10
الفصل 10
داخل القصر الملكي لأمبراطورية لورديس، ظهر مافريك فجأة من العدم وكان يحمل تريستيا بين ذراعيه.
كان الجو بينهما صامتاً وثقيلاً ولم يتحدث أي واحد منهم.
تقدم مافريك بخطواته الواسعة والهادئة أمام السرير الكبير ثم وضع تريستيا على الملائات الحريريه ذات اللون الاسود.
لم تنظر تريستيا ناحيته طوال الوقت، كما لو كانت تتجنب النظر إليه.
امسكت تريستيا بحافة البطانيه ذات اللون الاحمر الداكن ثم غطت جسدها وارجعت ظهرها للخلف مستندة على الوساده الكبيرة والناعمة.
استمر مافريك بالنظر إلى تريستيا بصمت وتعابير وجهه كانت غامضة، ولم يقل أي شيء.
بعد ثواني من الجمود والهدوء، قررت تريستيا فتح فمها والتحدث هذه المرة.
“أريد أن اشكركَ على إنقاذي. كما تعلم علاقتي مع ويليام ليست جيدة.. بغض النظر عن كوني من عالم آخر فلا يزال لدينا ارتباط من نوع ما.”
“تريستيا لماذا أخبرتيني أن لا اقتله؟”
“..ماذا؟..”
دهشت تريستيا من طرحه المفاجئ للموضوع بهذه الطريقة.
ولكنها جمعت شتات نفسها وتحدثت بصوت حازم وجدي:
“لأني لا أريد أن أرى أي احد يموت امامي. في هذا العالم من السهل أن يتم قتل شخص ما إذا أصبح هدفاً بالنسبة لشخص آخر، ولكن في عالمي لا يكون الأمر هكذا كما هو هنا.”
كان مافريك يستمع بصمت إلى كلماتها وبدا مهتماً حقاً ولكنه أيضاً بدا إنه يفكر في شيء ما.
“هل تقصد تريسي إنها غير معتادة على سفك الدماء؟”
“نعم. أنا لا أحب هذا.”
أومأ مافريك بهدوء وتفهم كلماتها، وكانت هناك ابتسامة صغيرة تعلو على وجهه.
رغم الجو الهادئ والسلمي ألا إن تريستيا لا تزال تشعر أن قلبها يخفق حتى الآن.
يبدو أنها كانت خائفة حقاً في تلك اللحضة عندما كانت مع ويليام ولكن عقلها حاول أن ينكر ذلك.
‘لا مجال للخوف في مكان كهذا.. مع وضعي الحالي فلا أستطيع فعل شيء سوى الأعتماد على مافريك.”
تجعد جبينها في انزعاج عند فكرة أن تعتمد على شخص ما.
واثناء غرقان تريستيا في عالمها الخاص، كان مافريك ينظر ناحيتها بعمق نحو كل رد فعله تفعله.
لا يزال غير قادر على قراءة افكارها ولكن بالنسبة له كان هذا ممتع حقاً لأنه كان عليه مراقبتها بصمت وتحليل ما تفكر فيه.
كان من السهل بالنسبة له قراءة أفكار من حوله منذ أن كان طفلاً ولكن أصبح هذا مختلفاً منذ أن التقى بتريستيا.
تم كسر الصمت بعد كلمات تريستيا المفاجئة:
“ماذا ستفعل إذا قبلتُ الزواج بك؟”
حل صمت ثقيل وكان مافريك ينظر إلى تريستيا بتعابير وجهه التي كانت بعيدة وغير مصدقة.
بعد ثواني معدودة اغلق مافريك شفتيه وتشكلت ابتسامة صغيرة على وجهه.
“سنعيش معاً إلى الأبد ونكون عائلة. وسوف تصبحين الملكة هنا وستحصلين على كامل الرفاهية.”
بدا صوته ودودا وناعماً وهو يتحدث إليها.
كما لو طفلاً يكشف عن سر مثير.
لم ترد تريستيا على كلماته وكانت تستمع بصمت ووجها بلا تعابير.
حاول مافريك أن يقرأ ما كانت تحاول التفكير فيه.. لكنها كانت مثل جدار منيع بالنسبة له في تلك اللحضة، لذا أنتظر كلماتها القادمة بصبر.
فجأة فتحت تريستيا فمها بصوت هادئ ولا مبالي، متناقض مع محتوى كلماتها التي خرجت من فمها:
“ثم متى سيكون موعد الزفاف؟”
تشكلت أبتسامة واسعة على وجه مافريك، فور كلمات تريستيا.
نظر إليها بعيون منحية للأسفل والأبتسامة لم تختفي من وجهه، قائلاً بصوته اللطيف والودي:
“بما أن شفاء ساقيكِ سيتأخر نوعاً ما لذا دعينا لا نهتم بالأمر ونتزوج بأقرب وقت. سوف تتحسن ساقيكِ بعد شهور قليلة من زواجنا.”
اومأت تريستيا بصمت عند كلماته وبدا أنها توافق على كلماته أيضاً.
أصبحت تعابير وجه تريستيا جدية فجأة، كما لو كانت تفكر في شيء ما.
فتحت فمها بهدوء وخرجت الكلمات ذات النبرة الجدية:
“لن يكون هناك أتصال جسدي بيننا حتى يوم زواجنا رسمياً… أعني عدا حملي هنا وهناك.”
اومأ مافريك بتفهم والإبتسامة لا زالت تعلو وجهه ذو التعابير الودية.
“ثم سوف أترككِ الآن لترتاحي. اتمنى لكِ نوم مريح يا تريسي.”
اومأت تريستيا بوجه بلا تعابير عند كلماته ثم ارجعت رأسها للخلف ووضعته على الوسادة ثم اغمضت عينيها بهدوء.
وعندما كان مافريك على وشك الإستدارة والمغادرة، توقف في خطواته ونظر للحضات ناحية تريستيا التي كانت مستلقية على سريرها.
تقدم ناحيتها ببطئ وهدوء ثم أحنى الجزء العلوي من جسده ناحيتها وطبع قبلة ناعمه على جبينها.
فتحت تريستيا عينيها بسرعة في صدمة والتقت عينيها مع عيون مافريك المنحنية للأسفل في أبتسامة.
أصيب الجو بالجمود، كما لو توقف الوقت عن المرور.
حل الصمت لثواني قليلة حتى فتحت تريستيا فمها هامسه بتعابير وجه باردة:
“وعدتني إنه لن يكون هناك إتصال جسدي قبل أن نتزوج رسمياً ، لكنك الآن…-“
قاطع مافريك كلماتها بصوته الهامس أيضاً ولكن بطريقة ودية:
“أنا آسف ولكن هذه هي مكافئتي على صبري طوال هذا الوقت من أجلكِ.”
لم تجب تريستيا على كلماته وبقت تنظر له بوجهها الذي كان بلا تعابير ولكن لاحظ مافريك الأحمرار الباهت لطرف أذنها.
توسعت أبتسامة مافريك عند ملاحظته لمشاعر تريستيا الداخليه التي تم كشفها هذه المرة.
لم يبتعد مافريك عنها وبدلاً من ذلك رفع يده ووضع اصابعه على طرف أذن تريستيا المحمر.
فركَ أصابعه ببطئ على جلدها فأصبح أبيض قليلاً بسبب ضغطه الباهت.
“متى تخطط للنهوض والإبتعاد؟”
لم يهتم مافريك بنبرة صوتها الباردة لأنه كان يعرف إنه على عكس ما تظهره تريستيا خارجاً فإن مشاعرها الداخلية كانت جيدة.
تراجع مافريك بصمت وهدوء وأعتدل في وقفته.
“ثم سأغادر الآن. ارتاحي جيداً.”
مع صوته الودي وتعابير وجهه المبتسمة، غادر الغرفة بخطوات واسعة ثم خرج وأغلق الباب خلفه بحذر.
****
اتجهت خطوات الجنديان الحازمة نحو زنزانة السجين الذي تم حبسه مؤخراً.
ثم توقفا أمام الباب الحديدي.
أشار الجندي الأول لرفيقه أن يفتح الزنزانة بنفسه، وعندما كان على وشك فتحها.. تجمد فجأة في مكانه.
“أنت.. ماذا بك؟..”
فجأة وقع الجندي الثاني على الأرض مغمى عليه، ولاحظ الجندي التفاف ظلال مشؤومة ذات لون أسود حول جسد الجندي الثاني.
“هاه..!..”
تراجع الجندي الأول بسرعة بضع خطوات إلى الوراء ونظر حوله بحدة، وفي يده السيف الذي أخرجه من جانب خصره.
“من..!!.. أظهر نفسك!”
وقبل أن يكمل كلامته، تم قطع حنجرته بواسطة شيء حاد.
توسعت عيون الجندي في صدمة وسقط على الأرض مع نزيف حاد من رقبته.
ظهرت هيئة ويليام الذي كان واقفاً خلف الجندي، وفي يده كان يمسك بخنجره الفضي.
“ثم.. ماذا سأفعل الآن بعد أن غادرت الزنزانة بنجاح؟.. الذهاب إلى أختي؟.. أو..”
وبينما كان يتحدث مع نفسه بنبرة مرحة مثل طفل يحاول أستكشاف هدفهُ، اومأ أخيراً مع نفسه بسبب سطوع فكرة داخل ذهنه ثم أستدار بهدوء وبدأ بالمشي بعيداً تاركاً جثة جندي خلفه والآخر مغمى عليه.
****
بعد مرور يومين هادئين داخل غرفتي، مع الجلوس فقط وقراءة الكتب.. تم فتح باب غرفتي فجأة دون طرقها ودخل مجموعة من الخدم بضجيج خطواتهم المتسرعة إلى الداخل.
استدرتُ برأسي ناحيتهم بسرعة ولاحضت كمية وحجم الصناديق المختلفه التي يحملونها في أيديهم.
“ما كل هذا؟”
عند استفساري الهادئ، تقدمت من بينهم خادمة بدت في منتصف العمر ووقفت بحزم في المقدمة وسط الخدم الأصغر سناً.
كانت تعابير وجهها باردة ولكن صارمة أيضاً وكانت تنظر للأسفل في أحترام وخضوع.
ضيقت عيناي أثناء فحصي لتلك الخادمة العجوز وبعد ثواني قليله، استطعتُ معرفة لما كانت مألوفة بالنسبة لي.
“أنتِ.. كبيرة الخدم دارسي، صحيح؟”
بدت دارسي مصدومه عند معرفتي لهويتها ولكنها كانت سريعة البديهية فأومأت بسرعة في خضوع قائلة بنبرة أحترامية:
“يسعدني أن تتذكريني يا سموكِ. نعم أنا هي كبيرة الخدم لهذه القلعه الملكية وأعمل تحت أمرة الملك.”
اومأتُ بهدوء عند كلماتها بوجه خالي من التعابير.
“أعذرينا على الزيارة المفاجئة، هذه هي مستلزمات الزفاف المقدمة من جلالة الملك شخصياً. سنبذل جهدنا في تحضير سموكِ بمثالية لهذه الليلة.”
تشتت عقلي عند ذكرها لموضوع الزفاف المفاجئ لكني سيطرتُ على تعابير وجهي بسرعة محاولة إظهار سلوك طبيعي.
بعد التفكير في الأمر… كان هذا سلوك متوقع من شخص مثل مافريك.
أنه يفعل كل شيء بسرعة عندما تحين الفرصة له لفعلها.
فجأة تجعد جبيني في عبوس بسبب سقوط فكرة داخل عقلي.
كانت فكرة لم آخذها بعين الإعتبار.. أو أنني نسيتُ الأمر.
‘كيف سأمشي داخل ممر القاعة بفستان الزفاف مع وضعي؟..’
لم أكن أرغب بالجلوس على كرسي متحرك ثم سحبي من قبل خادم بشكل مثير للشفقه.
عبستُ أكثر غارقة في أفكاري، متجاهله وجود الخدم.
كانت كبيرة الخدم دارسي، تنظر ناحية تريستيا بنظراتها العميقه مع تعابير وجهها الغامضه.. كما لو إنها كانت تعرف ما أصبحت تفكر فيه تريستيا في هذه اللحضه.
“سيدتي، هل أنتِ مستعدة؟”
قررت دارسي أن تترك الأمر كما هو الآن ولكن كان لديها خطط بالفعل بالنسبة لذلك الموقف.
الآن كان عليها أن تتعامل مع شؤون تحضير ملكتها المستقبليه التي سوف تتزوج من سيدها.
استفاقت تريستيا من أفكارها ونظرت حولها إلى الخدم بصمت لثواني ثم أومأت بهدوء.
عند موافقة تريستيا بدأت كبيرة الخدم بالتحرك وأعطاء الأوامر لمن حولها بصرامة.
“الخدم الذكور أخرجوا الآن وأذهبوا الى عملكم تحت أوامر كبير الخدم، أما بالنسبة للخادمات فأبقين هنا.”
بدأ الخدم بالتحرك بسرعة خارجاً بحسب أوامر دارسي، وتجمعت الخادمات حول تريستيا وبدأن في مساعدتها على تجهيزها لحفل زفاف الليله الكبير.
****
كانت الشمس المرتفعه على السماء الزرقاء واضحة عند الظهيرة، ولكنها لم تمنع الناس داخل الشوارع النابضه بالحياة من القيام بأعمالهم اليوميه.
كان الجنود يتجولون ويعلقون لوحة الإعلان على كل جدار داخل العاصمة.
{{ بأسم هاديس الحاكم الأعلى، نعلن لشعب مملكة لودريس أن–
في هذه الليله المميزة، سيتم احتضان قلب مملكة لودريس من خلال اتحاد مقدس :
جلالة الملك [مافريك لودريس إبن الحاكم هاديس]
الملكة القادمة [تريستيا الأبنة الوحيدة لمركيز يوجانال من إمبراطورية هونيولا]
ليكونا معًا سندًا للأمة، وحاملين لراية المجد والعدل. }}
كانت تلك نهاية الإعلان وبداية صخب الشعب وجدلهم عن حقيقة عن تعيين بشرية كملكه لهم.
ولكن كان مافريك يعلم بالفعل إن هذا الإعلان سوف يسبب ضجه لذا أخذ كامل احتياطته إتجاه الوضع.
“يعلن جلالة الملك أنه سيتم خفض ضرائب الشعب الى النصف بمناسبة تتويج الملكه!”
سقط صمت بين الناس لثواني.
ثم فجأة جاء هتاف صاخب من عندهم كما لو إن الصمت قبل لحضات كان مجرد وهم.
“يحيى الملك! يحيى الملك!”
“تحيى الملكه! الحياة الأبدية للعائلة المالكه!”
****
ارتفع القمر في وسط السماء الليله الداكنه، وهبت نسمه من الرياح جعلت الشال الابيض يرفرف بعيداً عن صاحبه.
“أوه..! سأرجعه بسرعة يا سموكِ، لن اتأخر.”
ركضت الخادمة ذات الشعر البرتقالي بعيداً بخطواتها المتسرعة تاركة خلفها تريستيا الواقفه بجانب الخدم الآخرين.
‘..إنه شعور غريب..’
نظرت تريستيا ببطئ للأسفل إلى ساقيها الواقفه بأستقامه دون عناء.
كما لو كان شللها طوال حياتها قد شفي في لمح البصر.
لم يكن حلماً، كان حقيقه. لكنه أيضاً لم يكن موقفاً دائماً.
قبل ساعه من خروجها من الغرفة، أتت كبيرة الخدم بنفسها وأعطت تريستيا كأس يحتوي على شراب غريب اللون.
طُلب منها أن تشربه فوراً حتى يبدأ مفعوله بالسيران.
كان الشراب قادراً على جعل ساقيها تمشي مرة أخرى ولكن المفعول لم يكن دائماً وسينتهي عند منتصف الليل.
من أجل يوم زفاف مثالي ومن أجل كرامتها كملكه، كان عليها أن تظهر بشكل مثالي أمام النبلاء وعامة الناس.
ظهر صوت خطوات الخادمة وهي تركض مقتربه ناحية تريستيا وفي يدها الشال الأبيض الخاص بسيدتها.
سلمت الخادمة الشال لتريستيا اثناء خفض رأسها للأسفل قليلاً في أحترام.
ارتدت تريستيا الشال الأبيض الشفاف بعد أن اخذته من الخادمه وغطت رأسها بواسطته.
تقدمت للأمام بخطواتها البطيئة حتى وصلت أمام الباب الكبير للقصر الملكي.
كان هناك جنديان بقف كل منهما على جهة من الباب، وعندما لاحظوا هويتها اسرعوا بفتح الباب لها.
تم فتح الباب بشكل واسع وارتاد صوت الضيوف بشكل صاخب في الهواء.
عضضتُ شفتي السفليه بخفه في محاولة لتخفيف توتري وعصبيتي.
ثم فجأة شعرتُ بيد من الخلف تم وضعها على كتفي الأيسر.
جاء همس ودي بالقرب من اذني:
“تريستي خاصتي تبدو فائقة الجمال حقاً..”
استدرتُ برأسي للخلف ونظرتُ له بصمت محاولة أخفاء مشاعري المضطربه الداخليه.
“اه.. وأنتَ أيضاً تبدو رائع.”
“مافريك.”
“ماذا؟”
“ناديني بـ مفاريك.”
صمتُ لثواني ثم اومأت في النهايه بهدوء.
ابتسم مافريك بشكل واسع ثم وضع يده على خصري وبدأ بالمشي في الممر بجانبي.
كانت خطواتنا متناغمه معاً بينما كان لا يزال ينظر ناحيتي بعيون منحنية للأسفل.
لم أكن انظر ناحيته وكان تركيزي منصب على محاولتي الاسترخاء والمشي بشكل جيد.
شعرتُ أنه من المحبط أن يزول تأثير الدواء عند منتصف الليل ولكني ازحتُ الأفكار السلبيه بسرعة على الجانب وقررتُ التركيز على اللحضه الحاليه.
وصلنا أخيراً الى المنصه التي يقف عليها رجل كبير في السن.
ورغم أنه يبدو أنه عاش طويلاً ألا أن هالته القويه والصارمه كانت واضحه في عينيه.
كان يرتدي ملابس فاخرة، ذات لون اسود ومطرز بالنقوش الذهبيه.
في العادة.. كان من المفترض أن يقف هناك رئيس الكهنه الذي يرتدي ملابس بيضاء..
لكن بما أننا الآن داخل مملكة يعيشها الشياطين فلن يكون هناك مقدسات أو ديانات أخرى عدا ملكهم الأعلى المدعو هاديس الذي هو الحاكم الأعلى بالنسبة لهم.
توجه نظري الى ملابس مافريك التي كانت فخمه ومناسبه بالنسبه لمكانته كملك الأمه.
رغم إن الألوان الغامقه تناسبه، لكنه لم يبدو سيء أيضاً في اللون الأبيض.
من الجيد أن ملابس العروسين هنا بيضاء… أضن أنهم ابقوها بيضاء لأنها تعني السعاده الزوجيه للعروسين وليس أي سبب ديني آخر.
توقف كلانا أمام المنصه وبدأ الرجل بأعلان اطروحته.
مرت دقيقتان بالفعل ولا يزال يتحدث عن مواضيع لا معنى لها.
تعقد جبيني قليلاً بسبب الأنزعاج من الأنتظار الطويل.
رفع مافريك يده بوجه خالي من التعابير كأشارة على التوقف.
لاحظ العجوز حركة مافريك وتلعثم في آخر كلماته وبدا إنه اصيب بالتوتر لثواني لكنه استأنف كلماته بسرعة ووصل إلى النقطه الرئيسيه.
رفع الرجل العجوز ذقنه، معلناً بصوت اكثر ارتفاعاً وبنبرة احتراميه:
“جلالة الملك مافريك لودريس إبن الحاكم هاديس، هل توافق على أن تكون الآنسة تريستيا الأبنة الوحيدة لمركيز يوجانال من إمبراطورية هونيولا، زوجة لك وملكه لهذه الأمه إلى الأبد؟”
“نعم. أنا موافق.”
إجاب مافريك بصوت هادئ والأبتسامه تعلو وجهه أثناء نظره بطرف عينيه الى تريستيا.
كانت نبرة صوته تبدو كما لو أن إجابة هذا السؤال هي واضحه تماماً بالنسبه له.
اومأ الرجل العجوز بتردد عند كلمات سيده ثم استدار برأسه لينظر ناحية تريستيا بوجه غير معروف، ثم أكمل كلماته بنفس النبرة الأحتراميه:
“آنسة تريستيا يوجانال، هل توافقين على أن تكوني زوجه للملك العضيم، مافريك لودريس وأن تكوني ملكه لهذه الأمه إلى الأبد؟”
حل الصمت ولم يأتي الجواب بسرعة.
بدت تعابير وجه مافريك هادئه تماماً ولكنه كان قلقاً في اعماقه من أن تغير رأيها.
رفع مافريك يده ببطئ وامسك بلطف بيد تريستيا في قبضه.
حل الصمت داخل القاعه وحبس الضيوف انفاسهم.
“نعم أنا أوافق.”
خرجت التنهدات من قبل الضيوف وبدا ان قلقهم قد ازيل عند سماعهم لتلك الكلمات.
كان من الواضع ماذا سيحدث إذا رفضت تريستيا الزواج.
من الممكن أن يغضب ملكهم ثم يفرغ مشاعره اتجاه السياسيه مدمراً عائلة أخرى بتهمة الخيانه أو اي سبب آخر حتى لو كان تافهاً.
“ثم أعلن أنكما اصبحتما رسمياً زوجاً وزوجه!”
بدأ الناس حولهم بالتصفيق بشده وانتشرت الاصوات الصاخبه في ارجاء القاعه الواسعه.
كان انتباه جميع الناس مركز على العروسين اللذان بدئا بمغادرة قاعة الزفاف حتى اختفيا عن الأنظار.
****
جلستُ على السرير بصعوبه بسبب المشد القاسي الذي كان داخل فستاتي الداخلي.
نظرتُ حولي إلى الغرفة الواسعة التي كانت مزينه بأثاث ذات لون ازرق داكن. بخلاف غرفتي التي كانت تحتوي على اثاث احمر اللون، ولكن لم تقل أحدهما فخامة عن الأخرى.
‘كما هو متوقع من قصر ملكي تابع للطبقة الحاكمة…’
طرق-
استدرت ناحية مصدر الصوت ورأيتُ خادمة ذات شعر بني فاتح، تدخل الغرفة بخطوات هادئة.
مشت حتى توقفت على بعد مسافة امتار مني، واحنت رأسها بأحترام للأسفل قائلة بصوتها الأنثوي ذات النبرة الأحترامية:
“أمرني جلالته
أن اخبركِ أنه خرج قليلاً لأمر عاجل ولن يتأخر في عودته.”
‘هل يغادر في ليلة زفافنا؟..’
تجعد جبيني في عبوس لكني حاولت عدم إظهار مشاعري الداخليه، واومأت قائلة بصوت هادئ:
“قومي بمناداة الخادمة الشخصية لتساعدني في خلع ملابسي.”
ما يهم الآن هو التخلص من هذا الضغط المزعج.
اومأت الخادمة سريعة البديهية عند كلماتي واستدرات بحركة رشيقه وهادفه، ثم خرجت من الغرفة وغلقت الباب خلفها بهدوء.
—✎✎✎✎✎—
نهاية الفصل
يتبع…
—✎✎✎✎✎—
•
•
•
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 منتدى المانهوا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 منتدى الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 10"