لكن المُفاجأة كانت أنْ وجه داليا كان مُحمرًا بشدة.
“……؟”
اتسعت عينا أرتيا بدهشةٍ مِن رد الفعل غير المتوقع.
أما ماريغولد، فقد نظرت إليّها بذهولٍ قبل أنْ تقول بتعليقٍ ساخر.
“تبدين وكأنكِ تلقيتِ اعترافًا مِن دوق الشمال، الرجُل الذي يكون باردًا مثل الجليد في كُل شيء، لكنه مُشتعلٌ في غرفة النوم فقط.”
“هَذا لَمْ يحدُث أبدًا.”
أجابت داليا بنبرةٍ هادئة، كما لو أنها استعادت رباطة جأشها تمامًا.
* * *
لحُسن الحظ، لَمْ تُبدِ داليا أيِّ تعليقٍ سلبي بشأن ذوق أرتيا. لكنها في الوقت ذاته، لَمْ تُظهر أيِّ تأييدٍ يُذكر.
أثناء حديثها مع داليا وماريغولد، أدركت أرتيا أمرًا مهمًا.
“لَمْ يكُن سبب الشعبية الكبيرة التي تحظى بها هاتان السيدتان بين النساء الأخريات هو المال أو المعرفة العميقة وحسب.”
كانت ماريغولد تبثُ طاقةً مُشرقة تُحرك الأجواء وتنعشها.
أما داليا، فكانت تنصتُ للآخرين بهدوءٍ واهتمام.
كان لكلتيهما سحرٌ يجذب الناس إليّهما.
لكن أرتيا لَمْ تكُن تعلم أنْ كلتيهما كانتا تُفكران بنفس الطريقة عنها.
‘كنتُ أعتقد أنْ وجهها باهتٌ لدرجة أنني لَن أتذكره حتى بعد رؤيتها مئة مرة، لكن كلما نظرتُ إليّها، بدت أجمل. أظُن أنها ستكون أكثر جمالًا لو ارتدت قلادةً مرصعةً بماسةٍ ضخمة تُحيط بعنقها الأبيض النحيف…’
‘أسلوب حديثها مُمتع ومواضيعها مُتنوعة، مِما يجعل التحدث معها ممتعًا. أود الاستمرار في الحديث معها.’
بعد تردد، تحدثت أرتيا إلى الاثنتين.
“لقد استمتعتُ كثيرًا اليوم. هل يُمكنني دعوتُكما في المرة القادمة؟”
كانت تنتمي لعائلةٍ عريقة مِن المسؤولين الإداريين، وتزوجت رجُلًا يشغل منصبًا مُهمًا في الحكومة.
وكما يليق بمنزل مسؤولٍ رفيع المستوى، لَمْ يكُن قصرها فخمًا بقدر ما كان راقيًا ومُفعمًا بالهيبة.
بعد أنْ اغتسلت وارتدت ملابس مُريحةً، توجهت داليا إلى مكتبتها.
لَمْ يكُن مِن المُعتاد أنْ يكون للسيدات النبيلات مكتبةٌ خاصةٌ بهن، لكن زوجها كان يرى أنْ المرأة الأرستقراطية يجبُ أنْ تمتلك مستوى مُناسبًا مِن المعرفة، لذَلك لَمْ يُمانع منحها هَذهِ المساحة الخاصة بها.
كانت رفوف المكتبة مليئةً بالكتب ذات العناوين الأكاديمية، مثل ‘دليلٌ مُتقدم في لغة غرنسيا’، ‘تاريخ الإمبراطورية’، ‘مائة عامٍ مِن الفنون’، ‘فلسفة الحكماء الخمسة’…
“لو كانت ماريغولد هُنا، لكانت قد اشتكت مِن الصداع بمُجرد رؤية العناوين.”
ابتسمت داليا بخفّةٍ وهي تتذكرُ رد فعل صديقتها، ثم دفعت رف الكتب جانبًا، فكُشف عن مساحةٍ سرية صغيرة.
كانت هُناك كتبٌ مخبأةٌ بداخلها.
لكنها لَمْ تكُن كتبًا أكاديمية مثل التي تملأ رفوف مكتبتها.
‘حُب الفارس الصامت’، ‘العاشق الذي اشتراهُ التاجر المغرور بماله’، ‘صلاة الكاهن الفاسد المُفعمة بالشوق’، و… ‘قلب دوق الشمال المُشتعل’.
كلها كانت روايات كتبتها ريدليب.
راحت داليا تلمسُ إحدى الروايات بأطراف أصابعها وهمست لنفسها.
“لَمْ أتخيل أبدًا أنها ستكون مِن مُعجباتي…”
نعم، كانت الحقيقة الصادمة هي أنْ الكاتبة الشهيرة ريدليب، التي تسحرُ قلوب نساء الإمبراطورية وتقلب مشاعرهُنَ، لَمْ تكُن سوى داليا نفسها!
لقد نشأت في عائلةٍ صارمة ترى أنْ حتى إمساك رجلٌ وامرأة بأيدي بعضهُما أمام الآخرين تصرفٌ غير لائق.
وكان والداها، اللذان ينامان بوضعية مستقيمة حتى أثناء النوم، يُكرران عليها بلا كلل.
“يجبُ أنْ تكوني سيدةً نبيلةً حكيمة ومشرفة.”
لَمْ يخطُر ببال أحد أنْ داليا، التي أمضت حياتها في طاعة هَذهِ القواعد، هي نفسها التي تكتبُ روايات مليئةٍ بوصفٍ جريء للعلاقات العاطفية.
حتى زوجها، الذي يسكُن معها في نفس القصر، لَمْ يكُن لديهِ أيُّ فكرةٍ. ولا حتى ماريغولد، صديقتها المُقربة.
“لو اكتشف زوجي أنني ريدليب، فسيحبسُني في ديرٍ ناءٍ خارج المدينة.”
وسيتذرعُ بأنه يفعل ذَلك لتطهير روحها الملوثة عبر الصلاة للحاكم.
ولَن يكون ذَلك أسوأ ما سيحدُث، إذ سيُصاب والداها بخيبة أملٍ كبيرة، وسيتحطمُ تمامًا ما تبقى لها مِن سمعةٍ كأكثر سيدةٍ نبيلة حكمة في المُجتمع الأرستقراطي.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 79"