3
3. بطل الرواية، جايدن وندسور.
“كنتُ مارةً من هنا فقط.”
“في مثل هذه الساعة؟”
وقعت نظرات جايدن الباردة على عباءتها الحمراء وخرج صوته بنبرة عميقة.
“هل رأيتِ؟”
“ماذا؟”
“هل رأيتِ ذلك…..؟”
ازدادت البرودة في عيني جايدن.
انتاب روبيتا شعور سيء وكأنها كانت تتجسس على أسرار شخص ما.
ليس وكأنها أرادت أن تعلم أنه لا يستطيع استخدام سحر يمكن للطلاب الأصغر منه استخدامه في غمضة عين.
‘ولكن، ألم يكن جايدن وندسور موهوبًا للغاية، سواء من حيث القوة السحرية أو المهارة؟ من المستحيل كونه لا يستطيع استخدام سحر الشفاء.’
كانت في حيرة من أمرها، لكن كان الأمر منطقيًا بعض الشيء. أحداث الرواية الأصلية تدور بعد عدة سنين، لذا فهي لا تعلم ماذا حدث في الماضي بالضبط.
“لم أرَ شيئًا.”
“اسمكِ.”
“ماذا؟”
“ما اسمكِ؟”
“اه……”
نظر جايدن لها مطولًا وهي يعبس.
‘هل عليّ إخباره؟”
لم ترغب بذلك صراحةً. كان من الصعب بالفعل العيش في المدرسة مع تنمر أولئك الحمقى بشكل يومي، والآن أن يركز عليها بطل الرواية المخيف…. آخر شيء أرادته كان التعرف على البطل الذي قتل روبيتا في الرواية بوحشية.
لمعت عينا جايدن بينما ظلّت روبيتا مترددة.
بطريقة ما شعرت أنه لن يتركها تذهب.
‘ربما سيخبر إدارة المدرسة بأني تسللت لمبنى الطلاب الأكبر؟’
ستقع في ورطة إن اكتشف الأستاذ رويل هذا.
“أنا لم أرَ شيئًا حقًا.”
وقبل أن تنهي الجملة تمامًا، استدارت محاولةً الهرب بأقصى سرعة.
لكنه كان خيارًا سيئًا.
جايدن الذي كان خلفها، أصبح فجأة أمام أنفها مباشرةً.
‘سحر الانتقال المكاني، تبًا.’
وبينما كانت تفكر، فجأة سمعت صوت شخص قريب قادم إليهما.
كانوا مجموعة طلاب من الصف الثالث.
أحدهم رجل طويل القامة بنفس طول جايدن يملك شعرًا بلون الشوكولاتة.
نظر إلى روبيتا بفضول ثم سأل.
“لمَ أنتَ هنا جايدن؟”
بحركة سريعة لم تكد تُرى، ضمّ جايدن روبيتا بين ذراعيه وسحب عباءته لتغطية وجهها.
لم يرد من أي شخص آخر معرفتها.
“لدي عمل بسيط هنا، هل يمكنكَ أن تمهلني لحظة؟”
“حسنًا.”
استطاعت سماع الطلاب الأكبر سناً وهم يبتعدون.
عندما رفعت رأسها قليلًا وجدت جايدن يحدق بوجهها وفي عينيه مشاعر مجهولة.
تجعد جبينه قليلًا عندما حاولت الابتعاد وأحكم قبضته على خصرها.
كادت المسافة بينهما تنعدم، وتغلغلت رائحة لطيفة إلى أنفها.
“لا تتحركي، مازالوا هنا.”
ظلّ جايدن على هذا الحال لبضع لحظات ثم تركها.
وحالما كاد يدخل في صلب الموضوع، رأى بعض أساتذة الصف الثالث يقتربون من الجهة الأخرى.
حالما رآهم عبس وتزايد غضبه، استغلت روبيتا الفرصة وركضت بسرعة آملةً أن تكون هذه هي الفرصة المناسبة.
وبالفعل لم يتبعها جايدن مجددًا.
***
كم من الوقت تحتاج إشاعة عن الفتى الأكثر شهرةً في المدرسة كي تنتشر؟
أسبوع؟ يوم؟ لا، بضع ساعات أكثر من كافية.
“هل سمعتِ ذلك؟ جايدن وندسور معجب بفتاة!”
“هناك الكثير من الفتيات يطاردنه، لكنه لم يسبق أن تعرض لأي فضيحة، أليست هذه مجرد إشاعة؟”
“لا، الأمر مختلف هذه المرة. أخت جارة صديق ابن عمي في نفس الصف معه وهي من أخبرته.”
في وقت الاستراحة، انشغل الفصل كله بتكهنات حول الفتاة التي كان جايدن وندسور معجبًا بها.
في العادة كانت روبيتا ستستلقي وتخلد للنوم دون أن تهتم، لكنها لم تستطع هذه المرة.
الفتاة التي كانوا يتحدثون عنها كانت هي.
“أي نوع من الفتيات هي؟”
“إنها جميلةٌ جدًا لدرجة أنك ستفقد وعيك عندما تراها.”
‘حسنًا هذا صحيح.’
في أول مرة نظرت فيها روبيتا للمرآة بعد دخولها الرواية، لم تستطع التوقف عن النظر.
كانت روبيتا شخصية جانبية، لكنها كانت الأكثر جمالًا. أكثر حتى من البطلة إلويز، وأيضًا أكثر من كل شخصيات هذا العالم.
لُقبت في الرواية بالوردة المسمومة لجمالها القاتل، والذي جعل من المستحيل على أي شخص عدم الوقوع في حبها.
كل ما في الأمر أنه خلال فترة دراستها في كينافين لم تملك الفرصة للتألق وظلّت ترتدي القلنسوة طوال الوقت.
‘لو علموا أن من يتحدثون عنه هو أنا لفقدوا وعيهم من الرعب.’
لم يكن لدى روبيتا الفرصة الاختلاط بأطفال النبلاء في صغرها. وقد استمعت من قبل في صغرها بتلقيبها بالقبيحة، لذا عندما دخلت المدرسة ظلّت ترتدي القلنسوة طوال الوقت، لذا يمكن القول أن لا أحد من زملائها في الصف يعرف كيف تبدو حقًا.
“ما يثير الدهشة أكثر أنها كانت ترتدي عباءة حمراء!”
“إذن فهي طالبة في السنة الأولى!”
“من هي التي تملك ملامح مميزة جذابة في السنة الأول؟ لا يوجد الكثير.”
“ليس لدينا أي دليل لذا لا يمكننا التكهن الآن.”
“حسنًا لكننا نعلم أنها تملك شعرًا أسود وعينين حمراوين.”
‘ …….. ‘
كان هناك عدد غير قليل من الأشخاص ذوي الشعر الأسود والعيون الحمراء في السنة الأولى. لم تكن العيون الحمراء غير مألوفة في العموم.
لكن لكون روبيتا تغطي وجهها طوال الوقت، لم يظن أحد أنها هي.
عند الاستماع لحديثهم، ضغطت القلنسوة على وجهها بشكل أعمق.
***
“آنستي لقد عدتِ، هل أحضّر لكِ الشاي؟”
سألت صوفيا وهي تساعد روبيتا على خلع معطفها.
“لا شكرًا لكِ.”
قد يفكر الناس أنه لكون روبيتا من عامة الشعب فعائلتها فقيرة لا تملك شيئًا.
لكن الحقيقة هي أن عائلتها غنية جدًا.
يمكنها منافسة أي نبيل كبير من حيث الثراء.
لا بل ربما أكثر من ذلك حتى.
*شكلها بتتكلم عن الامبراطور.
‘لهذا السبب قبلوا بانضمامها لمدرسة كينافين للسحر.’
كان والدها يطمح للانخراط في طبقة النبلاء، لكن عدم امتلاكها سحرًا قويًا كان يقتل طموحه شيئًا فشيئًا.
أن تولد في عائلة ثرية لم يكن دائمًا أمرًا سعيدًا.
بمجرد أن اكتشف والد روبيتا امتلاكها بعض السحر، حصل بشق الأنفس على لقب نبيل شكلي من الملك.
وكأن ذلك لم يكن كافيًا، أنفق ثروة طائلة ليجبرها على الالتحاق بمدرسة السحر.
“هاه في كل مرة أرى عباءة مدرسة كينافين لا يسعني إلى لمسها.”
ظلّت صوفيا تتلمس العباءة.
في هذا العالم، يعتبر السحر شيئًا عظيمًا، يعامل فيه السحرة بأقصى درجات الاحترام في أي مكان يذهبون إليه.
لكن السحر يسري في سلالات معينة فقط، وعادةً ما يكونون من النبلاء.
بالطبع هناك من هم مثل روبيتا، من عامة الناس وتملك قوى سحرية.
‘لا أستطيع قتل حشرة حتى بمثل هذه القوة.’
المشكلة أنه رغم التدريب الطول، لم يتغير مستواها قط.
“هل تعلمين أن والدكِ عاد اليوم من رحل عمله؟”
تحدثت ناتاشا، زوجة والد روبيتا.
“اوه نعم.”
“حسنًا أنه يريد تناول وجبة عائلية بعد وقت طويل.”
كانت ناتاشا في سن مناسب لتكون أخت روبيتا أكثر من زوجة أبيها.
وهي الشخص رقم واحد الذي يجب تجنبه في هذا المنزل.
إن قامت روبيتا بأي شيء، فكل م تحصل عليه هو تذمر والدها ومنعها من الخروج.
كان عليها الخروج غدًا للقيام بشيء في غاية الأهمية، لذا وجب عليها تجنبه بأي طريقة.
حدقت ناتاشا فيها بحدة وعيناها تضيقان قليلًا.
“قولي هل تريدين أن تأكلي أم لا؟”
كانت ناتاشا تطرح هذه الأسئلة المحيرة منتظرةً منها الإجابة التي تريدها.
كانت تستمع برؤية روبيتا مرتبكةً بسببها.
لم تكن روبيتا تحب البقاء بقرب والدها، لذا كانت تفكر أيجب عليها الأكل أم لا. وفي بعض الأحيان كانت تفضل الأكل لكي تتجنب سوء الفهم بكونها متمردة.
تحدثت روبيتا بعد بعض التفكير وهي تعلم أن ناتاشا ستجد ردًا سامًا على أي شيء ستقوله.
“سأفعل ما تريدينه أمي.”
“كنتُ فقط أسألكِ عن رأيكِ، لكن بقولكِ هذا تشعرينني أني زوجة أب شريرة.”
أحبت ناتاشا دائمًا الظهور بمظهر زوجة الأب المسكينة التي تُعامل بقسوة من قبل ابنة زوجها.
• ترجمة سما
التعليقات لهذا الفصل " 3"