73
- الصفحة الرئيسية
- جميع القصص
- البحث عن زوج للدوقة
- 73 - السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع...¹⁴
الفصل 73 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…¹⁴
فتحت ماريغولد عينيها على اتساعهُما ثم انفجرت ضاحكة.
“ما هَذا، هل كان الأمر كذَلك؟”
“…….”
“على أيِّ حال، تبدو كملاكٍ لكنها طماعةٌ جدًا. أنها تُشبه أميرةً ماكرة.”
همست ماريغولد لداليا.
“إذن، إذا أصبحت فريجيا إيثيريال هَذا العام، فَهل أجعلُكِ تدفعينني إلى المنصب مُجددًا في العام التالي؟ سيكون مِن المُمتع رؤية وجه الأميرة عندما أصبح إيثيريال مرةً أخرى، أليس كذَلك؟”
عقدت داليا حاجبيها الكثيفين.
كانت صديقتها منذُ أنْ كانت طفلةً رضيعة، لكنها حقًا كانت صاحبة شخصيةٍ سيئةٍ للغاية.
***
“لقد استمتعتُ حقًا اليوم. أراكِ في المرةً القادمة، يا سيدة إيدينبرغ.”
عادت أرتيا إلى المنزل وهي تتلقى تحياتٍ دافئة مِن السيدات النبيلات.
بدأت بتقديم المشورة لكلارا بشأن مخاوفها، ثم توسعت تدريجيًا في تقديم الاستشارات للعديد مِن السيدات، مِما جعل علاقاتها الاجتماعية تنمو بسلاسة.
على عكس الماضي، كانت تتلقى عدة دعواتٍ يوميًا. ولكن…
“لا تزال العديد مِن السيدات النبيلات مُتردداتٍ في التقرب مني.”
كان ذَلك بسبب تأثير الكلمات القاسية التي وجهتها فريجيا إلى أرتيا في حفلة الشاي السابقة.
لا تزال قوة سيدات الزهور عظيمةً في المُجتمع الأرستقراطي.
“حتى لو لَمْ أصبح قريبةً جدًا منهنَ، يجبُ على الأقل أنْ أحافظ على علاقةٍ ودية معهن.”
فقط بذَلك ستتمكنُ مِن أنْ تُصبح إيثيريال.
***
في اليوم التالي، توجهت أرتيا إلى شارع دايموند، الذي يُعرف بأنه الأكثر فخامةً في العاصمة.
لا تزال شؤون مالية إيدينبرغ تُدار مِن قبل الشيوخ، لذا لَمْ يكُن بإمكان أرتيا شراء السلع الفاخرة.
لكن سببُ قدومها إلى هُنا كان للقاء ماريغولد، إحدى سيدات الزهور.
“يُقال إنها السيدة النبيلة الأكثر ثراءً في العاصمة، وتأتي إلى هَذا المكان يوميًا، أليس كذَلك؟”
خططت للقاءها عن طريق المُصادفة أثناء تجولها وإلقاء التحية عليها والتحدُث معها.
سارت أرتيا في الشارع وهي تُصلي لنجاح خطتها.
“كما هو متوقع مِن شارعٍ لا يُسمح إلا لأرقى المتاجر في الإمبراطورية بالتواجد فيه.”
الفساتين، المجوهرات، الأحذية… كُل شيء معروضٌ هُنا كان مِن أرقى المستويات.
وبينما كانت أرتيا تستمتعُ بالمشاهدة كما لو كانت تتأمل أعمالًا فنية، توقف نظرها عند شيء معين.
ما رأته خلف الزجاج كان بدلةً رسمية للرجال.
لَمْ تكُن مزخرفةً مثل تلكَ التي يرتديها النبلاء عادةً، بل كانت ذات تصميمٍ بسيط بالكامل بلون أسود. وبِمُجرد أنْ رأتها، خطر في بالها رجلٌ معين.
“صاحب السمو الأمير كيليان دائمًا ما يرتدي هَذا النوع مِن الملابس.”
عادةً ما تبدو الملابس السوداء كئيبة، لكنه لَمْ يكُن كذَلك أبدًا. بل على العكس، كان يتوهج كحجر الأوبسيديان اللامع.
“لَمْ أكُن أعلم أنْ اللون الأسود يُمكن أنْ يكون مشرقًا هَكذا.”
… بدا لها أنْ هَذهِ البدلة ستُناسبه تمامًا.
وقفت أرتيا جامدةً وهي تتخيل كيليان مرتديًا البدلة، وعيناه مُنخفضتان. وفي تلكَ اللحظة، سمعت صوتًا مُنخفضًا عند أذنها.
“أرتيا فون إيدينبرغ.”
“……؟!”
استدارت بسرعةٍ وأطلقت شهقةً مُفاجئة، ثم غطت فمها وهي تتفاجأ بصوتها المُرتفع.
الرجُل الذي كان في عقلها قبل لحظاتٍ فقط كان يقفُ أمامها.
بعينين أكثر تكبرًا وهيبةً مِما في خيالها، وهيبةٌ طاغية.
“لماذا يظهر صاحب السمو هُنا؟!”
احمرّ وجهُ أرتيا بالكامل كما لو كانت مراهقًا يُفكر في فتاةٍ جميلة، ثم انحنت له فورًا.
“تحياتي لسليل أورفيوس العظيم.”
حدق كيليان في أرتيا بعمقٍ ثم سألها.
“وجهُكِ أحمرّ. هل أنتِ مريضة؟”
“لا! أنا بصحةٍ جيدة!”
قبل أنْ يستمر في طرح الأسئلة، سارعت أرتيا بتغيّر الموضوع.
“فقط تفاجأتُ برؤيتكَ في مكانٍ كهَذا.”
بسبب أهمية الأمان والحفاظ على المكانة، يُفضل أفراد العائلة المالكة استدعاء التجار إلى القصر بدلًا مِن التسوق بأنفسهم.
ولهَذا، كان ظهور الأمير الثاني، كيليان، هُنا بمثابة صدمةٍ هائلة. حتى المارة في الشارع حدقوا في المشهد بدهشة.
راقبت أرتيا ردود فعل الناس وسألت بحذرٍ.
“ما الذي أتى بكَ إلى هُنا…؟”
‘لقد شممتُ رائحتكِ، فجئت.’
لَمْ يكُن بإمكانهِ قول ذَلك، لذا اختلق كيليان عذرًا سريعًا.
“مُجرد تسوق لتغيّر الأجواء.”
“لديكَ هوايةٌ غير متوقعة.”
“هل كنتِ تظُنين أنني أُسلي نفسي بقطع أعناق الناس بالسيف حين أشعرُ بالملل؟”
‘حتى لو سمع نصفُ سكان الإمبراطورية ذَلك، فَلَن يتفاجأوا.’
نظر كيليان إلى أرتيا، التي كانت تنقل هَذا المعنى بعينيها، بوجهٍ غير راضٍ ثم حول نظرهُ بعيدًا.
توجهت عيناهُ نحو البدلة السوداء التي كانت أرتيا تُحدق فيها وكأنها مسحورةٌ قبل لحظات.
لَمْ يُخفِ كيليان انزعاجُه.
“أنتِ كامرأةٍ بلا زوج، تنظُرين إلى أشياء غريبة. هل تنوين تقديمها كهديةٍ لشخصٍ ما؟”
في تلكَ اللحظة، سقط قلبُ أرتيا، الذي بالكاد عاد إلى هدوئهِ، دفعةً واحدة.
خشيت أنْ يكتشف بأنها كانت تتخيل كيليان مُرتديًا تلكَ البدلة، فسارعت إلى الإجابة.
“كنتُ أنظر إليّها فقط لأنها أنيقة!”
“أنيقة؟”
“نعم، تصميمُها بسيطٌ لكنه أنيق، كما أنْ قماشها فاخر.”
***
بعد لحظات…
“لماذا أجلسُ هُنا؟”
كانت أرتيا تجلسُ على أريكةٍ ناعمة داخل المتجر، رُغم أنها كانت تكتفي بالتجول عند المدخل قبل لحظات.
حدث هَذا بسبب جملةٍ قالها كيليان بلا مبالاة.
“يبدو أنكِ تفهمين في ملابس الرجال. ساعديني في اختيار واحدة.”
“أنا؟ لكني لا أفهم شيئًا عن ملابس الرجال! لا أهتمُ حتى بالملابس كثيرًا، وأعتقد أنْ ذوق صاحب السمو في الأزياء أفضلُ مني بكثير!”
‘بل أكثرُ مِن ذَلك، أليس مِن الغريب أنْ أساعده؟’
ورغم كُل هَذهِ الأفكار التي راودتها، وجدت نفسها تهزُّ رأسها بالموافقة دوّن وعي.
إنهُ أمر صاحب السمو، كان هَذا مُجرد عذرٍ ضعيف.
السبب الحقيقي الذي جعلها تتبعُ كيليان إلى الداخل كان…
‘أريدُ أنْ أراه مرتديًا تلكَ البدلة!’
لكن مع مرور الوقت وعودة عقلها إلى وعيّه، وضعت يدها على جبهتها وتنهدت.
‘لماذا تبعتُه إلى هُنا مِن أجل هَذا؟’
الشيء الوحيد الذي شعرتُ بالامتنان حياله هو أنه بِمُجرد دخول كيليان، غادر جميع الموظفين والعملاء، وأُغلِق باب المتجر بإحكام.
والآن، لَمْ يكُن في المتجر الواسع سوى كيليان، أرتيا، نوكتورن، وصاحب المتجر.
ابتسم نوكتورن قائلاً:
“لا تقلقي بشأن الأمن. لَن يعرف أحدٌ ما يحدُث هُنا.”
حتى صاحب المتجر، الذي وقف بجانبهِ، أومأ برأسه بتوترٍ شديد.
‘على الأقل لَن تنتشر شائعةٌ مزعجة حول كوني أنا مَن اختار ملابس صاحب السمو.’
تنهدت أرتيا بارتياح، لكن في تلكَ اللحظة، سمعت صوت ستارةٍ تُفتَح.
رفعت رأسها، فتجمدت كما لو أنْ الزمن قد توقف.
كيليان، مرتديًا البدلة السوداء التي كانت قد تخيلتهُ بها، بدا مُختلفًا تمامًا عما تصورته.
في خيالها، كان مُجرد صورةٍ جميلة، لكن الرجُل الذي وقف أمامها كان…
مهيبًا وجميلًا في آنٍ واحد.
خطرًا وساحرًا.
كان ذَلك النوع مِن الجاذبية الذي لا يُمكن أنْ ينبعث إلا مِن رجُلٍ واحد في هَذا العالم: كيليان فون أورفيوس.
كانت أرتيا تُدرك أنهُ يتمتع بجمالٍ مُذهل، لكنها لَمْ تسنح لها الفرصة مِن قبل لمُلاحظة ذَلك بسبب هيبتهِ الطاغية.
ولكن الآن، ومع اختفاء توترها نحوه تدريجيًا، بدأت ملامحُه تظهر لها بوضوحٍ أكثر.
مِن دوّن أنْ تُدرك.
“كيف تجدين ذَلك؟ هل يُناسبني؟”
“……!”
أفاقت أرتيا مِن شرودها عند سماع صوتهِ، ثم أومأت برأسها سريعًا.
“نعم، إنهُ يليق بك.”
خرجت منها إجابةٌ باردة وجافة، انعكاسًا لدهشتها.
لكن رغم ذِلك، ارتفع طرف شفتي كيليان قليلًا.
وكأنهُ راضٍ عن إجابتها.
أرتيا، التي كانت تُحدق بهِ بعمق، انتبهت فجأةً.
“ربطة العُنق مائلٌ قليلًا.”
وفي تلكَ اللحظة، حدث شيءٌ غير متوقع—
انحنى كيليان نحوها.
“رتبيه لي.”
“……؟!”
اتسعت عينا أرتيا، وهي تنظرُ حولها بسرعةٍ بوجهٍ مذهول.
لكن نوكتورن وصاحب المتجر، اللذين كانا يقفان بجانبهُما قبل قليل، اختفيا كما لو أنهُما لَمْ يكونا هُناك أبدًا.
“أين ذهب الجميع؟”
ما لَمْ تُدركه أرتيا هو أنه بينما كانت مسحورةً بكيليان، كان نوكتورن وصاحب المتجر قد لاحظا نظرة كيليان الحادة التي تأمرُهما بالمغادرة، فاختفيا بصمت.
نظرت أرتيا إلى كيليان بعينين حائرتين.
لَمْ يكُن يبدو أنه ينوي ترتيبها بنفسهِ على الإطلاق.
‘حسنًا، بالطبع، لا يُمكن لصاحب السمو أنْ يتعامل مع هَذهِ الأمور البسيطة بنفسه.’
‘… لا يوجد خيارٌ آخر.’
بعد لحظات، مدت أرتيا يدها نحوه.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
《واتباد: cynfti 》 《انستا: fofolata1 》