“سَلِّم ليّ المهمة التي أوكِلَت إليّكَ مِن قبل كونت بلورانس.”
رغم أنهُ مُمثلٌ يحصلُ على المال مُقابل عمله، لَمْ يكُن هَذا موقفًا يُمكنه فيهِ التمسُك بمبادئه.
كان يعلم بالفطرة أنهُ إنْ تجرأ على الاعتراض، فإنْ هَذا ‘الشيطان الجميل المُخيف’ أمامه لَن يتردد في استخدام السيف المُعلق على خصرهِ ليقطع رأسهُ عن جسده.
“نعم، سيدي!”
ردّ الرجُل بسرعة البرق، ثم سلّم الرسالة التي حصل عليها مِن الكونت هيمفري بكلتا يديهِ، وكأنهُ يُقدم قربانًا للملك.
أخذ كيليان الرسالة ثم أومأ برأسهِ نحو نوكترن، الذي كان واقفًا بجواره.
عندها، أطلق الرجُل صرخة فزعٍ.
“آآآه! لقد وعدتَ بأني سأظل حيًّا…!”
طَقّ.
وُضِعَ كيس مِن الحرير أمامه.
نظر نوكترن إليّه، مُشيرًا بفتح الكيس، فتردد الرجًل قليلًا قبل أنْ يفتحه، لتتسع عيناه على الفور.
كان الكيس مُمتلئًا بالعملات الذهبية، تتلألأ بريقها لدرجة أذهلته.
ابتسم نوكترن بلطف وقال.
“إنهُ ثمن تخليكَ عن المهمة. هل تفهم؟ هَذا ليس تهديدًا، بل صفقة.”
نظر الرجُل إلى الكيس، ثم أومأ برأسهِ بسرعة.
“بالطبع، بالطبع!”
بهَذا القدر مِن المال، حتى لو غضب كونت بلورانس مِن تسليمه المهمة لشخصٍ آخر، فَلَن يكون لهُ الحق في الاعتراض.
وهَكذا، بطريقةٍ عادلةٍ تمامًا، حصل كيليان على الدور.
أما عن سبب قيامهِ بهَذا الأمر المزعج…
ألقى كيليان نظرةً على أرتيا، التي كانت تُراقبه عن كثب، ثم أجاب.
“ألَمْ تُقرري الزواج مِن الرجل الذي يعجبُني؟ لا أطيقُ المُمثلين الرخيصين الذين يبيعون أنفسهم مُقابل حفنةٍ مِن المال.”
“إضافة إلى ذَلك، فإنْ الكونت ميزورا يحملُ دمًا ملكيًّا ولو بشكلٍ بعيد. لا يُمكن السماح لأيِّ أحدٍ بلعب هَذا الدور حفاظًا على كرامة العائلة المالكة.”
“؟؟؟؟”
كان منطقهُ يبدو معقولًا، لكنهُ في الوقت ذاته غريبٌ للغاية.
في النهاية، تنهدت أرتيا بخفة.
‘لنعتبر الأمر هَكذا…’
‘يبدو أنْ صاحب السمو لديهِ هوايةٌ غريبة تتمثل في لعب دور العريس المزيف.’
أقنعت نفسها بذَلك، ثم استجمعت أفكارها قبل أنْ تقول بصوتٍ جاد.
“فهمت، يا صاحب السمو. سأحترمُ ذوقكَ. ولكن لديّ طلبٌ واحد.”
“قولي ما لديكِ.”
“هَذا الزواج أمرٌ في غاية الأهمية بالنسبة لي، لذا أرجو منكَ التعاون كي أتمكن مِن إتمامهِ بنجاح.”
“بالطبع.”
“…..”
ورغم إجابة كيليان الواثقة، لَمْ يختفِ التجهُم عن وجه أرتيا.
* * *
عندما عاد كلٌّ مِن أرتيا وكيليان إلى قاعة الحفل، انصبّت أنظار الحاضرين عليهما.
‘هل سيتمكن هَذا الأمير المُتعجرف والوحشي مِن إنجاز الأمر بشكلٍ جيد؟’
لكن مخاوف أرتيا بدت بلا معنى، إذ أظهر كيليان سلوكًا مُختلفًا تمامًا عن ذَلك الذي اعتاد عليهِ في العاصمة.
بدا كما لو أنْ هالتهُ القوية والمرعبة قد اختفت تمامًا.
‘صحيح أنْ الحاضرين كانوا متوترين، لكن على الأقل لَمْ يكونوا يرتجفون وكأنهم على وشك الموت.’
حتى عيناهُ الذهبيتان الحادتان أصبحتا أكثر هدوءًا.
‘لكن الناس ما زالوا يراقبونهُ بحذر، لكن على الأقل لَمْ يكونوا يهرعون للاعتذار فور أنْ تلتقي أعيُنهم بعينيه.’
بل قد تحدث مع الضيوف.
‘حتى لو لَمْ تتجاوز مُحادثاتًه ثلاث كلمات، على الأقل لَمْ يكُن الصمت القاتل يُخيم على الأجواء كلما نطق أحدُهم بكلمة.’
‘يبدو أنْ صاحب السمو قادرٌ على فعلها إنْ أراد.’
نظرت أرتيا إلى كيليان بإعجابٍ جديد وهي تُراقب قدرتهُ على التكيف.
لكن هل كان السبب في هَذا التغيير هو موقفهُ المُختلف؟ أم ثيابهُ الرسمية الفاخرة؟ أم رُبما شعرُه الطويل، الذي بدا وكأنهُ حقيقي رغم أنها لا تعرف كيف استطاع تثبيتهُ بهَذهِ الطريقة؟
‘إنه يبدو كشخصٍ مُختلفٍ تمامًا.’
بينما كانت تُحدق به وكأنها مسحورة، داست بالخطأ على طرف فستانها.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 51"