“أنتِ… تستطيعين تهدئة انفجار الطاقة السحرية، ولديكِ قدرة شفاءٍ نادرة. أريد أن أعرف، شوشو: ما أنتِ بالضبط؟ من أين أتيتِ؟ هل يمكنكِ أن تخبريني؟”
كانت كلماته كالرعد الهادئ، تحمل وزنًا جعلني أتجمد في مكاني. عيناه، تلك البحيرتان القرمزيتان، بدتا كأنهما تريان ما وراء فرائي، إلى جوهري الحقيقي. ارتبكتُ، عقلي أصبح صفحةً بيضاء. هل… هل يعاملني كإنسانة حقًا؟ كيف لثعلبةٍ صغيرة، عاجزة عن الكلام، أن تشرح له الحقيقة؟
لم يكن هناك مفر. كان عليّ اللجوء إلى سلاحي الوحيد. طويتُ أذنيّ المنتصبتين بحركةٍ درامية، وضممتُ كفيّ الأماميتين المغطّاتين بالفراء الناعم كالسحاب، وأملتُ رأسي بنظرةٍ مليئة بالبراءة والظلم، كأنني أتوسل الرحمة.
“كييييع~”
صمتٌ خانق سيطر على القاعة.
هم؟ لماذا لا رد؟ هل فشلت خطتي؟
رفعتُ عينيّ بحذر، لأجد وجه كاردن متجمدًا، كأنه يكافح عاصفةً داخلية. ثم تنهد بعمق، مرر يده على وجهه، وأدار رأسه جانبًا.
“حسنًا… فهمت.”
هاه؟ نجحت؟ كما توقعتُ! اللطافة سلاحٌ لا يُقاوم! شعرتُ بانتصارٍ صغير يتسلل إلى قلبي.
بعد أن أنهى كاردن طعامه، رفعني بين ذراعيه بحركةٍ سلسة، كأنني جزءٌ منه. غادرنا قاعة المأدبة الصغيرة، متجهين إلى بهو القصر الرحب. هناك، كان مايلد ينتظر برفقة مجموعة من الفرسان، وقفوا بوقارٍ عسكري. لمحتُ نظراتهم المذهولة وهم يرون الدوق، ذا الهيبة المرعبة، يحمل كرةً فروية صغيرة كأنها كنزٌ ثمين. تبادلوا همساتٍ خافتة، وعندما التقت عيناي بعيني أحد الفرسان، كشفتُ عن أنيابي بحركةٍ درامية.
“كراااو!”
“أوه!” تراجع الفرسان خطوة، أيديهم على قلوبهم، كأنني وحشٌ صغير أرعبهم. هيبتي لا تُضاهى!
أخذني كاردن إلى مكانٍ يبعد عشر دقائق عن القصر، حيث ظهرت ساحةٌ شاسعة ومبنىً ضخم تحيط به أسوارٌ منيعة.
“هذا ميدان تدريب الفرسان، معقل فرسان قلعة الشمال. لديّ اجتماعٌ مهم الآن، لذا ستبقين هنا لبعض الوقت.”
“كااانغ؟” (تظن أنني سأجلس بهدوء وأنتظر؟)
ابتسم كاردن، ابتسامةً ملتوية تحمل شيئًا من الدهاء.
“من الواضح أنكِ لن تبقي ساكنة.”
“كااانغ؟ كغغغ!” (هل فهم نواياي؟ هذا الرجل مخيف!)
التفت إلى الفرسان وأصدر أوامره بنبرةٍ لا تقبل النقاش:
“احرسوا هذه الكرة الفروية. لا تدعوها تغادر الميدان.”
“نعم، سيدي!”
دخل كاردن المبنى مع مايلد، تاركًا إياي مع اثنين من الفرسان الشابين. وقفا ينظران إليّ بحذر، ثم بدآ يتهامسان.
“لم أتخيل أن الدوق يربي حيوانًا أليفًا… كنت أظنه قاسيًا كالصخر، لكن يبدو أن له قلبًا ناعمًا.”
“أنا أيضًا! أول مرة أراه ينظر بشيءٍ من الحنان.”
شعرتُ بالذهول. أي حنان؟ هذا الرجل يراقبني كالصقر، يخطط لاستغلالي! لكن قبل أن أغرق في التفكير، سمعتُ وقع خطواتٍ ثقيلة. صفٌ من الجنود اقترب، يركضون بانتظامٍ عسكري. توقفوا لتحية الفرسان، فانشغل الجميع بحديثٍ رسمي.
الآن أو أبدًا! تسللتُ كالظل، اندفعتُ نحو الأدغال القريبة، ثم ركضتُ عبرها إلى ساحة التدريب الخلفية. في لمح البصر، ابتعدتُ عن أعين الفرسان. يبدو أنهم لم يلاحظوا هروبي. خطتي تسير كالحلم!
الخطوة التالية: الخروج من ميدان التدريب، الوصول إلى بوابة ال قلعة، ثم… الحرية! لكن فجأة، توقفتُ. أمامي، امتدت ساحةٌ مغطاة بالثلج الأبيض النقي، كأنها لوحةٌ سماوية سقطت على الأرض.
“كياااانغ!” (ثلج!)
شعرتُ بنبضٍ لا يُقاوم يدفعني للأمام. قلبي رقص فرحًا، كأن الثعلب بداخلي استيقظ من سباتٍ طويل. يبدو أن هذا الجسد نشأ في حقولٍ ثلجية، فكيف أقاوم سحر الثلج؟ بدأتُ أركض، أترك آثار أقدامي الصغيرة كنجومٍ متناثرة. تدحرجتُ، غرستُ أنفي في الثلج البارد، فركته بفرحٍ طفولي، ثم كنستُ الثلج بذيلي يمينًا ويسارًا، كأنني أرسم لوحةً فوضوية.
“كياااانغ!”
آه، يا له من نشوة! هذا الشعور… حريةٌ خالصة! لو كنتُ إنسانة، لربما شعرتُ بالحرج، لكن كثعلبةٍ صغيرة؟ لا قيود، لا دراسة، لا عمل شاق. فقط أنا والثلج، نرقص معًا!
لهثتُ من التعب، لكنني لم أتوقف. تدحرجتُ حتى غطى الثلج جسدي بالكامل، كأنني كرةٌ بيضاء. هززتُ نفسي لأتخلص منه، فتناثرت كريات الثلج كالنجوم. لكن بعضها ظل عالقًا في فراء صدري وبطني.
“كغغغ…؟” (ماذا الآن؟)
حاولتُ الوصول إليه بقدميّ القصيرتين، لكن دون جدوى. فمي لم يصل أيضًا. بينما كنتُ أتخبط، سمعتُ وقع خطواتٍ تقترب.
“كااانغ!” (من هناك؟!)
من بعيد، ظهر فارسٌ بشعرٍ بني، يحدق بي بعينين لطيفتين. شابٌ في العشرينات، مظهره أنيق، يحمل سيفًا ودرعًا خفيفًا، كأنه من فرسان القلعة.
“أيتها الثعلبة الصغيرة، هل تريدين مساعدةً لإزالة الثلج؟”
لم يقترب فجأة، بل انتظر بحذرٍ ودود. تقدمتُ نحوه بحيطة، عيناي تدرسان ملامحه. كانت هذه أول مرة أواجه فيها غريبًا دون كاردن. كوني ثعلبةً جعلني أكثر حذرًا، أبحث عن أي علامةٍ للخطر. توقفتُ أمامه، ورفعتُ رأسي بنظرةٍ متوسلة.
“تتبعين الناس بسهولة، مثل جروٍ صغير. من يعتني بكِ؟ أحد الجنود؟”
توقف فجأة، عيناه على بطاقة الاسم الصغيرة حول رقبتي، التي صنعتها بيتي بحب.
“شوشو؟ هل هذا اسمكِ؟”
“كااانغ!”
“اسمٌ رائع. أنا أوين، سأخدم في قلعة الشمال من الآن فصاعدًا. أتمنى أن نلتقي كثيرًا.”
كان أوين ودودًا بشكلٍ غريب، يتحدث مع ثعلبةٍ دون أي حرج. بدا كشابٍ نبيل، أقرب إلى عالم الكتب من ساحات المعارك. ما الذي جاء به إلى هذا المكان القاسي؟ في الرواية الأصلية، كانت قلعة الشمال، أو “حصن التبديل”، منفىً للفرسان، مكانًا تُصقل فيه النفوس أو تُحطم. التدريبات هنا كانت جحيمًا، تدفع البعض للهروب.
“انتهيتُ. الآن ستشعرين بالراحة، شوشو.”
بفضل أوين، شعرتُ بالخفة، وتمايل ذيلي فرحًا. لكن فجأة، سمعتُ أصواتًا من المبنى القريب. جنودٌ يخرجون بعد إفطارهم.
أوه لا! كنتُ أهرب، صحيح؟ يجب أن أتحرك! استدرتُ بسرعة وركضتُ مبتعدةً.
“شوشو! إلى اللقاء!” صرخ أوين خلفي.
لن نلتقي مجددًا، أوين. أنا ذاهبةٌ إلى الحرية!
كانت ساحة التدريب محاطةً بسياجٍ خشبي، وبوابتها الرئيسية تحت حراسةٍ مشددة. لكن ثعلبةً صغيرة مثلي لا تحتاج إلى بوابات. فتشتُ بسرعة، حتى عثرتُ على فجوةٍ ضيقة بين الأوتاد. زحفتُ من خلالها بحذر، و… نجحتُ! لقد خرجتُ من الميدان!
“كااانغ!” (الحرية!)
لا يمكنني أن أنخدع بحياة الرفاهية كحيوانٍ أليف في قصر الدوق. كاردن، في الرواية الأصلية، هو الشرير الأخير، قنبلةٌ سحرية قد تنفجر في أي لحظة. إن بقيتُ، سأصبح مجرد دواءٍ له. يجب أن أهرب، أن أجد طريقةً لأعود إنسانة!
من أعلى التلة، حيث يتربع القصر وساحة التدريب، امتدت أمامي القرية كلوحةٍ حية. بيوتٌ حمراء ذات أسقفٍ قرميدية، ساحةٌ مركزية صغيرة، وفي أقصاها… بوابة القلعة، تلوح كالأمل البعيد.
“كااانغ!” (هناك وجهتي!)
ركضتُ بكل قوتي، قلبي يخفق بحماس. لكن فجأة، توقفتُ. أمامي، ظهر…
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا جاءني رجل وسيم للغاية بوجه غاضب ، وأعطاني أوراق الطلاق؟’ “ما الذي تتحدث عنه أيها الرجل الوسيم؟ لم ألتقِ بك من قبل ، ناهيك عن الزواج بك ، لماذا تعطيني...مواصلة القراءة →
كيم مين ها البالغة من العمر 20 عامًا ، طالبة جامعية عادية. من السخف أن تستيقظ في عالم مختلف تمامًا بعد حادث مفاجئ … ‘لماذا...
التعليقات لهذا الفصل " 10"