في القصة الأصلية، كان من المفترض أن يموت عم كاردين إثر انفجار سحره الخارج عن السيطرة، مما يدفع كاردين إلى فقدان عقله نتيجة للصدمة من فقدان أحد أفراد أسرته.
وبسبب خطورة الموقف، سارعت العائلة المالكة في مملكة آدن بإرسال المُعالجة أوليفيا بشكل عاجل.
لكن في هذا العالم، أنا امتصصت السحر المتفجر وأنقذت العم، واستقرّت طاقة كاردين السحرية أيضًا، ولم يعد هناك داعٍ لاستدعاء أي مُعالج من القصر الملكي.
وبالتالي، لم يكن من المفترض أن تأتي أوليفيا إلى القصر الشمالي من الأساس. ومع ذلك، ظهرت بدعوى أنها مرشحة للخطوبة…
شعرت بقشعريرة، وكأن قوة خفية تدفع القصة للعودة إلى مسارها الأصلي، وكأن القدر ذاته يقاوم التغيير.
ماذا لو ساءت الأمور؟
ماذا لو التقى كاردين بأوليفيا كما في القصة الأصلية، وبدأ يهوى بها إلى درجة الجنون، ففقد السيطرة على نفسه مجددًا؟
تراءى لي المشهد المأساوي لنهاية كاردين كما ورد في الرواية…
نهاية دامية وقاسية، يصعب حتى تخيّل كلماتها.
“شوشو! في ماذا سرحتِ بتفكيرك العميق؟”
“آه! أرعبتيني!”
لا أعلم متى حضرت، لكن بيتي همست في أذني برقة، حاملة فستانًا أصفر باهتًا مزينًا بالدانتيل.
“بيتي، متى جئتِ؟”
“منذ لحظة فقط. كنتِ غارقة في التفكير ولم تشعري بي أبدًا.”
“آه، كنت أفكر… في مدى متعة الحفلة، هذا كل شيء.”
قلت ذلك بعفوية لأصرف الموضوع، فصفقت بيتي بسعادة.
“أليس كذلك؟ أنا أيضًا متحمسة جدًا للحفل! من الرائع أن نحظى بفرصة للرقص والاستمتاع جميعًا. والأهم… أن أزيِّن شوشو الجميلة.”
“تزيِّن؟”
“إنه حفل نادر بعد كل شيء! تحوّلي بسرعة إلى هيئة بشرية، سأجعلكِ في أبهى صورة!”
“آه، لا أستطيع البقاء بشكل بشري لفترة طويلة…”
“يكفي أن تكوني كذلك لبضع ساعات. هيا، من فضلكِ، شوشو.”
أمام إصرار بيتي، تنفست بعمق، وركّزت ذهني، ولوّحت بذَيلي.
ارتفعت سُحب من الضباب الأبيض، وبدأ جسدي يكبر فجأة.
لم يعد التحوّل مؤلمًا كما في السابق، وأصبحت سرعته خارقة.
وفي لحظة، عدت إلى هيئة إنسانية، بشعر فضي طويل ينساب كستار خفيف يغطّي جسدي.
“شوشو، ستمرضين إن لم ترتدي شيئًا! أسرعي!”
ساعدتني بيتي بلهفة على ارتداء الملابس الداخلية و”الشيميز”.
“بما أن الحفل غير رسمي ومريح، فقد اخترت لكِ فستانًا ناعمًا من الطراز الإمبراطوري، دون مشدّ مزعج.”
رأيت نفسي في المرآة مرتدية فستانًا ورديًا شاحبًا، لم أعتد على منظري كبشر، فشعرت بالخجل والغرابة.
أجلستني بيتي أمام المرآة، وبدأت تضع المكياج بمهارة، ثم صفّفت شعري بعناية، وثبّتت وردة صغيرة فيه.
“إنكِ فاتنة للغاية! لا شك أن الدوق سيقع في حبك من النظرة الأولى.”
“هاه؟ لِمَ تذكرين الدوق فجأة؟!”
انقبض قلبي خجلًا، فعبست شفتيّ. لكن بيتي ابتسمت بخبث وكأنها تعرف كل شيء.
“أوه، خجلتِ؟ الكل يعرف أن شوشو تُعجَب بالدوق.”
“أعجَب؟ أنا أتعامل مع الدوق من منطلق رسمي فقط!”
يا لها من مصيبة، وجهي احمرّ بسبب مزاح بيتي السخيف.
التعليقات لهذا الفصل " 69"