“…جسدي، الذي لم يشفَ أبدًا، بدأ يتحسن ببطء بعد تناول تفاحة الجنيات، تمامًا كما هو مذكور في الكتاب. بالإضافة إلى ذلك، ورد في وصية جدي أن زوجة الماركيز قد التقت امرأة لها أجنحة شفافة.”
“ما أقصده هو…”
أطبق باتريك شفتيه بقوة، وتنهد تنهيدة عميقة.
“الجنيات لا تستطيع أن تلقي لعنة قذرة كهذه.”
“ما الذي تقصده؟”
“ما في الكتاب خطأ. قبل نحو خمسمئة عام، كانت هناك كتب تعتبر الجنيات أشباه الشياطين، ويبدو أن تلك المعلومات المغلوطة ما زالت تنتشر حتى اليوم.”
ضيّق عينيه وزمجر.
‘ماذا يعني؟’
“…معلومات مغلوطة؟”
عبست سيلا ومسكت رأسها، وكأن كلماته تتطاير في ذهنها كالغبار.
نظر إليها باتريك دون أن يهرب من نظراتها التي طالبت بالمزيد من التوضيح.
حكّ رأسه بأطراف أصابعه وأطلق زفيرًا طويلًا، ثم قال.
“استمعي جيدًا، أيتها البشرية. الجنيات لا تؤذي الكائنات الحية. هذا قيدنا وقاعدتنا التي يجب أن نلتزم بها. لا يمكننا إلقاء لعنة تُضر بالآخرين، بل يمكننا منح النعم. فنحن، ولدت قوتنا عظيمة لكنها مقيدة بالقوانين. إذا خرقناها، فسوف نتلوث في جوهرنا ونفقد ذواتنا، وهذا ما نسميه ‘الفساد’ .”
وعندما يفسد الجني، تنقلب صفاته رأسًا على عقب. يصبح عدوانيًا ولا يسعى إلا للدمار.
ولا تُعد الجنيات من فسد من جنسهم، بل يجب قتلهم وفق قوانينهم، حتى لو كان الفرد من العائلة التي كانوا يضحكون ويتحدثون معها بالأمس.
“الشخص الذي ألقى عليكِ اللعنة ليس جنّيًا، بل فاسدًا. ورائحته النتنة التي تنبعث منك هي الدليل.”
في البداية، شكّت سيلا في الأمر بسبب الرائحة النتنة.
لقد اختفى ذلك المخلوق الفاسد وهرب من الجنيات لمئات السنين خوفًا من القتل، ثم بدأت رائحته النتنة تنتشر عبر الرياح منذ أكثر من عقد.
‘هذه المخلوقات تكره البشر، لكنها تستخدمهم في الوقت نفسه.’
يغوّون البشر بالكلام أو القوة، ويجعلونهم يطيعونهم طاعة عمياء.
وإذا تحركوا بأنفسهم، قد يُكتشفون من قِبل الجنيات، فيقعون في الموت، لذلك يستخدمون البشر كدرع لهم.
والبشر الذين يتبعونهم تفوح منهم ذات الرائحة النتنة.
كانت تلك الرائحة تنتشر في العاصمة، لكن فليكس تبع أقوى الرائحة حتى وصل إلى سيلا.
الغريب أنه لم يشم الرائحة النتنة وحدها من سيلا حين اقترب منها.
‘رائحة زهور.’
كانت الرائحة القذرة تغطي على رائحة الزهور، لكنه أحسّ بها عند الاقتراب، وكانت حلوة لدرجة تبعث على السعادة.
‘هذه طاقة جنّية بالتأكيد.’
كانت الفتاة تحمل رائحتين متناقضتين في آن واحد، لذلك تظاهر فيليكس بأنه يريد المزيد من الحلويات لمراقبتها عن قرب.
*ماعرف ليش فجاه بالنص الكوري تغير اسمه من باتريك إلى فيليكس
‘لم يكن ذلك بسبب شهيتي.’
تظاهر باللامبالاة ورفع كتفيه بفخر.
لقد وقع في الأسر عمدًا ليبقى قريبًا منها.
‘كنت أتظاهر بأنني فاقد الوعي.’
كان ضميره يؤلمه، لكنه تجاهل ذلك.
“….”
أغلقت سيلا عينيها جزئيًا، وتذكرت ما قاله لها كاليكس عند مقبرة الجنيات.
[صحيح أنه كان من زمن الناس آنذاك، لكنه لم يسجل أي شيء عن ذلك. ومع ذلك، كان هناك نص يقول.]
[ ‘أصدقائي المساكين، الذين يمتلكون أقوى قوة وأجملها، لكنها تسبب لهم المعاناة’.]
تذكرت سيلا عددًا لا يحصى من الأحجار الكريمة على شكل ألماسات في المقبرة، ثم قالت.
“لهذا هُزمت الجنيات في الحرب مع البشر.”
“صحيح. لولا هذه القوانين، لما كنا نتعرض للهجوم من طرف واحد. أنا وحدي أستطيع تدمير هذه العاصمة في عشر ثوانٍ.”
لم يكن يتبجّح، بل كانت نبرته حزينة وصادقة.
لقد هاجمهم البشر طمعًا، وهم يعلمون بقانون الجنيات الذي يمنعهم من قتل الكائنات الحية.
وبعضهم تعمّد استفزاز الجنيات ليجعلهم يفسدون ويُقتلوا على يد أبناء جنسهم.
حدث كل ذلك قبل اكتمال نموه، لكن تفاصيل ذلك اليوم ما زالت حية في ذهنه.
ولولا بعض البشر الذين تعاطفوا مع الجنيات، لخسروا المزيد من أبناء جنسهم.
وفي غمرة الغضب، خرق بعض الجنيات القوانين وأصبحوا فاسدين.
“إذن، هل لا تعرف طريقة لحل اللعنة على الإطلاق؟”
“هناك طريقة. إذا وجدتِ الفاسد الذي ألقى عليكِ اللعنة وتخلصتِ منه، ستزول اللعنة.”
وضعت سيلا يدها على جبينها وهي تعبس، فقد ظنت أن العثور على جنّي سيحل كل شيء، لكن مجرد التفكير في كيفية إيجاد ذلك الجني الفاسد أصابها بالصداع.
ومع ذلك لم تستسلم.
“كم عدد الجنيات الفاسدين المتبقين؟”
“لا تسميهم جنيات. كانوا من جنسنا، لكنهم انتهكوا القوانين.”
رفع فيليكس حاجبيه، وبدت عليه علامات الاستياء.
“بماذا أناديهم إذن؟”
“نادهم بما شئت.”
“حسناً…”
صمتت سيلا لحظة ثم قالت.
“سأسميهم شياطين.”
فالفاسد لا يختلف عن الشيطان.
“نعم، هذا اسم يروق لي.”
“إذن، كم شيطانًا متبقيًا؟”
“واحد فقط. أما البقية فقد عادوا إلى الطبيعة، كما تقتضي قوانيننا.”
‘إذن، الذي لعن كاليكس هو نفسه من لعنني.’
كان من حسن الحظ أن العدد قد تقلص إلى واحد.
“هل تستطيع أن تخبرني المزيد عن هذا الشيطان؟”
***
أطرق رأسه وأصغى إلى صوت النار المشتعلة، وهي تلتهم كل شيء بشراهة.
“سيد ثيودورو، هل أنت متأكد أن هذا صحيح؟ الأنسة ليليا…”
“إذا قلتُ إنه صحيح، فهو كذلك.”
قاطعه مساعده، الذي كان يرتدي معطفًا أبيض، بصرامة.
أومأ المساعد رأسه وتراجع دون أن يضيف أي شيء.
نظر ثيودورو إلى مساعده الذي فهم الموقف بسرعة، ثم استدار تاركًا النار المشتعلة خلفه.
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات