بعد بضعة أيام، وصلت أرتيا إلى قصر داليا وهي مُفعمةٌ بالحماس.
لَمْ يكُن القصر فخمًا، لكنهُ حمل أجواء هادئة ونظيفة مثل مكتبةٍ قديمة، مِما أوحى بعراقته.
استقبلتها داليا، صاحبة المنزل، إلى جانب ماريغولد، التي كانت قد وصلت قبلها.
“مرحبًا، تيا.”
“أهلًا بكِ، سيدة إيدينبرغ.”
جلست الاثنتان مُتقابلتين على طاولةٍ مُربعة تتسع لأربعة أشخاص، لكن هَذا كان بداية المُشكلة.
“اجلسي هُنا، تيا.”
ربتت ماريغولد على المقعد بجانبها بمرحٍ.
“اجلسي هُنا، سيدة إيدينبرغ.”
أشارت داليا بأناقةٍ إلى المقعد المُجاور لها.
عندها، تبادلتا نظراتٍ حادة، وكانت داليا أول مَن تحدث.
“ماريغولد، ترتيبُ مقاعد الضيوف في حفلة الشاي مِن صلاحيات المُضيف.”
“لسنا في مُناسبةٍ رسمية، فلنسترخِ قليلاً عند الجلوس.”
نشب بينهُما جدالٌ كحال القطط والكلاب، وأرتيا عالقٌة بينهما في المٌنتصف.
ومع مرور الوقت، انتهى الأمر بأنْ يجلس الثلاثة في مقعدين مُخصصين لشخصين فقط، في مشهدٍ غير مألوف.
“إنه ضيّقٌ جدًا!”
صرخت ماريغولد بانزعاج.
“يا لهُ مِن تصرُفٍ غيرِ لائق.”
قالت داليا بملامحٍ يملؤها الاستياء.
وسطهما، تحدثت أرتيا بحذرٍ.
“رُبما يُمكنني الجلوس على الجانب الآخر…”
“هاهاها، جلوسنا هَكذا يُذكرني عندما كنا أطفالًا ونجلس معًا على كرسيٍ واحد.”
“حسنًا، استعادة الذكريات القديمة قد تكون مُمتعةً أحيانًا.”
وهَكذا، انتهى بهُم الأمر بالجلوس معًا والاستمتاع بحفلة الشاي.
“تيا، قولي آه~”
في اللحظة التي رفعت فيها ماريغولد قطعة ماكرون نحو أرتيا، وكأنها تُقدمها لها، أخرجت داليا طبقًا مملوءًا بالطماطم الناضجة، وكأنها تصدُ هجوم الماكرون.
“السيدة إيدينبرغ لا تُحب الحلويات مثل الماكرون، صحيح؟”
نظرت أرتيا إلى ماريغولد، ثم أومأت برأسها.
“نعم.”
حينها، بدت الصدمة واضحةً على وجه ماريغولد، بينما ارتسمت على وجه داليا ابتسامةُ نصرٍ واضحة.
“لذَلك، تعمدتُ تحضير الفواكه لها، لا تترددي، كُلي ما يُعجبكِ فقط.”
وضعت ماريغولد الماكرون بصمت، ثم سألت داليا بحدة.
“لماذا أصبحتِ تتصرفين بلطفٍ مُفاجئ مع تيا؟”
رغم أنْ داليا كانت صديقةً مع العديد مِن السيدات في المُجتمع الراقي، إلا أنها كانت دائمًا تضعُ حدودًا واضحة. هي لَمْ تكُن بهَذا اللطف مِن قبل.
“هل أدركتِ مُتأخرةً كم هي لطيفة؟”
رجاءً، كفى…!
بدت أرتيا على وشك البُكاء، لكن لحُسن الحظ، لَمْ تفعل داليا سوى رفع حاجبيها بهدوء.
“هل تظُنين أنني مثلُكِ؟”
حتى عند رؤية الأطفال، لَمْ تكُن تشعر بأيِّ شيءٍ مُميز، فما بالكَ بامرأةٍ بالغة؟ لَمْ يكُن لديها ذوقٌ غريب كهَذا، لكن…
“مؤخرًا، ساعدتني السيدة إيدينبرغ.”
“متى؟ في ماذا؟ كيف؟ ولماذا لَمْ تُخبريني؟!”
ظهرت خيبة الأمل جلية على وجه ماريغولد، مِما جعل أرتيا تشعرُ بالارتباك.
كان الأمر سرًا…!
لكن داليا ظلّت هادئةً كعادتها.
“كنتِ في رحلةٍ ذَلك اليوم.”
حتى لو لَمْ تكُن ماريغولد مسافرة، كانت داليا ستترددُ في طلب المُساعدة منها، لأنها رغم كونها صديقةً وفية، إلا أنْ لها عيبًا قاتلًا…
ماريغولد كانت ثرثارة، لَمْ تكُن تحفظ الأسرار.
‘بعد وقتٍ قصير، لَن يكون هُناك شخصٌ واحد في العاصمة، بل في الإمبراطورية بأكملها، لا يعلم أنني الكاتبة الغامضة ريدليب التي تكتُب الروايات الجريئة والمثيرة!’
والأسوأ، أنْ ماريغولد كانت ستشتري إحدى روايات ريدليب وتقرأها بصوتٍ عالٍ أمام داليا، لتسخرُ منها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 85"