البحث عن زوج للدوقة - 97
الفصل 97 : الأميرة المليئة بالجراح ¹³
تجلت في عيني الكونت إليزيوم عداوةٌ واضحة.
“لا أريدُ التحدُث مع الساحرة التي دنست زوجتي الهادئة بعد الآن. أحضري زوجتي وابنتي.”
رغم أنْ نظراته كانت مُرعبة، إلا أنْ أرتيا لَمْ تتراجع.
“لا يُمكنني فعل ذَلك. فريجيا لا ترغبُ في مقابلتكَ.”
برزت عروقٌ على جبين الكونت إليزيوم، مُعبرًا عن غضبه.
“سأقوم بالإبلاغ عن اختطاف زوجتي وابنتي!”
“لَن يؤثر ذَلك كثيرًا، لأنكَ لَن تحصل على نتيجةٍ ذات معنى. لقد قدمت فريجيا بلاغًا عن الاعتداء، وأعربت عن رغبتها في البقاء في منزل إيدينبرغ لحمايتها مِن زوجها، وقد تم الاعترافُ بذَلك رسميًا.”
فقد الكونت إليزيوم صوابه في تلكَ اللحظة.
“سأقتلُكِ!”
مع هَذهِ الكلمات المُشينة، ارتفعت يدُه في حركةٍ غيرِ محسوبة.
لكن قبل أنْ تصل يدًه إلى وجه أرتيا، أمسكت بها بيبي بقوة.
“آآآخ!”
صرخ الكونت مِن الألم.
على الرغم مِن أنْ الألم كان شديدًا لدرجة أنهُ كان يشعرُ وكأنْ عظامه ستنكسر، إلا أنه لَمْ يتعرض لأيِّ ضررٍ حقيقي. لقد ضغطت بيبي على معصمهِ بطريقةٍ تجعلهُ يشعرُ بالألم دوّن أنْ تترك أيِّ جروح.
“ليس لديكَ الحق في استخدام العُنف.”
حدقت أرتيا في الكونت بنظرةٍ باردة.
“مِن الأفضل أنْ تذهب الآن. إذا كنتَ لا تُريد أنْ تتلقى بلاغًا عن اقتحامكَ منزل عائلةِ أخرى بالقوة لمُحاولة أخذ زوجتك.”
تردد الكونت إليزيوم عند سماع كلمة بلاغ، لكنهُ لَمْ يستطع المقاومة.
في النهاية، تم إخراجُه بأدب مِن المنزل بواسطة بيبي.
بعد مُغادرته، اغلقت أرتيا الباب.
***
كانت فريجيا تحتضنُ ابنتها الصغيرة بشدةٍ في غرفة الضيوف في الطابق الثاني، وكانت ترتعش.
اقتربت أرتيا مِن فريجيا وهمست بصوتٍ خفيف.
“الكونت إليزيوم قد رحل.”
“آه…”
عندما تنفست فريجيا الصعداء، تغيّرت تعبيراتُها سريعًا إلى الكآبة.
“أعتذرُ عن تكليفكِ بمهمةٍ صعبة.”
كان يجبُ أنْ تتعامل هي مع الكونت الذي كان يتصرفُ بشكلٍ غيرِ لائق، لكنها لَمْ تستطع فعل ذَلك.
… لأنها كانت خائفةً جدًا.
قد تتساءل لماذا تخاف بعد أنْ قامت بتقديم البلاغ، لكن أرتيا لَمْ تُبد أيِّ علامةٍ على التوبيخ.
“طرد الضيوف غيرِ اللائقين هو عمل المُضيف. لا داعي للقلق.”
ثم نظرت أرتيا إلى إليزابيث، ابنةُ فريجيا، التي كانت جالسة على ركبتيها.
كانت الفتاة الصغيرة تُشبه والدتها كثيرًا، وكانت تُعانق دمية الأميرة وتربت عليها.
على الرغم مِن أنْ الإقامة في منزلٍ آخر قد تكون مرهقة، إلا أنْ إليزابيث لَمْ تطلُب العودة إلى منزلها على الإطلاق.
قد يكون السبب هو أنْ والدتها التي تُحبها أكثر مِن أيِّ شيءٍ آخر بجانبها، لكن هُناك سببٌ آخر أيضًا.
“ألَن تلعبي بدمية الأمير اليوم أيضًا؟”
“…… نعم.”
كانت إليزابيث عادةً ما تأخذُ دميتي الأمير والأميرة معًا، لأنها كانت تعتقدُ أنهُما يجبُ أنْ يكونا معًا دائمًا.
لكن بعد أنْ تلقت مجموعة دمى الأمير والأميرة مِن أرتيا، صرخت قائلة ‘إنه مخيف!’ وأعادت دمية الأمير إلى الصندوق وأغلقت الغطاء.
لَمْ تتحدث عن والدها، الذي كانت تُحبه كثيرًا، على الإطلاق.
وكأنْ الحديث عنه أمرٌ محظور.
تجلى الحُزن على وجه فريجيا.
“يبدو أنْ ليزي قد صُدمت كثيرًا.”
“هَذا طبيعي.”
فهمت أرتيا مشاعر إليزابيث بشكلٍ عميق.
لأنها عانت مِن نفس الألم في طفولتها.
‘لَمْ يضرب والدي والدتي المريضة التي كانت مُستلقيةً على السرير، لكنهُ كان دائمًا ينظرُ إليّها بازدراء، ويتهمُها بعدم القيام بدورها.’
في كُل تلكَ الأوقات، كانت والدتها البيولوجية تُركز أكثر على مشاعر ابنتها الصغيرة بدلاً مِن مشاعرها هي.
لقد وضعت يديها على أذني أرتيا وكأنها تُحاول حمايتها، لكن ذَلك لَمْ يجدي نفعًا.
صوت بينديكت القاسي تسرب إلى أذني أرتيا مِن خلال يديها النحيلتين.
“إذا كنتِ لا تستطيعين القيام بما هو مطلوبٌ منكِ، فالأفضل أنْ تموتي بسرعة.”
لَمْ تكُن تلكِ كلمات، بل كانت خنجرًا. كانت مؤلمةً ومرعبة إلى هَذا الحد.
كلما أحبت أرتيا والدتها، كانت تخافُ مِن والدها وتكرهُه في نفس الوقت.
لكن كانت هُناك نقطة اختلافٍ بين إليزابيث وأرتيا.
بينما كانت والدة أرتيا، التي عانت في صمتٍ، تكتفي بالبكاء، قررت فريجيا، والدة إليزابيث، ألا تعرض ابنتها لمشاهد الجحيم مرةً أخرى.
وجهت أرتيا كلماتها إلى فريجيا، التي بدت مُحبطةً بسبب قلقها على ابنتها.
“علينا أنْ نوضح لليزي أنْ الأسرة ليست عذرًا للتصرف بشكلٍ خاطئ. يجبُ تصحيح الأخطاء، وأيضًا، أمها ليست كائنًا ضعيفًا تُضرب مِن قبل والدها.”
كيف يُمكنها قول هَذهِ الكلمات الجريئة بعينيها الصافيتين، التي تبدو وكأنها لا تعرفُ شيئًا عن القتال؟
تأملت فريجيا أرتيا بعينيها الواسعتين، وأومأت برأسها.
***
في مكتب القصر الملكي، رفع كيليان رأسهُ عن الأوراق المُتراكمة التي كان يقرأها.
“هل حقًا أرتيا فون إيدينبرغ قدمت بلاغًا إلى المحكمة؟”
“بالأحرى، زوجة الكونت إليزيوم هي مَن قدمت البلاغ، وأرتيا فون إيدينبرغ ساعدتها في ذَلك.”
تذكر كيليان ما حدث في الحفل الذي حضرهُ مؤخرًا. كانت ملامح القلق واضحةً في عيني أرتيا.
‘لقد تظاهرت بأنها لن تتدخل، ولكنها في النهاية قررت المساعدة.’
‘إنها دائمًا لطيفة جدًا.’
-لقد مررتُ بتجربةٍ مُشابهة.
تذكر كيليان صوت أرتيا في ذَلك اليوم، وصورتها عندما جاءت تطلبُ مساعدته للطلاق قبل عدة أشهر.
كان وجهُها الشاحب، بعد ثلاث سنوات مٍن عدم رؤيتها، مملوءًا بالكدمات الحمراء، أثر الضرب مِن لويد.
لَمْ يستطع أنْ يُزيح نظرهُ عن علامات الجروح التي جلبتها معها، والتي كانت كأنها تود الحصول على القليل مِن التعاطف.
كان مِن غير المريح والمُثير للاشمئزاز أنْ يشعر بمشاعرٍ كبيرة، لكن تلكَ المشاعر سرعان ما اختفت.
لكن الآن، ظهرت مشاعرٌ قويةٌ وحارة كما الحمم.
شعر بشيءٍ غيرِ مُريح مِن الندم.
“كان يجب أنْ أقتل لويد في ذَلك الوقت. … كان يجبُ أنْ أسأل أرتيا إذا كانت بخير.”
لَمْ تكُن الكراهية هي الشعور الأقوى، بل كان شعور الاعتذار.
‘لماذا تفعل ذَلك مرةً أخرى؟’
بينما كان يتصاعد جوٌ متوتر مِن كيليان، كان نوكتورن يُفكر في الخروج مِن الغرفة.
“كيف كان رد فعل المحكمة؟”
نظر نوكتورن إلى كيليان بحذرٍ وأجاب.
“بما أنه تم تقديم بلاغٍ رسمي، فسيتم التحقيق وفقًا للإجراءات، وسيصدرُ الحكم لاحقًا. ومع ذَلك، فإنْ قضية الزوجة التي تُبلغ عن اعتداء الزوج ليست سابقة، ونظرًا لكونها مسألةً بسيطة، يُفترض أنْ يتم التعامل معها بهدوء.”
هَذا يعني أنهم سيكتفون بالتصرُف بشكلٍ سطحي.
“هَذا ليس مقبولًا.”
بعد أنْ قدمت أرتيا فون إيدنبرغ البلاغ.
قال كيليان بوجهٍ خالي مِن التعابير.
“اجعل القاضي الأعلى يتولى القضية.”
فُتحت عيني نوكتورن بذهول، وأجاب.
“السلطة القضائية هي هيئةٌ مُستقلة ولا تتلقى أوامر ِمن الإمبراطورية. إذا سمعوا أنْ جلالتكَ متورطٌ، فقد يُحدث ذَلك ضجة.”
“ما أريدُه هو أنْ يقوم قاضٍ كفء بالتحقيق بشكلٍ صحيح، وأنْ يصدر حٌكمًا مُناسبًا. ما المشكلة في ذَلك؟”
وإذا كانت هُناك مشكلة، فَما هي؟ طالما أنني أقول ذَلك.
نظر كيليان بنظرةٍ متغطرسة.
كانت قوة كيليان فون أورفياس قويةً جدًا.
سلمت السلطة القضائية دوّن تردد قضية بلاغ زوجة الكونت إليزيوم إلى القاضي الأعلى.
لكن كان هُناك شيءٌ لَمْ يتوقعه كيليان.
“هل تولى كالفين القضية؟”
قال كيليان بصوتٍ حاد، مِما جعل نوكتورن يرتعد.
“نعم.”
“لماذا هو؟”
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《واتباد: cynfti 》 《انستا: fofolata1 》