لا يزال الفجر غائبًا، والكون غارقٌ في سكون ما قبل انبلاج النور.
قالت أنجيلا وهي تضبط أنفاسها.
“لنقم بالفحص الأخير للأمتعة.”
وفي نافذة برج غابة الظلال، حيث كان ينبغي أن يسود الظلام، تراقص ضوءٌ واهن كأنفاس شمعةٍ مترددة.
“أحضرتُ ثيابًا إضافية، وماءً، وجمعت ما بقي من نقودنا القليلة، كما أعددتُ هويّاتٍ مزوّرة لي ولـلولو…”
صفّت أنجيلا كل شيء في حقيبتها، ثم شدّت الرباط بعزم.
لقد بدأ إذن مشوار عملية إنقاذ العائلة.
أُختير أربعة أشخاص لهذه المهمة.
أنجيلا، لأنها الوحيدة القادرة على بثّ المانا في أداة التتبّع.
القائد ديل، فهو يحفظ وجوه عائلات الفرسان عن ظهر قلب.
فيليكس، المكلَّف بحماية أنجيلا.
وأخيرًا… لولو.
نعم، لولو التي لم تكن سوى كائنٍ صغيرٍ لطيف.
قالت أنجيلا بإصرار.
“تركُها وحدها أصعب عليّ من اصطحابها، حتى لو شكّلت عبئًا. وجودها يمنحني الطمأنينة، ولن أتنازل عن ذلك.”
كانت أنجيلا تعاني قلق الانفصال، وقد لاحت تلك العلّة منذ تعرّفها على لولو قبل عام. ما مرّت به الصغيرة من حوادث متتالية جعل أنجيلا غير قادرة على الابتعاد عنها لحظة.
نادتها بصوتٍ مرتفع وهي تُعلّق الحقيبة تحت ردائها.
“لولو! هل أنتِ مستعدّة؟”
وسُمع وقع أقدامٍ صغيرة تهبط الدرج بخفّة، ثم هتف صوتها.
“هووب!”
قفزت لولو فوق درجتين دفعةً واحدة، ورفعت يدها الصغيرة في حماس.
“لولو! جاهزة لإنقاذ الأصدقاء تمامًا!”
أخذت تتباهى بوضعية بطولية أتقنتها أخيرًا… لكن يدًا باغتتها من فوق رأسها، تكبس بخفة.
قالت أنجيلا بصرامة.
“…لسنا ذاهبين في نزهة.”
رفعت لولو رأسها متحدّية، وعقدت حاجبيها بشجاعة.
“لولو تعرف ذلك! لولو جادّة جدًّا!”
لقد أدركت السبب من قبل؛ فقد كان القائد ديل يرسم أحيانًا ملامح حزن دفين، تعلم أنه سببه فَقْدُه لعائلته.
قالت بصوتٍ متهدّج.
“حتى والدا لولو ينقذان الأطفال. إذن، لولو أيضًا ستنقذ عائلة القائد!”
أمالت أنجيلا رأسها مبتسمةً.
“آه، هكذا إذن… لم أتوقّع هذا العمق.”
“نعم!”
“حسنًا، فلننطلق.”
أنهت الحديث سريعًا بعد أن ذكرت الصغيرة والديها.
حين فُتح باب البرج، ظهر ليلٌ مكلّل بالنجوم، والهواء البارد يدغدغ الأنفاس.
أسبوع بدا قصيرًا للكبار… لكنه بدا دهرًا للتنينة الصغيرة.
كانت لولو تتململ في العربة، تتأمّل تشيس الذي يراقبها في صمتٍ موحش.
كلما حاولت مدّ يدها نحوه، انكمش مبتعدًا.
زمّت شفتيها وقالت بغضب.
“تشيس! انظر إليّ!”
التفت متثاقلًا.
“ماذا؟”
“حين عانقتُك قلتَ. ابتعدي. هذا لا يُقال لصديق! اعتذر!”
رمقها بنظرة باردة.
“من قال إننا أصدقاء؟”
شهقت لولو، واتسعت عيناها.
“ماذا؟! لم نكن؟ لقد كتبنا معًا قائمة الأمنيات! وتبادلنا الأسرار!”
“وهل هذا ما يُسمّى صداقة؟”
ارتجفت يدها الصغيرة.
قال أخيرًا بنبرة غريبة، وعيناه البنفسجيتان الغائرتان تلمعان في الظلال.
“…لم أعتبرك صديقةً قط. كنتُ أراكِ… منقذة.”
تجمدت العربة، حتى الكبار المترقّبون تظاهروا بالنوم كي لا يتدخّلوا.
همست لولو، وقد انفتح فمها في ذهول.
“منقذة؟”
وهي لا تزال تحت تأثير الصدمة، بقي فمها نصف مفتوح حتى وصولهم إلى لايتون.
لقد شرح لها الحجر الكريم معنى الكلمة من قبل.
المنقذة: من ينقذ الآخرين، كالفارس أو البطل.
ارتجف قلبها.
إذن… تشيس يراني بطلة؟
رفعت قبضتها الصغيرة، وحدّقت في المرآة المحمولة أمامها.
انعكس فيها وجه تنينة صغيرة، ممتلئة الخدين، لكن عينيها متألقتان بعزم.
ابتسمت بجدّية وقالت.
“…لولو. بطلة بكل معنى الكلمة.”
أبهرتها مهابتها في عيني نفسها، فقفزت من العربة بخفة.
لكنها كادت تمدّ يدها لمساعدة تشيس على النزول، ثم تراجعت في اللحظة الأخيرة.
قد يُخيفه إن تقدّمتُ نحوه أولاً.
أومأت برأسها بحزم، وقد أيقنت.
لأن تشيس يراها بطلة، وجب أن تحافظ على وقارها.
غاصت في تأملاتها، تبتسم لنفسها، بينما القافلة تتابع طريقها نحو الجنوب…
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 30"