5
5. معزز القوة السحرية، غروسين.
“آنستي لمَ تغادرين باكرًا اليوم؟”
أبدت صوفيا دهشتها عندما رأت روبيتا متجهةً المدرسة في الصباح الباكر.
“أريد الذهاب مبكرًا للدراسة.”
‘هراء.’
بعد أن قالت ذلك بكل علامات الصدق على وجهها، نظرت صوفيا لها بشفقة وضمّت يديها.
“لا يوجد مدرسة كينافين طالبةً أكثر اجتهادًا منكِ، يجب على الكونت أن يدرك ذلك أيضًا.”
عندما رأت روبيتا ابتسامة صوفيا اللطفية، شعرت بوخز هادئ في ضميرها.
“إذا واصلتِ العمل بجد فمن المؤكد أن يأتي يوم تزداد فيه قوتكِ السحرية بشدة. لا بأس إن تأخر ذلك قليلًا، الأهم أن تظلي في الطريق الصحيح.”
شجعتها صوفيا بنبرة متفائلة. كانت صوفيا هي الشخص الوحيد تقريبًا الذي حاول تعزيز ثقة روبيتا بنفسها.
‘لكن في النهاية، لم يكن ذلك مفيدًا لروبيتا الحقيقية.’
نظرت إليها لبرهة ثم تحدثت.
“صوفيا، ماذا سيحدث إن ازدادت قوتي السحرية فجأة؟ إلى مستوى لا يملكه أحد في إيساربون.”
“فجأة؟”
“بافتراض أن يحدث شيء كهذا فجأة.”
“إذا حدث ذلك…….”
نظرت صوفيا لعينيها مباشرةً في ابتسمت.
“ستصبحين ساحرةً رائعة جدًا! ستكونين وقتها موضع إعجاب الجميع!”
شعرت روبيتا بدفء عندما استمعت لنبرة صوتها الواثقة.
كان من الجميل أنه كان بجانب الشخصية الشريرة روبيتا التي يكرهها الجميع شخص كصوفيا.
لا شك أن صوفيا شعرت بخيبة أمل كبيرة عندما رأت تحول روبيتا لقاتلة متسلسلة في الرواية الأصلية.
“إن حدث ذلك، فلن أكون ‘ساحرة رائعة جداً’ ، ولكن سأكون ساحرة جيدة لا ترتكب أفعالًا سيئة أبدًا.”
“هذا كلام غريب.”
ضحكت صوفيا بخفة وهي تعدل ملابس روبيتا ثم ودّعتها.
بمجرد أن غادرت البوابة الرئيسية، قامت بتغطية وجهها وشعرها بالقلنسوة الحمراء.
اليوم لن تذهب للمدرسة بل ستذهب لشاطئ زوبيا. ستنكشف على الفور لكن لم يكن لديها خيار آخر.
كان الغروسين هو أملها للعيش في هذا العالم. الغروسين هو معزز السحر، لذا فهو عديم الفائدة للناس العاديين الذين لا يمتلكون سحرًا، لكن الأمر مختلف بالنسبة لروبيتا.
فهي تملك قوة سحرية لكنها لا تستطيع استخدامها للقيام بأبسط الأشياء بشكل صحيح، لذا فالغروسين هو حل هذه المشكلة.
في الرواية الأصلية، تم وصف الغروسين بأنه يشبه زهرة السوسن قليلًا، لذا لن يكون من الصعب العثور عليه.
روبيتا الأصلية في الرواية عثرت عليه عندما دخلت لكهف بالصدفة، وكان ذلك بداية ما شجعها على انتقامها الدموي.
كانت القوة السحرية لروبيتا تكاد تنعدم، لكن بفضل الغروسين استطاعت تعزيزها إلى أقصى حد، بل واستطاعت أيضًا استخدام السحر الأسود وأصبحت شريرة رهيبة.
‘آه، يجب أن أذهب لميمي أيضًا……’
كان الغروسين مهمًا، لكن ميمي أيضًا كانت مهمة.
بعض بعد التفكير، اتجهت لميمي أولًا.
كانت ميمي قطة شاردة تتجول بالقرب من المدرسة.
بعد فترة قصيرة من دخولها الرواية، رأت بالصدفة قطة بيضاء تمشي في الشارع وتعرج على ساقها.
كان جسدها نحيفًا جدًا لدرجة ظهور عظامها، كان من الواضح أنها جائعة جدًا.
فكرت روبيتا أنها قطة بلا مالك. ولاحظت عن كثب أن ساقها اليمنى كانت ملتوية.
إذا استمرت في التجول في الشوارع بهذه الطريقة فقد تصدمها عربة أو تهاجمها القطط الأخرى.
لذا قررت أخذها للبيت والعناية بها.
لكن المنزل قُلِب رأسًا على عقب لأن زوجة أبيها كانت تعاني من حساسية من فراء الحيوانات.
منذ ذلك الحين، أنشأت روبيتا مأوى لميمي في منطقة في الغابة القريبة من المدرسة وكانت وطعمها يوميًا.
“ميمي.”
مياو~
ظهرت ميمي حالما سمعت صوتها.
نظرت روبيتا للوعاء المملوء بالطعام أمامها.
منذ وقت ما، أدركت أن شخصًا آخر غيرها كان يطعم ميمي.
—م تخمنو ي جماعة ي ترى مين 🙈
كما وجدت أحيانًا أخرى عدة ألعاب تلعب بها ميمي.
الغريب أن ميمي لم تهتم بالألعاب التي أحضرتها لها روبيتا، بل كانت أكثر اهتمامًا بالألعاب التي تركها الشخص المجهول.
‘ربما كان يلعب معها كثيرًا عندما لم أكن موجودة.’
على أية حال عندما رأت أن ميمي بخير وأنه لم يؤذها، لم تهتم روبيتا كثيرًا بالشخص المجهول.
بل كان هذا جيدًا لضمان أن أحدًا يعتني بميمي في غيابها.
“أنا مشغولة اليوم لذا جئتُ لرؤيتكِ باكرًا.”
مياو~
“إن حصلت على ما أبحث عنه فستنتهي معاناتي، ثم سأريهم مدى قوتي.”
ميااو~~
كانت ميمي بالنسبة لروبيتا محل أسرارها، كلما شعرت بالظلم أو الوحدة في المدرسة، كانت تذهب لميمي وتخبرها بكل شيء.
“أنا سعيدةٌ بوجودكِ حقًا.”
استلقت ميمي على ظهرها وكشفت عن بطنها الناعمة وأصدرت مواءً لطيفًا.
ابتسمت روبيتا عندما رأتها هكذا. لكن بعدها، لاحظت ساقها الملتوية.
“إذا أصبحتُ أقوى، هل سيمكنني علاج ساقكِ؟”
رغم أن هذا عالم خيالي مليء بالسحر والقوى الخارقة، إلّا أن أحدًا لم يجد طرقًا لعلاج الإعاقات الجسدية.
بالطبع يوجد معالجون بارعون، لكن ليس وكأنهم يستطيعون علاج كل أمراض العالم.
لكن قوة الغروسين قد تغير الوضع.
أخذت تتلمس ساق ميمي وأمل ضئيل ينبع داخلها.
***
ركبت عربة واتجهت إلى كهف على على شاطئ زوبيا.
السبب في أنها لم تجلب الغروسين حتى الآن هو منسوب البحر. فعندما يرتفع المنسوب لا يلحظ أحد وجود كهف أصلًا. وينخفض المنسوب مرةً واحدةً في السنة في هذا الوقت، لذا فإن هذا هو أفضل وقت للحصول على الغروسين.
دخلت الكهف وهي تشعر ببعض القلق، كان العتمة شديدة لدرجة عدم قدرتها على رؤية يديها حتى.
كان الجو مخيفًا لدرجة أنها شعرت أن شيئًا ما سيقفز عليها فجأة. لكن رغبتها في الحصول على الغروسين تخطت خوفها.
لن تعود خالية الوفاض بعد كل هذا.
‘كم من الوقت انتظرتُ حتى هذه اللحظة!’
أخرجت إحدى الشموع التي وضعتها في حقيبتها، استطاعت تقدير حجم الكهف بعد أن أضاءتها.
كان الكهف أعمق وأكبر بكثير مما كانت تتصور. أثارت الأجواء التي توحي بوجود تنين خيالاتٍ كثيرة في عقلها.
مشت لما بدا كطريق لا ينتهي.
كانت تنظر حولها بكثب وهي تمشي، لكنها لم تجد أي شيء يشبه نبات النرجس ولا أي نوع من النباتات حتى.
‘هل أنا حقًا في المكان الصحيح؟’
في هذه الأثناء انتهت الشمعة بالكامل واضطرت لإخراج واحدة جديدة.
استمعت لصوت قطرات الماء المتساقطة من السقف وواصلت السير بخطًى سريعة.
“هاااه.”
خرجت تنهيدة من صدرها دون وعي.
في الرواية الأصلية وُصِف أن روبيتا عثرت على الغروسين بسهولة، لذا لم تتوقع أن الأمر سيكون بهذه الصعوبة.
بعد حوالي ساعة من المشي، شعرت بتعب شديد وأرادت فقط الجلوس للراحة.
ثم في تلك اللحظة، لمحت أخيرًا شيئًا ما.
“….وجدته.”
نبات أرجواني يشبه زهرة السوسن يظهر بين الصخور.
كان هذا هو الغروسين، المعزز السحري.
بمجرد أن رأته، اختفى كل تعبها وبدأت سرعة دقات قلبها تزداد.
وضعت الشمع الذي كانت تحمله على الأرض واقتربت من الغروسين.
حفرت في التربة لتصل لجذوره، ثم أخيرًا قطفت العشبة التي كانت تبحث عنها بشغف.
“هذا هو الغروسين.”
لم تتردد وقامت بأكله في ذات مكانها.
لم تقم بغسله حتى، ورغم شعورها بحبيبات رمل بين الحين والآخر، لم يكن أي من هذا مهمًا.
‘لا يمكنني المخاطرة بالخروج بها ثم التعرض للسرقة أو فقدانها.’
لم ترغب في التعرض لمثل تلك المواقف المبتذلة.
“….اععع.”
كلما مضغته كلما زاد شعورها بالغثيان.
بغض النظر عن جمال لونه، كان طمعه سيئًا بشدة.
بدا كطعم شيء متعفن.
أمسكت أنفها وتذكرت وجوه كل من كان يحتقرها.
زملاء الفصل الذين يسرقون أغراضها ويملؤون مكتبها بالشتائم.
‘أولئك الأوغاد، لن أتحملهم بعد الآن.’
وبالأخص إيفان هيرد.
‘ذلك الوغد، فلينتظر فقط.’
عندما ابتلعت آخر جزء من الغروسين، شعرت بشيء غريب ينتشر في جسدها.
شعرت أنه أصبح نقيًا كبحيرة صافية.
وكلما مرّ الوقت، ازداد شعورها بتلك القوة.
“حسنًا، وقت التجربة.”
• ترجمة سما
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع

📢 المنتدى العام عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.

🎨 إمبراطورية المانجا عـام
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات. هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...

📖 نادي الروايات عـام
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات. هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
التعليقات لهذا الفصل " 5"