إنّه اللحن الذي ألّفه أصدقاؤها من بحيرة الظلال السوداء خصيصاً لها.
“السلمندر الصغيرة تذيب البرد… وتشفي الزكام… إنها صديقٌ طيّب…”
صوتٌ أجشّ كأنّه نُحت بالصخور، لكنّه مع ذلك جعل أردافها تتحرّك طرباً.
فتحت فمها مبتسمة.
‘من يغنّي هذا؟! لا يعرفها إلا اصدقائي…!’
هل تفتح الباب؟ أم تتفحّص النافذة؟
غلبها الفضول، فاستدارت نحو النافذة.
***
في الخارج.
“القائد! ماذا تفعل؟!”
“انتظروا قليلاً!”
كان ديل يمسح العرق عن جبينه.
راح يدندن بما سمعه في قرية شادوم، لكن لا ظلّ لطفلٍ ولا خيط شعر أبيض يطلّ من النافذة.
“تبّاً! لم أسمع باقي الكلمات!”
لكنّه فكّر. ربما يكفي هذا.
إنّ الأطفال، وهو أبٌ ربّى ولداً وبنتاً، يسمعون أكثر ممّا يظنّ الكبار.
“…هاه، يا لي من عجوز أحمق.”
تنحنح، وهو يفكّر أنّ السبيل الوحيد لجذب انتباهها هو الصدق.
‘إنها تشبه ابنتي… وإن رحلت دون أن أكشف قلبي فسأندم.’
فقرّر أن يرتجل تتمّة الأغنية.
“الفارسُ الذي جاء بالأميرة، ليقبض على التنّين، في الحقيقة لم يرد ذلك…”
تراجع الفرسان من الذهول.
“أتسمي هذا غناءً؟!”
“وهل يبدو أنّني ألقي خطاباً ؟!”
وتابع صادحاً.
“بل ولم ينوِ أن يؤذي التنّين… إنّما ارتجف خوفاً منه…!”
عندها تحرّك شيء عند الطابق الرابع.
فعل ديل نفسه لا يدري، وأسند ظهره إلى الجدار، وواصل الغناء.
“لكنّه لم يجد بداً من الرحيل… لأنّ زوجته وابنته محتجزتان في مكانٍ أدهى من البرج…”
“آه!”
إذ بوجهٍ مستدير يطلّ من النافذة.
“إن لم تأخذ أختي ولولو، فستقع عائلة الفارس في خطر؟!”
لقد كانت الطفلة تُنصت طيلة الوقت.
اتّسعت عيناه حتى كادتا تبرزان.
‘هل أمدّ لها يدي؟’
ابتسم ديل بمرارة، ومدّ كفّه مازحاً.
لكن قبل أن يتمكّن من قول شيء… ظهرت فوقه أنجيلا، صارخة.
“أيّها الأحمق! كيف تنصاع لتهديد الملك؟! أهذا ما تفعله فارسٌ بأميرة؟!”
ثم ارتسم وجه الدوق فيليكس خلفها، قاتم الظلال.
“أن يفرض الأوامر بالرهائن… أحقّاً هكذا صارت مملكة ليديا؟!”
ولم يكد يُفيق حتى قفز رايان إلى جوارهم، يصيح بحماسةٍ مراهقة.
“لتُعلَن الأميرة ملكةً علينا!”
“….”
امتلأت النافذة الصغيرة بالوجوه النبيلة.
شهق ديل.
“…كم عدد النبلاء الذين يقطنون هذا البرج؟! هل هناك المزيد مختبئين؟”
عندها رفعت لولو يدها خجلاً.
“في الحقيقة… لولو تنّين!”
طَقطَق.
كان ذلك صوت فكّ ديل وهو يسقط من شدّة الذهول.
وتلاه سقوط سيوف الفرسان إذ فقدوا عزيمتهم.
***
دخل الكبار في اجتماعٍ عاجل بعدما فُضح السرّ
(وكان اعتراف لولو أقرب إلى انتحارٍ طائش).
أمّا لولو ورايان، فقد أُبعدا بحجّة أنّهما طفلان.
فجلسا يعدّان النمل الذي يمرّ من أمامهما.
“نملة واحدة… نملتان… ثلاث…”
“لولو، هل نلعب من يحصي أسرع؟”
“حسناً! هيا من جديد… واحدة، اثنتان، ثلاث…”
وفجأةً، التقطت أذنا لولو الصغيرتان كلمةً وسط حديث الكبار.
“…هل لولو حقّاً تنّين؟”
‘إنّهم يتحدّثون عنّي!’
قفزت واقفةً بحماسة.
“إلى أين تذهبين؟” سأل رايان.
“سأستمع. يتحدّثون عن لولو. سأعود حالاً!”
وانطلقت تركض بخفّة، وأطلت من بين سيقان الفرسان.
“آه… لولو؟”
حدّقوا فيها بدهشة.
“نعم! ولولو حقّاً تنّين!”
“…حقّاً؟”
“نعم-!”
“ما عدا شعرها الأبيض، تبدو كطفلةٍ عادية…”
“…همم؟”
أمالت رأسها، متعجّبة.
‘لقد أجبتهم بنفسي، فلماذا لا يصدّقون؟’
يبدو أنّهم لا يعرفون أنّ التنّين يستطيع أن يتجسّد في هيئة إنسان.
إذن… صار لزاماً عليها أن تشرح لهم الحقيقة!
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
عالم الأنمي
عـام
منتدى يجمع عشاق الأنمي من كل مكان!
شاركنا انطباعاتك، ناقش الحلقات والمواسم الجديدة، تابع آخر الأخبار، وشارك اقتراحاتك لأفضل الأنميات التي تستحق المشاهدة.
سواء كنت من محبي الشونين، الرومانسية فهذا القسم هو موطنك!
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 26"