خرجت أوريليا من غرفة غيلبرت، وأغلقت الباب برفق، وضعت يدها على صدرها،
إذ شعرت بأن نبضات قلبها تتسارع بطريقة لم تختبرها منذ فترة طويلة.
‘ماذا أفعل؟ هل لاحظ غيلبرت أن نبضات قلبي كانت قوية إلى هذا الحد؟’
كانت دفء ذراعيه التي احتضنتها لا يزال باقيًا في جسدها،
وعندما استذكرت الراحة التي شعرت بها في أحضانه، احمرت وجنتاها خجلًا.
‘يا ترى،كيف يفكر بي السيد غيلبرت؟’
رغم أن بيل قد قال لها إن غيلبرت يعتبرها شخصًا مميزًا،
إلا أنها لم تستطع فهم المعنى الكامل لذلك.
‘حتى مجرد تذكر غيلبرت لي كان كافيًا ليجعلني مندهشة.’
عندما أنهكت قواها السحرية واحتضنها، لم يكن جسدها قادرًا على الحركة بسهولة،
ومع ذلك، كانت ترغب في البقاء بين ذراعيه لبعض الوقت، ما أثار دهشتها من نفسها.
لقد كانت تشعر، وكأنّ قربه يمنحها شيئًا من السلام الغائب عن روحها.
وجودها هنا كان استجابة لطلب بيل لمساعدة غيلبرت،
لكنها لم تتوقع أن تجد في نظراته الهادئة وطيبته المحيطة بها ما افتقدته منذ زمن بعيد.
في الماضي، كانت ترتبط بترافيس بحبل من العاطفة الصادقة،
تلامس قلبها بنعومة ودفء.
لكنها بالكاد تتذكر متى كانت آخر مرة التمست فيها من ترافيس تلك المشاعر الرقيقة.
ذلك الجرح الذي رسم أثره على وجهها،
والذي كان سببًا لاهتمام ترافيس بها في البداية،
صار مع مرور الوقت شيئًا يتجنبه بنفور.
ومع بروز اسمه كسيافٍ موهوب، تحولت معاملته لها إلى قسوةٍ صامتة،
تخللتها كلماتٌ جارحة حفرت فيها عميقًا.
ظلّت أوريليا، على مدار الوقت، تخفي ألم الوحدة والخذلان،
حتى خُدرت مشاعرها.
لكنها بدأت تدرك هذا التخدير العاطفي تدريجيًا بعدما ابتعدت عن عالم ترافيس البارد.
لقد بدا وكأن ملاكًا لطيفًا وجميلًا جاء لينقذها من ظلامها الداخلي،
وهذا الملاك كان غيلبرت.
امتلأ قلب أوريليا بالامتنان العميق تجاه غيلبرت،
وكذلك نحو بيل وألفريد، اللذين احتضناها كما هي.
ورغم العواصف التي غيرت حياتها مؤخرًا،
وجدت نفسها تذوق طعم السعادة من جديد.
‘ترافيس كان يفرض رأيه عليّ ولا يستمع لما أقول،
أما غيلبرت فكان العكس تمامًا، هو يستمعُ لي بابتسامة.’
تذكرت أوريليا محادثاتها البسيطة التي كانت تجريها مع غيلبرت.
عندما سألها عن أحوال الطبيعة بالخارج، تحدثت له عن الرياح الدافئة، وزهور الحديقة المتفتحة، والبراعم التي بدأت تزين الأشجار، وقد كان يستمع لها بإمعان، مُظهرًا اهتمامه بما تقول.
“سيد غيلبرت، حين تتحسن صحتك، هل تود أن نخرج سويًا؟”،
بدا على غيلبرت بعض الدهشة من اقتراحها، لكنه سرعان ما ابتسم وأومأ موافقًا.
“آه، نعم. لم أكن أعتقد أنني سأحظى بيوم كهذا، لكن برفقتكِ،
أشعر أن مثل هذا اليوم قد يأتي.”
وكانت أوريليا تخفي تنهيدة دهشة وإعجاب في كل مرة ترى ابتسامته الجميلة.
لم تكن تفهم سبب انفتاحه عليها، لكنها شعرت بامتلاء قلبها بطيبة لا توصف،
رغم أنها نسيت نفسها وجاءت إليه لتواسيه،
لكنها كانت تود لو تظل بجواره طوال الوقت.
ومع دفء غيلبرت واهتمامه بكل ما تقوله، بدأت تشعر دون وعي بأنها تنجذب إليه.
وفي لحظة أدركت أنها مندمجة كليًا في الحديث معه، فو
جهت إليه نظرة حائرة،”عذرًا، أعتقد أنني أسهبتُ في الحديث. لابد أنك تشعر بالتعب الآن. الحديث معك ممتع لدرجة أنني نسيت الوقت.”
“لا، أنا أيضًا شعرت بالأمر ذاته. لم أقض وقتًا ممتعًا كهذا منذ فترة طويلة.”
‘على الرغم من أنه كان طريح الفراش لفترة طويلة، فقد ظل غيلبرت مستيقظًا وهو يتحدث معي طوال الوقت. لا بد أنه تعب. أنا حمقاء لعدم انتباهي لذلك…’
بادرت أوريليا بتقديم يدها لغيلبرت بقلق، وساعدته على الاستلقاء برفق على السرير بعد أن كان جالسًا، ثم ابتسمت له.
“إذن، أرجو أن تستريح الآن، سيد غيلبرت.
متى ما أردتني بجانبك، سأكون هنا في أيِّ وقت.”
“شكرًا لكِ.”
وقبل أن تدير أوريليا ظهرها وتغادر، تحدث غيلبرت.
“آنسة أوريليا، هل لي بطلبٍ صغيرٍ منكِ؟”
“بالطبع، تفضل.”
عندما استدارت أوريليا نحوه، سألها غيلبرت.
“قبل أن تعودي إلى غرفتكِ، هل لي أن أرى وجهكِ عن قرب؟”
“نعم، إذا كان ذلك يرضيك.”
اقتربت أوريليا من سريره وانحنت لتقترب من وجهه.
وعندما نظر إليها بعينيه الزرقاوين العميقتين مثل الياقوت، شعرت بقلبها ينبض بقوة.
ومع احمرار خديها من الارتباك، مد غيلبرت يده ببطء ولمس برفق الجرح الذي يزين جانب رأسها.
“عندما أصبتِ بهذا الجرح، كنتُ هناك ولكنني لم أتمكن من حمايتكِ. أعتذر لذلك.”
أومأت أوريليا برأسها فورًا، نافيةً الأمر.
“لا، أنا من ألقيت بنفسي أمام الوحش. ليس هناك داعٍ للاعتذار.”
شعرت بنظراته نحو جرحها، فخفضت رأسها بانكسار.
“أعتذر، إذا كانت هذا الندبة البشعة على وجهي يزعجك.”
لكن غيلبرت، وبعاطفة واضحة، لمس الجرح برفق.
“لا، أبدًا. لا أراه كذلك أبدًا.”
وبينما كان يُنزل يده إلى مؤخرة رأسها، قرب وجهها منه،
ثم قبّل بخفة شعرها الذي يغطي جرح جبينها.
أحست أوريليا بأن وجهها ازداد احمرارًا حتى شمل أذنيها،
بينما شعرت بحرارة شفتيه عبر شعرها على جرحها.
‘ربما هذه مجرد دلالةٍ للوداع، ولكن عندما يفعلها رجل بهذه الجمال، فإنها تجعل قلبي يكاد يقفز من مكانه حتى ولو كانت على الشعر…’
ابتسم غيلبرت عندما رأى وجهها الأحمر، واحتضنها برفق مرة أخرى.
“قد لا تزالين غير معتادة على بعض الأمور، ولكن أرجو أن تحصلي على راحةٍ كافية.”
“نـ-نعم.”
خرجت أوريليا من غرفته، وهي تشعر بمشاعر مختلطة من السعادة والدفء وضعت يدها على صدرها وقررت في قلبها بعزم.
‘لن أسمح بأن أفقد ابتسامة السيد غيلبرت أبدًا. لا أستطيع حتى تخيل فكرة وداعه. سأبقى بجانبه حتى يُشفى تمامًا.’
كانت لا تزال تشعر بحرارة قبلته على جرحها عبر شعرها.
وفي هذه الأثناء، كان بيل، الذي جاء ليرى كيف تسير الأمور بينهما،
قد وقف عند الباب وشاهد أوريليا تخرج من غرفة غيلبرت.
وعندما رأى احمرار خديها ووضع يدها على صدرها،
أشرق وجهه بابتسامة مفعمة بالسعادة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 11"