استمتعوا
“نعم! عصير البرتقال لذيذ جدًا! هل نجرب الكعك الذي أهداني إياه رايان؟”
قضمة، قضمة.
عندما بدأت لولو بأكل الكعك الذي جلبه رايان، انتفخت وجنتاها كأنهما رغيف خبز.
“ممم! لذيذ! رايان، عليك أن تأكل أيضًا!”
مع أن رايان هو من قدّم الهدية، إلا أن لولو ناولته الكعك كأنها هي صاحبة الضيافة.
لكن رايان لم يرد.
كان يستند إلى ذقنه بنظرة شاردة تدل على الحيرة والتفكير.
ثم لاحظ متأخرًا الكعك الذي قدمته له لولو، وتمتم قائلاً.
“أن تتصالحا بهذه السرعة… أنتِ بسيطة حقًا.”
هم؟ هل هذا مديح أم سخرية؟
ارتفعت حاجبا لولو.
“لكن لولو لا تبدو بسيطة أبدًا! أختي قالت إن رموش لولو طويلة وجميلة جدًا!”
“لا أقصد الشكل. إنه مديح، فقط خذيه على هذا الأساس.”
“أوه!”
إذن هو مديح؟ حسنًا، لا بأس!
كانت لولو على وشك أكل الكعك الذي كانت تنوي تقديمه لرايان…
“…لولو. ما سأقوله الآن سر.”
فجأة، نهض رايان وأغلق باب غرفة لولو، فتجمدت حركة فمها وهي على وشك أكل الكعك.
“سر؟”
“نعم، سر.”
رغم غرابة الموقف، بدا رايان جادًا وكأنه فكر في هذا القرار طويلًا.
دووم!
في تلك اللحظة، بدا في رأس لولو وكأن برقًا ورعدًا يضربان.
‘هذا… يشبه ما قرأته في كتب القصص!’
صحيح.
في القصص، دائمًا ما يتشارك الأصدقاء أسرارًا خاصة بينهم عندما يصبحون مقربين!
‘…لولو، أخيرًا أصبحت بطلة قصة!’
فوف، فوف.
وضعت لولو الكعك جانبًا، ووقفت متحمسة.
حتى فتحتي أنفها الصغيرتين بدأتا بالاتساع من شدة الحماس.
“قُل لي! بسرعة!”
“أولًا، خذي هذا المعطف.”
لكن رايان لم يسلمها سرًا، بل معطفًا.
“هم؟ معطف ناعم ومغطى بالفرو؟”
بل ولبسها إياه بنفسه.
بسبب كبر حجم المعطف، بدا وكأن المعطف ابتلع لولو بالكامل.
كان معطفًا أنيقًا من القماش الأزرق الداكن مزين بفراء الثعالب.
لكن الهدايا لم تنتهِ هنا.
“هذه القفازات أيضًا، فاخرة جدًا عليّ. خذيها أنتِ…”
“هممم؟”
“والوشاح، عليكِ أن ترتديه.”
أحذية من الفرو، وشاح، قبعة…
وهكذا، بدأت لولو تتحول إلى رجل ثلج لطيف المظهر.
رمشة، رمشة.
اهتزت عينا لولو من الارتباك.
“…رايان، هل تنوي التجول عاريًا مثل الأرنب ذو القرون؟”
“لا. لم أعد بحاجة إلى هذه الملابس الفاخرة. في الحقيقة، قررت أن أعيش في دار الأيتام مع أصدقائي.”
“ماذاا؟!”
ارتجفت لولو من المفاجأة، لكن بسبب الوشاح والمعطف لم تستطع التحرك.
لاااا!
“رايان، أنت لديك فيليكس! لديك عائلة، فلماذا تذهب إلى دار الأيتام؟!”
حتى وإن كانت لولو تنينًا صغيرًا لا يفهم الكثير عن العالم، إلا أنها كانت تعرف هذه النقطة جيدًا.
ليس لأنها ذكية، بل لأنها تقرأ الكثير من القصص.
“عائلتي الحقيقية هم أنتِ وأعضاء فرقة البحيرة السوداء، لولو. فيليكس أخي، صحيح، لكن… خلال السنوات الأربع الماضية، ابتعدنا كثيرًا.”
“هاه؟”
“وأيضًا، ذهابي وحدي إلى القصر هو تصرف جبان من قائد.”
ربما كان قد اتخذ قراره منذ أيام.
“أولئك الأولاد هم عائلتي. من الغريب أن أحصل على معاملة خاصة فقط لأنني من النبلاء.”
كانت نبرة رايان هادئة، لكن الطاقة التي تنبعث منه كانت جادة ومؤثرة.
‘هل هذا… هو ثقل المسؤوليه؟’
آه…
شعرت لولو بشيء يغمرها في أعماق قلبها.
“…كما هو متوقع من القائد. سأبذل جهدي أيضًا.”
ارتجفت قبضتاها الصغيرتان تحت المعطف الذي يغطيها بالكامل.
“رغم أنني نائبة القائد، إلا أنني كنت ألعب فقط طوال الوقت.”
وقت الاعتراف!
“لكن أخي لن يوافق.”
“رغم أنك القائد؟”
“هو يريدني أن أعود إلى القصر لأنه يعتبرني عائلته. لهذا كنت أنوي أن أودعكِ سرًا وأغادر.”
صرير.
فتح رايان النافذة وكأنه مستعد للهرب في أي لحظة، وقد وضع قدمه الحافية على حافة النافذة.
“لذا، لولو، أرجوكِ كوني كنائبة القائد، واحفظي سري في مغادرتي.”
“…نعم! نعم؟”
بدت لولو مستعدة لفعل أي شيء من أجل رايان، لكنها ترددت للحظة.
كان الفارس يبحث عن رايان حتى في أحلامه، وكان واضحًا مدى حبه له.
وها هو، بعد أن وجده أخيرًا، سيختفي مجددًا؟ ماذا سيحدث له؟
‘لو اختفت لولو بدون وداع، ستبكي أختها بالتأكيد…’
“لا يمكن!”
تخيلت لولو أختها تبكي، فاستعادت وعيها فجأة.
“رايان، لا تذهب!”
“…لولو. حتى أنتِ أيضًا”
لكن رايان كان قد أدار ظهره بالفعل.
“ماذا أفعل؟!”
أرادت الإمساك به، لكن المعطف والوشاح كانا يمنعانها من الحركة.
فكرت في حل.
تدحرج…
“سأتدحرج!”
أطلقت لولو قفزة ذكية وألقت بجسدها على الأرض لتبدأ بالتدحرج نحو النافذة.
دووم!
ارتطم الجسد المغطى بالملابس بالجدار وسقط كل شيء.
وفي تلك اللحظة، أخرجت ذراعيها من الفتحة، وفكت الوشاح بسرعة، وقفزت من تحت المعطف.
“رايان، لا يمكنك الذهاب.”
وأمسكت بمعصمه!
“لولو….”
“لا يمكن!”
تجهم وجه رايان من كلماتها الحازمة.
“لكن… لو عدت إلى القصر، ربما يُطرد أصدقائي من دار الأيتام مرة أخرى. النبلاء، في النهاية، هم أشخاص خسيسون، لولو!”
كان من الواضح أنه لن يغير رأيه بسهولة.
تمسكت لولو بذراعه بإحكام وبدأت تفكر بعمق.
رايان لا يمكنه الذهاب إلى دار الأيتام…
لكنه يريد التأكد أن أصدقاءه بخير.
“آه!”
ظهرت فكرة جيدة في ذهنها، فارتفع ضفيرتاها المتهدلتان.
“رايان، إذًا ما رأيك بهذا؟”
واقترحت فكرة وهمست بها في أذنه.
***
في مكان آخر…
“أن يختار الذهاب إلى دار الأيتام بنفسه؟ رايان ليس صبيًا عاديًا، على ما يبدو…”
كانت أنجيلا تصعد سلالم البرج بخليط من المشاعر.
“ربما لأنه عاش معهم أربع سنوات. حتى أنا، لو كنت في ساحة معركة مع رفاقي، ثم عادوا إلى دار الأيتام، سأشعر بالسوء إن بقيت أنا وحدي أعيش حياة النبلاء.”
كانت تعلم أن رايان يشعر بعدم الارتياح تجاه فيليكس.
كان دائمًا ما يحافظ على مسافة، ويتجنب الحديث معه قدر الإمكان.
ومع ذلك، وبما أنها تلقت طلبًا من فيليكس، قررت إصدار أمر لمحاولة إيقاف رايان.
“هل يمكنه فعلًا التخلي عن أصدقائه الذين عاش معهم في الشوارع لأربع سنوات؟”
أحيانًا في الحياة، يُصبح الغرباء أقرب من الأقارب.
وأحيانًا، نشعر أن العائلة لا تساوي شيئًا أمام الآخرين.
“آه… لا أدري. سأحاول إعطاء الأوامر فقط.”
رغم شعورها بالضيق، إلا أن أولويتها كانت أن تعيش بسلام في البرج مع لولو.
ستفعل كل ما تستطيع لمساعدتهم، وإذا لم يُفلح الأمر، ستطرد رايان وفيليكس من البرج.
“لولو، رايان، هل تستمتعان بوقتكما؟”
فتحت باب غرفة لولو وقالت…
“أختي… جئتِ؟”
ابتسمت لولو بخفة بطريقة غريبة.
لكن رايان لم يكن هناك، وكان المكان مرتبًا بشكل غير معتاد.
“لولو، أين رايان؟”
“رايان؟ لم أره!”
أوه!
أكاذيب، أليس كذلك؟
ابتسمت أنجيلا وساقاها متشابكتان.
“إذًا، ما قصة هذا المعطف الذي أهداه رايان؟”
“!”
ارتجفت يد لولو التي كانت تمسك بالكتاب.
“لنرى إلى أين سيصل تمساحنا الصغير.”
كانت أنجيلا تعلم أنها تكذب، لكن عقل التنين الصغير كان منشغلًا بابتكار الأعذار.
إذن…
“را، رايان اختفى فجأة! وترك المعطف فقط!”
للأسف، لم تكن لولو موهوبة في الكذب.
بل، ربما كانت هذه أول مرة تكذب فيها، وبدأت عيناها بالارتعاش.
“يا للأسف.”
كانت أنجيلا ستدعها تمر إن كذبت بإتقان…
لكن تمثيلها كان رديئًا.
أختكِ… خاب أملها.
“كذب.”
همست أنجيلا.
“لـ، لا! كنت سأتحدث معكِ، لكنكِ جئتِ بسرعة… هيهي…”
“الكذب يُعاقب عليه. فيليكس، فتش غرفة لولو.”
“نعم.”
“آآه!”
ظهر فيليكس فجأة واقتحم الغرفة.
قفزت لولو من الفزع.
“أختي! هذا إساءة استخدام للسلطة!”
“ومن أين سمعتِ هذا الكلام؟ من تلك البحيرة… صح؟”
“لا! لولو لا تسيء استخدام سلطتها!”
“لا شيء تحت السرير. سأتفقد الخزانة.”
فتح فيليكس الخزانة، وفجأة…
“فيليكس؟”
“…”
“فيليكس، هل أنت بخير؟”
تجمد ظهره وكأنه تحوّل إلى حجر.
وبعد لحظات…
استدار بوجهٍ حزين، كاشفًا ما كان داخل الخزانة.
—يتبع.
( (
(„• ֊ •„) ♡
━━━━━━O━O━━━━━━
– تَـرجّمـة: شاد.
~~~~~~
End of the chapter
التعليقات لهذا الفصل " 13"