“هل سقطتِ أنتِ أيضًا في شبكة الدوقة إيدينبرغ، ماريغولد؟”
كانت كلماتُها تحمل بعض المزاح، لكن ماريغولد أومأت برأسها دوّن تردد.
“قليلًا؟”
“……!”
بدا على وجه فريجيا صدمة، وكأنها سمعت أنْ حبيبها قد وجد شخصًا آخر.
“أعلم أنكِ لا تُحبينها كثيرًا، لكن استبعادُها فقط لأنها امرأةٌ مطلّقة تعتزُّ باستقلالها سيكون أمرًا مؤسفًا. أودّ أنْ تُحاولي التعايش معها جيدًا.”
على عكس الابتسامة المُشرقة التي علت وجه ماريغولد، عضّت فريجيا شفتيها وكأنها على وشك البُكاء.
“لَن أفرض عليكِ شيئًا إنْ كنتِ لا تُريدين ذَلك. لكن، يا أميرة، عليكِ أنْ تفهمي شيئًا.”
“…….”
“أنا لستُ وصيفتكِ.”
بمعنى أنها لَن تتخلى عن اهتماماتها فقط لإرضاء فريجيا.
“آه، يبدو أنْ مزاجكِ سيئٌ اليوم، لذا سأذهب الآن.”
وقفت ماريغولد مِن مقعدها، ولحقت بها داليا التي كانت تجلسُ بجانبها.
“سأغادر أنا أيضًا.”
أرادت فريجيا أنْ تمنعهُما مِن المغادرة، لكنها لَمْ تستطع. لَمْ تعُد قادرةً على التظاهُر بالابتسام في وجه ماريغولد.
***
أثناء مُغادرتهما القصر، نظرت داليا إلى ماريغولد.
كانت تعرفُ صديقتها منذُ الطفولة، وتعلم ذوقها جيدًا. كانت ماريغولد تُحب الأشياء الجميلة والمُبهرة، سواء أكانت أشياء أو أشخاصًا.
“لكن الدوقة إيدينبرغ بعيدةٌ كل البعد عن ذوقكِ.”
“صحيح. وجهُها بالكاد يدخل في فئة الجميلات، لكنهُ ليس مُذهلًا. ملامحُها شاحبةْ كثلوج أوائل الشتاء.”
“…….”
“لكن عندما نظرتُ إليّها عن قرب، لاحظتُ أنْ عينيها الورديتين تتلألآن كألماس وردي. وجسدُها الأبيض الهشّ بدا وكأنهُ قد ينهار بِمُجرد لمسةٍ خفيفة. على الرغم مٍن نحافتها، فإنْ صوتها واضحٌ وقويّ، وكان الاستماع إليّهِ مُمتعًا.”
راقبتها داليا بنظرةٍ مُتحيرة وهي تلقي محاضرةً حماسية عن أرتيا، مِما دفع ماريغولد للضحك والتلويح بيدها.
“ليس الأمر خطيرًا إلى حدّ التخلي عن زوجي الثري، فلا تنظُري إليّ هَكذا.”
“أعلم.”
كانت ماريغولد تفضّل الرجال، لكنها كانت ببساطة مِن النوع الذي يُجب أنْ يمتلك كل ما يُعجبه.
“بالمُناسبة، هل ترغبين في التعرف على الدوقة إيدينبرغ أيضًا؟”
لَمْ تكُن داليا مِن مُحبي التجمعات الاجتماعية، لكنها شعرت بالفضول حول أرتيا، تلكَ المرأة التي جذبت انتباه ماريغولد، والتي استطاعت أنْ تترك بصمتها في المُجتمع الراقي في وقتٍ قصير.
“سأقابلُها يومًا ما.”
فاجأها ردُها الإيجابي، مِما جعل ماريغولد تبتسمُ بحماس.
***
تفاجأت أرتيا عندما تلقت دعوةً مِن ماريغولد.
لكن ما كان أكثر مُفاجأة هو محتوى الدعوة الفاخرة المُذهبة.
“تريدُ دعوتي إلى حفل شاي؟”
على الرغم مِن أنها أمضت الأشهر الأخيرة في تكوين علاقاتٍ مع العديد مِن سيدات النُبلاء، إلا أنْ مكانتها الاجتماعية لَمْ ترتفع كثيرًا.
كان ذَلك بسبب السمعة التي اكتسبتها كونها مُستبعدةً مِن قبل سيدات الزهور، المجموعة التي تقود الحياة الاجتماعية في العاصمة.
كانت العديد مِن السيدات يترددن في الاقتراب منها، بينما نظر إليّها البعض الآخر بعدائية.
لذَلك، كانت دعوة ماريغولد ذات أهميةٍ كبيرة.
“إنْ علم الجميع أنني صديقةٌ لها، فَسيتغيّر رأيُّهم عني تمامًا.”
بوجهٍ متورد، احتضنت أرتيا الدعوة الذهبية إلى صدرها.
***
بعد أيامٍ قليلة، زارت أرتيا قصر ماريغولد.
كما هو متوقع مِن عائلةٍ ثرية مثل عائلة غولدجرس ، كان القصر مبهرًا بفخامته.
“السقف ذهبي، الأرضية ذهبية، حتى إطارات النوافذ مُزخرفة بالذهب. حتى لو انهارت مناجم الألماس وفقدت العائلة تجارتها، يُمكنهم العيش ببيع أعمدة القصر واحدًا تلو الآخر.”
كانت الفخامة مُختلفةً تمامًا عن تلكَ التي رأتها في قصر البارون لوشيان، حيث كان التباهي بالثروة واضحًا بشكلٍ مُبالغٍ فيه.
أما هُنا، فقد كان كُل شيء راقيًا بما يكفي ليترُك المُشاهد في حالةٍ مِن الانبهار.
وكانت غرفة الاستقبال أكثر روعةً مِن أيِّ شيء رأتهُ مِن قبل.
عندما رأت سيسيليا أرتيا، ركضت نحوها بسرعةٍ ورفعت طرف تنورتها تحيةً لها.
“أهلًا وسهلًا، السيدة أرتيا فون إيدينبرغ!”
اتسعت عينا أرتيا دهشةً مِن هَذا الترحيب الحار غير المتوقع.
قبل بضعة أسابيع فقط، كانت قد قابلت سيسيليا الغاضبة بعدما تسببت في جرح يد ماريغولد.
‘كنتُ أظن بأنها ستكرهُني بسبب كلماتي القاسية في ذَلك الوقت… لَمْ أتوقع أنْ تستقبلني بهَذهِ الحرارة.’
بينما كانت أرتيا تنظرُ إليّها باستغراب، احمرّ وجهُ سيسيليا قليلًا.
“لقد تصرفتُ حينها بطريقةٍ مُخجلة، أرجوكِ انسَي ذَلك.”
‘هل يُعقل أنْ تكون روحٌ أخرى قد دخلت جسد الآنسة سيسيل مثلي؟’
بينما كانت أرتيا تشكّ في الأمر، همست ماريغولد لها.
“سيسيليا مِن مُعجباتكِ.”
“مُعجباتي؟”
“نعم، هُناك مجموعةٌ مِن الفتيات الصغيرات يعتبرنكِ بطلة لأنكِ انفصلتِ عن زوجٍ شرير لا يختلفُ عن الشيطان. وابنتي إحداهن. لقد أدركت أنها أخطأت حين علمت أنكِ دوقة إيدينبرغ، وقررت أنْ تُراجع نفسها. قالت إذا كنتِ قد وبختِها أنتِ، فلا بُد أنها كانت مُخطئةٌ حقًا.”
صُدمت أرتيا مِن هَذا الحديث، واحمرّت وجنتاها مثل خوخ الصيف.
“إنهُ لشرفٌ عظيمٌ لي حقًا.”
انحنت قليلًا لملاقاة عيني سيسيليا وقدّمت لها صندوقًا مُغلفًا بعناية.
“أحضرتُ لكِ هديةً صغيرة بمُناسبة زيارتي الأولى.”
“رائع!”
بحماسٍ كبير، فتحت سيسيل الصندوق، فوجدت داخلهُ ثلاثة أشياء.
ربطة عنقٍ ذهبية، زينة شعرٍ ذهبية، وشريطًا ذهبيًا.
“إنها مجموعةٌ رائجةٌ هَذهِ الأيام. تبدو رائعةً عند ارتدائها مع العائلة أثناء الخروج.”
على عكس التوقعات، لَمْ تُظهر سيسيليا أيَّ اشمئزازٍ أو استياء مِن ارتداء إكسسوارات بنفس اللون مع أفراد عائتها.
بل على العكس…
“كيف لي أنْ أرفض هديةً مِن السيدة أرتيا؟!”
“شكرًا لكِ! سأحافظُ عليها ككنزٍ طوال حياتي!”
كانت ماريغولد أيضًا تبدو سعيدة.
لَمْ تكُن قد جرؤت على شراء هَذهِ المجموعة مِن قبل، خشية أنْ ترفضها سيسيليا، لكنها في الحقيقة كانت ترغبُ بها.
“شكرًا لكِ.”
ابتسمت أرتيا بخجلٍ وهي تتلقى شكر الأم وابنتها الصادق.
“بل أنا التي يجبُ أنْ أشكركما. لقد سعدتُ كثيرًا عندما تلقيتُ دعوتكما.”
‘إنها صريحةٌ جدًّا… بشكلٍ غير مألوفٍ عن النبلاء.’
‘وكأنها قادرةٌ على سحر أيِّ شخص.’
بِمُجرد أنْ انحنت عينا أرتيا بلطف، لَمْ تستطع ماريغولد مقاومة رغبتها، وفتحت ذراعيها كأنها صيادةٌ عثرت على فريستها.
لكن مُحاولتها باءت بالفشل، إذ دخلت داليا إلى غرفة الاستقبال في تلكَ اللحظة.
بمُجرد ظهورها بشعرها الأسود وعينيها الداكنتين، تحولت الأجواء المرحة إلى جوّ يُشبه قاعة المؤتمرات الأكاديمية.
وكانت سيسيليا أول مَن التقط هَذا التغيّر، فلوّحت بيدها.
“سأخرجُ الآن! سيدة أرتيا، تفضلي بزيارتنا مُجددًا في أيِّ وقت!”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 78"