1
“أرجوكِ يا كلوي.”
حقًا… لماذا يجب أن أكون أنا من يفعل هذا الشيء المزعج؟
“إذا رسب هذا الفتى في الهندسة مجددًا، فلن يتمكن من دخول الجامعة.”
تنهدتُ في داخلي عند سماع تذمّر الأستاذ ألبرت، لكن، لماذا بدا أكثر يأسًا من الشخص الذي يحتاج فعليًا إلى المساعدة؟
“إذا ساعدتِ آرون، يمكنكِ إضافة ذلك إلى سيرتك الذاتية. بل وسأتحدث مع المدير لأمنحكِ خطاب توصية!”
حسنًا… هذا عرض مغرٍ. رفعتُ بصري ببرود نحو نجم ثانوية هامبشير، آرون آيزنهاور.
“… أرجوكِ.”
أجابته الباردة زادت من حنقي أكثر.
“ستفعل كل ما أقوله لك. مفهوم؟”
تعمدتُ التحدث بنبرة صارمة.
“إن لم تستطع، فقلها من الآن. لا تضيّع وقتي الثمين.”
حدّق بي آرون بامتعاض وتمتم:
“تتبجحين لأنكِ تجيدين الرياضيات فقط…”
لكن مرفق الأستاذ ألبرت سرعان ما غرز في خاصرته.
“أيها الأحمق! أنت في موقف لا يسمح لك إلا بأن تتوسل لمساعدتها!”
أراقب الأستاذ ألبرت يوبّخ آيزنهاور وأنا أهز رأسي. لولا أن ألبرت كان مدرّب فريق كرة القدم، لما أكترث إن انتهى هذا الصبي في كلية أو ذهب إلى العمل مباشرة.
“آسف… فقط ساعديني هذا الفصل الدراسي.”
تمتم آرون بحرج، فسارع الأستاذ ألبرت لاغتنام الفرصة:
“كلوي، أليس طموحكِ دخول رابطة الجامعات المرموقة آيفي ليج¹؟ ألن يكون هذا إنجازًا رائعًا لتضيفيه إلى مقالِكِ الجامعي—أنكِ ساعدتِ صديقًا يحتاج إلى المساعدة؟”
[الشرح¹: رابطة آيفي ليج: مجموعة من 8 جامعات أمريكية خاصة عريقة في الشمال الشرقي، تُعد من الأكثر تميزًا وصعوبة في القبول عالميًا.]
كان أستاذًا شغوفًا حقًا… لكنه أيضًا بعيد عن الواقع. الطريقة الأكثر فاعلية للالتحاق بجامعات مرموقة هي العمل كمتدربة في مختبر جامعي وكتابة اسمكِ في ورقة بحثية. ولأنني لم أُبدِ أي حماسة، زفر ألبرت تنهيدة طويلة قبل أن يضيف:
“ابنة عمي البعيدة جيني أستاذة في الهندسة الميكانيكية بجامعة كالتك. إذا رفعتِ درجة هذا الفتى في الهندسة حتى ينجح، سأكتب لكِ توصية لتلتحقي ببرنامجها الصيفي في المختبر!”
“شكرًا جزيلاً يا أستاذ!”
سمعتُ آيزنهاور يطلق شخيرًا ساخرًا من سرعتي في تغيير موقفي، لكنني تجاهلته. فليظن ما يشاء! رابطة الـآيفي ليج كانت على بعد خطوة مني!
“آيزنهاور، اتبعني.”
مهما كان هذا الفتى بطل فيلم مراهقين، فلن نتشابك بهذا الشكل بسبب مجرد دروس خصوصية. على أي حال، أنا مجرد شخصية “نيرد”² ثانوية، وفي النهاية سيحصل كل منهم على نهايته السعيدة في عالمه. وبما أن هذا الفيلم أصبح حياتي، عليّ أن أجد طريقة للعيش، والالتحاق بجامعة مرموقة فكرة جيدة!
[الشرح²: نيرد (Nerd): كلمة عامية تُستخدم لوصف شخص شديد الاهتمام بالدراسة أو التكنولوجيا أو الهوايات الفكرية، لكنه يكون غالبًا خجولًا أو غير اجتماعي.]
كان يجب أن أُلقّن نفسي درسًا قاسيًا وقتها. كان يجب أن أفعل…
・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
أما عن نفسي، فقد كنت مجرد موظفة عادية في كوريا الجنوبية. والسبب في استخدامي صيغة الماضي أنني لم أعد لا مواطنة كورية، ولا حتى موظفة.
“وآآآآه!”
بينما كنت أغادر المدرسة على وقع صيحات مدوّية، التفتُ بشكل لا إرادي، فرأيتُ بري تحلّق في السماء بخفةٍ مدهشة.
بريتني أندرسون.
بطلة فيلم المراهقين مذكرات المشجعة، وهو الفيلم الذي وجدت نفسي متجسّدة داخله.
تمامًا كما توقعت… جميلة جدًا.
ظللتُ أحدّق بها بذهول بينما كانت تؤدي حركة بهلوانية مع فريق التشجيع.
“V.I.C.T.O.R.Y!”
ومع الهتاف، قفزت بري في الهواء مجددًا. بمهارات كهذه، لم يكن غريبًا أن تصبح قائدة فريق المشجعات على الرغم من أنها في السنة الثالثة من المدرسة الثانوية.
إنها حقًا رائعة…
بينما كنت أراقب فريق التشجيع بانبهار، اصطدم شيء برأسي فجأة بقوة جعلتني أترنح إلى الأمام، فأحسست بحرقة.
“آه، لماذا تقفين أمامي؟”
انتزع كايل جينسن كرة الرجبي الموضوعة بجانبي وهو يتمتم بانزعاج.
“يا له من حظ سيئ!”
كتمت غيظي. أنا التي تلقيت ضربة من العدم، ومع ذلك يشتكي هو؟ رفعت إصبعي مشيرة نحوه وصرخت:
“أيها الوقح! كيف تجرؤ أن تقول—”
لكن قبل أن أرفع صوتي، كان كايل جينسن قد ابتعد كثيرًا.
“….”
انتهى إصبعي المسكين بالإشارة إلى الفراغ. وخلفي، تعالت ضحكات ساخرة.
“يا لها من عينٍ ثاقبة، إنها تتجسّس على تدريبات فريق كرة القدم.”
“هاهاها، بالضبط. كأن أولئك الرياضيين سيهتمون يومًا بنيرد مثلها!”
[أوهانا: ما أجملهم! وفي النهاية لا شغل لهم سوى التحديق بعيون زائغة.]
كنت أودّ أن أردّ عليهم فورًا—فمَن ذا الذي بعقله السليم قد يعجب بمثل هؤلاء الحمقى؟ — لكنني حين جمعت شجاعتي، كانوا قد رحلوا بالفعل.
رغم الغصّة والظلم الذي شعرت به، لم يكن أمامي سوى تقبّل الأمر باعتباره قدري. فالجسد الذي تجسّدتُ فيه ينتمي للشخصية الثانوية “النيرد” في فيلم مذكرات المشجّعة.
إيه، لا بأس.
زفرتُ تنهيدة طويلة ثم توجّهت نحو حافلة المدرسة، وما إن صعدت حتى استقبلني صوت ساخر:
“أوه، النيرد وصلت.”
“وكالعادة، مقعد النيرد خلف السائق مباشرة.”
بينما كان الطلاب في الصفوف الخلفية يضحكون ويتهامسون، جلستُ في المقعد الأمامي دون أن ألتفت.
“هه، ها هي تجلس بلا أي ردّ فعل. كالعادة!”
الأمر لم يكن أنني عاجزة عن الردّ. لقد حاولتُ. لكن النتيجة كانت أن تنمّرهم ازداد شراسة، فاستسلمت. على أي حال، هؤلاء لا يهتمون حقًا بـ”نيرد ثانوي” مثلي. كل ما عليّ فعله هو التزام الصمت، فيمرّ كل شيء بسلام. وحين أدركت ذلك، أصبحتُ ألعب دوري بإخلاص وأعيش كطالبة نيرد في المدرسة.
والآن انظروا. لم يستغرق الأمر طويلًا حتى تحوّل موضوع حديثهم إلى الأكثر شعبية في المدرسة: آرون آيزنهاور.
“سمعتُ أن آرون اشترى سيارة جديدة.”
“آه، رأيتها. سيارة حمراء مكشوفة.”
“محظوظ…”
“ليتني أركبها ولو لمرة واحدة.”
استمعتُ لحديثهم وشخرتُ باستهزاء.
ما الذي يعجبهم في ذلك المتعجرف…
آرون آيزنهاور كان البطل الرئيسي في فيلم مذكرات مشجّعة. كان موهوبًا جدًا في كرة القدم وأصبح لاعبًا أساسيًا في السنة الثالثة.
لكن، وماذا في ذلك؟ إنه مجرد متعجرف تافه.
لم أفهم أبدًا كيف يذوب الجميع إعجابًا بشخص لا يعيش سوى مفتونًا بنفسه.
فليعجبوا به كما يشاؤون. أما أنا، فسأركّز على بريتني أندرسون وعلى هدفي: الالتحاق بجامعة جيدة.
وبينما كنت أغرق في أفكاري، توقّفت الحافلة عند زاوية قريبة من منزلي. جمعتُ أغراضي ببطء ونزلت. لم يكن هناك من ينتظرني في المنزل، فلماذا أسرع؟
تابعت السير في الشارع وأنا أرتّب في ذهني واجباتي وقوائم المسائل التي عليّ إنجازها اليوم.
السنة الثالثة هي العام الأهم للتحضير لامتحانات القبول الجامعي—على الأقل، هذا ما كان يعتقده والدا كلوي. كانا من النوع الذي يكرّس حياته كلّها للتعليم.
“بوسعكِ أن تستمتعي عندما تدخلين الجامعة يا كلوي.”
“صحيح. إن تشتّت ذهنكِ الآن فلن تدخلي آيفي ليج، بالكاد ستدخلين كلية محلية.”
كانت كلوي في السابعة عشرة من عمرها.
وفي أمريكا، يحتاج القاصر إلى وصي في جميع الإجراءات. لذلك، اخترتُ أن أكون مراهقة مطيعة.
اتبعت نصائحهما فملأت جدولي بالمواد المتقدمة، والنتيجة أنني كنت منهكة طوال الوقت.
الليلة… فقط سأنهي واجب الكيمياء المتقدمة وأخلد للنوم.
بعد أن قرّرتُ ما سأفعله في فترة ما بعد الظهر، دفعتُ نظارتي إلى أعلى ودخلتُ المنزل.
・ 。゚ ✧ : * . ☽ . * : ✧ ゚。 ・
ومع ذلك، مهما حاولت، كان مقرر التفاضل والتكامل (1) مبالغًا فيه.
صحيح أن ذكاء كلوي الحاد سمح لي—أنا، المتخرجة بالكاد من الثانوية في حياتي السابقة—أن أركب موجة “قدرات النيرد” وأحصل بسهولة على درجات جيدة. ولكن مقرر التفاضل والتكامل (1)، وهو جزء من المنهج الجامعي، كان صعبًا بعض الشيء.
ومع ذلك، أصرّ أبي أنها فرصة نادرة لا يجب أن أضيّعها…
وبينما كنت أحزم أمتعتي من الخزانة وأفكر فيما إذا كان يجب أن أستمر في حضور مقرر التفاضل والتكامل (1) أم لا، باغتني أحدهم بقبضة على كتفي.
“آآه!”
قفزتُ مفزوعة، فارتبك الفتى الأشقر وتراجع خطوة.
“كلوي، إنه أنا.”
“آه… سكوت. أخفتني.”
عندما أغلقتُ باب الخزانة وأنا أضع يدي على قلبي، حكّ سكوت مؤخرة رأسه بخجل.
“آسف.”
كان ذلك الفتى الأشقر سكوت تينور—صديقي الوحيد.
ربما يمكن القول إنه كان رفيق معاناتي،
بحكم أننا “نيردان” نتفهم أوجاع بعضنا البعض.
“ما الأمر؟”
عندما سألتُ، نظر إليّ سكوت وهو يقطب حاجبيه، وكأنني ارتكبتُ خطأً فادحًا.
═══∘ ° ❈ ° ∘═══
ترجمة : أوهانا
الانستا : han__a505
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
Chapters
Comments
- 3 - 003 || دور "النيرد" في فيلم مراهقين³ 2025-08-27
- 2 - 002 || دور "النيرد" في فيلم مراهقين² 2025-08-27
- 1 - 001 || دور "النيرد" في فيلم مراهقين¹ 2025-08-27
التعليقات لهذا الفصل " 1"