# الفصل الثامن
“الآن، يجب أن نحرر عروق الأوراق… هل تود أن تجرب تقليدي، سموك؟”
طق!
وضعت أوجيني ورقة نعناع تفاحي على كفها وصفعته بقوة.
أفرغت الأوراق في الكوب الزجاجي، ثم مدَّت يدها أمام أنف نواه.
“هل تشم رائحة النعناع التفاحي؟ هذا لأن عروق الأوراق تحررت.”
شمَّ نواه الرائحة وهو يقفز بحماس:
“أريد أن أجرب أنا أيضًا!”
“حسنًا، ضع ورقة على كفكَ و…”
طق!
صفق نواه بيديه بوجه جاد.
أفرغ أوراق النعناع التي تحررت عروقها في الكوب، ثم مدَّ يديه الصغيرتين إلى أوجيني:
“انظري، يديَّ تفوح منها الرائحة أيضًا!”
“بالفعل، لقد أبدعتَ، سموك! هل يمكنكَ الآن هرس المكونات داخل الكوب بهذه المدقة؟”
أخذ نواه المدقة بوجه متحمس، وهرس الليمون والسكر والنعناع التفاحي بحذر.
في هذه الأثناء، أحضرت أوجيني دلو الثلج.
أمسك نواه بمغرفة الثلج، ونظر إلى أوجيني بعيون متلألئة:
“كم من الثلج يجب أن أضع؟”
“املأ الكوب بالكامل، سموك.”
غرف نواه الثلج بسعادة، وإن كان قد أسقط بعض القطع في الأثناء، بدا وكأنه يستمتع كثيرًا.
بعد ملء الكوب بالمياه الفوارة، وزّينته أوجيني بشريحة ليمون وأوراق نعناع تفاحي…
‘الآن!’
أومأت أوجيني بعينيها.
هرعت الخادمات القريبات يغمرن نواه بالمديح:
“يا إلهي، لقد أبدعتَ حقًا!”
“الألوان تبدو رائعة جدًا!”
“أنتَ مذهل، سموك!”
ارتفعت كتفا نواه بفخر تحت وابل المديح.
ابتسمت أوجيني بلطف وهي تقدم الكوب له:
“جرب أن تتذوقه، سموك.”
ارتشف نواه رشفة، ثم نظر إليها بعيون مندهشة كعيون أرنب:
“هذا لذيذ حقًا!”
“يسرني أنه نال إعجابكَ.”
بينما تقول ذلك، لاحظت أوجيني مزاج نواه بحذر.
كان واضحًا أنه في قمة سعادته.
‘ربما حان الوقت لأطرح الفكرة؟’
ومع عيون متلألئة، تحدثت أوجيني بنبرة ناعمة كالريش:
“سمو الأمير، هل تسمح لي بفرصة خدمة سموك؟”
“ماذا؟ ماذا تعنين؟”
“الجو مشمس وجميل هذه الأيام.”
كان الوقت قد أصبح بداية الربيع.
السماء صافية، والشمس دافئة ولطيفة، لكن النسيم لا يزال يحمل برودة خفيفة.
وفي مثل هذه الأيام…
“ألن يكون من الرائع أن نخرج معًا في نزهة؟”
“نزهة؟”
برقت عينا نواه كالنجوم.
كلمة “نزهة” كانت ساحرة للغاية بالنسبة لطفل مثله.
منذ وفاة والدته، لم يغادر نواه قصر الأمير الثاني ولو مرة واحدة.
“هل هذا لا يعجبكَ؟”
عندما سألت أوجيني، هز نواه رأسه بسرعة:
“لا، إنه رائع! أريد الذهاب!”
لكن سرعان ما أظلم وجهه، وتمتم بحزن:
“لكن، أعتقد أن جانيت لن تحب ذلك…”
في تلك اللحظة، شعرت أوجيني بشعور قوي بالغرابة.
لماذا يهتم نواه برأي جانيت إلى هذا الحد؟
حتى لو كان صغيرًا، فجانيت مجرد خادمة تابعة له.
وتلك الكلمات…
‘لا تتظاهري بمعرفتي.’
‘لا أثق بأحد… إلا بجانيت!’
ما معنى هذه الكلمات؟
فكرت أوجيني للحظة، ثم انحنت لتنظر في عيني نواه مباشرة.
“سمو الأمير، أنتَ سيد قصر الأمير الثاني.”
“سيد…؟”
كأن الكلمة غريبة عليه، كررها نواه بهدوء.
“نعم، السيد يعني أن الجميع في هذا القصر يجب أن يتبع أوامر سمو الأمير الثاني.”
ابتسمت أوجيني بعينيها.
“افعل ما تريد، سموك. إن أردتَ الخروج في نزهة، فافعل. إن أردتَ التحدث مع الخادمات، فافعل.”
“هل هذا…”
“لا أحد في قصر الأمير الثاني يستطيع منعكَ. أنتَ هذا النوع من الأشخاص.”
أنهت أوجيني كلامها بنبرة واثقة.
لكن وجه نواه كان لا يزال مشحونًا بالخوف.
“…وماذا لو تركتني جانيت بعد ذلك؟”
بعد تردد طويل، سأل نواه بحذر.
“الخادمة ماكراي ستترك سمو الأمير الثاني؟”
“نعم، إذا تركتني جانيت أيضًا… لن يبقى أحد بجانبي.”
أطرق نواه بعيون خالية من الحياة.
“أخي الأكبر لا يهتم بي على الإطلاق.”
“ماذا؟”
“…من الواضح أنه يكرهني.”
توقفت أوجيني للحظة.
جلالة الإمبراطور لا يهتم بسمو الأمير الثاني؟
لكن وفقًا لوصف الرواية الأصلية…
“والخادمات يتغيرن باستمرار. جانيت هي الوحيدة التي تبقى.”
أخفض نواه كتفيه أكثر فأكثر.
“الوحيدة التي تهتم بي هي جانيت…”
تلعثم نواه، ثم أطرق برأسه.
“لذلك… ما تكرهه جانيت، أكرهه أنا أيضًا.”
برودت عيني أوجيني وهي تستمع إلى تلعثم الطفل.
‘هذا مبالغ فيه جدًا.’
كانت هذه مجرد تخمينات من أوجيني، لكن يبدو أن جانيت كانت تعزل نواه بعناية.
تغيير الخادمات باستمرار، منع أي خادمة أخرى من الاقتراب منه، والتأكد من أن تكون هي الوحيدة في عالم نواه.
“ألم أخبركَ، سموك؟ لا أحد في قصر الأمير الثاني يستطيع منعكَ.”
تحدثت أوجيني بلطف.
“لا الخادمات ولا الخادمة ماكراي، لا يهم من. إن أردتَ أن يبقى أحدهم بجانبكَ، ما عليكَ سوى قول ذلك.”
عند سماع هذا، اتسعت عينا نواه بدهشة.
“حقًا؟ هل يمكنني فعلًا ما أريد؟”
“بالطبع. ما لم يسمح سمو الأمير الثاني، لا يمكن لأحد استبدال أي شخص في هذا القصر.”
غمزت أوجيني بعينيها بمرح وأضافت:
“باستثناء جلالة الإمبراطور، بالطبع. ستتفهم ذلك، أليس كذلك؟”
“آه…”
رمش نواه بعيون مشدوهة.
كانت هذه المرة الأولى التي يسمع فيها أحدهم يقول إنه يمكنه فعل ما يريد، وإن أحدًا لن يتركه دون إذنه.
داعب صوت أوجيني الناعم أذنيه.
“وجلالة الإمبراطور لا يكره سمو الأمير الثاني.”
“…حقًا؟”
“بالطبع.”
بفضل قراءتها للرواية الأصلية، عرفت أوجيني.
مشاعر الإمبراطور تجاه أخيه غير الشقيق الوحيد معقدة للغاية.
لكن…
‘لا يمكن أن يكرهه.’
فمن يكره شخصًا لن يظهر تجاهه هذا القدر من الشعور بالذنب.
انتشرت ابتسامة بطيئة على وجه نواه.
“إذن، هل سنحضر صندوق غداء للنزهة؟ أريد شطيرة بالجبن واللحم.”
“بالتأكيد سنحضره. ولن ننسى الشطيرة!”
“وهل ستلعبي معي بالكرة؟”
“ليس فقط الكرة! سنركض معًا، وسأدفعكَ على الأرجوحة أيضًا.”
عندها، مدَّ نواه الكوب الذي يمسكه بحذر إلى أوجيني.
“…وهذا الموهيتو، هل ستحضرينه أيضًا؟”
“طبعًا!”
أومأت أوجيني برأسها بسرعة.
عند سماع تأكيدها، احمر وجنتا نواه، ثم فجأة سحب طرف تنورتها بخفة.
“مهلاً؟”
انحنت أوجيني نحوه.
همس نواه في أذنها بهدوء حتى لا يسمعه سواها:
“قلتِ إن أخي لا يكرهني.”
نظر نواه إليها بعيون متلألئة بالتوقع.
“…هل يمكن أن يأتي هو أيضًا؟”
للحظة، شعرت أوجيني بأن الكلام علق في حلقها.
بالطبع، لتحقيق هدفها، كانت بحاجة إلى مساعدة الإمبراطور.
كانت تخطط لمحاولة التواصل معه، ولو بحجة الصدفة.
لكن…
‘إنه طفل صغير جدًا.’
في هذا العمر، من الطبيعي أن يتشبث ويطالب، لكنه يحاول بالفعل مراعاة مشاعر الكبار.
كبحت أوجيني شعورها بالأسى، وهمست في أذن نواه:
“لا يمكنني أن أعدكَ بذلك، لكنني سأسأل في قصر الإمبراطور بالتأكيد.”
“حقًا؟”
“بالطبع. لكن حتى يجيب جلالة الإمبراطور، يبقى هذا سرنا، موافق؟”
“نعم!”
ابتسم نواه ببراءة مشعة.
وأمام تلك الابتسامة، شعرت أوجيني بوجع خفيف في قلبها.
كم من الوقت عانى هذا الطفل الصغير من الوحدة حتى وقع في فخ النبلاء وأثار التمرد؟
لذلك، لم تستطع أوجيني أن تتذمر بعد الآن عن “لماذا الأحداث بطيئة ومحبطة؟”
هذا العالم لم يكن رواية، ونواه أمامها…
‘ليس مجرد شخصية في رواية.’
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
يرجى إدخال اسم المستخدم أو عنوان بريدك الإلكتروني. سيصلك رابط لإنشاء كلمة مرور جديدة عبر البريد الإلكتروني.
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 8"