رمت أنجيلا الدلو جانبًا، ثم وضعت الأداة السحرية التي أعدّتها مسبقًا برفقٍ على ركبة القاتل.
“أأ-أنتِ حقًّا الأميرة أ-أنجيليا؟! لحظة، ما هذه الأداة…؟ قنبلة؟!”
راح القاتل يتخبّط محاولًا الإفلات، لكن الحبال كانت محكمة، فلم يجد الأمر يسيرًا.
ابتسمت أنجيلا ابتسامةً راضية.
“هي أداة سحرية بالفعل، وقنبلة في الوقت نفسه. إنّها أداة انفجار. ترى هذا الحجر السحري في يدي؟”
“؟!”
“لو وضعتُ فيه قدرًا يسيرًا من سِحري فسوف ينفجر فورًا.”
“مـ-ماذا؟! يا للجنون! قيل إنّكِ أميرة، لكنكِ ساحرة معتوهة!”
قهقهت أنجيلا بصوتٍ عالٍ.
كان وجه فيليكس الذي يراقب الموقف قد بدا عليه الامتعاض.
“يشبه الأمر ما كنتُ عليه في الماضي. أشعر ببعض الشفقة عليه.”
“أيّة شفقة؟ كلّ من يأتي ليقتل سلمندرًا صغيرًا بريئًا سيكون هذا مصيره. أنت نجوت لأنك أصلحت نفسك.”
“أشكركِ على تركي حيًا….”
“حسنًا، لنكفّ عن الأحاديث الجانبية.”
أخذت بيدها الأخرى تعبث بالحجر السحري على نحوٍ استعراضي، وسألت بصوتٍ أكثر برودًا.
“مَن أرسلك؟ ولماذا؟ وما هدفه؟ أخبرني بهذه الثلاثة فقط، ولن أفجّر القنبلة.”
تنفّس القاتل بعمق، ثم أطلق زفرةً متثاقلة.
“لو كان تهديدكِ سينجح، لما كنتُ قاتلًا من الأساس.”
“أتدري متى يتألّم الإنسان أشدّ الألم عند موته؟”
“لا أدري… إذا مات وانتهى الأمر…”
“إنّه عندما يحترق ببطء.”
تابعت أنجيلا بصوتٍ واثق.
“أداة الانفجار التي أعطيتك إيّاها ضعيفة القوّة. ستطلق ضوءًا صغيرًا يحرق بنطالك حول الفخذ، ثمّ ستأكل النار الهواء بنهمٍ وكأنّها عطشى، وتصعد شيئًا فشيئًا إلى الأعلى.”
“…….”
“صحيح أنّك ستعاني طويلًا، لكنك لن تصرخ طويلًا.”
“حسنًا، فهمتُ! توقّفي…”
“وفي النهاية ستصير أنت والشجرة التي خلفك رمادًا…”
“ا-ا-الملك ليديا هو الذي أرسلني! أراد التأكّد مما إذا كنتِ أنتِ والتنين لا تزالان على قيد الحياة. لم يأمر بأَسركما، بل طلب فقط أن أتحقّق سرًّا وأعود!!”
في النهاية اعترف القاتل.
تضيّقت عينا أنجيلا وهي تقلّب الحجر السحري في يدها كما لو كانت تدحرج حصًى.
“كما توقّعت… إنّه من فعل أبي. ألم تسمع شيئًا آخر؟”
“لم يشرح لي بالضبط، ولم يقل لي شخصيًّا… لكن قيل إنّه سيبدأ بإرسال القوّة الرئيسيّة عند الرقم خمسة.”
“هذا القاتل هو الخامس يا سمّوكِ…”
“تسك… يبدو أنّ الأمور ستتعقّد. طريقة أبي واضحة… إذا عاد القاتل إلى القصر فسوف يبلّغ عن وضع الغابة، وإذا لم يعد، فهذا يعني أنّ في الغابة من هو أقوى من القاتل.”
“لا تقصدين…؟”
“بلى.”
تصلّب فكّ أنجيلا.
“يبدو أنّنا وقعنا في الفخ.”
ظلّ فيليكس يحدّق فيها بصمت.
وساد صمت ثقيل في غابة الظلال.
***
-دردردم
اهتزّت العربة بعنف وهي تعبر كومة من التراب.
لكنّ الفتى الذي بداخلها كان منكمش الجسد، لا يتحرّك قيد أنملة.
تدلّت خصلات الشعر الأشقر على المقعد، وفوقها وضعت يدان بيضاوان متشابكتان.
كان الفتى مغمض العينين، وكأنّه نائم، أشبه بدميةٍ خزفيّة.
حينها سُمعت أصوات أحاديث الفرسان من وراء النافذة.
“أمرونا بأسر التنين حيًّا… لكن أليس خطرًا، حتى لو كان صغيرًا؟”
“ولهذا أرسلونا نحن، فرسان الفرقة الثالثة المهمّشين الذين لا يهمّ موتهم… آاخ! سيّدي القائد، لماذا ضربتني؟”
“سنعود أحياء. عائلاتنا بانتظارنا، فلماذا نموت؟”
-دردردم
اهتزّت الأرض مجددًا، فانفتح جفن الفتى ببطء.
لكن سبب يقظته لم يكن وعورة الطريق… بل الكلمات التي سمعها من خارج العربة.
“على أيّة حال، لو لم تكن هذه العربة معنا لوصلنا أسرع… لماذا نصطحب الأمير؟”
“قلت لك إنّه مجرد ابنٍ غير شرعي.”
“صحيح أنّ دماءه ملكيّة، لكن إذا كان جلالة الملك مستعدًّا لاستخدام السحر الأسود لأجل إيجاد التنين…”
“اصمتوا جميعًا، لئلّا يسمعنا الأمير.”
شعر الفتى بنظرات الفرسان تتسلّل من خلف النافذة المغلقة نحو داخل العربة.
لكنّه لم يسحب البطانية ليختبئ، ولم يلتفت إليهم.
بل وجد أنّ حتى الردّ عليهم أمر مرهق.
على أيّ حال، حين يصل إلى الغابة، سينتهي كلّ شيء.
حدّق ببصرٍ فارغ كحجر الكريستال إلى سقف العربة.
وفي عالمه الضبابي، لم يرَ سوى ملك ديريا.
أو بالأحرى، الشفتين المجعّدتين وهما تتحرّكان حين كان الملك يقطع له وعدًا.
-“أنت جوهرة حيّة يا تشيس. تمتلك قدرًا فائضًا من السحر يتدفّق منك، فتبدو كالحجرِ الجوهري الذي يعشقه التنين. لذا، اذهب إلى غابة الظلال وأحضر التنين.”
-“إن أحضرتَ التنين، فسأستبعدك من جميع التجارب المقبلة.”
في غابة الظلال…
إن التقى هناك بالتنين فقط…
“سيّدي القائد، لكن…”
عندها—
“ألم يُقال أنّ علينا أن نُحضر الأميرة؟ لكنّ الأميرة هي… السيّدة أنجيليا؟”
“أميرة مملكة ليديا واحدة فقط، وهذا أمر بديهي.”
“ألا تعتقد أنّ مقابلتها أمر يبعث على التردّد قليلًا؟”
“…تبًّا، لقد فات الأوان. علينا أن نفكّر في عائلاتنا فقط.”
كانت أنجيليا الوريثة الشرعية الوحيدة لمملكة ليديا وأميرة البلاد، بعيدةً تمامًا عن تشيس ذي الدماء الناقصة.
ولهذا كان من الطبيعي أن يتحرّز الفرسان في التعامل معها.
بل إنّ فرقة الفرسان الثالثة كانت في الأصل تابعةً للأميرة أنجيليا…
“سموّ الأمير، لقد حان وقت الغداء، هل ترغَب في تناول الطعام؟”
انقطعت أفكار تشيس على صوت انزلاق النافذة.
فإذا بفارس قد فتح نافذة العربة وناولَه لحمًا مجفّفًا وحساء اليقطين الحلو.
كان المنظر شهيًّا لو كان المرء جائعًا بالفعل.
لكنّ الطعام في عينيه الزرقاوين الباهتتين بدا كجرذٍ ميّت كالح اللون.
أدار الفتى رأسه دون أن ينبس بكلمة.
“استرح إذن.”
قال الفارس ذلك وكأنّه توقّع الرد، ثم انحنى بأدب وأغلق النافذة.
ومرّ أسبوعٌ حتى وصلت الفرقة الثالثة إلى قرية شادوم.
“حتى مركز رعاية الأطفال موجود، وفرقة شرطة أيضًا؟! قيل إنّها قرية ريفية نائية، لكن يبدو أنّ فيها كلّ شيء!”
أثار المظهر النظيف المفاجئ دهشة الفرسان.
“تردّد شائعة أنّ عائلة الكونت ديلتون هجرت هذا المكان بأسره لتفادي عناء إبادة الوحوش، لكن يبدو أنّ الأمر لم يكن كذلك.”
ترجّل تشيس من العربة وهو يستمع إلى أحاديث الفرسان.
لكنّ انطباعه الأوّل عن القرية لم يكن مرتبطًا بحراسٍ أكفّاء، ولا بقرية ريفية نائية.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"