“لكن، ماري… ما الذي يوجد في القصر الغربي؟ أنا جديدة هنا ولا أعلم شيئًا.”
أجابت خادمة يبدو أنها أكبر سنًا:
“ريني، من تعمل هنا يجب أن تصبح صمّاء وبكماء. لا تسألي أبدًا عن القصر الغربي.”
“لكن، لماذا؟”
“لأن هناك وحشًا ملعونًا يعيش هناك.”
“وحش؟! لا تخيفيني، أنتِ تمزحين، أليس كذلك؟”
“صدقيني أو لا، لا يهمني. لكن كل عام، يزور المُعالِجون القصر لعلاج ذلك الوحش.”
شعرت بقشعريرة تغزو جسدي كله.
‘وحش؟ ما معنى هذا؟ وهل هو حقًا موجود؟ لكن إن كان يُعالج من قِبل مُعالِجين من القصر الملكي، فلا بد أنه ليس مخلوقًا شيطانيًا…’
صرت أكثر حيرة وارتباكًا.
“على أي حال، إن أردتِ مواصلة العمل هنا، فاحفظي لسانك. لا تتفوهي بكلمة. لعنته ستطاردكِ للأبد.”
“لن أتفوه بكلمة، أعدكِ. أقسم بذلك.”
“انتهى وقت الراحة، عودوا لأعمالكن.”
صفقت الخادمة الأكبر سنًا، وسمعت ضجة الحاضرات وهن يتحركن بسرعة.
‘يا للهول! إن بقِيت هنا سأُكشَف!’
عدت إلى الأعلى بسرعة الريح.
✦ ✦ ✦
في تلك الليلة، لم يظهر “كاردين” مطلقًا. لقد اختفى طوال اليوم، وكأن الأرض ابتلعته.
لذا، تسللت إلى سريره ولففت ذيلي حولي وأنا أنتظره.
كنت أرغب في سؤاله عن المُعالِجين، عن القصر الغربي، عن كل شيء… لكنني أعلم أنه لن يجيب بسهولة.
‘من يمكنني إقناعه بالحديث؟ هل أُغرق أوين في نوبة من الدلال حتى يبوح؟ أم أُداعب راحة يد رون حتى يعترف؟’
في تلك اللحظة، سمعت وقع أقدام مألوف. نعم… “كاردين”.
“شوشو، لماذا أنتِ في سريري؟”
كان يرتدي قميصًا من الكتان البسيط. من النادر أن يأتي لينام باكرًا.
“لم أستطع النوم… هل أنهيت أعمالك؟”
“نعم، كان يومًا مزدحمًا جدًا.”
دفع خصلات شعره عن جبينه، وحدّق بي بتلك النظرات العميقة:
“لا بد أن وجودكِ في فراشي له سبب. هل ترغبين بالحديث؟”
“كااانغ… من يدري؟”
ضحك قليلًا، ونهض متوجهًا نحو الخزانة، حيث أخرج مشطًا خشبيًا وعاد به نحوي.
“تعالي، شوشو.”
أدرت وجهي بعيدًا وتذمرت:
“كاانغ، لا أريد! أأنا كلبة تأتي راكضة عندما تُنادى؟”
“كنت فقط سأمشّط لكِ الفرو… وكنتِ تستمتعين بذلك، أليس كذلك؟”
عند سماعي لكلمة “تمشيط”، التفت لا إراديًا.
كان يبتسم بخبث، ممسكًا المشط في يده.
‘آه، يا له من موقف. أعيش كثعلبة، وعليّ أن أتخلى عن كرامة الإنسان أحيانًا… مثل هذه اللحظة.’
فكرت، كيف تأتي الكلاب والقطط لأصحابها كي يطلبوا منهم المداعبة؟ الآن أفهم.
كنت أظن أنني لن أكون مثلهم، لكن في بعض الأوقات، حين يختلط فرائي وتُصيبني الحكة، أشتاق ليدٍ حانية تُمرر المشط برفق.
“هيا، تعالي.”
“فقط هذه المرة!”
نطقت بجفاف، محاوِلة التمسك بما تبقى لي من كبرياء.
جلسني “كاردين” على ركبته، وبدأ في تمشيط فرائي بلطف.
“أريد أن أسألك شيئًا، كاردين.”
لم أعد قادرة على كبح فضولي.
“ما هو، شوشو؟”
“ما الذي يوجد في القصر الغربي؟ لماذا يُرسل القصر الملكي مُعالِجين إلى هناك؟ سمعت إشاعة عن وحش، هل هي حقيقية؟”
توقّف تمشيطه للحظة.
لكنه استأنف حركته كأن شيئًا لم يكن.
“أحيانًا… من الأفضل أن تتجاهلي الحقيقة، شوشو.”
“لكن—”
“شش، لا تتحركي. أنا أُمشّط الآن.”
كنت على وشك أن أصرخ فيه: “تخفي عني شيئًا! هذا جبن!”، لكن…
جسدي الصغير، الضعيف، لم يكن قادرًا على مقاومة لذة التمشيط.
بضع حركات فقط، وبدأت أشعر بالنعاس…
‘لا، لا! يجب أن أسأله عن القصر الغربي… يجب…’
✦ ✦ ✦
في فجر يكسوه الضباب الأزرق، سمعت صوت حركة خافتة قرب رأسي.
كنت ما أزال نصف نائمة، لكن أذني الحساسة التقطت الصوت على الفور.
‘هل هذا… كاردين؟ إلى أين يذهب في هذا الوقت المبكر؟’
من خلال رؤيتي الضبابية، رأيته واقفًا أمام النافذة.
شيء ما في ظهره كان يوحي بعدم الارتياح. ماذا كان يرى خلف الزجاج؟
فجأة، سُمِع طرق حذر على الباب.
دخل “مايلد”، تنبعث منه رائحة مألوفة.
“هناك حالة طارئة، يا صاحب السمو.”
صوته كان مشدودًا إلى أقصى حد. لم يكن كعادته الهادئة.
“رُفِع العلم الأحمر. منذ متى؟”
“قبل ثلاثين دقيقة.”
“وجّه فرقة النخبة إلى القصر الغربي.”
“أمرك، سيدي.”
رغم همسهم، سمعت كل شيء بوضوح.
غادر “مايلد”، ودخل “كاردين” غرفة الملابس ليرتدي درعه.
‘من يرتدي درعه فجرًا، ويرسل النخبة؟ هل ظهر وحش؟’
شعرت بقدومه ناحيتي، فأخفيت رأسي بذَيلي.
شعر بي، وراح يربت على رأسي برقة.
كانت يداه دافئتين، لكنني لاحظت… أنها كانت ترتجف.
وفي تلك اللحظة… فهمت.
‘كاردين… خائف الآن.’
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 17"