~ الفصل 20 ~

لأن الحاجز كان يحميني بقوة، لم يستطع حتى الاقتراب.

“تعويذة حاجز مكاني…!”

تذكرتُ رؤيتها في كتاب السحر. إنها تعويذة لم أتقنها بعد.

لذا، باستخدام “التعويذة المكانية العشوائية”، يُمكنني استخدام تعاويذ لم أتعلمها بعد باحتمالية معينة!

“ما هذه الخدعة؟!”

ضرب القائد الحاجز بقوة، محاولًا اقتحام المساحة التي تحميني. وبطبيعة الحال، لم يتزحزح الحاجز.

حسنًا، عليّ فقط استدعاء الآخرين الآن.

كان القائد مُركّزًا عليّ لدرجة أنه لم يُفكّر حتى في الهروب.

“هنا، هنا!”

صرختُ بصوت عالٍ.

لم أتوقع ظهور أحدهم على الفور، ولكن سرعان ما حدث شيء مُفاجئ.

بانج! كراش!–

طار جسد رجل ضخم في الهواء محدثًا صوتًا عاليًا وسقط في الزاوية. اختفى القائد، الذي ملأ رؤيتي، في لحظة.

لم يكن هناك سوى سيموني.

نظرت إلى الرجل الذي كان منهكًا بلا أي مشاعر.

التقت أعيننا، وارتسمت ابتسامة معتادة على وجه سيموني.

“هل أنتِ بخير يا آنسة سيرافينا؟”

“ماذا؟ لقد وصلت بسرعة. لقد أتيت بعد أن ألقيتُ تعويذة.”

“كنت قلقًا عليكِ، لذلك كنتُ في طريقي.”

“ههه، إذا كان الأمر كذلك، كان يجب أن تأتي معي منذ البداية. لماذا عرضتني للخطر؟”

“…سأعتني بالأمر الآن. آسف على التأخير.”

نظر سيموني إلى الرجل بعينين خاليتين من أي مشاعر، كما لو كان ينظر إلى قمامة – أو بالأحرى، إلى شيء لا قيمة له. كان الأمر مرعبًا لدرجة أن أي شخص يشاهده شعر بالاشمئزاز.

ترنح الرجل على قدميه وحدق في سيموني بعينين محمرتين.

“كيف تجرؤ!”

على الرغم من أن سيموني أسقطه بسهولة بركلة واحدة سابقًا، إلا أن الرجل لم يتراجع.

قد يظن أن ما حدث سابقًا مجرد حظ. على عكسي، سيموني لا يستخدم السحر بل يعتمد على القوة البدنية، لذا قد يبدو أضعف.

لكن لا داعي للقلق بشأن ذلك. كنت أعرف أن قوة سيموني ليست صدفة.

بانج-!

أرجح القائد جسده ووجه لكمة.

تفادى سيموني الهجوم بسهولة كما لو لم يحدث شيء، ودفعته للخلف برفق.

بوم-!  ارتطم الرجل بشجرة أخرى وسقط أرضًا.

“ما هذا…؟”

وقف الرجل مرتجفًا، من الصدمة أكثر من الضربة الجسدية.

بانج-!

مرة أخرى، ضربه قبضة سيموني بسرعة.

سيموني مونتيفردي.

الماركيز الشاب الذي ورث لقب مونتيفردي وأصغر وزير إداري.

مع أن مسيرته المهنية بدت غير مرتبطة بالقتال، إلا أنني عرفت ماضيه من القصة الأصلية.

عندما كان الابن الثاني لعائلة مونتيفردي، اندلع صراع عنيف على السلطة داخل العائلة بعد مرض الماركيز. من بين أبنائه الخمسة، قاتل الأول والثالث، بينما فقد الرابع والخامس حياتهما. طُرد سيموني أيضًا وهو لا يملك شيئًا.

ومع ذلك، جاب أماكن مختلفة مثل برج السحر، وأسواق المرتزقة، والأحياء الفقيرة، واكتسب قوة. في النهاية، عاد ونجح في قتل أخويه الأول والثالث، وارثًا اللقب.

عاش الآن حياةً مترفةً كمسؤول، لا علاقة له بالقتال ظاهريًا، لكنه في الواقع كان الأقوى بين الشخصيات الرئيسية الأربع.

كان لدى رافاييلو مهارات قتالية مُدرّبة باحتراف، لكن سيموني كان أكثر رعبًا لأنه استوعب مهاراته من خلال تجربة واقعية.

“يا إلهي…”

بينما كنتُ مندهشًا، واصل سيموني قتال الرجل.

ومع ذلك، بدا الأمر كما لو أن سيموني كان يُلاعب الرجل أكثر من كونه قتالًا حقيقيًا.

مع استمرار القتال، صاح سيموني فجأةً: “آه”، ونظر إلى ساعة معصمه. عاد نظره إلى الرجل.

التقط الفأس الذي سقط داخل الخيمة بسرعة.

“آه!”

في لحظة، غرز الفأس في ذراع الرجل.

تأوّه الرجل، والدم يسيل، وسقط أرضًا، غير قادر على تحمّل الألم.

كانت هذه أول حادثة دموية أشهدها منذ مجيئي إلى هذا العالم – أو في حياتي كلها، حقًا.

“أوه، لم أُرِد أن أرى شيئًا كهذا…”

مهما كانت شخصيتي غير مبالية، لا يُمكنني أن أبقى هادئةً وأنا أشاهد شخصًا ينزف.

أشحتُ بنظري عن الأرضية المُغطاة بالدماء.

“هل أنتِ بخير يا آنسة سيرافينا؟”

“يجب أن أقول إنني بخير. ليس من الأدب أو مراعاة الآخرين أن أخبر شخصًا ناضل من أجلي أنني لستُ بخير.”

“إذن، أنتِ لستِ بخير.”

“بصراحة، نعم.”

بدا سيموني مندهشًا بعض الشيء، لكنه نظر إليّ بنظرةٍ أوحت بأنه مستعدٌّ للانتقال إلى المهمة التالية.

“هل ترغببن بالخروج؟ سآخذك إلى أركانجيلو.”

“أليس من المفترض أن تحمي أركانجيلو؟”

“بصراحة، نعم.”

بما أن القائد قد أغمي عليه، يبدو أن سيموني قررت أن تأخذني للخارج.

أدار رأسه وحدق في حقيبة أمتعتي.

وبالتحديد، في المذكرات التي تظهر من فجوة في الأمتعة.

“هل أتيتِ لأخذها؟”

“أجل، هذا صحيح. لقد وجدتُ أيضًا صندوق أورورا.”

“آه، هذا كل شيء.”

في تلك اللحظة، شعرتُ غريزيًا بشعورٍ من الشؤم.  كانت النظرة في عيني سيموني وهو يحدق بي…

“أجل، أنتِ بحاجة إلى ذلك بالتأكيد. بهذه الطريقة، يمكنكِ معرفة المزيد عن جسدكِ.”

“…ماذا؟”

“لم يكن من السهل إخفاء هذا السر عن الجميع، أليس كذلك؟”

همستُ فجأةً.

“عن ماذا تتحدث؟”

“هناك بعض الأشياء الغريبة، لكنني سأذكر شيئًا واحدًا فقط.”

حدقت بي عينا سيموني الزرقاوان باهتمام.

“عندما التقينا مرةً يا آنسة سيرافينا، كنتِ تتشاجرين مع أورورا، وكان شعركِ في حالة فوضى. لم يكن شعركِ مضفرًا بشكل أنيق كما هو الآن. لم تتذكري أي شيء عن ماضيكِ.”

“….”

” والأمر الأكثر غرابة هو أن فيفيانا، التي كانت تكره الرياضيات، تبدو الآن بارعة فيها. لقد كنتِ تشتمين الرياضيات كثيرًا عندما كنتِ مع أورورا سابقًا.”

“آه…”

“لا تقلقي، أنا فقط أتساءل عنكِ. لا داعي للقلق.”

يا إلهي، سيمون عرف منذ البداية.

أنني لستُ سيرافينا فيفيانا.

♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪ ─┄── ♡ ֪ ࣪

حسابي على الإنستا:@empressamy_1213

حسابي على الواتباد: @Toro1316

ترجمة: ✧𝐀𝐌𝐘✧