نظر إليّ الرجل العجوز الذي يرتدي نظارة أحادية، أرتعشت حاجباه الشرسان، كانت نظرته حادة لدرجة أنني شعرت بتوتر شديد.
في تلك اللحظة، ربت المعلم على كتفي.
“الآنسة هاستينغز؟، ماذا تفعلين؟، يجب أن تحيي المدير!”
“آه، نعم، مرحبًا.”
حييته بأدب قدر المستطاع، نظر إليّ المدير والمعلم كما لو كانا ينتظران كلماتي التالية.
على عكس مظهره المخيف، ابتسم المدير بلطف وقام من مقعده، اقترب مني وأمسك بيدي.
“إذن، أنتِ الطالبة المنتقلة الأولى لهذا الفصل الدراسي، تشرفت بمقابلتكِ، اسمكِ هو…”
“ميلو…”
“ميلودي هاستينغز، أيها المدير.”
أجاب المعلم الذي أحضرني قبل أن أتمكن من الرد.
كان المدير يمسح شاربه الأبيض الأنيق ويبتسم بلطف.
وبدقة أكبر، بدا وكأنه يتظاهر بالابتسام بلطف، كانت فمه يبتسم، لكن عينيه لم تكونا كذلك.
“هل تعلمين أن هذه هي أول مرة يحصل أحدهم على الدرجة الكاملة في امتحان النقل منذ أن أسسنا نظام النقل؟”
“ربما لم أكن أعلم…؟”
ضحك المدير بقوة على إجابتي.
كانت ضحكة المدير مصطنعة إلى حد ما، كانت تشبه حيوانًا مفترسًا ينتظر الهجوم بعد أن يخفف من حذر فريسته.
قمت بسرعة بمراجعة ذهنية لقائمة من الأسئلة التي يمكن أن توفر معلومات.
“سمعت من أخي مدى صعوبة امتحان النقل في مدرسة سانتا غلوريا الخاصة، لذا استعديت جيدًا، آه، أخي يدرس حاليًا في هذه المدرسة.”
بالطبع، لم يقل رافين مثل هذه الأشياء أبدًا. لكن ذكره كان ضروريًا في الوضع الحالي.
أومأ المدير باهتمام لإجابتي.
“كنت أتساءل أين سمعت اسم هاستينغز من قبل… كم هو مفرح أن يكون كلا الأخوين طالبين ممتازين.”
ابتسم المدير، رافعًا زوايا فمه، ابتسمت مع المدير، محاولة أن أبدو غير مؤذية قدر الإمكان.
“يبدو أن أخي يتبعك جيدًا، أيها المدير، شكرًا لاهتمامك بأخي.”
توقفت ابتسامة المدير، أمال رأسه كما لو كان متعجبًا.
“كيف تعرفين ذلك، يا آنسة هاستينغز؟، لقد أعتقدت أنكما لا تتبادلان الرسائل حتى.”
آه، أن يعرف المدير أن رافين، مجرد طالب عادي، لا يكتب لأخته… ياله من أمر غريب.
وكان رافين مجرد طالب في السنة الأولى فقط.
لا يُسمح لطلاب مدرسة سانتا غلوريا الخاصة بالخروج حتى التخرج، باستثناء الطلاب المتميزين، لكنهم يستطيعون كتابة الرسائل، هذه هي القاعدة.
كانت كلمات ليونارد صحيحة.
لست متأكدة إذا كان رافين تابعًا للمدير، لكن على الأقل يمكنني أن أقول إنهما قريبان.
أجبت بأكثر وجه غير مرتبك ممكن، دون أن أتوتر.
“آه، سمعت هذا من طلاب آخرين في طريقي إلى هنا، يبدو أنه معروف جيدًا.”
كما توقعت، أومأ المدير بوجه متفهم.
بدا من الغريب أن أسأل المزيد هنا، لذا قررت التوقف عن أي أسئلة أخرى.
سرعان ما خرج المدير من خلف المكتب، أمسك بكلتا يدي وقال،
“سيُسجل اسم الآنسة هاستينغز في تاريخ المدرسة، وعندما تبدأ المدرسة، يمكنكِ الانضمام فورًا إلى لجنة الانضباط.”
“لجنة الانضباط؟”
لماذا ذُكرت لجنة الانضباط فجأة هنا؟
“آه نعم، أخ الآنسة هاستينغز في مجلس الطلاب.”
أوضح المعلم الواقف بجانبي أن الطلاب المتميزين فقط هم من يحظون بشرف الانضمام إلى ‘مجلس الطلاب’ و’لجنة الانضباط’.
“آمل أن تستمري في إظهار نتائج جيدة، يا آنسة هاستينغز.”
كما قال المعلم، انتهت التحية مع المدير بكلمات تشجيع.
كان المدير ألطف وأكثر ودًا مما توقعت، لكن ما زال من الصعب معرفة أفكاره الحقيقية.
‘هناك شيء يبدو غريبًا.’
لكنه لم يتفاعل بشكل خاص مع رافين، ولا أظهر أي ردود فعل غريبة أخرى.
‘لست متأكدة بشأن شائعة كونه تابعًا للمدير، لكن لقب كرازفين لا يبدو منطقيًا، أتساءل إذا كان الجميع يسيء فهم شيء ما عن رافين.’
بهذه الأفكار، غادرت مكتب المدير.
بمجرد خروجي من المكتب، قادني المعلم إلى مبنى السكن الجامعي وسلمتني كتيبًا.
“هذا دليل الحياة المدرسية، يحتوي على أشياء مثل خريطة المدرسة والمرافق، لذا يرجى الاطلاع عليه، وهذه هي الأشياء التي تحتاجين إلى تجهيزها قبل بدء المدرسة.”
أعطاني المعلم كتيب الدليل وشرح الاحتياطات.
(للأسف كالعادة هيزو ما يخليني احط صور، كانت فيه صورة لمدرسة وعليها التعليمات وتعبت عليها حيل بس تلقون الصور في نادي الروايات😫)
لم أكن قد أدركت مدى ضخامة المدرسة لأنني لم أجوبها بالكامل بعد.
ربما لأن الطلاب لا يستطيعون مغادرة هذه المدرسة لمدة أربع سنوات، لذا كان يجب أن تكون مجهزة بجميع المرافق الضرورية.
“بالمناسبة، أنا معلم الموسيقى، أنتِ لا يمكنكِ تخيل مدى حماسي عندما سمعت اسمكِ.”
فجأة، انهالت كمية زائدة من المعلومات الشخصية من معلم الموسيقى.
“بما أن اسمكِ ميلودي*، لابد أن تكوني مغنية جيدة، أليس كذلك؟، مدرستنا تدير جوقة، ولدينا حاليًا مكان شاغر في جزء السوبرانو، لذا…”
(مثل ما ذكرت بفصل المقدمة، أسم ميلودي يعني اللحن أو النغمة)
كنت أعلم أن هذا قادم، فقاطعته بسرعة.
“أنا أعاني من الصمم النغمي*.”
(بالمختصر انها ما تعرف تغني ولا عندها حس موسيقي)
“هذا مستحيل، إذن لماذا اسمكِ ميلودي؟”
نظر إلي المعلم بائسًا كما لو أن العالم قد انهار.
لا داعي لأن يشعر بخيبة أمل كبيرة، كان ذلك محرجًا جدًا.
“الأمر ليس وكأنه إذا كان اسم امرأة شيري فهذا سيعني أن وجهها يشبه الكرز، ربما لم تعلم أمي أنني سأكون مصابة بالصمم النغمي.”
نظر إلي المعلم بعيون حزينة جدًا، ثم أومأ كما لو أنه فهم.
“أعتذر عن كوني وقحًا في لقائنا الأول، أنا آسف.”
في النهاية، تنحنح معلم الموسيقى وواصل شرحه.
“على أي حال، أنتِ تعلمين أن مدرستنا هي مدرسة تابعة للكنيسة السماوية، أليس كذلك؟، هناك دروس عقائدية في المنهج الدراسي العادي، علينا جميعًا حضور القداس معًا كل عطلة نهاية أسبوع.”
لهذا رأيت كاتدرائية على الخريطة.
كنت أتوقع هذا، بالنظر إلى أن اسم المدرسة هو <مدرسة سانت غلوريا الخاصة>.
سمعت أن المدرسة سُميت على اسم الأخت غلوريا، بطلة قومية.
كنت على دراية بفصول العقيدة منذ أن ساعدت رافين في التحضير لقبوله.
“آه، مستشارو لجنة الانضباط ومجلس الطلاب هم الكهنة الذين يقودون هذه الفصول العقائدية، لذا ضعي ذلك في الاعتبار.”
أومأت بقوة وراجعت الأشياء التي يجب تذكرها قبل بدء المدرسة.
توفر المدرسة الزي المدرسي والكتب المدرسية والحقائب ومستلزمات المعيشة الأساسية في السكن مجانًا.
لذا نُصحت بالتقدم للحصول على كل هذه الأشياء صباح الغد وتجهيز كل الأمور الضرورية قبل بدء المدرسة.
قالوا إنه بما أنني الطالبة المنتقلة الأولى، تم تخصيص معلم ليشرح لي كل شيء.
حتى أن معلم الموسيقى ساعدني في التسجيل في السكن.
بفضل هذا، أنهيت الإجراءات بسلاسة وودعت المعلم.
“شكرًا، أيها معلم.”
“على الرحب، هاستينغز، لنلتقِ مرة أخرى عندما تبدأ المدرسة، فلتعلمي أنني لم أستسلم بعد بشأن جزء السوبرانو.”
لوّح لي معلم الموسيقى بابتسامة، ابتسمت له ابتسامة مجاملة ورددت الوداع.
سنرى كيف سيستسلم بعد سماعي أغني.
على أي حال، عندما تحققت من ساعتي، كانت الساعة تكاد تصبح السادسة.
‘يجب أن أرتاح اليوم وأحاول العثور على رافين غدًا.’
على الرغم من أنني لم أكن متأكدة إذا كان رافين سيلتقي بي، شعرت ببعض الحزن.
‘كلا، ميلودي، لا تشعري بالإحباط.’
لا يهم إذا كان يكرهني.
هذا لا يعني أنني سأستسلم، سأفعل أي شيء من أجله.
لقد سافرت عبر الزمن من أجل رافين، لا يوجد شيء لا أستطيع فعله.
بينما كنت واقفة في الردهة مع حقيبة أمتعتي، سمعت مواء قطة من مكان ما.
“مــيــاو.”
عندما نظرت للأسفل، كان هناك قط أسود يجلس عند قدمي، يهز ذيله.
“أوه؟، أنت…؟”
ظننت أنه قد يكون القط الأسود الناطق الذي رأيته في قرية تشيسويند، لكن عيني هذا القط كانتا صفراوين، كانت عيني ذلك القط زرقاوين بالتأكيد.
“مــيــاو.”
القط، كما توقعت، لم يقل شيئًا واستمر في المواء فقط، كما لو كان يطلب مني أن آخذه معي.
كنت سأغادر فقط، لكنه استمر في الاحتكاك بقدمي، لذا لم يكن لدي خيار سوى حمله.
ثم أخذت المفتاح وتحققت من رقم الغرفة.
{الغرفة ٥١٢}
كانت غرفتي في الطابق الخامس.
سيكون من الصعب استخدام السلالم مع أمتعة ثقيلة، لذا كان عليّ استخدام المصعد.
عندما تحققت من ساعتي الجيب مرة أخرى، كانت الساعة حوالي 6 مساءً.
لحسن الحظ، كان المصعد متوقفًا في الطابق الأول.
فتحت باب المصعد يدويًا، دخلت إلى الداخل، وأغلقته.
ضغطت على رقم الطابق وسحبت الرافعة، فبدأ المصعد في الحركة.
صعد المصعد ببطء شديد، وبسبب هيكله المفتوح، كنت أرى ممرات كل طابق بوضوح.
‘إنها المرة الأولى التي أركب فيها مصعدًا.’
أحيانًا، عندما كنت أذهب إلى المدن الكبيرة، كانت هناك مبانٍ بها مصاعد، لكن لم تسنح لي الفرصة أبدًا لركوب واحد بنفسي.
توقف المصعد عندما وصل إلى الطابق الخامس.
مرة أخرى، فتحت باب المصعد يدويًا ومشيت بهدوء في الممر الصامت.
{الغرفة ٥١٢}
وجدت غرفتي بأمان.
عندما فتحت القفل ودخلت، رأيت فتاة تجلس بهدوء على أريكة غرفة المعيشة، تقرأ كتابًا.
‘آه، صحيح، ستكون هناك زميلة في الغرفة.’
لم أفكر في وجود زميلة في الغرفة.
في الواقع، لم يكن لدي وقت للتفكير في ذلك، ولم أختبر الحياة مع شخص غريب من قبل.
على الرغم من دخول شخص جديد إلى الغرفة، لم تتحرك زميلتي في الغرفة على الإطلاق.
‘حسنًا، يجب أن أحييها أولاً، أليس كذلك؟’
بما أن هذا هو الإجراء والأدب، حييت زميلتي في الغرفة أولاً.
“مرحبًا، أنا ميلودي هاستينغز، وسأعيش معكِ من اليوم.”
نظرت إليّ الفتاة التي كانت تقرأ كتابها بنظرة خاطفة.
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 10"