قبل لحظات، لَمْ يكُن بإمكان فريجيا أنْ تتخيل أنْ هَذا الرجُل، الذي كان على وشك ضربها، سيتحدثُ بصوتٍ عذب ومليءٍ بالحنان. جعلها ذَلك تشعرُ بالقشعريرةٍ في جسدها. اجتاحها إحساسٌ فطري بالرفض، وكانت ترغبُ في دفع يدهِ والهروب.
لكنها كانت تعلم أنْ ذَلك سيجلبُ لها ألمًا أكبر، لذا اضطرت لامساك يد الكونت إليزيوم.
“أنا بخير، حقًا.”
نظر الكونت إليزيوم إلى المكان الذي مِن المُمكن أنْ تكون فيهِ صاحبة الصوت المجهول.
“يبدو أنْ هُناك ضيفًا لديهِ طبعٌ رديء بالتجسس، لكن لا داعي للقلق. هو مُجرد فأرٍ جبان لَن يُظهر وجهًه أبدًا.”
بعد أنْ أنهى حديثهُ، غادر الاثنان المكان مُظتشابكي الأذرع كأنهما عاشقان.
بعد أنْ اختفى الاثنان تمامًا، تنهدت أرتيا ومررت يدها في شعرها.
راقب كيليان أرتيا مِن فوق.
‘هَذا الوغد يعتقدُ أنْ أرتيا فون إيدينبرغ قد خافت، لكن هَذا مُجرد وهم.’
كانت أرتيا هادئة عادةً، لكنها لَمْ تتردد في مواجهة الصعوبات عندما يتطلب الأمر. مثل أرنبٍ بري يندفعُ بشجاعةٍ نحو أسدٍ ويضربه بأقدامهِ الخلفية.
لَمْ يستطع كيليان فهم لماذا لَمْ تتصرف أرتيا هَكذا.
“لماذا لَمْ تتحركي رغم أنْ عيناكِ تقول بأنكِ تريدين ضربهُ بكعب حذائكِ على وجهه؟”
“أود فعل ذَلك حقًا.”
ما الذي تقصدُه بوجهه؟ ظهره، عظام الترقوة، بطنه، المناطق الحساسة للرجل… كنتُ أريدُ ضرب كُل تلكَ الأماكن المؤلمة.
بالنسبة لمِن يمدُ يده على زوجته، كان ذَلك غير كافٍ.
“حتى لو تدخلت، فَلَن أتمكن مِن مساعدتها في عدم تعنيف الكونت إليزيوم لها مرةً أخرى…”
بينما كان كيليان يُراقب أرتيا التي بدت حزينة.
“أنتِ طيبةٌ جدًا.”
“لا، لستُ طيبة. أنا فقط أشعرُ بالقلق قليلاً. لقد مررتُ بتجربةٍ مُماثلة.”
تحولت عينا كيليان الذهبية بسرعةٍ إلى الغضب.
“هل أُحضر لكِ لويد فون راينر الآن؟”
فتحت أرتيا عينيها بدهشةٍ ثم عَبُست.
“لا داعي. لا أريدُ رؤية الشخص الذي تخلصتُ منه مَجددًا.”
لَمْ تُدرك أرتيا أنْ نظرة كيليان الحادة أصبحت أكثر ليونةً للحظة.
عند عودته إلى قاعة الاحتفالات، تعرض كيليان لسيولٍ مِن نظرات الناس المُتفاجئة. كانت نظراتُهم قويةً لدرجة أنه اعتقد أنْ عينيه ستنفجران مِن شدة الضغط.
توجه كيليان نحو ثلاثة نساء للرقص.
كانت واحدةٌ منهن سيدة مسنّة بجسدٍ مقوّس، والأخرى ابنةُ عمهِ التي تحمل بعض صفاته، وأخيرًا فتاةٌ صغيرة في العاشرة مِن عمرها أقنعت والدتها بالسماح لها بالحضور.
بسبب الفارق الكبير في الطول، كان كيلين يحملُ الفتاة بين ذراعيهِ بينما كان يرقص.
بينما كان النبلاء يُراقبون هَذا المشهد مندهشًا، نظر أحد النبلاء بشيء مِن الذهول كما لو كان العالم على وشك الانهيار.
“أول واحدةٍ هي زوجةٌ مُطلقة، ثم السيدة المُسنّة، ثم ابنة عمه، وأخيرًا الطفلة. ما يجمع بينهم هو أنهم ليسوا نساءً عاديين.”
“لا، لا يُمكن وصف السيدة إيدينبرغ بهَذا الشكل.”
“هو شخصٌ حساسٌ وناقد. مِن المُحتمل أنْ يعتبر النساء اللواتي يحملن عيوبًا غيرِ طبيعيين.”
أومأ بعضُهم برؤوسهم معجبين بهَذهِ الفكرة، بينما بدا الآخرون غير مُقتنعين.
كان الناس يتجادلون بحماسٍ، لكن لَمْ يكُن بإمكان أيٍّ منهُم فهم نوايا كيليان الحقيقية. في النهاية، توصل الجميع إلى الاستنتاج الأكثر وضوحًا.
“الأمير المجنون قام بتصرفٍ مجنون!”
وهَكذا، تم اعتبار ما حدث اليوم كأحد تصرفات كيليان الغريبة.
نتيجةً لذَلك، تنفست أرتيا الصعداء، وهي تشعرُ بالارتياح مِن أنها خرجت مِن دائرة اهتمام الناس.
‘القول بأنكَ مجنونٌ يعُد أمرًا مريحًا.’
بعد عودة كيلين إلى قاعة الاحتفالات، التقت عيناه بعيني أرتيا.
لحظة، انحنت عيناه الذهبية بلُطف. كانت فترةً قصيرة لدرجة أنْ لا أحد لاحظ ذَلك.
“لَمْ أظهر نفسي بالأمس لأنني اعتقدتُ بأنكِ لا ترغبين في أنْ تعرفي أنني أعلم.”
لَمْ تكُن تتوقع أنْ تشكرك بهَذهِ الطريقة.
تبدو فريجيا محرجةً وهي تبتسم.
لَمْ تُكتشف قط مشاهد الاعتداء المُباشر مِن الكونت إليزيوم على فريجيا، لكن تم مشاهدتُه وهو يتصرف بفظاظةٍ تجاه زوجتهِ وهو تحت تأثير الكحول في مُناسباتٍ عدة.
وفي كُل مرة، تجاهل الناس الأمر لعدم رغبتهم في التدخل في مسائل حساسة.
كانوا يمدحون الكونت بقولهم.
“حتى لو كانت الزوجة جميلة، أحيانًا يتعينُ عليكَ تأديبُها بقسوة.”
فكرّت أرتيا في مدى الخجل الذي شعرت بهِ فريجيا في تلكَ اللحظات.
‘لَمْ يكُن هُناك مَن يدعمني سوى السيدة إيدينبرغ.’
تفوقت مشاعر الشكر التي شعرت بها على خجلها مِن إظهار ما كانت تُريد إخفاءه.
لكن سبب زيارة فريجيا لَمْ يكُن مُجرد تقديم الشكر.
“مِن فضلك، لا تُخبري أيِّ شخصٍ بما رأيتهِ البارحة. حتى ماريغولد أو داليا.”
كانت عيناها الخضراء مليئةً بالإلحاح.
نظرت أرتيا بهدوءٍ إلى فريجيا قبل أنٌ تتحدث.
“هل يُمكنني أنْ أروي لكِ قصةً قصيرة قبل أنْ أجيب على طلبكِ؟”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 92"