“الخادمات اللواتي قدمنَ لي الخدمة كنَ أنيقاتٍ ولطيفات.”
“وماذا بعد؟”
“كانت قاعة الحفل أنيقةٌ ورائعة.”
“وماذا بعد؟”
مع استمرار الأسئلة، انحدرت قطرة عرقٍ باردة مِن جبين أرتيا.
كان يبدو أنْ هُناك إجابةً مُعينة يريد سماعها، لكنها لَمْ تستطع توقعها على الإطلاق.
عندها، وقعت عينا أرتيا على الزهور الوردية التي على الطاولة.
‘لا يُمكن…؟’
“كانت الزهور التي زينت قاعة الحفل جميلة جدًا؟”
في تلكَ اللحظة، ارتسمت ابتسامةٌ على شفتي كيلِيان الخالية مِن التعابير.
لقد كانت الإجابة الصحيحة!
لكن فرحتُها لَمْ تدم طويلًا…
“وغيرَ ذَلك؟”
ماذا؟!
شعرت أرتيا برغبة في الإمساك بياقة كيلِيان وسؤاله مُباشرةً “ما الذي تريدُ سماعه بالضبط؟!”
لحُسن الحظ، فتح كيلِيان فمهُ قبل أنْ يحدُث ذَلك.
“هل أعجبكِ طعمُ الحلوى؟”
اتسعت عينا أرتيا بصدمةٍ مِن سؤاله غير المتوقع.
“أعتذر، لكن يصعُب عليّ الإجابة.”
“لماذا؟ ألِمْ تُعجبكِ؟”
“بصراحة، كنتُ منشغلةً بالحديث مع الناس، فَلَمْ أتمكن مِن تناول أيِّ حلوى على الإطلاق.”
“…….”
لماذا إذًا ينظرُ إليّ هَكذا؟
شعرت أرتيا وكأنها ارتكبت جريمةً عظيمة بحقه.
‘ما الذي يحدُث هُنا؟ هل يُعقل أنْ يكون لدى سموّهِ هوايةٌ سرية في صناعة الحلويات؟ أم أنهُ فخورٌ جدًا بحلويات القصر لدرجة أنه يريدُ أنْ ينال أعجاب الآخرين؟’
لكن لَمْ يكُن أيٌّ مِن تلكِ الفرضيات يناسب كيلِيان.
‘يبدو أنْ فهم هَذا الرجل أمرٌ مستحيل.’
بعد أنْ وصلت لهِذا الاستنتاج، قررت أرتيا القيام بالتصرف الذي رأتهُ الأنسب في هِذهِ اللحظة.
“هل يُمكنني تجربة الحلويات التي قُدمت في الحفل الآن؟”
“الآن؟”
“نعم، لَمْ أتمكن مِن تذوق أيٍّ منها بسبب انشغالي، لكنني كنتُ متشوقةً لمعرفة مذاق حلويات القصر.”
لقد كان الجواب الصحيح!
فقد رفع كيلِيان زاوية شفتيهِ كما لو أنه لَمْ يكُن مُحبطًا قبل لحظات.
صُدمت أرتيا عندما رأت الطاولة أمامها.
“هل كانت هُناك كُل هَذهِ الحلويات في الحفل؟!”
امتلأت الطاولة بأنواعٍ لا حصر لها مِن الحلويات، لَمْ تكُن فقط بكمياتٍ وفيرة، بل كانت أشكالها أيضًا تحفًا فنية.
يكاد يكون مِن المؤسف تناولها.
لكن إنْ لَمْ تتناولها، فَسيعتبرها سموّه خائنة!
لَمْ ترغب أرتيا أنْ يحدُث ذَلك، لذا التقطت قطعة كعكة قريبة منها بشوكتها.
‘أنا لا أحبُ الحلويات كثيرًا، لكن…’
قررت أنْ تبتسم وتقول إنها لذيذة مهما كان مذاقها، حتى لا تُثير غضب الأمير المجنون.
وضعت قطعة الكعكة في فمها وهي مُستعدةٌ لذَلك، لكن… اتسعت عيناها فجأة.
‘كيف يُمكن أنْ يكون طعمُها هَكذا…؟!’
مذاقها الحلو كان مُعتدلًا، وتداخلت معهُ نكهة الجزر القوية بشكلٍ مثالي.
لقد كان تمامًا على ذوقها!
تناولت أرتيا قضمةً أخرى بملامحٍ غارقةٍ في النشوة، ثم تذكرت فجأةً سبب فعلها لهَذا الأمر.
‘آه، يجبُ أنْ أظهر رد فعلٍ مُناسب أمام سموّه.’
التفتت نحوه بسرعةٍ قبل أنْ يرسم على وجههٍ تعبيرًا مُخيفًا مرًة أخرى، لكنها تجمدت في مكانها.
كان كيليان يبتسم.
لكنها لَمْ تكُن ابتسامةً مُتغطرسة أو مُخيفة، بل كانت ابتسامةً طفوليةً بريئة.
توقفت أرتيا عن الحركة للحظة، ثم أدارت رأسها بسرعة.
‘لا… لا يُمكن! هل صنع سموّه هَذهٍ الحلوى بنفسه؟! هل لهَذا السبب يبتسمُ هَكذا؟’
ولدهشتها، كان جزء مِما فكرت بهِ صحيحًا.
قبل إقامة حفل الشاي، أصدر كيليان أمرًا بأنْ تكون جميع الحلويات المُقدمة للضيوف مصنوعةً مِن الجزر.
ثم أضاف أمرًا آخر:
“عندما تُصبح الحلويات جاهزة، أحضروها إليّ.”
وعندما سمع الطهاة أنْ الأمير سيقوم بتذوقها بنفسه، بذلوا قصارى جهدهم ليخرجوا بأفضل ما لديهم.
أصبح الطاهي هزيلًا خلال الأيام القليلة الماضية، وأشار إلى الحلويات التي تملأ الطاولة وهو يقدّم شرحًا عنها.
“استخدمنا أجود أنواع الجزر المُميزة في منطقة كاشان… حرصنا على إبراز حلاوة الجزر إلى أقصى حد… و…و…”
استمع كيليان إلى الشرح بصبر، ثم قطع قطعةً مِن الكعكة بحركةٍ أنيقةٍ للغاية ووضعها في فمهِ.
ابتلعها دوّن أنْ يُظهر أيَّ تغيّرٍ في تعابيرهِ.
“نكهةُ الجزر بالكاد تُلاحظ. زيدوا نسبة الجزر أكثر.”
لَمْ يكُن بإمكان الطاهي أنْ يعترض قائلاً،
‘سموّك، الجزر مكوّن ذو ذوقٍ خاص، وإذا كان طعمهُ قويًا فقد لا يُعجب الضيوف.’
كان الأمر مُتعلقًا بحياتهِ بعد كل شيء.
“نعم، سموّك، سنقوم بتعديل الوصفة فورًا!”
أجاب الطاهي بصوتٍ عالٍ وانحنى بانضباط.
وبعد عدة مُحاولات تذوق، تم اعتماد الوصفة أخيرًا.
ومنذُ ذَلك الحين، أصبح كيليان يُعرف بين طُهاة القصر بـ سموّه المجنون بالجزر.
في نفس الوقت، وبينما كانت أرتيا تمضغُ حلوى الجزر تحت ضغط نظرات كيليان الحادة، كانت سيداتُ الزهور مُجتمعاتٍ معًا.
***
قطعت ماريغولد قطعةً كبيرة مِن الكعكة، وضعتها في فمها، وبدأت تمضغُها.
“أخيرًا أشعر أنني على قيد الحياة! لَمْ أستطع تناول أيٍّ مِن الحلويات في حفل الشاي اليوم، فقد كانت كُلها بطعم الجزر.”
“بالنسبة لي، لَمْ تكُن سيئة. شعرتُ بأنها صحية.”
قطّبت ماريغولد جبينها وهمست بامتعاض.
“العالم ينقسم إلى محبي الجزر وكارهيه، كما هو متوقع.”
ثم نظرت إلى فريجيا.
“ماذا عنكِ، أيتُها الأميرة؟ كيف كانت الحلويات اليوم؟”
“لستُ متأكدة… لا أتناول الحلويات أصلًا.”
“يبدو أنْ عليّ تصحيح كلامي، فالعالم ينقسم إلى مَن يستطيعون تجاهل الكعكة الموضوعة أمامهم، ومَن لا يستطيعون ذَلك.”
“هل تقولين إنْ السيدة إيدينبرغ تريدُ أنْ تُصبح إيثيريال؟”
“ليس ذَلك مُستحيلًا.”
“بل هو كذَلك تمامًا. لقبُ إيثيريال لا يُمنح فقط بناءً على اسم العائلة. الجمال، الشخصية، الرقي، الذكاء، السمعة، وحتى الحظ، كلها عواملٌ يجبُ أنْ تتوفر في مَن تحمله.”
حتى هنَ، اللواتي يجلسن هُنا الآن، ما كنّ ليحصلنَ على هَذا اللقب لولا تحالفهنَ القوي معًا.
“والآن، انظري إلى إيدينبرغ.”
صحيح أنْ عائلتها نبيلة، لكنها لَمْ تعُد تحظى بنفس الاحترام الذي كانت عليهِ سابقًا.
وصحيح أنها جميلة، لكنها ليست مُذهلةً إلى درجة تخطفُ الأنفاس.
ورغم أنْ سلوكها اليوم كان مُختلفًا، إلا أنْ امرأة لَمْ تستطع التواصل مع الناس لعشرين عامًا لَن يكون مِن السهل الحكم عليها بأنها مؤهلةٌ للقب إيثيريال.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 68"