“كفى. إنْ عارضتَ كلمتي مرةً أخرى، فسأعتبرُ ذَلك خيانةً.”
تلألأت عيناهُ الذهبية بوحشيةٍ لا تُضاهى.
“آه…”
عندها، لَمْ يستطع لويد النطق بكلمةٍ واحدة وسقط على الأرض مُنهارًا.
راقبت أرتيا المشهد وهي تقبضُ يديها المُرتعشتين بقوة.
لَمْ يكُن قرار الإمبراطور لأجلها، بل كان لإقصاء لويد مِن منصب الدوق، لكن ذَلك لَمْ يكُن مهمًا.
كل ما كانت تشعرُ بهِ هو فرحةٌ خالصة لحصولها أخيرًا على ما طالما حلمت بهِ.
أخيرًا… أخيرًا، لقد حصل الطلاق!
بعدما نهض الإمبراطور مِن مقعدهِ وغادر الكنيسة، رفعت أرتيا جسدها بٍبطء بعد أنْ ظلّت راكعةً طوال الوقت.
لكن فجأةً، ركض لويد نحوها وأمسك بِمعصمها صارخًا.
“اذهبي إلى جلالتهِ فورًا واخبريهِ إنكِ لَن تتطلقي!”
“لا.”
جمُد وجه لويد عند ردها القاطع.
لكن أرتيا واصلت الحديث بصوتٍ هادئ غيرِ مكترث.
“أنتَ قد سمعت بنفسكَ. جلالتهُ فرض علينا عقوبة. نحنُ لَمْ نُقم بواجباتنا كزوجين ولا كدوقين، لذا عاقبنا بهَذا القرار. ولا أحد يستطيعُ إلغاء قرار الإمبراطور.”
في اللحظة التي أدارت فيها أرتيا وجهها، اندفع لويد نحوها بغضبٍ.
“أيتُها الـ…!”
في عينيهِ المقلوبتين بجنون، رأت أرتيا انعكاسًا لصورتهِ قبل أيام، حين هاجمها ليلاً.
تجمد جسدُها تمامًا.
“سيضربُني.”
في اللحظة التي عضّت فيها شفتها استعدادًا لذَلك…
صفعة!
لكن، الشخص الذي طُرح أرضًا بصوت الضربة القوي لَمْ يكُن أرتيا، بل لويد نفسه.
“بيبي؟!”
لكنها لَمْ تكُن بيبي هَذهِ المرة.
كان الشخص الواقف فوق لويد، ينظرُ إليّهِ بازدراء، هو الأمير كيليان، بشعرهِ الأسود الداكن وعينيهِ الذهبية المتوهجة.
كان يرتدي زيًا عسكريًا رسميًا أنيقًا، وكأنهُ كان في اجتماعٍ ما، ويمسك بسوط ركوب الخيل في يدهِ التي برزت فيها عروق الغضب.
“ما هَذهِ الحُثالة المُقززة التي تتجول في هَذا المكان المقدس؟”
على الرغم مِن نبرتهِ الهادئة، إلا أنْ عيناهُ الذهبية كانت تشعُ ببرودةٍ قاتلة.
لَمْ يجرؤ لويد حتى على الاحتجاج بأنْ ضرب الناس بالسوط أمرٌ غيرُ مقبول، بل ارتعد كمَن ينتظرُ حتفه الوشيك.
ثم، بعد أنْ حول كيليان نظرهُ عن لويد، التفت إلى أرتيا وسألها بنبرة هادئة.
“ماذا تُريدين أنْ أفعل به، أرتيا فون إيدنبيرغ؟”
“مـ… ماذا؟”
توترت أرتيا مِن السؤال المُفاجئ، لكن كيليان فقط فتح شفتيهِ وسأل مُجددًا بلهجةٍ عادية، كما لو كان يعرضُ عليها حلوى.
“هل تُريدين أنْ أقتُله، أم أتركه؟”
استغرق الأمر لحظة حتى تستوعب أرتيا المعنى الحقيقي لكلماته.
كانت مُتأكدةً مِن أنه حتى لو مات لويد، فَلَن تشعر بالحزن ولو بقدر ذرة غبار.
لكنها لَمْ تكُن تُريد أنْ تشهد موتهُ أمام عينيها.
ليس لأجله… بل لأجلها هي.
“سموك، أنا أفضل رؤية الأشياء الجميلة فقط.”
“إذا كنتَ ستفعلُ ذَلك، فافعله بعيدًا عني.”
ارتسمت ابتسامةٌ باهتةٌ على شفتي كيليان، ثم قال دوّن أنْ ينظر حتى إلى لويد.
“اخرج.”
“شـ… شكرًا لكَ! شكرًا لكَ، سموك!”
انحنى لويد وكأنهُ يشكر كيليان لإنقاذه، ثم فرّ هاربًا مِن الكنيسة بأقصى سرعة.
وهَكذا، بقي فقط كيليان وأرتيا داخل القاعة الضخمة.
‘ما زال… وسيمًا بشكلٍ لا يُصدق.’
حدقت أرتيا بهِ لوهلة، غيرَ قادرةٍ على إبعاد عينيها، لكنها سرعان ما أدركت نفسها وأخفضت رأسها بسرعة.
مهما كان بريقهُ يخطف الأنفاس، فَهَذا الرجل أمامها معروفٌ بكراهيتهِ الشديدة للنساء، وكان يُلقب بـ”الأمير المجنون”.
كان عليها أنْ تكون حذرة.
بينما كانت تضغطُ شفتيها في صمت، سمعت صوتهُ فجأة.
“جراحُكِ أسوأ مِما ورد في تقارير الفرسان.”
رفعت أرتيا رأسها بسرعةٍ، مًتفاجئة.
“هل… هل أنتَ مَن أرسل الفرسان؟”
“نعم.”
“لكن… لماذا؟”
خرجت الكلمات مِن فمها بلا تفكير، فَلَمْ يكُن هُناك وقتٌ للتحفظ أو التفكير في كيفية التعبيّر عنها. كان الأمر مُفاجئًا لدرجة أنها لَمْ تستطع استيعابه بالكامل.
نظر كيليان إلى أرتيا، التي كانت تُحدق بهِ بذهول، وتذكر ما حدث قبل عدة ليالٍ.
كان حينها يقرأ التماسات النبلاء نيابةً عن الإمبراطور.
كانت الوثائق المُتعلقة بإدارة الدولة مثيرةً للاهتمام، أما الطلبات المُتعلقة بالمشاكل بين العائلات النبيلة فكانت مُجرد مصدر إزعاج.
“يجبُ أنْ تُقطع أيدي كُل مَن يرسل هَذهِ الطلبات السخيفة إلى القصر حتى لا يزعجونا مُجددًا.”
لَمْ يكُن كلامه مزاحًا على الإطلاق.
في تلكَ اللحظة، دخل نوكترن الغرفة.
“سموك، لقد وصلت الآن رسالة التماس مِن سيدة إيدنبيرغ.”
لَمْ يكُن خطاب أرتيا يتعلق بشؤون الدولة، ولا بمسألة كبرى تخص عائلتها. كان مُجرد نداء شخصي مِن امرأةٍ نبيلة.
عادةً ما تُهمل مثل هَذهِ الخطابات في زاويةٍ ما أو يُتخلص منها على يد أحد المسؤولين.
لكن نوكترن، الذي علم بأمر الرسالة بالصدفة، سارع بإحضارها لكيليان.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 22"