الباكر تم فتح باب غرفتي فجأة مما جعلني أستيقظ من نومي بسبب الضجيج المفاجئ.
رأيتُ الخدم يدخلون الى داخل غرفتي ويضعون على الارض العديد الصناديق الملونه والمغلفه.
نهضتُ قليلا ومن خلال اتكائي على يداي أرجعتُ جسدي للخلف وحولته الى وضعية الجلوس.
“ما الأمر هنا…؟”
رغم سؤالي لكن لم يجبني أحد.
عبستُ بسبب عدم الرد وبدا الجميع أنهم غير مهتمين سوى بتنفيذ الأوامر.
“سيدتي! يا إلهي. هل أيقض الخدم السيدة؟”
دخل مافريك جاعلا الجو اكثر حيوية بعد أن كان باردا.
أنحنى الخدم والخادمات لدخوله. لأن مافريك كان يفوقهم مكانة بحسب التسلسل الوظيفي.
لكني عبستُ عند هذا الموقف قليلا بسبب الفرق الواضح بين معاملتهم لي وله.
شعرت بمشاعر غير سارة ولكن أنسيتُ نفسي ونظرت حولي الى الصناديق.
رفعتُ نظري والتقت نظرتي بنظرة مافريك.
كسر مافريك تحديقاتنا من خلال ابتسامته المفاجئة والتي دائما يضعها على وجهه.
“سيدتي. هذه هي الهدايا المرسلة من المركيز ومن السيد الشاب.”
“تعني والدي وأخي الاكبر؟..”
ابتسم مافريك اكثر لكلماتي المندهشة قائلا بصوت مرح:
“نعم! أنه بمناسبة عيد ميلاد السيدة الشابة.”
عيد ميلادي؟
نظرتُ الى الصناديق بصمت ثم الى الخدم الذين كانوا واقفين على الجانب من الصناديق بوجوههم الخالية من التعابير.
نظرتُ الى مافريك الذي كان يبتسم ويراقب رد فعلي.
“…أفهم.”
حل الصمت في الغرفة بعد قولي لكلمتي بهدوء.
استدار مافريك ناحية الخدم قائلا بتعابيره المعتادة ولكن هذه المرة كانت لهجته مختلفه، حيث بدت باردة قليلا:
“تقدموا وأظهروا التهنئة للسيدة الشابة.”
تجمد الخدم عند كلمات مافريك وشعروا بالحرج لكنهم تقدموا بسرعة للأمام وانحنوا مقدمين التهاني.
نظرتُ الى الموقف بهدوء وبوجه بلا تعابير.
تحدثتُ بصوت هادئ ولكن يحمل لمحة من الانزعاج:
“لستُ بحاجة الى التهاني.”
“سيدتي الشابة أنه عيد ميلادكِ لذا من الطبيعي أن يتم تقديم التهنئة لكِ.”
كانت لهجة مافريك مرحة ولطيفه.
ولكن ذلك اللطف جعلني أشعر بالسوء.
“قلتُ.. لا أريد. أنه لا يبدو رد فعل صادق.”
كان صوتي يبدو منزعجا وشددتُ قبضتي على البطانية البيضاء رغم أنني حاولتُ الحفاظ على استقامة وجهي.
أختفت ابتسامة مافريك عند كلماتي مع نظرته المنتشرة حول كل تحركاتي.
بدا أنه في تفكير عميق لثواني. ثم بعدها ابتسم ولكن كانت ابتسامته أقل مما كانت عليه.
“..غير صادق؟.. آسف يا سيدتي. يبدو أنني لم أصور الوضع من منظور للسيدة.”
كان صوت مافريك يبدو هادئا جدا وخاليا من المشاعر.
بدا وكأن هذا هو صوته الحقيقي.
حل الصمت مرة اخرى فأستدار مافريك وأمر الخدم بالخروج.
بعد أن خرج جميع الخدم تحت نظراته الباردة والإبتسامة الباهته ناحيتهم، استدار ناحيتي وتحدث بصوته الذي عاد الى صوته اللطيف كما كان.
“سأنادي بيلا لتساعد السيدة في تجهزيها.”
استمعتُ لكلماته واومأتُ ولاحضته يخرج من الغرفة.
بعد دقائق دخلت بيلا مع مافريك.
تقدم مافريك بخطوات واسعة ناحية سريري ثم انحنى مع انخفاض بصره وابتسامته التي لم تختفي من وجهه.
لكن شعرتُ أن هناك شيء آخر مع ابتسامته.
مثل أنه كان يفكر في شيء آخر بعمق.
“اسمحي لي سيدتي.”
حملني بين ذراعيه واضعا إحدى يديه على ظهري والاخرى تحت ساقاي.
رفعتُ إحدى يداي ووضعتها على كتفه لأزن وضعيتي.
لاحظ مافريك حركتي بطرف عينيه وابتسم اكثر مخفض بصره بأحترام.
كانت بيلا تراقب الوضع بوجه هادئ وعيون مركزة.
مشى مافريك ناحية الحمام الذي كان ملتصق بغرفة النوم ووضعني على الكرسي الذي كان بجانب الحوض.
تبعتهم بيلا بخطوات سريعة.
خرج مافريك بعدها معطيا مساحة شخصية ووقف داخل غرفة النوم منتظرا إنتهاء تريستيا.
***
بعد ان انتهت بيلا من تدفئة ماء الحوض ساعدتني على الدخول الى الحوض.
بعد مرور نصف ساعة من أخذ حمام مريح ودافئ، انتهيت اخيرا من الاستحمام وارتديت ملابس صيفية وهو فستان بلون برتقالي فاتح.
كان لدي بيلا خبرة في تجهيز كل شيء بشكل مثالي مثل خادمة نموذجية.
نظرتُ الى بيلا بطرف عيني وتفحصتُ مظهرها.
كانت تبدو ذات شخصية جدية مع هالة تعطي جوا من الإخلاص.
لديها شعر اسود اللون، منسدل ويصل الى نهاية رقبتها. مع عيون حادة بلون ازرق مائي وفاتح.
بشرتها الشاحبه كانت جميله وصحية أيضاً.
كانت مثل دمية.
وضعتُ يدي على خدي مفكرة بمظهري الجديد حيث كان شكلي الحالي جميل ايضا.
“سيدتي؟…”
ايقظني صوت بيلا من افكاري. فتحدثت بصوت متخبط:
“اه.. نعم…؟..”
“سأنادي مافريك ليساعد السيدة في الباقي.”
اومأتُ لكلماتها وبقيت جالسة على الكرسي مع ارتدائي مع ارتدائي لفستاني البرتقالي الجديد بعد الاستحمام مع شعري الذي كان رطبا.
فُتح الباب ودخلت بيلا اولا ثم مافريك.
“مرحبا سيدتي. اتمنى أنه كان حماما منعشاً بالنسبة للسيدة.”
ابتسم مافريك بلطف وتقدم مع انحنائه ناحيتي معطيا اذنه ثم حملني بين ذراعيه وخرج من الحمام ووضعني على الكرسي الذي مقابل المرآة.
نظرتُ الى مافريك بطرف عيني من خلال المرآة، وقلتُ بصوت هادئ:
“هل سوف تحملني هكذا في كل مرة عندما يتطلب الأمر نقلي من مكان لآخر؟”
استمع مافريك لكلماتي وكان وجهه مبتسما كالعادة. تحدث بصوت لطيف:
“نعم سيدتي. هل يزعجكِ ذلك؟”
“نعم.”
حل الصمت بسبب ردي ثم نظرتُ بعيدا وقلتُ بصوت خالي من المشاعر قليلا:
“بيلا ساعديني على تمشيط شعري وتهيئتي.”
اومأت بيلا مع عيون مغمضه ورأس منخفض وتقدمت بسرعه ثم بدأت في تجهيزي بتركيز من خلال تسريح شعري ووضع مرطبات البشرة والمعطرات مثل اي آنسة نبيلة اخرى.
بعد انتهائها من وضع مستحضرات البشرة اخذت علبة الاكسسوارات.
“لا تضعي لي الإكسسوارات. ليس وكأننا في حفل.”
توقفت يداها بتردد ثم نظرت لي بهدوء ولكنها اومأت بصمت واحترام.
كان مافريك يشاهد على الجانب بصمت مع وجه مبتسم قليلاً وصامت.
“قلتَ إن اليوم هو عيد ميلادي؟”
“نعم سيدتي، هل لديكِ أي خطط؟”
أجاب مافريك بهدوء مع ابتسامته الثابتة.
“خطط؟”
كان وجهي بلا مشاعر.
هززتُ رأسي بالنفي.
فكرتُ فيما تفعله تريستيا الحقيقية في أيام عيد ميلادها.
لابد أنها تبقى في غرفتها ولا تفعل شيء. ما الذي قد تستطيع فعله مع قدم لا تستطيع المشي؟
“أريد الاستلقاء وقراءة الكتب.”
استمع كل من مافريك وبيلا لكلماتي وعبسوا.
تحدث مافريك بصوت مهتم:
“..سيدتي. أنه عيد ميلادكِ. وأنتِ سوف تبقين في غرفتكِ؟”
“وما الذي استطيع فعله غير الجلوس؟”
أصبح الجو باردا وفهم مافريك المقصد من كلمات تريستيا.
“بل يوجد سيدتي. هناك الكثير من الأشياء التي تستطيعين فعلها.”
تحدث مافريك مع أبتسامة واسعة وعيونه المنحنية بشكل مرح كانت خالية من المشاعر لكنها كانت مليئة بالافكار.
استدار ناحية بيلا وأمر بصوت المعتاد ولكن الصارم:
“بيلا اجلبي الكرسي المتحرك.”
اومأت بيلا بطاعة واستدارت متجهة بهدوء ناحية الكرسي الذي كان موضوع في زواية الغرفة وامسكته وسحبته الى المكان ووضعته أمام تريستيا على بعد خطوات.
تحرك مافريك ناحيتي بخطوات واسعة ليساعدني على الجلوس على الكرسي.
“لا تلمسني.”
انتشر صوتي البارد داخل الغرفة مما جعل مافريك يقف عند أمري وبيلا تنظر ناحيتي بدهشة وعيون مركزة.
أختفت ابتسامة مافريك التي يضعها دوما.
كان وجهه مخيف وهو خالي من العاطفه.
شعرتُ بالقشعريرة مع ملاحضتي لتعبيره فشددتُ قبضتي لتعزيز نفسي مع عبوس وتحدثتُ بصوت هادئ وبارد:
“هل تضن أنني أريد ان يتم رؤيتي وأنا على الكرسي المتحرك من قبل سكان الحوزة؟”
“سيدتي.”
“لا أريد الخروج. سأبقى هنا.”
قاطعت كلماته وبدا وكأنني لا أريد سماع المزيد ثم أدرتُ وجهي بعيدا.
رأى مافريك كل شيء ثم فجأة أدار رأسه بصمت ناحية بيلا وأشار لها بالخروج.
ترددت بيلا لكنها اومأت وخرجت من الغرفة.
عبستُ عند رؤيتي لهذا المشهد.
“لماذا أمرتها بالخروج؟”
“أنه من أجل راحة السيدة.”
“أنا لم اعطي إذناً بخروجها.”
كان صوتي يحمل لمحه من الغضب.
“…”
“هل أنت تستخف بي؟ بسبب وضعي؟”
شددتُ قبضتي على يد الكرسي.
“أخرج.”
انتشر صوتي البارد في أرجاء الغرفة الهادئة.
اعترف انني كنتُ مزاجية بشكل خاص لكنني لم استطع منع سلوك مثل هذا منذ حياتي الماضية ومنذ أن كنتُ في دار الايتام.
ربما بسبب شللي وعدم وجود أحد يحبني في حياتي الماضية جعلني حادة الطباع.
حافظ مافريك على ابتسامته مع تعابير وجهه المحايدة.
وكان يبدو أنه ليس لديه نية للتحرك وتنفيذ أمري.
“انا لا استخف بالسيدة. بالعكس. انا معجب بالسيدة كثيرا.”
كسرت كلماته الجو البارد ولكن مع محتوى كلماته اصبح الجو متوترا.
عبستُ أكثر وعيناي لم تبتعد من عينيه.
كانت تعابيره هادئة وابتسامته ثابته وواثقة.
ولم يبدو أنه كان يكذب عندما قال كلماته.
“لذا لا يسعني سوى أن أكون قلق بشأن السيدة.”
تقدم بخطواته البطيئة ناحيتي ووقف امامي وانحنى عند مستوى عيني على بعد مسافة ليست قريبة جدا.
“اسمحي لي أن أساعدكِ على التكيف.”
عبستُ بعدم فهم.
“..التكيف؟”
اومأ عند كلماتي بهدوء وقال بعينيه الحمراء المتوهجة والمنحنيه في ابتسامة:
“إذا كانت السيدة غير مرتاحة عندما يتواجد الناس حولها فسوف نذهب الى مكان لا يتواجد فيه أحد.”
“…”
“مثل الدفيئة أو المكتبة أو اي مكان آخر خالي من الناس.”
فكرتُ عند كلماته وأخفضتُ نظري بوجه بلا تعابير.
راقب مافريك كل رد فعلي وعندما كان على وشك التحدث مرة اخرى ابتعد فجأة وتراجع للخلف ووقف على بعد امتار قليله كما كان قبل دقائق.
فجأة تم فتح باب الغرفة دون سابق إنذار ودخل أحدهم بخطوات واسعة.
بالكاد فهمتُ ما حصل وأدرتُ وجهي ناحية الضيف غير المدعو.
“اختي.”
كان هناك رجلا بنفس لون شعري وكان واقف مع رفع ذقنه ونظراته كانت شديدة. كان له مظهر انيق مع هالة يتمتع فيها النبلاء فقط.
تحولت نظرته الى الخادم الذي كان واقف أمامي وهو مافريك.
“أختي. من هو هذا الرجل؟”
كانت نبرة صوت ويليام مرتجفة قليلا وبالكاد ارتفعت زاوية فمه في ابتسامة.
لم يسعني سوى أن الاحظ تعابيره الغربيه مما جعلني ذلك اعبس.
عرفتُ من أول لمحة انه كان شقيقي بالدم لكنه بدا شبه مجنون مما جعلني اتسائل عن الماضي الذي يجمعني معه.
“أختي. هل هو والدنا من قام بتعيينه؟ هذا غير اخلاقي ابدا. أن يتواجد رجل في غرفتكِ.”
كانت كلماته تحمل لمحه من التوبيخ ولكنه حافظ على تعابيره الاخويه.
‘ما قصة هذا الأخ غريب الاطوار؟..’
“ثم ماذا عن أخي؟ اخي ايضا رجل.”
أدار نظرته ناحيتي بعيونه الكبيرة والمتدلية ولكن نظراته لم تكن تبدو مريحة بالنسبه لي فأنكمش جسدي بشكل خفي لكني رفعتُ ذقني بسرعة وحافظت على عدم قطع التواصل البصري معه.
“أختي. أنا هو أخاكِ الأكبر الوحيد. انا مختلف عن اي رجل آخر.”
عبستُ اكثر عند كلماته.
كان مافريك يراقب الوضع بعيون هادئة ونظرة مستمتعة بشكل خفي ولكنه شعر بالانزعاج ايضا من الرجل الذي أمامه والذي كان يتصرف مثل أخ مهووس.
“اخي. هذا ليس من شأنك.”
“…”
توسعت عيون ويليام قليلا عند كلماتي واختفت ابتسامته تدريجياً.
“أختي.. لماذا أنتِ باردة على غير العادة؟ تبدو أختي منزعجة..”
بدا صوته وكأنه متأثر مثل طفل صغير تم أخذ الحلوى خاصته منه.
“هاهه..”
تنهدتُ وانتشر تنهدي في أرجاء الغرفة الهادئة.
لم استطع أن اجزم عن نوع العلاقة بين الاشقاء.
لكنني أيضا لم ارتح إتجاه هذه العلاقة ابدا.
لو كان ويليام مهتما بشأن رفاهيتي حقا لجعل سكان القصر يحترموني.
فكرتُ أيضا بالزواج المدبر لكني تراجعتُ عن هذه الفكرة عندما تذكرتُ أنه تم الغائه وفكرتُ أنه ربما كان لديه الفضل في ذلك.
عبستُ في حيرة وقلتُ بصوت متردد لكني حاولتُ الحفاظ على هدوئي.
“اخي.. أنا فقط لا احب أن يتم فرض أشياء محددة علي. أنا احتاج هذا الخادم لأنه يساعدني في أشياء كثيرة لا أستطيع القيام بها بسبب وضعي. لذا أتمنى أن تتفهم ولا تذكر موضوع مثل هذا مرة اخرى لأنه سيبدو أنك لا تثق بي.”
حاولتُ إظهار صرامتي أمام ويليام حتى يتعلم كيف يبني حدودا معي كأخته.
كان ويليام يستمع الى كل كلمات شقيقته بوجه غير معروف لكنه ابتسم في النهاية واومأ برأسه في فهم مع أبتسامة واسعة.
“آسف اختي. يبدو أنني بالغتُ دون وعي..”
“اه. لا بأس. والآن أريد أن ارتح قليلا، لذا اريد البقاء بمفردي من فضلك.”
توقف ويليام عند كلماتي لكنه اومأ في النهاية واستدار ليخرج من الغرفة.
عندما استدار ويليام ووضع ظهره ناحية تريستيا اختفت تعابيره اللطيفه وحل محلها البرود.
وكأن كل الجو الأخوي الذي حصل قبل لحضات كان كذبة.
لاحظ مافريك تغيير التعابير وومضتُ عينيه الحادة عند هذا السلوك.
لاحظ ويليام أيضاً نظرات مافريك ناحيته وتحولت نظرته بطرف عينيه ناحية مافريك.
استدار ويليام بعدها بعدم اهتمام وتوجه عند باب الغرفة وخرج بهدوء واغلق الباب خلفه.
تنهدتُ عندما خرج وشعرتُ وكأن الجو الثقيل وغير المريح قد اختفى.
“سيدتي. سأتركِ الآن لترتاحي لفترة. نادي الخدم لو احتجتي لشيء وسوف ينادوني من أجلكِ.”
كانت نبرته لطيفه كالعادة وكانت مختلفه نوعا ما عن نبرة ويليام التي تحملها مشاعر غير معروفة.
جعل ذلك توتري يختفي قليلا.
اومأتُ وسمحتُ له بالخروج.
خرج مافريك من الغرفة واغلق الباب خلفه بحذر.
كانت تقف بيلا خارج الغرفه على الجانب وتركزت نظرتها على مافريك الذي خرج من الغرفة بحذر.
تقدمت بيلا بخطوات سريعة وانحنت ناحيته بأحترام قائلة بصوت جدي:
“اللورد. يبدو أن ديليا اصبحت تعمل لصالح ويليام مؤخرا.”
“ديليا؟”
عبس مافريك عند ذكر ديليا التي صنعت ضجة مؤخراً.
“كيف تجرؤ على خيانة سيدها؟ همم؟”
تجعدت تعابير بيلا التي دائما ما تكون هادئة بسبب الجو الكثيف الذي استحضره مافريك ولم يسعها سوى خفض رأسها بسرعه بعيون مركزة على الارض.
“دعيها تفعل ما تريد. أريد ان أرى ما الشيء الذي لفت انتباهها عند مجرد بشري عادي؟. كما انني اريد أن اعرف معلومات اكثر عن ذلك المدعو ويليام، أنه يزعجني نوعا ما بوجوده.”
تذكر مافريك كيف كانت أفكار ومشاعر ويليام متناقضه عن ما اظهرهه أمام سيدته مما جعله يشعر بالأنزعاج.
هدأ الجو بعد أن تحدث مارفيك بكلاماته بلا مبالاة.
تنهدت بيلا بشكل خفي في ارتياح لأنها كانت تعرف أن طريقة مارفيك في التعامل مع الأمور دائما ما تكون وحشيه.
ولكن هذه المرة يبدو أن مافريك كان مشغول في أشياء أخرى.
تريستيا.
كانت تعرف أن سيدها الذي كان ملك الشياطين يحمل مشاعر خاصة ولا نهاية لها لفتاة بشرية اسمها تريستيا.
ولم تكن فتاة بشرية عادية بل كانت فتاة قادمة من عالم آخر ومستحوذة على جسد فتاة أخرى.
لكن بيلا لم ترغب أيضا في أن تكون هذه المشاعر مسطيرة على سيدها.
ففي النهاية عندما تنتهي مهمة مافريك عليه الرجوع الى مملكته.
ليس وكأنه سوف يستطع أخذها معه.
“بيلا.”
الصوت البارد أيقظها جعلها ترفع رأسها الذي كان منحنيا بسرعة.
أدركت متأخرة أنه قرأ أفكارها بالفعل لذا زممت شفتيها وقالت بصوت معتذر وانحنت باعتذار:
“آسفة أيها اللورد. ارتكبتُ خطأ.”
كانت عيون مافريك الباردة لا تزال تنظر إليها وتحدث بصوت بارد:
“لا تفكري في ما لا يعنيكِ مرة أخرى بيلا. كوني مخلصة مثلما انتِ دوما.”
اومأت
بيلا بطاعة.
“بذكر هذا.. أنا اعجز مؤخرا على قراءة افكار سيدتي.. هذا يحيرني حقا ويزعجني.”
تحدث مافريك بلهجة مرحة مع ابتسامه صغيرة عندما تذكر سيدته تريستيا ولكن تعابيره كانت باردة بسبب فشله في قراءة أفكارها مثل أول مرة.
“همم.. لا يهم. هكذا سوف تصبح الأمور مثيرة للاهتمام اكثر. وأيضاً كل ما يهم هو بقائي بجانب السيدة. صحيح بيلا؟”
اومأت بيلا برأسها بهدوء ولم تتجرأ على مجادلة كلماته.
—✎✎✎✎✎—
نهاية الفصل
يتبع…
—✎✎✎✎✎—
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 2"