الفصل 71 : السيدة النبيلة والجميلة هي في الواقع…¹²
تذكر شوركس تلكَ الكلمات. في ذَلك الوقت، كان يعنيها بصدق.
كان يعتقدُ أنْ أفضل طريقةٍ للزوجين اللذين تزوجا زواجًا سياسيًا للاستمتاع بحياتهما هي الالتزام بالحد الأدنى مِن الواجبات، مع الاحتفاظ بكُل منهما بعشيقٍ خاصٍ به والاستمتاع بعلاقةٍ حرة.
لكن عندما علم أنْ كلارا تواعد رجُلًا آخر—بل وحتى شخصًا مُثيرًا للاشمئزاز ذو أسم إدوارد، الذي بدا كالمُحتال—اشتعل الغضب في جسدهِ بأكمله.
لَمْ يستطع تهدئة نفسهِ، لدرجة أنهُ بقي مُستيقظًا طوال الليل.
رؤية زوجها يعضُ شفتيهِ وكأنه تعرض لهجوم غيرِ متوقع جعل كلارا تتنهد.
“حبيبي، كما كنتَ تفعلُ دائمًا، استمتع بوقتكَ مع جميع النساء اللواتي تُريدهن. سأفعل الشيء نفسه.”
“منذُ ذَلك اليوم، لَمْ يعُد زوجي يخرج على الإطلاق، بل يتبعُني أينما ذهبت. وعندما يرى أيَّ رجُلٍ وسيم، يُحدق فيهِ بحدةٍ ويسأله ’هل أنتَ ذَلك الوغد إدوارد الذي يُحاول التقرب مٍن زوجة رجُلٍ آخر؟‘”
انفجرت أرتيا، التي كانت تجلسُ أمامها، بالضحك.
“يبدو أنْ الكونت شوركس غاضبٌ جدًا.”
“نعم، إنهُ في حالة جنونٍ تام.”
خفضت أرتيا حاجبيها قليلًا.
“ماذا ستفعلين؟ لا يهُم كم يبحث، فَلَن يتمكن أبدًا مِن العثور على هَذا الإدوارد.”
في الأساس، لَمْ يكُن هُناك أيُّ رجلٍ يُدعى إدوارد.
الشخص الذي كتب الرسالة إلى كلارا تحت هَذا الاسم لَمْ يكُن سوى أرتيا نفسها.
كُل شيء كان وفقًا لخطتها
“اخرجي كُل يوم. سواء للتسوق أو مُقابلة الناس، لا يهُم. المهم أنْ تتأنقي وتظهري مُتحمسةً وسعيدة وأنتِ تُغادرين.”
“سأرسلُ لكِ رسائل باسم رجُل. رسائل حُب مفعمةٍ بالعاطفة، بحيث تبدو وكأنها غزلٌ صافٍ.”
فتحت كلارا عينيها الدائريتين ببريقٍ مشع.
“لا تتصورين كم كنتُ مصدومةً عندما تلقيتُ الرسالة لأول مرة. حتى مع علمي بأنها مُختلقة، شعرتُ وكأن وجهي يحترق خجلًا. كيف تمكنتِ مِن كتابة مثل هَذهِ الرسالة الرائعة؟”
“ببساطة، نقلتُ بعض الجُمل مِن روايةٍ قرأتُها.”
وهَكذا، وُلدت رسالةُ حُبٍ قاتلة، لا يُثيرها سوى الشخص الذي يتلقاها، بينما يغضبُ أيُّ شخصٍ آخر يراها.
“الكونت شوركس لا بد أنهُ تخيل أسوأ السيناريوهات المُمكنة عندما قرأها.”
في اللحظة التي تخيل فيها أكثر الرجال وسامةً ورومانسية وهو يُقبل يد كلارا، لَمْ يكُن هُناك زوجٌ في العالم يستطيع البقاء هادئًا.
“مُعظم الرجال لا يهتمون بزوجاتهم عندما تكون بين أيديهم، لكنهم يُصابون بالجنون عندما يُحاول شخصٌ آخر أخذها منهم.”
جمعت كلارا يديها معًا ووضعت تعبيّرًا متأثرًا.
“كيف تعرفين الرجال جيدًا إلى هَذا الحد؟”
“لأنني قرأتُ الآلاف مِن روايات الرومانسية. يُمكنني أنْ أعتبر نفسي خبيرةً نظرية في هَذا المجال.”
“خبيرةً نظرية…”
رددت كلارا العبارة الغريبة وكأنها تستكشفُها لأول مرة، ثم أشرقت عيناها باندهاش.
“رائع!”
ابتسمت أرتيا، مُتأثرةً بصدق إعجاب كلارا، رغم تفاهة العبارة.
لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتُها وحل محلها تعبيّرٌ أكثر قلقًا.
شعرت أنْ رد فعل الكونت شوركس على اسم إدوارد كان أقرب إلى امتلاكٍ طفولي منهُ إلى الحُبٍ الحقيقي.
وبمرور الوقت، عندما يخفُ غضبه، سيعود إلى مطاردة النساء مُجددًا.
“هل أنتِ مُتأكدةٌ بأنكِ بخيرٍ مع هَذا الوضع؟”
عند سؤال أرتيا الحذر، ابتسمت كلارا بمرح.
“هَذهِ هي المرة الأولى التي أختبرُ فيها هَذا القدر مِن الاهتمام مِن زوجي. ولكن هل تعرفين ما الذي أدركتُه بعدما حصلتُ عليه؟”
“……؟”
“أنْ الحُب الذي كنتُ أتوق إليّهِ مِن زوجي كان مُجرد شيءٍ تافه.”
لِمْ ينبض قلبُها بجنون، ولَمْ تنهمر دموعها بحرارةٍ. لقد كان الأمر عاديًا تمامًا.
“لَمْ أكُن أحبهُ كثيرًا كما اعتقدت. كنتُ فقط أحاول أنْ أحبه.”
“إذا استمر زوجي في الاهتمام بي، فَسأحاول مرةً أخرى. لكن إذا ابتعد عني، فَلَن أضيع وقتي بعد الآن.”
رأت أرتيا في عينيها قرارًا واضحًا خاليًا مِن أيٍّ تردد.
“إنهُ خيارٌ رائع.”
نعم، لَمْ يكُن استسلامًا، بل كان اختيارًا.
اختيارًا مِن أجل سعادةٍ أكبر.
* * *
عانى النبلاء مِن صدمةٍ كبيرة عند رؤية الكونت شوركس، المعروف بسمعتهِ كزير نساء، يتخلى عن علاقاتهِ السابقة ويبدأ بمُلاحقة زوجتهِ فقط أينما ذهبت.
النساء المذهولات سألن كلارا:
“ما الذي فعلتهِ بالضبط؟”
“في الحقيقة، استشرتُ السيدة إيدينبرغ. لقد استمعت إليّ عندما رويت قصتي الخاصة، ثم قدمت لي نصيحةً حكيمة.”
كان في صوت كلارا ثقةٌ غيرُ مُحدودةٍ تجاه أرتيا.
لَمْ يمضِ وقتٌ طويل حتى بدأت بعض السيدات في طلب لقاءاتٍ خاصة مع أرتيا.
وتمامًا مثل كلارا، بدأ هؤلاء النسوة في مشاركة مشاكلهنَ الزوجية معها.
“زوجي لا يعود إلى المنزل أبدًا. وحتى عندما يأتي، فإنهُ يبقى في غرفتهِ وحده. أعلمُ أنْ زواجنا كان مُدبرًا، لكن هل يُمكننا حتى أنْ نُسمى زوجين؟”
على الرغم مِن أنْ بعض الزيجات كانت تبدو مثاليةً مِن الخارج، إلا أنها في الواقع كانت مليئةً بالمشاكل المُختلفة.
لكن أرتيا لَمْ تُظهر أيَّ دهشةٍ أو استغراب مِما سمعته. كما أنها لَمْ تُقدم نصائح مُتسرعة.
كل ما فعلتهُ هو الاستماع بهدوء إلى قصصهن قائلة:
“يبدو أنْ الأمر صعبٌ عليكِ.”
وعندما كانت إحداهنَ تغرقُ في مشاعرها حتى فاضت عيناها بالدموع، كانت أرتيا تُقدم لها منديلاً بصمت.
لَمْ يكُن في نظرتها أيُّ شعورٍ بالتفوق لرؤية عيوب الآخرين، ولا شفقةٌ سطحية.
كُل ما كان يملأ عينيها هو القلقُ الصادق.
عندها، انفجرت إحدى النساء بالبكاء كطفلّ صغير، بعد أنْ كانت تُحاول التماسك.
وبعد فترةٍ طويلة، عندما هدأت أخيرًا ومسحت عينيها المتورمتين، قالت بصوتٍ مبحوح.
“سيدة إيدنبيرغ، كلارا أخبرتني بطريقةٍ تجعل زوجي المُزعج يعاني. هل يُمكنني الحصول على ‘تلكَ الرسالة’ أيضًا؟”
ترددت أرتيا للحظة، ثم أومأت برأسها موافقة.
إذا كان بإمكانها تقديم المساعدة مِن خلال رسالةٍ واحدة، فَلَن يكون ذَلك أمرًا صعبًا.
***
في قاعة التدريب بالقصر الإمبراطوري، كان كيليان يتدربُ بالسيف وهو عاري الجزء العلوي مِن جسده.
كان وجههُ جميلاً كوجه سيدةٍ أرستقراطية اعتنت بنفسها بعنايةٍ فائقة، لكن جسدُه كان مثل وحشٍ نشأ في ساحة المعركة، قويًا ومتوحشًا.
‘مهما رأيتُه، يبقى مُخيفًا في كل مرة.’
ابتلع نوكتورن ريقهُ بصعوبةٍ وبدأ في تقديم تقريرهِ عن المعلومات التي جمعها طوال الليل، والتي شملت كُل شيء، مِن شائعات المُجتمع الراقي إلى أخبار السياسة الثقيلة.
كان أشبه بصحيفةٍ مُتنقلة.
وبينما كان يسردُ المعلومات بدقةٍ، قال فجأة:
“هُناك خبرٌ مثيرٌ للاهتمام. في الآونة الأخيرة، هُناك شخصٌ يُدعى إدوارد يُرسل رسائل حُبٍ مؤثرة، مِما يجعل قلوب السيدات النبيلات تضطرب. ونتيجة لذَلك، بدأ الرجال في الإمبراطورية بالغضب، ويخططون للقضاء على كُل شخصٍ يُدعى إدوارد!”
كان وجهُ نوكتورن مليئًا بالاهتمام، لكن نظرةُ كيليان كانت باردةً إلى أقصى حد.
“لا تُزعجني بتقاريرٍ عديمة الفائدة.”
“نعم، فهمت. لقد أخطأت.”
أدرك نوكتورن خطأهُ بسرعة البرق، وقبل أنْ يتمكن مِن مواصلة تقريره، سأله كيليان فجأة.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 71"