بدأ وجه كايل، الذي كان يضحك مثل الروح الضائعة، يتشقق ببطء.
كل شيء كان مرهقًا وصعبًا.
جسده الذي بدا أنه سينهار في أي لحظة، والمطر الغزير، وصراخ برودي بجانبه تحثه على نصب الخيمة، وحتى بكاء رون تحت المطر.
كل هذا كان يدفعه إلى الجنون.
لذا لم يستطع كايل أن يتحمل أكثر من ذلك وصار يصرخ في الهواء.
كان هذا تصرفًا من شخص تعب تمامًا من الوضع. كل ما كان قد كتمه حتى الآن انفجر.
نظرت إليه برودي بوجه شاحب، مرعوبة من الصوت.
تفاجأت لرؤيته يصرخ وكأنه فقد عقله، وفي الوقت نفسه كانت مشوشة وغاضبة من انفجاره المفاجئ.
“ماذا فعلت للتو؟”
استدار كايل بوجه غير مبالي رغم سماعه لصوت برودي الغاضب.
ثم مشى نحوها بخطوات غاضبة وصار يصرخ في وجهها.
“ألا ترين؟ أظنني سأجن من صوت هذا الطفل الذي يبكي!”
كان المطر غزيرًا لدرجة أنه جعل من المستحيل فتح عينيها بشكل صحيح.
لكن برودي كانت تستطيع سماعه وهو يصرخ في وجهها رغم كل ذلك.
ثم هي أيضًا، غاضبة من طباعه، لم تعد تتحمل وصرخت هي الأخرى.
“هل تعتقد أن الأمر يخصك فقط؟ أشعر أنني سأجن أيضًا! لذا توقف عن التصرف وكأنك الوحيد الذي يعاني!”
لكن كايل، عند سماعه لكلمات برودي، أصبح غاضبًا جدًا لدرجة أنه لم يستطع كتمان مشاعره وبدأ في التفوه بالاستياء.
“إذاً لماذا جلبتِ الطفل إلى هنا وجعلتِ كل هذا الفوضى؟ لم نتمكن من النوم لأيام بسبب البكاء، وأضعتِ طاقتك ووقتك في حزم أشياء غير مفيدة، والآن علينا أن نتعامل مع العواقب!”
“إذن، تقولين أن كل هذا خطأي؟”
ضحكت برودي من عدم تصديق عند سماع كلمات كايل.
“لم أكن لأفكر حتى في جلب رون لو لم يكن من أجلِك. أنت دائمًا تأخذ الطريق المختصر، لذا جلبتُ رون معي كي نتمكن من عبور فولكان بسهولة أكبر! أنت دائمًا الأول عندي، قبل أي شخص آخر!”
كان هذا صحيحًا.
بغض النظر عن كم كانت برودي تشعر بالأسف على رون، لم تكن لتأخذه معها لو لم يكن مفيدًا لرحلتهما.
لأن ظروف كايل كانت دائمًا تأتي أولًا بالنسبة لها.
لذلك كان غير عادل لكايل أن يحمل لها هذا الاستياء، ولم تستطع برودي أن تتحمل الغضب.
“كل شيء خطأك. انظر إلى ما فعلته هذه الأيام. كنتَ أناني تمامًا. تتصرف وكأنكَ الوحيد الذي يعاني، وأنتَ الوحيد المتعب. إلى متى يجب أن أتحمل هذا؟ لماذا يجب أن أكون الوحيدة التي تتحمل هذا؟”
كلاهما كانا يعتقدان أن معاناتهما والألم الذي مرّا به كان أكبر.
لذا لم يفهم كايل برودي وصرخ في وجهها.
“أنتِ الوحيدة التي تتحملين هذا؟ لا تجعليني أضحك. أنا من كنت أتحمل طوال هذا الوقت، بينما كنتِ تبكين وتتركين عملك، دون أن تقولي كلمة!”
“أنتَ لم تقول شيئًا! فقط تنهدت، لم تقول كلمة، تجاهلتَ كل ما قلته، واستمررت في التقدم قبلي!”
صرخت برودي في وجه كايل، وزاد إحباطها حتى انفجرت في البكاء.
مسحت دموعها بسرعة، لكنها لم تتوقف.
في النهاية، وبسبب تعبها من كل شيء، قالت برودي أشياء لم يكن يجب أن تقولها.
“لو كنتُ أعلم أن هذا سيحدث، ما كنتُ قد عرضتُ أن أكون مرشدتك. كان يجب عليّ أن أتركك وحدك في أسغارد، سواء متَّ أم لا.”
كان نبرتها مليئة بالندم. اتسعت عيون كايل بدهشة عند سماع ذلك، وجمد جسده.
كانت هذه المرة الأولى التي تقول فيها برودي إنها نادمة على تصرفاتها.
مهما كان الوضع صعبًا، لم تكن نادمة على أن تصبح مرشدته.
فهم كايل شيئًا ما وهو ينظر إلى برودي التي كانت تبكي ندماً.
لم يعد بإمكانهما البقاء معًا.
“إذاً لنستسلم لكل شيء.”
رما كايل الأمتعة الثقيلة التي كان يحملها على الأرض.
رمى الخيمة والأشياء التي كان يحملها، بالإضافة إلى طوق الماعز.
ثم استدار وأشار إلى الطفل، متحدثًا بفظاظة إلى برودي التي كانت تحدق فيه بوجه مذهول.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 54"