كان هُناك مَن يرغبُ فقط في معرفة قصتها، لكن كثيرين أرسلوا رسائلهم بدوافع أكثرَ وضوحًا.
“يريدُ التحدث معي بجديةٍ عن الزواج؟”
لَمْ تكُن أرتيا تعرفُ حتى شكل الرجل الذي كتب هَذهِ الرسالة.
وغالبًا، هو أيضًا لا يعرفُ شكلها.
ومع ذَلك، كانت رسالتُه مليئةً بالكلام المطوّل عن الفوائد التي سيجنيها مِن الزواج بها.
“كما توقعت، الزواج بالنسبة للنبلاء ليسَ سوى صفقةٍ تجارية.”
تنهدت أرتيا بإرهاقٍ.
لَمْ تكُن ترغبُ في حضور حفلات المُجتمع الراقي والحديث عن حياتها الخاصة لجذب الانتباه، ولَمْ تكُن تبحثً عن رجلٍ يشتري لقب دوقية إيدنبيرغ بأغلى سعرٍ مُمكن.
كل ما أرادتهُ كان الاستمتاع بالحرية والسلام اللذين حصلت عليهِما بشق الأنفس.
‘رجاءً، توقفوا عن إزعاجي وابتعدوا.’
كان هَذا ما أرادت كتابتهُ ردًا على الرسائل، لكنها أدركت أنْ ذَلك سيُثير ضجةً كبيرة.
لأنها لَمْ تكُن ترغب في الدخول في جدالاتٍ لا طائل منها، كتبت ردًا مُهذبًا قدر الإمكان.
“ما زالت آثارُ الطلاق تؤلمني، وأحتاجُ إلى الراحة.”
كانت تكتبُ الردود بوجهٍ خالٍ مِن أيِّ تعابير، عندما اتسعت عيناها فجأةً.
والسبب كان اسمًا مكتوبًا على إحدى الرسائل غيرِ المفتوحة بعد.
كاثرين فون إيدنبيرغ.
“زوجةُ أبي… كاثرين.”
عندما كانت أرتيا في العاشرة مِن عمرها، توفيت والدتًها.
لَمْ يمر عامٌ على وفاة زوجتهِ حتى أحضر بينديكت امرأةَ أخرى إلى القصر.
امرأةَ شابةً وجميلة تُدعى كاثرين.
لَمْ تكُن كاثرين طيبة القلب إلى حد الاعتناء بابنةٍ ليست مِن دمها، لكنها أيضًا لَمْ تكُن مثل زوجات الأب الشريرات في القصص الخيالية. لَمْ تؤذِها ولَمْ تُسيء مًعاملتها.
رغبت الطفلة أرتيا في التقربً منها.
لأنها كانت في سن لا تزال تحتاجُ فيهِ إلى لمسة الأم.
“لكن علاقتُنا لَمْ تتحسن أبدًا.”
مرّ الوقت، ولَمْ تُرزق كاثرين بأيِّ أطفال.
خيّبَ ذِلك أمل بينديكت، وسرعان ما أصبحت علاقتُهما الزوجية باردة.
وبسبب ذَلك، أصبحت كاثرين أكثر بُعدًا عن أرتيا، وبعد انتهاء جنازة بينديكت، غادرت القصر تمامًا.
“لكن الآن، ها هي تعود… لا أعتقدُ أنها جاءت لأنها اشتاقت إليّ.”
بعد عدة أيامٍ، وصلت كاثرين إلى القصر.
لَمْ تكُن تكبرُ أرتيا سوى بأربعة عشر عامًا، مِما جعلها تبدو شابةً جدًا وجميلةً لتُدعى “أمًا”.
كانت كاثرين ترتدي ملابس فاخرةً مِن رأسها حتى أخمص قدميها، وما إنْ وقعت عيناها على أرتيا حتى تحدثت بنبرةٍ مُستاءة.
“يا إلهي، ماذا تفعلين الآن؟!”
تحتَ أشعة الشمس الحارقة، كانت أرتيا ترتدي سروالًا فضفاضًا، يُشبه ملابس الخدم الذكور، مُمسكةً بحجرٍ ثقيل في كلتا يديها.
نقرت كاثرين بلسانها وأكملت قائلة:
“أنتِ لستِ جميلةً بشكلٍ استثنائي، ولا تمتلكين حتى القليل مِن اللطافة، الشيء الوحيد الذي يُمكنكِ التباهي بهِ هو بشرتُكِ البيضاء الناعمة وجسمُكِ النحيف كغُصن شجرة. فكيفَ تجرئين على إفساده؟!”
بعد ثلاث سنواتٍ مِن الغياب، كانت هَذهِ أول كلماتها؟
‘لا تزال كما هي.’
ابتسمت أرتيا بمرارةٍ، ثم وضعت الحجر على الأرض وانحنت لها برشاقة.
“مرحبًا بقدومكِ، أمي.”
اتسعت عينا كاثرين، التي كانت تُشبه عيني قطة.
“لَمْ أستطع تصديق خبرِ طلاقكِ، لكن الآن أصدق. الطفلة التي كانت ترتجفُ خوفًا عند رؤيتي وتنظرُ إلى الأرض فقط قد تغيّرت حقًا؟”
“البشر يتغيّرون مع الوقت، أليس كذَلك؟”
“هَذا جيد. على الأقل، الآن يُمكننا التواصل بشكلٍ أفضل مُقارنةً بالماضي، عندما كنتِ لا تستطيعين النظر في عيني ولا أستطيعُ حتى فهم ما تُتمتمين بهِ.”
مدّت كاثرين مجموعةً مِن الأوراق نحو أرتيا.
“ما هَذا؟”
“لقد قمتُ بفرز الرجال الذين يُريدون الزواج منكِ، واخترتُ لكِ أفضلهُم مِن حيث الشروط.”
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 27"