2
[1. توفير السكن والطعام.
لكن لا يمكنك مغادرة المكان لمدة سنة كاملة.
إذا احتجت شيئًا، عليك طلبه من فرقة التموين التي تأتي كل 15 يومًا فقط.
2. حظر التجول. من الساعة 12 ليلاً حتى 6 صباحًا يجب أن تكون داخل غرفتك.
لا نتحمل مسؤولية أي شيء يحدث إذا تجولت خارج الغرفة في أوقات الحظر.
3. دورية يومية إلزامية في القصر مرة واحدة على الأقل. قد تلاحظ ظواهر غريبة أثناء الدورية، لكن طالما التزمت بالقواعد فلن تكون في خطر.
4. ……]
“ما هذا؟ مجرد منشور فكاهي…”
هاا… لكن حسدتُهم. لو كانت هذه الوظيفة موجودة فعلاً كم سيكون رائعًا راتبهم؟ مليار وون؟ أنا أقبل حتى بمئة مليون فقط وأبدأ فورًا.
ولم أكن الوحيد الذي يفكر هكذا، يبدو.
[التعليقات]
– adsfjw: وظيفةُ مدهشةٌ! أقبل فورًا
– ilililii: فقط سنة واحدة ؟ ألا يمكن 3 سنوات؟
– xkqjf: كفى عن هالأسئلة الغبية…
– vpdlzm: مجنون، عرفتُ أين رأيتها… هذي نابوليتان أصلاً ههيهه ههه
نابوليتان؟
كلمة غريبة تمامًا، فكتبتُ على الكيبورد:
└ orehmai: ما معنى نابوليتان
كان الطرف متصلًا، فجاء الرد فورًا:
└ vpdlzm: سباغيتي
└ ililliiil: السباغيتي لذيذة
“سباغيتي؟”
بينما أميل رأسي متعجبةٌ، رنّ صوت “تيرينغ” فجأة وأحدثَ إشعار.
صوت يظهر عندما يرسل أحد في الكافيه رسالة خاصة.
أسم المُرسل نفس أسم مُرسل صاحب المنشور اللي كنت أقراه للتو.
[هل أنتُ مهتمةٌ بالوظيفة الجديدة؟]
أكيد مهتمةٌ جدًا جدًا!
فتحت الرسالة دون تفكير، وفجأة…
“ها؟”
استعدتُ وعيي لأجد نفسي مُحاطًا بالناس وممددًا على الأرض.
أول شيء رأيته بعيني كان ثريا ضخمة برّاقة.
ثريّا؟ هذا شيء لا يليق بغرفة سكنٍ الضيّقة خاصتي ، بل يناسب فندقًا فاخرًا لا أقلّ.
الإضاءة المتلألئة بدت باهظة الثمن حتّى لعينيّ غير الخبيرتين.
وعندما عقدتُ حاجبيّ لا إراديًا أمام الضوء المبهر،
“آه.”
اندفعت إلى رأسي فجأة ذكرياتٌ غريبة ومضطربة.
كانت ذكريات ‘لينا’، صاحبة الجسد الذي انتقلتُ إليه.
يا إلهي، هل هذا اندماجٌ؟
“لينا. هل استعدتِ وعيكِ؟”
“رئيسة الخادمات……؟”
نهضتُ بجسدي ببطء.
وكأنّني كنتُ لينا منذ البداية، انسابت الذكريات إلى رأسي بشكلٍ طبيعيّ للغاية.
ولهذا لم أشعر بارتباكٍ شديد تجاه حقيقة اندماجي المفاجئ.
“هل أنتِ بخير؟ لقد أغمي عليكِ فجأة، وكان الجميع قلقًا عليكِ.”
“ماذا؟ آآه.”
حينها فقط شعرتُ بالألم في مؤخرة رأسي.
رفعتُ يدي ولمستُ المكان.
كان متورّمًا كما لو أنّني تعرّضتُ لضربةٍ قويّة.
‘ماذا حدث؟’
لينا، أي أنا قبل الاندماج مباشرة، كانت تحاول مغادرة بوابة القصر.
لكن في اللحظة التي وضعتْ فيها يدها على الباب، شعرتْ بألمٍ في مؤخرة رأسها ثمّ فقدت وعيها.
وبينما كنتُ أسترجع الذكرى الأخيرة وأوجّه نظري نحو الباب،
“لينا، هل كنتِ تحاولين الخروج؟”
جاءني صوتٌ هامس وهادئ.
لم أكن قد انتبهت، لكن رئيسة الخادمات كانت تحدّق بي مباشرة.
ولم تكن وحدها.
سائر الخادمات والخدم كانوا ينظرون إليّ أيضًا.
يا إلهي. يبدو أنّ الجميع كان قلقًا عليّ.
قد أكون تأثّرتُ قليلًا.
“لا. سأعود إلى غرفتي.”
لا أعرف إلى أين كانت لينا تنوي الخروج، لكن في حالتي هذه، التجوّل مستحيل.
رأسي يؤلمني، والأهمّ أنّني بحاجةٍ إلى ترتيب أفكاري.
“هكذا إذًا!”
ما إن قلتُ بسرعة إنّني سأعود إلى غرفتي، حتّى ابتسمت رئيسة الخادمات ابتسامةً عريضة أظهرت لثّتها بالكامل.
واو، أسنانها صحيّة فعلًا.
“هل أرافقكِ؟”
“لا. أستطيع الذهاب وحدي.”
“هل أنتِ متأكّدة؟”
“نعم. أنا بخير فعلًا.”
“حسنًا. لا تعملي أكثر اليوم، وارتاحي جيّدًا.”
يا له من حظّ!
“شكرًا جزيلًا.”
تركتُ من كانوا يقلقون عليّ، وتوجّهتُ مباشرةً إلى غرفتي.
كانت غرفة لينا في الطابق الأوّل من القصر.
اللافت أنّ كلّ خادمة كانت تمتلك غرفةً خاصّة بها.
رفاهيّة حقيقيّة.
طَقّ.
“هاه.”
ما إن دخلتُ الغرفة حتّى أغلقتُ الباب بالمفتاح.
حسنًا. لِنرتّب الوضع الحالي.
“هذا قصرٌ لعائلةٍ نبيلة، وأنا خادمةٌ مبتدئة تُدعى لينا، لم يمضِ على عملي هنا سوى أسبوعين.”
و…… يبدو أنّني متُّ في حياتي السابقة.
عندما تدفّقت ذكريات لينا، أدركتُ ذلك حدسيًا.
كلّ أيّامي حتّى الأمس أصبحت حياةً سابقة.
في تلك اللحظة التي ضغطتُ فيها على الرسالة في شاشة الحاسوب المحمول، دوّى صوت انفجارٍ هائل، كأنّ غازًا قد انفجر.
آه، مهلة.
رغم أنّ حياتي كانت مليئةً بالصعوبات، إلّا أنّني كنتُ في السادسة والعشرين من عمري.
هل انتهت حياتي هكذا ببساطة؟
هذا انهيارٌ نفسيّ……
“أن أموت وأبدأ فورًا حياةً ثانية؟ وفوق ذلك، بوظيفة!”
لكنّ الانهيار لم يأتِ.
لأنّني لم أعد أرغب بالعودة إلى حياة البحث عن عمل.
هل تعرف ما الذي يحدث للإنسان إذا طالت فترة بحثه عن وظيفة؟
تصبح ملامحه شاحبة، وأجواؤه كئيبة.
تفوح منه رائحة الهزيمة.
وفوق ذلك، كنتُ من تخصّصٍ عدمهُ نعمةٌ، مجرّد بقائي حيّة كان يستدعي الاعتذار.
محاولات التوظيف فاشلة، والمصاريف خانقة.
وفي سيول، حيث الأسعار جحيمٌ حقيقيّ، لا يمكن العيش بأجر العمل الجزئيّ إلا في الأحلام.
“أن أُوظَّف فور بدء حياتي الجديدة؟ هذا حظّ خارق.”
بفضل التفكير الإيجابي، تمّ تجاوز الصدمة بنجاح.
بعد أن هدّأتُ نفسي، بدأتُ أتفحّص الغرفة من حولي.
على أيّ حال، بما أنّه أوّل عملٍ لي، عليّ أن أعرف طبيعة هذا المكان.
فبحسب ذكريات لينا، كانت تحاول مغادرة هذا القصر.
ومن يدري؟ قد يكون هذا المكان شركةً سوداء بالفعل.
الذكريات التي ورثتُها من لينا لم تكن مكتملة.
لم تُنقَل سوى تحرّكاتها. أمّا تفاصيل القصر، فكانت كقطعٍ متناثرة.
كأنّ أداة الإستفهام لم يوضعُ في نهاية كل سؤال، بل انتهى بنقطةٍ أغلقت موضوعها.
لذلك، كنتُ أعرف أنّها حاولت الخروج، لكنّي لم أعرف سبب ذلك.
“إن كان الوضع سيّئًا، فعليّ أن أستعدّ لتغيير العمل بسرعة مثلها.”
بعزمٍ واضح، بدأتُ أفتّش الغرفة بالكامل.
وخلال ذلك، عثرتُ داخل درج مكتبٍ بنيّ داكن في زاوية غرفة النوم على لفافةٍ من الرقّ.
“هذا هو عقد عملي إذًا.”
فتحتُ اللفافة بجدّية.
<قواعد عمل خَدَم عائلة الكونت ريتشموند>
“قواعد عمل؟”
لم يكن عقدًا كما توقّعت.
لكن قواعد العمل تعني النظام الداخليّ، أليس كذلك؟
أن أقرأ نظام شركةٍ بعد طول بحثٍ عن وظيفة……
وبقلبٍ متحمّس، بدأتُ أقرأ.
[نرحّب بكم جميعًا في عائلة الكونت ريتشموند.
تمّ إعداد هذه القواعد لمساعدة الخدم على التكيّف مع العمل بسرعةٍ وأمان.
لا تقلقوا إن لم تكن لديكم خبرة سابقة.
إذا التزمتم بهذه القواعد، فستصبحون خدمًا يليقون بعائلةٍ نبيلة عريقة.
1. ساعات عمل الخدم المقيمين من الثامنة صباحًا حتّى السادسة مساءً.
حرصًا على تحسين بيئة العمل، توفّر العائلة استراحةً واحدة يوميًا مدّتها ثلاثون دقيقة، منفصلة عن أوقات الطعام.
خلال الاستراحة، يُسمَح بالأنشطة الفرديّة.
لكن يُمنَع دخول الطابق السادس.
عائلة ريتشموند لا تمتلك طابقًا سادسًا.
2. تُقدَّم الوجبات ثلاث مرّات يوميًا: السابعة صباحًا، الواحدة ظهرًا، السابعة مساءً.
مدّة كلّ وجبة خمسون دقيقة، ولا يُسمَح بتناول الطعام خارج هذه الأوقات.
إذا عرض عليكَ أحدهم طعامًا، فارفض بأدب.
ما أُعِدَّ لك لن يكون مريحًا لحاسّة التذوّق.
3. يتكوّن قصر ريتشموند من خمسة طوابق فوق الأرض، وطابقٍ سفليّ، وملحقٍ غربيّ.
الملحق منطقة محظورة على الخدم، ويتولّى كبير الخدم ألفريد مفاتيحه.
إذا وجدتَ باب الملحق مفتوحًا، فأبلِغ كبير الخدم فورًا.
يجب أن يبقى الباب مغلقًا دائمًا.
إذا سمعتَ صوتًا من داخل الباب، فاحبس أنفاسك وعد فورًا إلى المبنى الرئيسيّ.
ولا تطمئن حتّى بعد وصولك.
لا تتحدّث مع أحد، وارجع مباشرةً إلى غرفتك.
ذلك الشيء لا يرى أمامه، فإن لم يسمع أنفاسك، قد تكون في أمان.
التعليقات لهذا الفصل " 2"