قالت إيلما، وكذَلك جميعُ مَن في القصر، إنْ بيبي قد هربت إلى خارج القصر.
وكانت أرتيا تعتقدُ ذَلك أيضًا.
لكن الأمر لَمْ يكُن كذَلك. لَمْ تبتعد بيبي عن جانب أرتيا ولو لمرةٍ واحدة.
“لقد كنتُ مُختبئةً في المساحةٍ السريةٍ القريبة مِن غرفة سيدتي.”
“ماذا؟!”
كما يليقُ بتاريخهِ الطويل، كان في قصر إيدنبيرغ العديد مِن المساحات السرية.
وكانت الخادمات العاملات في القصر يكتشفنَ بعضها بشكلٍ طبيعي.
لكن معظم تلكَ الأماكن لَمْ تكُن مُناسبةً للعيش، إذ لَمْ تكُن تُدار بشكلٍ جيد، وكانت مليئةً بالغبار، ولَمْ تكُن فيها أيًّ مصابيح على الإطلاق.
والأهم مِن ذَلك، أنْ القصر يعجُ بالعشرات مِن الأشخاص الذين يتحركون بلا توقف. لذا، حتى لو كانت مساحةً سرية، كان مِن شُبه المُستحيل عدم اكتشافها في ظل هَذهِ الظروف.
“لقد اختبأتِ هُناك لأكثر مِن شهر… هل أنتِ بخير؟”
تفحصت أرتيا بيبي بوجهٍ مليء بالقلق.
لحُسن الحظ، لَمْ يكُن هُناك أيِّ تغيّر عنها في السابق.
لا تزال بشرتها تبدو بصحة جيدة، وجسدها قويًا.
قالت بيبي، وقد احمرّت أطرافُ أذنيها قليلاً:
“لا داعي للقلق. كنتُ بخير.”
“حقًا؟”
“نعم. كنتُ أخفي هَذهِ المهارة لأنها غيرُ مفيدةٍ لخادمةٍ تخدمُ سيدة، لكن في الواقع، مهنة عائلتنا هي الصيد. لقد علّمني والدي العديد مِن المهارات، مثل كيفية التخفي و…”
نظرت بيبي إلى لويد الملقى على الأرض قبل أنْ تُكمل كلامها:
“كيفية جعل الكائنات الحية غيرَ قادرةٍ على القتال.”
نظرت أرتيا أيضًا إلى لويد كما فعلت بيبي.
كان لويد، الذي ضُرب بمؤخرة رأسهِ بكعب حذاء بيبي، مُلقى على الأرض بلا حراكٍ، وكأنهُ ضفدعٌ ميت.
همست أرتيا بصوتٍ منخفض:
“هل يُمكن أنه قد مات؟”
وضعت بيبي يدها على عُنق لويد، ثم أجابت:
“لقد أغميّ عليه فقط. هل تُريدين مني قتله؟”
كانت نظرةُ بيبي جادةً للغاية.
ولو أومأت أرتيا برأسها، لكانت بيبي ستقومُ بلف عنق لويد على الفور.
لكن أرتيا ابتسمت وهي تخفضُ حاجبيها.
“إنهُ عرضٌ مغرٍ، لكن لا.”
لأن الحياة ثمينة؟ أو لأنهُ زوجها الذي أحبتهُ يومًا ما، حتى لو كانت تكرهُه الآن؟
بالطبع، لَمْ يكُن ذَلك هو السبب.
كانت واثقةً مِن أنها لَن تذرف دمعةً واحدة حتى لو غادر لويد هَذا العالم في الحال.
ومع ذَلك، لَمْ يكُن قتله خيارًا.
“لا يزال لويد هو دوق إيدنبيرغ.”
إلحاق الأذى بنبيلٍ كان جريمةً خطيرة.
أما لو كان الأمر يتعلق بالقتل، فسيكون العقاب الإعدام الفوري، بغض النظر عن السبب.
“حتى لو قمنا بإخفاء جثتهِ، فسوف يُلاحق المحققون آثارهُ بعنادٍ ويطاردون الجاني. لا أريدُ أنْ تُصبح خادمتي العزيزة مُجرمة.”
“…..”
“مكانكِ هو بجانبي، بيبي.”
احمرّت أطراف أذني بيبي أكثر مِن ذي قبل، وكأنها تحترق.
أومأت بيبي برأسها بعزم، ثم أشارت إلى لويد وسألت:
“إذن، ماذا سنفعل بهَذا الرجل؟”
حدّقت أرتيا إلى لويد المغمى عليهِ بصمتٍ قبل أنْ تتحدث:
“ما هَذا الكلام؟ لقد فقدتُ وعيّ لأن شخصًا ما ضربني على مؤخرة رأسي…”
قال لويد وكأنهُ أدرك شيئًا:
“لا تقولي بإنكِ تكذبين بهَذهِ الطريقة فقط لحماية الشخص الذي ضربني؟”
أظهرت أرتيا تعبيرًا مليئًا بالاحتقار لا يُمكن وصفه.
“أنتَ تُحاول التهرب مِن الموقف بأيِّ طريقة، لكن كف عن ذَلك. لقد طلبتُ بالفعل مِن العائلة الإمبراطورية حمايتي مِن زوجٍ يرفضُ الطلاق ويُحاول إيذائي، وحصلتُ على الموافقة رسميًا.”
“لَمْ يكُن هُناك حاجةٌ لأخذ أقوالك عند إثبات ما حدث الليلة الماضية أمام المُحققين الإمبراطوريين. فقد كان هُناك العديد مِن الخدم الذين شهدوا أنكَ اقتحمتَ غرفتي وارتكبتَ فعلًا شنيعًا.”
“مَن يجرؤ على قول هَذا الهراء؟!”
“يبدو بأنكَ لا تستوعب الوضع بعد، لويد. ليس هَذا وقت الغضب على أمورٍ كهَذهِ، بل عليكَ القلق بشأن العقوبة التي ستنالهُا على أفعالكَ المروعة تجاهي.”
حدّقت أرتيا في لويد بنظرةٍ حادة، فارتعشت كتفاهُ للحظة، لكنهُ حاول رسم ابتسامةٍ مُتكلفة.
“يبدو أنكِ لَمْ تستفيقي بعد، أليس كذَلك؟ هَذا قصر إيدنبيرغ، وصاحبهُ هو أنا. إذا أردتُ، يُمكنني أنْ…”
وبذَلك، إذا حاول أحدُهم فعل ما فعلهُ لويد، فسوف تحطم ما بين ساقيهِ تمامًا.
عقدت العزم على ذَلك، ثم غادرت الغرفة برفقة الفرسان، لتجد إيلما واقفةً أمام الباب.
بِمُجرد أنْ رأت أرتيا، انفجرت إيلما بالبكاء.
“أندم بشدةٍ على مُغادرتي القصر بالأمس بسبب بعض الأمور. لو كنتُ هُنا، لكنتُ ضحيتُ بحياتي لإنقاذ سيدتي. أرجو أنْ تعاقبي هَذهِ الخادمة الحمقاء التي فشلت في حمايتكِ.”
كان مشهدها مؤثرًا لدرجة أنْ بعض الفرسان خلف أرتيا تأثروا، ورأوا فيها خادمة مُخلصة.
لكن أرتيا لَمْ ترَ الأمر كذلك أبدًا.
‘نادرًا ما تُغادر إيلما القصر، لكنها غابت بالأمس تحديدًا.’
لَمْ تعتقد أرتيا أنْ ذَلك مُجرد صدفة.
‘بل هَذا هو السيناريو الأكثر منطقية.’
كانت إيلما قد لاحظت عندما أمر لويد الخدم بالمُغادرة، وأدركت أنه كان ينوي فعل شيءٍ سيء بأرتيا.
لذا، خرجت مِن القصر بحجةٍ مًناسبة، كي لا تتورط في أيِّ مشكلة، ولا تُتسبب في إفساد علاقتها لا مع لويد ولا مع أرتيا.
‘رُبما كانت تتمنى أنْ أتعرض لأذى جسيم، كي لا أتمكن مِن فرض سيطرتي عليها مُجددًا.’
كان تصرفها خبيثًا، لكنهُ في النهاية صبّ في مصلحة أرتيا.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 19"