بعد أنْ حنت بيبي رأسها قليلاً، جلبت الفنجان إلى فمها.
بعد لحظات، فتحت بيبي عينيها على اتساعهما.
“لذيذ.”
ظهرت حمرّة خفيفة على خدها الذي يحمل ندوبًا.
كانت هَذهِ استجابةٌ عظيمةٌ جدًا مِن بيبي، التي نادرًا ما تُظهر مشاعرها.
في تلكَ اللحظة، ارتفعت كتفا أرتيا بفخر.
لكن فجأةً، غطى ظلّ وجه أرتيا.
رفعت رأسها لتجد إيلما تُراقبها بنظرةٍ شديدة الغضب.
“سيدتي، لديّ ما أخبرُكِ به.”
تحولت ملامح أرتيا، التي كانت تبتسم لبيبي قبل لحظات، إلى جفاء فجأة.
“ما الأمر؟”
نظرت إيلما إلى بيبي بعين خفية قبل أنْ تبدأ بالحديث.
“على الرغم مِن أنْ بيبي قد تكون صادقة، إلا أنْ هُناك العديد مِن العيوب التي تجعلها غيرَ مؤهلة لخدمتكِ.”
وضعت إيلما يدها على صدرها.
“مِن الآن فصاعدًا، سأتولى أنا شخصيًا خدمة سيدتي.”
كان هَذا تصريحًا مُفاجئًا؛ حيثُ كانت إيلما، التي اعتادت استخدام لسانها لإصدار أوامر للخادمات، تُعلن عن قرارها بالخدمة المُباشرة.
لكن، وماذا في ذَلك؟
أجابتها أرتيا بوجهٍ خالي مِن أيِّ تعبيّر.
“لا داعي.”
“……!”
اتسعت عينا إيلما في ذهول، كأنها تعرضت للخيانة. لكن أرتيا، دوّن أنْ تكترث، نظرت إلى بيبي ووضعت ابتسامةً رقيقة.
“خادمتي هي بيبي، وهَذا كافٍ.”
خادمتي.
كان هَذا مُصطلحًا لطيفًا غيرَ مُعتاد على لسان سيدةٍ عادية، مِما جعل وجه بيبي المُتجهم يزدادُ احمرارًا قليلاً.
كان المنظر لطيفًا، مِما جعل أرتيا تبتسمُ وتنهض مِن مكانها.
“الطقس جميلٌ اليوم، كنتُ أود شرب الشاي في الخارج بعد وقتٍ طويل، لكن يبدو أنْ هناك مَن يُعكر مزاجي. لنعود إلى الداخل.”
“نعم.”
أومأت بيبي برأسها، وفتحت المظلة.
بينما كانت أرتيا تسيرُ تحت مظلة بيبي، صاحت إيلما مِن بعيد.
“سيدتي، رغم أننا قد تراجعنا، إلا أنني مِن عائلةٍ نبيلة. عملتُ كخادمةٍ لمدة عشرين عامًا، وخدمت العديد مِن سيدات النبلاء الشهيرات. أنا أفضل بكثيرٍ مِن بيبي!”
أجابت أرتيا بنبرةٍ باردة.
“لكنكِ لا تملكين قلبًا.”
“……!”
“أنا لستُ بحاجةٍ إلى خدمتكِ. اهتمي بإدارة الخادمات بشكلٍ جيد.”
وبهَذهِ الكلمات، استدارت أرتيا وبدأت تمشي مع بيبي باتجاه المبنى.
مِن بعيد، كانت الخادمات يشاهدن أرتيا وإيلما وهمساتُهن تتعالى.
“هل صحيح أنْ السيدة ألقت ضربةً قوية على رأس كبيرة الخدم؟”
“نعم، بكُل تأكيد.”
نظرنَ إلى إيلما التي كانت قد تجمد وجهُها وكأنها تعرضت للضرب، وضحكنَ بخفة.
ثم نظرنَ إلى أرتيا.
بينما كانت أرتيا تسيرُ تحت مظلة بيبي، برأسٍ مرفوع كما لو كانت سيدةً نبيلة.
“إنها حقًا تبدو مثل سيدةٍ نبيلة.”
“بل هي سيدةٌ نبيلةٌ بالفعل.”
نعم، هي مِن عائلة إيدنبيرغ، مِن أعرق الأسر النبيلة.
استفاقت الخادمات على حقيقة قد نسينها، وبدأت نظراتهُن تحمل مشاعر جديدة.
كان ذَلك هو الاحترام العميق لشخصيةٍ كبيرةٍ في الأسرة.
بالطبع، لا يزال هُناك العديد مِن الخادمات اللواتي يستخفن بأرتيا.
“هاهاها، تتصرفُ بتكبر، لكن هَذا لَن يدوم. عندما يعود السيد، ستخاف وتعود إلى طبيعتها.”
“بالتأكيد، ستُعاقب بسبب حبسها للريليكا في الغرفة، وستعودُ إلى البكاء والندم.”
ومع ذَلك، كان هُناك بعض الخادمات اللواتي كانت أفكارهنَ مختلفة.
“بالرغم مِن ذَلك، إذا كان الأمر كذَلك، هل كانت كبيرة الخدم ستتصرفُ بهَذهِ الطريقة؟”
كانت إيلما خادمةً مُخضرمة خدمت النبلاء لفترةٍ طويلة.
على الرغم مِن شخصيتها القاسية، كانت لا تُضاهى في قدرتها على اكتشاف رائحة القوة والتودد للمُحيطين بها.
إذا كانت تبذل كل هَذا الجهد لإرضاء السيدة، فَهَذا يعني أنْ السيدة قد اكتسبت بعض القوة.
فجأةً، التفتت إحدى الخادمات إلى بيبي التي كانت تقفُ بجانب أرتيا.
“حتى قبل بضعة أيام فقط، كانت مُجرد فتاةٍ تقوم بالأعمال المنزلية، والآن أصبحت تخدُم السيدة…!”
“لقد سمعتُ أنه بدلاً مِن أنْ تتبع لريليكا، أصبحت بيبي خادمة ختصة للسيدة مُباشرةً.”
حتى لو كانت القوة التي اكتسبتها أرتيا ستزول عند عودة لويد، فإنْ حقيقة كونها سيدة هَذا القصر لَمْ تتغيّر.
وكان مِن الطبيعي أنْ العديد مِن الخادمات يتمنين أنْ يكنّ في مكان بيبي ويخدمن أرتيا بدلاً مِن القيام بالأعمال المنزلية مثل الغسيل والتنظيف.
حتى الآن، كان على الخادمات أنْ يُقدمن إكراميات لإيلما ويعبرن عن تملقهن لها وكأنهنَ يستجدين مكانًا، لكن الأمور قد تغيّرت الآن.
“إذا كنتُ أُظهر بعض الإخلاص للسيدة، رُبما يُمكنني أنْ أصبح خادمتها الخاصة.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 7"