دخلت أرتيا إلى غرفة الاستقبال، وملامحُ عدم التصديق ترتسمُ على وجهِها.
كانت الغرفة فارغةً بعد إزالة جميع الزخارف، لكن وسط هَذا الفراغ، وقف شخصٌ لَمْ يكُن ينتمي إلى هَذا المكان على الإطلاق.
كان ذَلك كيليان.
كتمت أرتيا دهشتها التي كادت تفقدُها وعيّها، وانحنت احترامًا لهُ.
“أُحيي نسل أورفيوس العظيم.”
لكن كيليان لَمْ يرُد التحية، بل قال وهو ينظرُ إلى رأسها المُنحني، الذي لَمْ يكُن ينوي الارتفاع أبدًا.
“ارفعي رأسكِ، أرتيا فون إيدنبيرغ.”
رفعت أرتيا رأسها بحذر.ٍ
للحظة، تساءلت إنْ كانت مًجرد هلوسةٍ ناتجة عن الضغط الشديد، لكنها سرعان ما أدركت أنْ هَذا ليس هلوسة.
‘تلكَ النظرة الحادة، التي تبدو وكأنها قادرةٌ على قتل شخصٍ بِمُجرد التقاء الأعين، لا يُمكن أنْ تكون هلوسة. ذَلك الوجهُ الجميل، الذي يبعثُ شعورًا بالرهبة بدلًا مِن النبضات المُتسارعة، هو ببساطةٍ مُتقن جدًا ليكون هلوسةَ.’
كانت عينا أرتيا مُتسعتين تمامًا، وعندها، فتح كيليان فمهُ قائلاً.
“يبدو وجهًكِ وكأنكِ أرنبٌ رأى جزرةً تقفزُ أمامه. يبدو أنكِ صُدمتِ كثيرًا.”
وكيف لا تكون كذلك؟
فَهو أميرٌ، بإمكانهِ استدعاء أيِّ نبيلٍ إلى القصر الإمبراطوري متى شاء.
فِلماذا أتى بنفسهِ لرؤيتها؟
لَمْ تستطع أرتيا إخفاء ارتباكها وهي تسأل.
“أعتذر لسؤالي، لكن ما سببُ زيارتكَ، جلالتُكَ؟”
“ترددت شائعات كثيرة عنكِ مُجددًا في العاصمة.”
“……؟”
“يُقال إنكِ وافقتِ على الزواج مِن سيمون فون لوشيان مًقابل الحصول على قرضٍ مالي.”
صرخت أرتيا باستنكارٍ شديد.
“هَذا محضُ هراء!”
“حقًا؟”
“نعم! صحيح أنني اقترضتُ المال، لكنني لَمْ أعد بذَلك أبدًا. كل ما في الأمر أنه إنْ لَمْ أتمكن مِن سداده في الموعد المًحدد، فسيتمُ الاستيلاء على الضمان.”
رغم أنْ بحيرة آنسي كانت مكانًا ثمينًا يحملُ ذكرياتٍ عزيزةٍ، لَمْ تكُن مستعدةً للتضحية بنفسها والزواج برجلٍ لا تُريده مُقابلها.
بالطبع، كان فقدانُها أمرًا مؤلمًا…
لكن أثناء تذكرها للبحيرة التي قضت فيها الوقت مع والدتها، عضّت أرتيا شفتيها.
“سأعطيكِ المال.”
‘يُعطيني ماذا؟’
‘هل سيمنُحني سيفًا لأقطع بهِ رأس ذَلك الثُعبان الماكر، شايلوك؟’
استغرق الأمر بضع ثوانٍ قبل أنْ تستوعب أرتيا ما قصده.
“هل تعني أنكَ ستُقرضني المال؟”
“نعم.”
اتسعت عيناها بذهولٍ مُضاعف.
“هل تعلمُ حتى مقدار المبلغ؟”
“لا يهمُني. طالما أنكِ لَمْ تقترضي جميع أموال الإمبراطورية.”
كانت كلماتُه مُتعجرفةً بلا حدود، لكنها لَمْ تكُن مُبالغةً فارغة.
فالرجل الذي نطق بها كان صاحب النفوذ الأكبر بعد الإمبراطور نفسه.
نظرت إليّهِ أرتيا بذهولٍ قبل أنْ تسأله.
“لماذا؟”
لقد طرحت عليهِ نفس السؤال في اليوم الذي حصلت فيهِ على موافقة الطلاق مِن الإمبراطور.
عندما سألتهُ آنذاك لماذا ساعدها.
‘في بعض الأحيان، عندما أرى يرقةً صغيرةً تتخبطُ في شبكة عنكبوت، أشعرُ برغبةٍ في مُساعدتها.’
هل كان هَذا هو السبب ذاتُه هَذهِ المرة أيضًا؟
لكن اليوم، كانت إجابتُه مُختلفةً قليلًا.
“لأنني أعتقد أنْ الأمر سيكون مُمتعًا.”
كانت إجابةً مُهملة، بل ورُبما غيرَ مُهذبة.
لكن رغم ذَلك، لَمْ تشعُر أرتيا بالغضب على الإطلاق، بل شعرت بالسعادة.
فباستثناء بيبي، لَمْ يكُن هُناك أحدٌ آخر حاول مُساعدتها.
انعكست مشاعرُها في عينيها اللتين تلألأتا برقة، وارتسمت ابتسامةٌ جميلة على شفتيها المُمتلئتين.
لَمْ يستطع كيليان أنْ يُشيح بنظرهِ عن ابتسامتها التي أزهرت كزهرةٍ صباحية في ضوء الفجر.
عندها، تحدثت أرتيا بصوتٍ ناعم:
“أنا مُمتنةٌ جدًا لكَ على عرضكَ لمُساعدتي مًجددًا، سموكَ. لكن لا داعي لذَلك.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 43"