[ X ]
انفتح الصندوق فجأة.
ومنه خرجت رسالة يُحتمل أن تكون مكتوبة من قبل أورورا.
عندما سلمتها إلى رافاييلو، نظر إلي جوزيبي بعيون مدهوشة.
“حسنًا. الآن سأبدأ الشرح، الجميع، انتبهوا!”
كما كنت أفعل عندما كنت مدرسة، صفقت بيديّ، فبدت على رافاييلو ملامح الدهشة.
“لا أدري إن كانت هذه المرأة لا تخاف أم أنها كثيرة اللامبالاة.”
“أصمتو الآن!”
“لا تكتبوا! أفهمو أولاً! لا تكتبوا بشكل عشوائي، بل حاولوا أن تفهموا بعقولكم!”
“ماذا؟”
“ركزوا، ركزوا! لم يتبق سوى شهر على الإمتحان، وهذا ليس وقت التشتت. ألن تودون أن لا تلتقوا بي مرة أخرى العام المقبل؟ وأنا أيضًا لا أريد ذلك!”
“فيفيانا، لماذا تستخدمين أسلوب حديث غير اللائق فجأة؟”
“آه، آسفة.”
لقد انغمست في الدور أكثر من اللازم.
بعد أن تنحنحت قليلاً، بدأت في الشرح.
“كما قلت قبل دقيقة، تغير التاريخ، لذا من المحتمل أن أورورا كتبت هذه الرسالة في حوالي منتصف الليل…”
“كتبتها؟.”
“هل تعني أن هذا يمكن أن يساعد في تخمين تاريخ اليوم؟”
“لا، بعد 72 ساعة سيكون منتصف الليل بالفعل، و لن تشرق الشمس كما قالت…”
“…..”
عند سماع ذلك، بدت عليهم جميعًا تعابير تدل على عدم فهمهم لشيء.
مسح جوزيبي على وجهه ، وكأن مرارة الهزيمة قد أصابته.
-حس بالفشلة لأنه ماعرف-
“شكرًا لكِ.. سنغادر الآن…”
قال رافاييلو بوجه خالٍ من التعبير.
“حسنًا، يجب ألا ترتكبوا نفس الخطأ مرةً أخرى. إذهبوا إلى بيوتكم ودوّنوا الأخطاء في دفتر ملاحظاتكم.”
“ماذا؟”
“أنتم أيضًا تريدون الإلتحاق بـ ‘سكاي’، أليس كذلك؟ إذا بذلتم جهدًا، يمكنكم جميعًا دخول سكاي.”
في كوريا الجنوبية التي كنت أعيش فيها، كانت “سكاي” تشير إلى أفضل الجامعات التي يحلم الجميع بالإلتحاق بها.
جامعة كوريا الجنوبية (South Korea University)،
جامعة كوجوسون (Kojosun University)،
وجامعة إيهوسون (Yeehosun University)
كانت تُسمى مجتمعةً بـ”سكاي”.
أنا أيضًا كنت مدرسة في جامعة إيهوسون.
نعم، في التعليم الخاص، لا شيء أهم من الشهادات الأكاديمية.
“مالذي قلتيه منذ قليل؟”
“إذا لم تفهموا، يمكنكم تجاهل كلامي.”
بينما كنت أتحدث بشكل غير واعٍ، كنت أشعر بشيء غريب في البداية.
الأبطال لم يكونوا مخيفين كما توقعت!.
يبدو أن هؤلاء الأشخاص مختلفون تمامًا عن الشخصيات في الرواية الأصلية.
ربما حان الوقت لأعرض لهم براءتي.
“يإلاهي، كيف سيكون حال أورورا الضعيفة والهشة؟ أنا أيضًا قلقة جدًا بشأنها. أتمنى أن أتمكن من العثور على أورورا بسرعة.”
نظر إلي أركانجلو بنظرة غريبة، لكنني لم أتوقف عن الكلام.
‘يجب أن يظهر في عيونهم وكأنني قلقة بشأن أورورا.’
“بالطبع، أورورا قد لا ترغب في أن يتم القبض عليها، لكنني سأدعمكم. عيشوا مع أورورا بسعادة.”
ولكن عندما قلت ذلك بهدف بناء علاقة ودية معهم، كانت تعابير وجوههم قد وصلت إلى حدود الغرابة.
جوزيبي عبس وجهه بوضوح، و رافاييلو مال برأسه وسأل:
“ماذا تقولين؟”
“ماذا؟”
“لماذا يجب علينا أن نعيش مع أورورا بسعادة؟”
“أ… لأنكم تحبون أورورا؟”
ثم جاءت ردود فعلهم التي لم أستطع تصديقها.
“ماذا تقولين؟ أوووه!”
“…..”
“أوووه، لماذا يجب أن نحب ذلك الشيء؟”
لقد أنكروا كلامي بشكل مبالغ فيه لدرجة أنهم كانوا يتظاهرون بالتقيؤ!.
لا، هذا غريب.
مهما نظرت، تلك التصرفات بعيدة تمامًا عن الحب.
“ماذا؟ هل أنتِ مجنونة؟ كيف يمكنني أن أحب أورورا تلك؟”
“ماذا؟ أليس كذلك؟ أليس لديك مشاعر تجاه أورورا؟ عندما ترى أورورا، قلبك ينبض، وجهك يحمر، وتريد أن تزعجها، وفي نفس الوقت لا تتحمل أن يلمسها شخص آخر…”
“توقفي عن الهراء! أنا بالتأكيد لا أحبها!”
لو كانت هذه تمثيلية منه، لكان عليه أن يترك رتبته كضابط في الجيش ويصعد إلى المسرح كممثل.
لقد بدا جادًا جدًا.
“هل أنتِ مجنونة؟ كيف يمكنني أن أحب تلك الفتاة المجنونة؟”
حتى أركانجلو ارتجف من الفزع، وقال:
“…؟”
رد فعل جوزيبي! لقد كان ذالك حقيقياً!.
إذن، هل يعني ذلك بأنهم لم يحبوا أورورا حقاً؟.
“ألم تكن تزعجها لأنك كُنت تحبها؟”
باستثناء سيموني، الذي كان الوحيد اللطيف في الرواية الأصلية، يمكن القول أن رافاييلو، و أركانجلو، وجوزيبي كانوا بالفعل الثلاثي الشرير الذين لا يمكن تحملهم.
من أجل الحصول على أورورا، ابتز رافاييلو صديقتها الوحيدة ودمر عائلة تلك الصديقة.
“أمسكي بيدي، أورورا، إذا أصبحتِ ملكي فستكونين سعيدة حينها.”
أركانجلو كان يهددها بأنه إذا أصبحت ملكاً له، سيسمح لها بالغناء كما تريد، وإذا لم تقبل، فإنها لن تحقق حلمها بالغناء طوال حياتها.
“هاه. لا أفهم لماذا تتخلين عن وسيلة لتحقيق حلمك.”
جوزيبي إستخدم مكانته كأحد السحرة السود النادرين ليضغط على عائلة ماركيز شاي، ليجعلها تقبل بأن تأتي إليه.
“أورورا، ليس هنالك طريقٌ للهروب.”
ثم، ماذا فعل سيموني، بطل القصة الأخير؟ عندما طلبت أورورا المساعدة، رفضها.
“هاها، أورورا… هذا أمر صعب حتى بالنسبة لي.”
من الصعب شرح التفاصيل بدقة، لكن في النهاية، حتى سيموني إرتكب أفعالاً سيئة مثل باقي الأبطال الثلاثة.
ونتيجة لذلك، إضطرت أورورا للهروب من الثلاثة الذين لم تستطع تحملهم، بل بالأحرى، من الأربعة الذين لا يمكن تحملهم!.
“ماذا؟ من أين سمعتِ هذه الأكاذيب؟ إذا وجدتِ الشخص الذي نشر تلك الشائعة، سأجعله يدفع الثمن! أوه، حتى بمجرد أن تخيلتُ الأمر، أشعر بالغثيان!”
الآن أصبحت في حيرة من أمري.
كل ما كنت أعرفه عن < أين ستفرين؟> أصبح مختلفاً.
ماذا يعني هذا؟
هل هذا هو ما يُسمى بتدمير الرواية الأصلية؟.
حسنًا، في هذه الحالة، دعونا نقوم بتلخيص الأمور.
عندما نحل الألغاز، من المهم جمع الأدلة.
(1) لم يحب الأبطال أورورا أبداً.
(2) لذلك لم يعذبوا أورورا.
(3) إذاً لماذا هربت أورورا؟
“كنا أصدقاء حميمين حقاً مع أورورا! كنا مجرد أصدقاء حقيقيين بدون تخطي الحواجز! لا يمكن أن نكون أكثر من ذلك!”
إذن، كانوا “أصدقاء حقيقيين”.
“إذاً لماذا تذهبون للبحث عنها بأنفسكم؟”
“هاه. ذلك لأن…”
أجاب رافاييلو وأركانجلو وجوزيبي بنفس الوقت بالتنهدات.
كان ذلك أشبه بتنهدات تعب من الحياة والإرهاق منها، أكثر من كونها تنهدات حزن على هروب البطلة.
“أورورا كانت تواجه بعض الصعوبات بسبب الخطوبة التي كانت العائلة تجبرها عليها، ونحن أخذنا ذلك ببساطة وتهكمنا على الوضع…”
“ماذا؟”
“أردنا أن نلعب معها قليلاً ثم سنساعدها. لكن أورورا، هي…”
“غضبت فجأة، وقررت الانتقام منا ثم هربت.”
“ماذا فعلت في الانتقام؟”
“لا أستطيع أن أخبرك. عندما يأتي سيموني، سأخبرك بكل شيء.”
الآن كان ذهني مشوشًا تمامًا.
هل هربت أورورا وأخذت ثأرها من الأبطال بالفعل؟.
إذاً لماذا يجب علي الانضمام إلى هذه المجموعة؟.
بينما كنت جالسةً في مكاني مظهرةً تعابير شاردة، فاجأني رافاييلو بضربة على كتفي قائلاً:
“ياا!، تعالي غداً مع سيموني، وسأخبرك بكل شيء. عندها ستعرفين الحقيقة كاملة.”
سيموني مونتيفيردي، البطل الأخير والشخصية الرئيسية في هذه القصة؟.
لماذا يرغبون في إصطحابه مرة أخرى؟.
“لماذا؟ هل انتهت مساعدتي الآن؟ هل ستطلبون مني المزيد من المساعدة في كل مره وكأنني مجرد شخص عادي؟ من الأفضل أن تستخلصوا دماء البراغيث بدلاً من ذلك.”
“آه، لم يعد أسلوب كلامك مفاجئاً لي. للتو نظرت في محتوى الرسالة، وأعتقدت بأننا بحاجة إلى مساعدتكِ أكثر.”
بدون المزيد من الشرح، تركني الأبطال مع قنبلة موقوتة وغادروا.
“ماذا؟ ماذا تعني بهذا؟”
“هناك شيء كهذا.”
غداً سأضطر لرؤية وجوههم مرة أخرى، وكان ذلك بالنسبة لي كالصاعقة، لكن لم يكن لدي خيار.
فقط أومأت برأسي بشدة وودعتهم.
وبعد أن رحلت العاصفة التي دخلت فجأة الى القصر، و أخيراً استلقيت على سريري في غرفتي، منهكة.
“أبيغيل….”
“نعم.”
“هل تعرفين كم تساوي ثروتي؟”
كنت أفكر بجدية في هذا العائلة الآن.
لحسن الحظ، أن الأبطال لم يلومونني.
لكن والدي كان يعتقد أنني تعمدت مضايقة أورورا وكان غاضبًا جدًا مني.
عائلة شاي كانت تمارس ضغطاً كبيرةً علي.
‘إذا بقيت ساكنة، فقد يتم طردي.’
وفي هذه الحالة، ألن يكون من الأفضل أن آخذ أموالي وأهرب بنفسي؟.
لكن الرد الذي تلقيته من أبيغيل كان محبطًا للغاية.
“لقد استثمرتي جميع أموالكِ في المرة الماضية.”
“ماذا؟”
“في بداية هذا العام، قلت بأنكِ حصلت على إستثمارٍ جيد وإستثمرت جميع أموالك في تطوير منجم. كنتِ تقولين بأنه إذا نجح، ستجني أرباحًا ضخمة.”
“ماذا؟”
‘ سيرافينا، فيفيانا، هل أنتِ مجنونة؟ ‘
هل لديكِ أي إحساس بالمال؟ ألا تعرفين ما هي “الاستثمار المتنوع”؟.
لهذا لم تكوني تجيدين الرياضيات ولا السحر! كيف يمكن أن تستثمري كل مالكِ هكذا!.
الآن، أصبحت فكرة الهروب مستحيلة.
ما تبقى الآن هو أنني كنت آمل أن يذهب الرجال للبحث عن أورورا.
بينما كنت جالسةً بوجه حزين وكأنني سأحفر نفقًا للهروب، فتح أحدهم باب غرفتي فجأة.
“سيرافينا.”
“آه. أبي.”
كان هذا هو والدي الذي صرخ في وجهي هذا الصباح طالبًا مني أن أكون أكثر حكمة ثم اختفى.
“لقد انتهيت للتو من التحدث مع ماركيز شاي.”
قال والدي ذلك وهو يلهث بشدة، وكان يبدو عليه الحماس.
“لقد طالبنا ماركيز شاي بتعويض ضخم عن المعاناة التي تسببتِ بها لهم طوال الفترة الماضية! لقد أخطأت حقاً في تربيتكِ!”
“المال ليس هو المشكلة الآن. لم أكن أعلم بأنكِ ستكونين فتاة تتعمد مضايقة الآخرين هكذا! بعد وفاة والدتكِ، كم جاهدت لتربيتكِ بمفردي!”
‘ أمي؟ ‘
كان يبدو أن هنالك شيئًا غير عادي، وتبين أنه كان هذا هو السبب.
إنه تطور شائع في روايات الفانتازيا الرومانسية.
“أنا آسفة. أنا حقًا نادمة على ما حدث.”
على أي حال، كان عليّ معالجة هذا الموقف، لذلك فتحت فمي.
“أنا أحاول حل الأمور بطريقتي. لن يكون هناك سبب لطلب تعويض من عائلة شاي، لذلك لا داعي للقلق.”
“ماذا؟”
“صديق أورورا ، رافاييلو نيستا اقترح علي المُساعدة.
قال إنه إذا ساعدته في البحث عن أورورا شاي، فإنه سيقوم بمساعدتي أيضًا.”
“لحظة، رافاييلو من عائلة نيستا؟”
“آه، هناك أصدقاء معروفون لـأورورا. رافاييلو من عائلة نيستا، سيموني من عائلة مونتيفيردي، جوزيبي من عائلة أسكاري، وأركانجيلو من عائلة بيرلو. سأساعدهم في البحث عن أورورا”.
في تلك اللحظة، صرخ والدي بصوت عالٍ جدًا لدرجة أنني شعرت وكأنني سأفقد سمعي.
“مستحيل!”
“ماذا؟”
بينما كنت أحاول أن أوقف أذني من الألم، تابع والدي كلامه بوجه أحمر غاضب.
“لا داعي لأن تكوني قريبة من رجال غرباء هكذا! كلهم معجبون بجمالكِ ويحاولون التلاعب بكِ!”
“ماذا؟”
___________________________________________
• حسابي واتباد: Toro1312 !!⭐•
《لاتدع الرواية تشغلك عن العبادات》
التعليقات لهذا الفصل " 4"