ركضت صارخة بأعلى صوتي: “كييييااااانغ!”، كان صوتي الثعلبي الرفيع يتردد في ساحة التدريب، بينما قفزت واندفعت كالسهم هاربة في الحال.
“بادووونغ!”
تناثرت الأتربة خلفي، وأنا أركل الأرض بقوة، مستخدمة ساقيّ القصيرتين بكل ما أوتيت من جدية. وسط خطواتي السريعة التي أصدرت صوتًا متناغمًا “تب تب تب”، انسللت بين الجنود بخفة. قد تكون ساقاي قصيرة، لكن جسدي الصغير والرشيق يجعل الهروب أشبه بلعبة ممتعة!
سمعت الصراخ من خلفي:
“أمسكوا كرة القطن!”
“يا إلهي، إنها لطيفة جدًا! دعوني أحملها مرة واحدة فقط!”
أخذ الجنود يركضون يائسين خلفي، أنفاسهم متلاحقة وعينهم تكاد تخرج من محاجرها. بعضهم كان يمسك بصدره وكأنه يعاني من ألم غير مفهوم، بينما الآخرون كانوا يمدون أيديهم للإمساك بي وكأنهم مطاردون لغزال بري.
لكنني كنت أسرع. مع كل محاولة منهم، كنت أقفز بخفة مبتعدة عن قبضاتهم التي تتهاوى دون جدوى.
“آه، كرة القطن تهرب!”
“قلبي… آه، إنه يؤلمني بشدة!”
بينما كنت على وشك تجاوز ساحة التدريب، متسللة بنجاح من بين الفوضى، داعبت أنفي الصغير رائحة شهيّة بشكل غير معقول.
“سنف سنف.”
توقف قلبي لوهلة. تلك الرائحة لا تخطئ… إنها رائحة اللحم المشوي.
حاولت مقاومة غريزتي بكل ما أوتيت من عقلانية. لا، لا يجب أن أنجرف نحو اللحم الآن. يجب أن أهرب!
لكن غرائز الحيوان غلبتني. قبل أن أعي ما حدث، كنت أركض باتجاه مصدر الرائحة، خطواتي أسرع من قبل.
هناك، على طبق وضع في زاوية، كانت توجد ساق دجاج ذهبية، مشوية بشكل مثالي، تقطر بالعصائر اللذيذة.
رفعت عينيّ، وإذا بكاردين، واقفًا على بُعد، ذراعيه متقاطعتان وابتسامة ماكرة ترتسم على شفتيه.
إنه فخ!
لكن، من أنا لأقاوم؟ كنت في صراع وجودي بين كرامة الإنسان وغريزة الحيوان.
لكن الحقيقة المؤلمة؟ لم أقاوم طويلًا.
قفزت نحو الطبق بشجاعة. “كيانغ!”، قبضت على ساق الدجاج بمخالبي الأمامية الصغيرة وبدأت ألتهمها بجنون.
العصائر اللذيذة تتدفق في فمي، والطعم يفوق كل وصف. لم أتذوق شيئًا بهذه الروعة من قبل.
“قضم قضم قضم.”
“أمسكت بكِ، كرة القطن.”
رفعت رأسي بسرعة، وأنا أحمل ساق الدجاج في فمي. كان كاردين يحدّق بي، يحاول جاهدًا كتم ضحكته.
ألتقت أعيننا، وكانت على شفتيه ابتسامة متعجرفة، أشبه بابتسامة الصياد المنتصر.
“كرررنغ! (استخدام الطعام كفخ ليس عدلاً!)”
“لا تغضبي. استمتعي بطعامكِ.”
رغم غضبي الواضح، لم أستطع التوقف عن تناول اللحم. كان الجنود يحدقون بي، عيونهم تلمع بدهشة وكأنهم يرون معجزة.
“كرة القطن وهي تأكل… كيف يمكن أن تكون لطيفة إلى هذا الحد؟”
“يا له من كائن صغير ولطيف.”
بعضهم كان يمسك بصدره وكأن جمال المشهد يؤلمه، وآخرون لم يتمالكوا أنفسهم وابتسموا وكأنهم رأوا مشهدًا من حكاية خرافية.
أكملت تناول ساق الدجاج بنهم حتى لم يتبقَّ منها سوى العظم، ثم أصدرت تجشؤًا صغيرًا، مثاليًا.
انفجر الجنود ضاحكين.
كاردين، الذي بدا راضيًا تمامًا، أشار إلى الطبق وقال بابتسامة خبيثة:
“عمل جيد، كرة القطن.”
ثم التفت إلى الجنود وأصدر أوامره بصوت صارم:
“بما أنكم لم تتمكنوا من الإمساك بكرة القطن، اركضوا عشر لفات حول الساحة كعقاب!”
كانت ملامح الجنود تتبدل فجأة من الضحك إلى الجدية، ولم يعترض أحد. انطلقوا جميعًا في الركض حول الساحة.
اقترب السيد بيرك من كاردن بانحناءة احترام:
“أشعر بالخجل لأن المجندين الجدد كانوا بهذا البطء، القائد.”
أومأ كاردين بثقة:
“رأيت بعض الحركات السريعة. دربهم بشكل خاص، هؤلاء قد يصلحون لمواجهة الوحوش.”
وقفت في مكاني، أنظر إلى كاردين بنظرات غاضبة، شعيرات جسدي متناثرة كإعلان عن غضبي.
“كرررنغ! (كيف تجرؤ على استغلالي بهذه الطريقة؟!)”
لكن كاردين، بكل برود، تجاهلني وكأنني لم أقل شيئًا.
في زاوية الغرفة، كان هناك موقد مشتعل، تراقصت ألسنة اللهب تحته بشراسة، تعلوه زجاجة ثلاثية الشكل تتلألأ بلون أرجواني غامض، والسائل بداخلها يغلي ببطء وكأنه يحمل سحرًا غامضًا.
“كيووونغ… (الرائحة مريعة).”
منذ أن أصبحتُ ثعلبًا، أصبحت حواسي حادة بشكل لا يُصدّق. أنفي الصغير أصبح حساسًا لدرجة أستطيع معها تمييز الأشخاص والأشياء بمجرد استنشاق روائحهم. لكن في نفس الوقت، أي رائحة كريهة، مهما كانت خفيفة، تشعرني بعدم الارتياح، كما لو أنها تخترقني.
حاولت جاهدة أن أغطي أنفي المدبب باستخدام قدميّ القصيرتين، لكن بالطبع لم أستطع الوصول إليه. شعرت بالعجز المطلق.
بدأت أتلوّى في مكاني، ملتفّة بجسدي كله على شكل كرة صغيرة، محاولًا صدّ تلك الرائحة المزعجة.
في تلك اللحظة، وبينما كنت أئنُّ بصوت منخفض، شعرت بحركة بالقرب مني. رفعت عيني لأرى كاردين، ذلك الدوق العظيم ذو الهالة المخيفة، يُخرج منديلًا ناصع البياض من الجيب الداخلي لزيه الرسمي.
مشهد غير متوقع. دوق عظيم ومهيب يحمل منديلًا بهذه الرقة والأنوثة؟ بدا وكأنه مشهد من قصة خيالية لا تتناسب مع جلالته.
اقترب بخطوات هادئة، وعيناه اللامعتان تراقباني بحنو غريب، ثم قال بصوته الهادئ العميق:
“تحمّلي قليلاً.”
بكل رفق، وضع المنديل فوق أنفي المدبب. رائحة منعشة من الحمضيات غمرتني على الفور، تناثرت في الهواء كنسيم خفيف يزيل كل آثار الرائحة الكريهة.
آه… هذه الرائحة ليست عادية. إنها رائحة كاردين الشخصية.
شعرت لوهلة بالهدوء يغمرني، وكأن العالم بأسره اختفى، ولم يبقَ سوى رائحة ذلك المنديل وحضوره المهيب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 4"