“هذا ليس مكانًا للتسلية. بصفتكما ممثلين عن عائلة دوق إيدينبرغ، يجب أن تظهروا كرامة وذكاءً يليقان بها، لكن بمشاهدتكما الآن، يبدو أن أيًا منكما غير مناسب لتمثيل عائلتنا.”
ألقت إيفانجلين نظرة خاطفة على أرتيا التي كانت جالسة في المقعد الأعلى.
كانت أرتيا تجلسُ بهدوءٍ، يداها مطويتان، ووجهها يحمل تعبيرًا غامضًا لا يُفسر.
“لنتأمل أكثر فيمن سيمثلنا في اجتماع النبلاء.”
حتى بعد مغادرةِ ديريك وإيان، بقيت إيفانجلين ولم ترحل.
سألت إيفانجلين.
“لمَ لم تقولي إنكِ ستمثلينا؟”
اتسعت عينا أرتيا قبل أن تجيب.
“تعلمين يا عمتي، لم يسبق في تاريخ الإمبراطورية أن حضرت امرأة اجتماع النبلاء، لن يسمحوا لي حتى بالدخول إلى القاعةِ.”
فضلاً عن ذلك، ستنهال الانتقادات على عائلة دوق إدينبرغ لإرسالها امرأة كممثلة.
لكن إيفانجلين قالت بعينين ثابتتين دون أي تردد.
“وماذا في ذلكَ؟”
“……!”
“كان الأمر دائمًا كذلك. عندما تطلقتِ، عندما طالبتِ بعقاب ذلك الوغد الذي ضرب زوجته، عندما بدأتِ أعمال العائلة، قال الجميع إنه مستحيل، لكنكِ فعلتِها. ألا يمكنكِ فعل ذلكَ هذه المرةَ أيضًا؟”
“…”
حتى الآن، كانت إيفانجلين محافظة، بينما كانت أرتيا تقدمية.
لكن اليوم، ولأول مرة، تبادلتا الأدوار.
وضعت إيفانجلين يدها على كتف أرتيا وقالت.
“فكري في الأمر. إذا قررتِ، سأدعمكِ بكُل قوتي.”
***
أكلت أرتيا أعواد الجزر دون توقف، عندما سمع صوت منخفض.
“ما الذي تفكرين فيه بهذا العمق؟”
كان كيليان قد دخل الغرفة دون أن تلاحظ.
احتضنت أرتيا كيليان بطبيعية دون أي ذرة من الدهشة وقالت.
“كنت أفكر في شيءٍ ما.”
“في ماذا؟”
كانت أرتيا تحب أن تثرثر لكيليان بكل التفاصيل.
لكن ما حدث اليوم لم تشأ الحديث عنه لسبب ما.
اقترب كيليان من أذن أرتيا، التي أغلقت فمها بإحكام، وهمس.
“ما الأمرَ؟”
عادةً، كان كيليان بجانب أرتيا كقط ناعس وكسول.
لم يكن يطلب أي شيء منها ولا يظهر أي مشاعر كثيرة.
لكن حين يتعلق الأمر بأرتيا، كان لديه جانبٌ مهووس بها.
كان عليه أن يعرف كل شيء عنها ليرتاح.
‘إن لم أجيب، سيستمرُ بسؤالي طوال الليل.’
عرفت أرتيا طباع كيليان، فلم يكن أمامها سوى أن تروي له كل ما حدث اليوم.
“عمتي مبالغة في حبها لي، تخيل، تريدني أن أحضر اجتماع النبلاء، أمر لا يصدق!”
استمع كيليان بهدوء ثم تكلم.
“لماذا؟”
“ماذا؟”
“لماذا تقولين شيئًا لا يشبهكِ؟”
“…”
“أرتيا فون إيدينبرغ التي أعرفها تبدو هادئة من الخارج، لكنها مليئة بالطموح. يجب أن تمتلك كل ما تريده لتشعر بالرضا.”
واصل كلامهُ.
“أنتِ تريدين أن تصبحي دوقة إيدينبرغ، أليس كذلك؟”
في تلك اللحظة، شعرت أرتيا بقلبها يهوي.
كأن سرًا لم ترغب أبدًا في كشفه قد انكشف.
لكنها سرعان ما أخفت مشاعرها وهزت رأسها.
“كنت أريد فقط سلطة لا تخضع لأحد، لم أطمع يومًا في لقب الدوق. هذا لا يعقل.”
“…”
“وبما أن الحديث بدأ، سأخبركِ. أنوي تسليم لقب الدوق لأحدٍ. لا يمكن أن يظل المنصب شاغرًا هكذا.”
أضافت أرتيا بنبرة مرحة.
“بالطبع، سأسلم اللقب فقط، وسأدير عائلة إيدينبرغ من الخلف. القوة الخفية، أليس ذلك رائعًا؟”
لكن، على عكس نبرتها المرحة، كان وجه كيليان باردًا.
نظر إليها بعينيه الذهبيّتين وقال.
“اتخذتِ هذا القرار بسببي، أليس كذلك؟”
“……!”
ساد صمت قصير بينهما.
بعد لحظة، فتحت أرتيا فمها.
“فكرت في ذلك عندما بدأنا علاقتنا.”
كان الأمير كيليان مرشحًا قويًا ليصبح الإمبراطور القادم.
لن يظل أعزب إلى الأبد.
سيأتي يوم يتزوج فيه، وعندها ستنتهي علاقتنا.
سيؤلمني ذلك كثيرًا، لكن لا مفر منه.
لذا قررت أن أحبهُ دون ندم حتى يأتي ذلك اليوم.
“…”
عبس كيليان بجماله كأنه سمع شيئًا لا يجب سماعه.
قبل أن يتكلم، أكملت أرتيا بابتسامة مريرة.
“كنت ساذجةً ومتعجرفة. لا يمكن أن أتمكن من ذلك.”
كل يوم، كان حبها لكيليان يكبر.
أكثر،و أكثر، وأكثر.
تحطمت عزيمتها كقلعة رملية تحت أمواج العاطفة، وأخيرًا تغيرت أفكارها.
“أريد أن أبقى بجانبكَ يا سموك. حتى بعد أن تصبح إمبراطورًا، أريد أن أستمر.”
“……!”
واصلت أرتيا كلامها وهي تنظر إلى كيليان بعينين متسعتين.
“هذا ليس مستحيلاً.”
كانت أرتيا من عائلة إيدينبرغ النبيلة.
نعم، تزوجت مرة، لكن إذا أثبتت أنها لم تقضِ ليلة زفافها، قد يتم تجاوز الأمر بطريقة ما.
كل ما عليها التخلي عنه هو شيءٌ واحد.
لقب دوق إيدينبرغ.
لا يمكن أن تكون سيدة العائلة إمبراطورة.
يجب على الإمبراطورة أن تتخلى عن لقب عائلتها وتتبع لقب الإمبراطور، لتصبح أم هذا البلد.
قالت أرتيا بنبرة مرحة متعمدة.
“أريد أن أترك مجالاً لأصبح زوجتك يا سموك. كما قلتَ، أنا طماعة لا ترضى إلا بامتلاك ما تريد.”
ألن يكون ذلك عبئًا عليه؟ لم يتقدم لخطبتها بعد، وأنا أتحدث عن أن أصبح زوجته.
قلقت من رد فعل كيليان، فابتلعت ريقها ونظرت إليه.
لكن وجهه الجميل كان متجمدًا، كأنه تلقى هدية غير متوقعة.
كما لو كانا قد أكدا مشاعرَ بعضهما.
أمسك كيليان يد أرتيا وتشابكت أصابعهما وقال.
“لم أقل ذلك خوفًا من أن أثقل عليكِ…”
همس كأنه يكشف سرًا.
“أردت أن أكون زوجكِ. منذ اليوم الأول لعلاقتنا.”
“……!”
كان كيليان يعلم أيضًا أن مستقبلهما معًا غير مؤكدٍ، وأن تقوية هذه العلاقة تتطلب جهدًا.
“وجدت ساحرًا قد يشفي أرسين أخي.”
اتسعت عينا أرتيا لكلام غير متوقع.
“استغرق الأمر وقتًا طويلاً.”
بعد أكثر من عشر سنوات من البحث الدؤوب، تمكنت شبكة معلومات الأمير “الجرذان” من العثور على أثر ذلك الساحرَ.
“عندما يتعافى أخي، سيتولى منصب ولي العهد رسميًا. وعندها أنا…”
نظر كيليان إلى عيني أرتيا الورديتين وأكمل.
“سأتخلى عن حقي في العرش لأصبح زوجَ أرتيا فون إيدينبرغ.”
“……!”
لا يمكن لإمبراطور أن يتزوج دوقة إيدينبرغ.
فلا يُسمح لإمبراطورة أن تحمل لقب عائلة أخرى.
لكن إذا كان مجرد أمير عادي وليس إمبراطورًا، فهذا ممكن.
بالطبع، ستواجه معارضة وانتقادات، لكن كيليان كان واثقًا من قدرته على تحملِ كل ذلك.
“لذا يا أرتيا.”
“خذي لقب الدوق، وخذيني، وكل ما تطمحين إليه.”
…هل يوجد عرض زواج كهذا في العالم؟
قالت أرتيا بوجه يوشكُ على البكاءِ.
“أحقًا يمكنني ذلك؟”
“ألم تقولي لي إنكِ تتمنين أن أجد ما أريدهُ بصدق؟”
كل ما كان كيليان يتوق إليه الآن هو أرتيا فقط.
أرادها أن تفعل ما تريد، وأن تمتلك كل ما تطمحُ إليه، وأن تكون سعيدةً.
علمت أرتيا بقلبه، فاحتضنته بقوة وأومأت برأسها.
عرف كيليان عن وجود الساحرة شارلوت عندما كان في العاشرة.
بينما كان يبحث في الكتب القديمة عن طريقة لشفاء أرسين، لفتت انتباهه ساحرة.
“من بين سحرة عصر الإمبراطور الأول أورفيوس، كانت شارلوت واحدة منهم.”
“كانت تعرف إجابات كل شيء في العالم.”
“حتى أورفيوس، صاحب القوة القاهرة، كان يسألها عما يحيره.”
لم يكن هذا الاقتباس وحده ما جذب انتباه كيليان الصغير.
“الغريب أن أحدًا لم يرَ جثتها، وظل الناس يشهدون ظهور شارلوت على مر مئات السنين.”
“لذا برزت فرضية أنها تعيش حياةً خالدةً.”.
═════• •✠•❀•✠ •═════
الترجمة: فاطمة
حسابي ✿《التليغرام》
《واتباد: cynfti 》《انستا: fofolata1 》
✨ انضم إلى المجتمع – منتديات الموقع
📢 المنتدى العام
عـام
مجتمع تفاعلي يضم منتديات لمناقشات الروايات، تحليلات المانهوا، الاقتراحات، والإعلانات. هنا يشارك الأعضاء أفكارهم، يتبادلون الآراء، ويصنعون بيئة حوارية حيّة تعكس شغفهم.
منتدى يجمع عشّاق المانهوا في مكان واحد، من محبي القراءة إلى المترجمين والمهتمين بآخر التحديثات.
هنا نناقش الفصول، نتابع الأخبار ، نشارك التسريبات، ونوصي بأفضل الأعمال...
منتدى مخصص لمحبي الروايات ، سواء المؤلفة بأقلام عربية مبدعة أو المترجمة من مختلف اللغات.
هنا نشارك الروايات الأصلية، نناقش الفصول، نتابع التحديثات، ونتبادل التوصيات...
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة لغيرتها … لم تكن المشكلة اني دخلت القصة او ان روحي في جسد ايفا الشريرة بل المشكلة ان ايفا لديها أربعة وأربعون يوما فقط للعيش وبعدها سيتم قتلها من قبل...مواصلة القراءة →
استيقظت ووجدت روحي -في رواية كنت اقرأها- في جسد الأميرة ايفا ، الشريرة التي كانت تغار من البطلة لانها أقل شأنا منها وتضايقها بافعالها نتيجة...
التعليقات لهذا الفصل " 167"