خرجت بيتي، وجلست أنا إلى جانب فرانتز النائم، ملتفة بجسمي الصغير ككرة قطنية.
بجانبه، بدوت ككتلة صغيرة من الفرو بجوار ذلك الجسد الكبير. ربما لأني ممسوسة الآن بجسد ثعلبة، شعرت بدفء غريب حين أنظر إليه. كان بيننا رابط غريب… مألوف.
كنت أستطيع أن أشعر بصدق كلماته من عينيه، من أنفاسه، من تهيّج فرائه، ومن نبض قلبه السريع.
لدي الكثير من الأسئلة لأسأله إياها حين يستيقظ: عن قدرتي على امتصاص الطاقة السحرية، وعن وقت اكتمال تحولي إلى هيئة بشرية كاملة…
كنت غارقة في أفكاري بينما أستمع إلى تنفسه الهادئ، إلى أن التقطت أذناي صوت خطوات خفيفة.
هل يمكن أن يكون كاردن؟ خفق قلبي بشدة.
لكن الأمل تبدّد سريعًا؛ لم تكن خطواته الثقيلة الوقورة. كانت خطوات خفيفة مرحة… رون.
تدلت أذناي خيبةً. فتح رون الباب وأطل برأسه.
“شوشو، هل أنتِ بخير؟ تبدين حزينة.”
“كـ… كلا! لا شيء على الإطلاق!”
كانت تفوح منه رائحة خفيفة تشبه كاردن… لعله جاء من عنده.
“رون، أين الدوق؟”
“في اجتماع عاجل. مررت عليه سريعًا ثم أتيت إليكِ.”
“أوه… فهمت.”
أومأت برأسي بفتور، فاقترب مني رون وربت على رأسي.
“تبدين متعبة. لا تقلقي بشأن ذراعه. عالجته بنفسي، وكانت إصابته سطحية.”
“شكرًا لك.”
أحسست بالراحة. كنت قلقة أن يكون جرحه أعمق مما ظننت، خاصة أنني لم أتمكن من كبح قوتي وقتها.
“لقد كنتِ تحاولين حماية صديقكِ، والدوق سيتفهم ذلك، أنا واثق.”
شكرًا، رون…
“سأزيل الآن تعويذة النوم. يبدو أنكِ تودين الحديث مع صديقكِ.”
“نعم، رجاءً.”
لوّح رون بيده، فتكون دخان أزرق يحيط بفرانتز بلطف.
“سيستيقظ قريبًا…”
أخرج رون من جيبه قطعة أثرية معدنية صغيرة وناولني إياها.
“ما هذه؟”
“إذا حاول هذا الثعلب إيذاءكِ، ارميها عليه. ستطلق شبكة سحرية لا يمكن لأي ناب اختراقها. حتى الوحوش لا تستطيع الإفلات منها.”
كان جديًا لدرجة الضحك. كأنه يشرح لي وسيلة للدفاع عن النفس من لصوص الشوارع.
ضحكت بخفة. “فرانز؟! الجميع يبالغ في الحكم عليه. قد يكون مزعجًا، لكن ليس شريرًا.”
“لكنه خطيبكِ، أليس كذلك؟ ماذا لو حاول اختطافكِ؟ لا يمكنني السماح لأحد بسرقة شوشو الصغيرة.”
أقسم رون بحماسة، وكأنه أخ صغير يدافع عن شقيقته الكبرى.
(رغم أنني أكبر منه بكثير بالسن…)
ابتسمت بخبث. “رون، تعال لحظة.”
لوّحت له بمخلب صغير، فانحنى نحوي، فبادرت بضغط رأسيه بمخالبي كما يفعل القطط.
“آه، مجددًا؟! لماذا تفعلين هذا يا شوشو؟ أنتِ ثعلبة، وليس قطة!”
“هواية شخصية. لا علاقة لها بنوعي. كآآآآ!”
رغم تذمره، بقي هادئًا وسمح لي بتدليك رأسه. لطيف فعلًا.
دخلت بيتي وهي تحمل صينية عليها طعام شهي: خبز دافئ وحساء دجاج عطِر. رغم أن شهيتي كانت معدومة، إلا أن الرائحة أعادت لي الجوع فجأة.
بينما كنت ألعق الحساء بلساني الصغير، أحضرت بيتي مع رون مجموعة من المفارش.
“دعيني أساعدكِ، أختي بيتي. هذه ثقيلة عليكِ.”
كم هو مهذب هذا الفتى.
فرشا الأرض بمفرش سميك، ونقلا فرانتز معًا بعد عناء.
“شكرًا لكما. تعبتم كثيرًا.”
قالت بيتي إنها ستنتظر بالخارج، بينما نهض رون أيضًا.
“سأعود فور انتهاء الاجتماع. وإذا حدث شيء، ارمي الأداة، فهمتِ؟”
حسنًا… إنه حقًا يتصرف كأخ قلق.
حين غادر الجميع، بقيت أنا وفرانتز فقط. مرّت بضع دقائق وأنا أنتظر استيقاظه… لكن لا شيء.
هل هو نائم إلى هذا الحد؟!
اقتربت منه وضربت جبهته بلطف بمخلب صغير.
“هيا أيها الكسول. استيقظ!”
أشبه ما يكون بإيقاظ أخي الكبير النائم بركلة…
تقدمت وضغطت على وجنتيه الناعمتين بمخالبي. كان ملمسهما طريًا وجذابًا بشكل خطير.
أوه لا… هذا ممتع أكثر مما توقعت.
واصلت اللعب به حتى…
“توقفي قبل أن أُجبركِ، شوشو.”
رن صوته العميق المنخفض فجأة. رفعت مخالب الدهشة.
رمش بعينيه ببطء، وسرعان ما اعتدل في جلسته، آذانه مشدودة، فراؤه الفضي يتلألأ، وذيله الطويل يلوح برقيّ.
دار برأسه نحوي، وعيناه الزرقاوان تخترقانني…
يا إلهي، كم هو وسيم.
الآن فهمت… لماذا يُقال إن الثعالب تخطف القلوب.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 35"